06‏/12‏/2010







الشرق الأوسط الجديد
الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير
1-3
لن تنتهي فوضى العراق بل ستستمر وفق ما خططت له أمريكا وستعمل على توسيع دائرة الفوضى لتعم كل دول المنطقة خلال عقد أو عقدين من الزمن!.

بقلم : د.علي عبد داود الزكي


الفوضى الخلاقة التي بدا مسلسل حلقاتها في العراق سوف لن تنتهي كما كنا نظن على ارض العراق فقط؛ بل إنها ستنتشر إلى كل دول المنطقة، وبذورها بدأت تنمو بقوة في العديد من دول المنطقة. إن ما يدعى الفوضى الخلاقة هو عبارة عن فرض السيطرة الأمريكية بالريموت كنترول على الشرق الأوسط وإعادة هيكلته وفقا للمصالح الأمريكية. لن تنتهي فوضى العراق بل ستستمر وفق ما خططت له أمريكا وستعمل على توسيع دائرة الفوضى لتعم كل دول المنطقة خلال عقد أو عقدين من الزمن!! نرى اليوم بان الفوضى بدأت في السودان واليمن والسعودية والباكستان كحلقات إضافية للعراق وأفغانستان؟! وقوع السعودية في مسلسل الفوضى والفتن سوف يكون حلقة ذات سيناريو أمريكي بامتياز؛ وستمثل هذه الحلقة الانهيار الاقتصادي لكل الخليج ودويلاته وإماراته لصالح الشركات الأمريكية العظمى وهذا لن يتم إلا من خلال الصراعات التي ستتزايد بين المكونات الشعبية على الأرض السعودية، حيث سوف تتفجر فوضى المتناقضات والتصارعات وستكون السيطرة أمريكية على كل ما يجري بشكل غير مباشر، وستعمل امريكا على توفير كل مستلزمات الصراع المادية من سلاح ومعدات وتكنولوجيا قذرة واتصالات وشذوذ وخلاعة وإعلام مبرمج لدعم وترويج أفكار التناقض، وستدعم قوى التشرذم والفكر الأسود الذي سيغذي الصراع لأجيال قادمة مما سيولد تنافرات هائلة؛ بعدها سينهار الخليج الثري ليصبح ممرا للفقر والألم في كل المنطقة. خصوصا وان الخليج لا يمتلك مقومات الاستقرار الاقتصادي بدون النفط.إنها الهيمنة الأمريكية الجديدة على الشرق الأوسط والعالم والتي ستعمل باستراتيجية خلق الفوضى لغرض جني الأرباح والمكاسب الهائلة وإحكام السيطرة على العالم. من المتعارف عليه بان الإدارة الأمريكية هي إدارة غالبا ما تعتمد المبدأ البرغماتي الارتجالي في سياستها وتتنصل كثيرا من وعودها وعهودها وتسوف عن طريقما هي الحلول لمواجهة ذلك؟!! المفروض أن تكون هناك مؤسسات أكاديمية عليا ذات استقلالية عالية ورؤية واقعية تعمل في التخطيط للبلدان العربية لتقليل الخسائر وتوفير فرص نجاح أكثر لكسب الإنسان والنهوض بالاقتصاد والحفاظ على خصوصياتنا الثقافية أمام هجمات التغريب والعولمة. هذا المقترح يبدوا وكأنه أفلاطوني لانه حتى مؤسساتنا الأكاديمية العربية فصلت على مقاسات الجهل والفساد، فمن سيضع الحلول اذن؟! من سيكون صاحب القرار؟!  انه الشعب الذي يرفض الموت .. الشعب الذي يريد الحياة، إننا اليوم بحاجة إلى كتاب ومفكرين لاستنهاض الهمم وتوحيد الرؤى وتوليد موجات التغيير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق