04‏/12‏/2010




الحوار تلتقي بطــل العــراق 
فــي ريـاضــة الـ(كيك بوكسينك) 
(عبد الرزاق سعيد شيخو) من كردستان العراق 




رياضة الـ(كيك بوكسينك) تعتبر من صنوف الرياضة الحديثة في العراق بشكل عام إذا ما قارناها بالرياضات الأخرى مثل كرة القدم.. بطل هذه اللعبة هو  (عبد الرزاق سعيد شيخو) من كردستان العراق، وهو من مواليد قضاء العمادية في محافظة دهوك، سنة 1979، لعائلة متواضعة، وهو ما انعكس على تحصيله الدراسي الذي لم يتجاوز المتوسطة، لذا انخرط منذ صباه في العمل ليساعد في معيشة العائلة، ولكنه لم يستسلم ابدا فاختار لنفسه أن يمارس الرياضة مع مزاولته للعمل ليعوض ولو بشكل او آخر عن تأخره في الدراسة. ولمزيد من المعلومات عن هذا البطل العراقي الكردستاني؛ كان لمجلة الحوار هذا اللقاء معه.

الحوار: كيف تعرفت على هذه الرياضة غير المعروفة على نطاق واسع شعبيا، ومتى كانت انطلاقتك فيها؟.
- كانت البداية سنة 1997 وتحديدا في نادي (كاروان) حيث استهوتني رياضة (الكيك بوكسينك)، فعشقتها ومارستها لعدة سنوات، ولكن المشكلة آنذاك كانت في عدم وجود دعم مناسب لهذه اللعبة، وكذلك عدم وجود دورات وبطولات تمكننا من إبراز إمكانياتنا ومواهبنا في تلك الفترة تحديدا.
انعكس ذلك علي ما جعلني اترك اللعبة وأتجه للعبة الملاكمة التي هي أوسع انتشارا من الكيك بوكسينك، حيث كانت اللعبة تستحوذ على مكانة خاصة لدى الجمهور والمسؤولين على حد سواء، وحين أذكر الملاكمة لابد لي من الوقوف باحترام أمام مدربي السيد (محمد أحمد بيدهي) الذي كان له الفضل الكبير في تطوير مهاراتي في فنون الملاكمة، ولم يدخر وسعا في تدريبي على الفنون الخاصة بلعبة الملاكمة، حيث كان في تلك الفترة يمثل الأخ الناصح لي والمدرب الحريص على لاعبيه. ففي الفترة التي قضيتها على التدريب في رياضة الملاكمة وتحديدا من سنة2004 لغاية 2006 كنت احصل على المركز الأول في الأوزان  التي شاركت فيها على نطاق إقليم كردستان العراق والمحافظات الشمالية بشكل عام، ومنذ أن حصلت على لقب   بطل المنطقة الشمالية لم أفقده أبدا.
الحوار: لمن يعود الفضل في وصولك لما أنت عليه الآن؟.
- أنا شخصيا ولحسن التقدير الإلهي حظيت بعدد من المهتمين بقدراتي وإمكانياتي الرياضية، فكما ذكرت آنفا، فإن المدرب الذي كان له الفضل الكبير علي في فن الملاكمة، وأقول فن الملاكمة لأن اسم هذه الرياضة هو (رياضة الفن النبيل)، هو السيد (محمد أحمد بيدهي) والذي أنا الآن أتمرن على يديه في إطار استعداداتي لبطولة العرب التي ستقام قريبا في العاصمة الأردنية عمان.
ولا أنسى أيضا كل من السيد (خالد حسن) ومدرب منتخب دهوك للكيك بوكسينك السيد (صالح ككو)، وكذلك السيد (محمد سنجاري) الذي يعتبر من المحكمين المتميزين في هذه الرياضة، وكذلك السيد (محفوظ) رئيس اتحاد اللعبة في محافظة دهوك، وإذا خانتني الذاكرة في عدم إيراد أسماء آخرين ممن ساندوني في رحلتي الرياضية، فإن الدعاء لهم في ظهر الغيب موجود وشعوري بالامتنان لهم باق.
  الحوار: بما أنك وجدت ضالتك في رياضة الملاكمة، ما الذي دعاك لتركها والعودة للكيك بوكسينك؟.
 - حقيقة أقولها إنني أحببت رياضة الكيك بوكسينك أكثر من حبي لأي رياضة أخرى، مع أنني لا أنكر حبي للملاكمة إذ ان الملاكمة مكنتني من تطوير مهارات اليدين أكثر بكثير مما لو أنني بقيت على تماريني الأولى في الكيك بوكسينك فقط.
السبب الآخر هو الاهتمام من قبل المسؤولين برياضة الكيك بوكسينك، من خلال الدورات التدريبية وإقامة البطولات الداخلية في الإقليم والمشاركة على نطاق العراق، والسبب الأكثر أهمية هو أن الاهتمام برياضة الملاكمة بدأ يضعف شيئا فشيئا من قبل المسؤولين عن الرياضة في المحافظة، فلم يعودوا يهتمون بها كسابق عهدهم ولا يولوها الرعاية المناسبة ما دعاني للعودة لرياضة الكيك بوكسينك من جديد.
الحوار: وكيف كانت العودة؟.
- بفضل الله أولا؛ ثم من بعده يعود الفضل لمن طور لدي مهارات استعمال اليدين أكثر من ذي قبل، وكذلك طور لدي اللياقة والمطاولة والمراوغة أمام الخصم، الا وهو المدرب المبدع السيد محمد بيدهي. لذا كانت عودتي لرياضة الكيك بوكسينك مليئة بالنشاط والقوة والفنون الجديدة التي مكنتني من الحصول على المراكز الأولى في كل البطولات التي شاركت فيها على نطاق الإقليم.
الحوار: ما هي أهم الإنجازات التي حققتها؟.
- في مجال رياضة الملاكمة حققت الكثير من الإنجازات، أهمها حصولي على بطولة المنطقة الشمالية عام 2005.
ومنذ العام 2006 وهو العام الذي شهد عودتي لرياضة الكيك بوكسينك، وأنا أحصد الجوائز على نطاق الإقليم، وفي عام 2009 شاركت مع منتخب دهوك في بطولة العراق، فحصل أن نزف الدم من أنفي وذلك بسبب عملية أجريتها في الجيوب الأنفية، اعتقد الحكم أنني مصاب فأوقف النزال وكان ترتيبي في ذلك العام هو الثالث على مستوى العراق.
ولكن عزيمتي وعزيمة المشرفين في النادي كانت أكبر،ففي العام الذي تلاه وهو العام الحالي 2010 اكتسحت البطولة لأتوج بطلاً للعراق في وزن 86 كيلو غرام. وهذا الإنجاز أعتبره الأكبر لحد الآن، وانا مصمم على رفع اسم العراق وكردستان في المحافل الدولية والعربية. وعندما أحصل على أحد الألقاب العالمية سيكون هو الإنجاز الذي أتمناه وأحرص على نيله.
الحوار: كيف كان شعورك عند إعلان النتيجة بتتويجك بطلاً للعراق؟.
- حقيقة، هو شعور لا يوصف أبدا، كان في تلك اللحظة خليطا من الفرح والنشوة ولذة الانتصار، مرت أمام عيني سنوات التدريب، وكلمات المدربين، وأحسست بمقدار ما بذلته من جهد لأصل إلى هذه اللحظة التي أنا فيها، وكذلك أحسست بثقل المسؤولية التي ألقيت على عاتقي لأحافظ عليها، بل وأطورها في المستقبل القريب إن شاء الله.    
الحوار: متى انضممت لمنتخب العراق للعبة الكيك بوكسينك؟.
 - بعد حصولي على لقب بطل العراق مباشرة، وتم دعوتي للعب ضمن المنتخب العراقي للعبة، وأنا الآن أتهيأ لخوض بطولة العرب التي ستقام مبارياتها في العاصمة الأردنية عمان في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة أغلب المنتخبات العربية، وسأشارك في هذه البطولة في وزني المحبب لي وزن الـ(86)  كيلو غرام، وأنا حريص على تقديم كل ما بإمكاني من جهد ومهارات.
 وأتمنى من الله القدير أن يمكنني من تحقيق الفوز للعراق ولكردستان وإضافة ميدالية ذهبية جديدة لذهب العراق.
الحوار: من المعلوم أن الرياضة بشكل عام والفردية منها بشكل خاص تحتاج للدعم المادي، فهل تحصل على الدعم المناسب من المسؤولين عن الرياضة في الإقليم؟.
- للأسف أقولها وبمرارة الدعم الرياضي يكاد ينصب على الألعاب الجماعية والفرقية مثل كرة القدم على وجه التحديد، أما غيرها من الألعاب الفردية فإنها لا تحصل على معشار ما تحصل عليه كرة القدم مثلاً.
وأنا بالرغم من حصولي على هذه المرتبة المشرفة للإقليم على مستوى العراق لم أحصل على الدعم المادي المناسب الذي يجعلني أتفرغ للتمرين من أجل الوصول إلى نتائج أفضل.
فأنا لحد الآن أنفق من مالي الخاص على مستلزماتي الخاصة ولا أحصل من نادي العمادية الذي أنتمي إليه سوى على مبلغٍ ضئيل أفضل عدم ذكر مقداره بسبب الإحراج، وأقولها وبكل صراحة، فلو توفر الدعم لكل النشاطات الرياضية لوجدت من بين الشباب من يصلح لأن يكون مشروع بطل في المستقبل إن شاء الله.
   الحوار: لم أنت هنا في دهوك ولا تتواجد في بغداد مع المنتخب العراقي في تمارينه التحضيرية للبطولة العربية؟.
 - بصراحة الأوضاع الأمنية العامة في بغداد لا تشجع على تواجدي هناك بشكل مستمر، ولا أريد أن أكون عبئا على الإداريين والكادر التدريبي هناك، وأنا متواصل معهم من هنا، فحالما يتم طلبي للانضمام إلى المنتخب سألبي الطلب، أما فيما يخص التمارين فأنا أتمرن يوميا بمعدل ثلاث ساعات أو أكثر في قاعات نادي دهوك وبين أحبائي في النادي.   
 الحوار: هل من كلمة أخيرة توجهها إلى الشباب؟.
- أوجه كلمتي للشباب أولاً فأقول لهم: إن الزمن لا يقف لكي يلحق به من تخلف عن قطاره، والفرصة إن جاءت فيجب استغلالها بأحسن ما يكون، والرياضة تصقل مهارات الفرد وتنمي لديه القدرة على مواجهة الحياة.
وأوجه كلمة للمسؤولين عن الرياضة في الإقليم، بأن يولوا الرياضة الفردية اهتماما مناسبا لكي يكون لدينا في الغد القريب إن شاء الله أبطالا نفاخر بهم.  
الحوار: شكرا جزيلا لك؛ ننتظر عودتك بكأس العرب كي نشاركك الفرحة ونجري معك حوارا آخر إن شاء الله تعالى.
- شكرا جزيلا لمجلتكم على اهتمامها بهذا الموضوع، اتمنى لكم الموفقية والنجاح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق