د. سعد سعيد الديوه جي *
Dewachi16@yahoo.com
ان مجالس الأمة أو الشعب، سمها ما تسمي، في بلداننا تفرزها الأمة بتوافقية لا نظير لها في العالم أو على مدار التاريخ، لان الشعب ينتخبها حبا وعرفاناً بهؤلاء الرجال والنساء الذين ضحوا بأوقاتهم وأموالهم من أجل راحة الشعب وقائده المفدى، فالقائد هو الوطن، والوطن هو القائد.
وأي قائد هذا، إنه باني مجد الأمة وحضاراتها، القائد التاريخي الملهم وبطل هذا الزمان وهدية السماء للأرض، إبن الشعب البار، حامل مشعل الحق والحرية، قائد الدولة الحديثة وما بعد الحداثة، القائد الرمز، ورائد تحرير الأمة، القائد العملاق الذي زعزع قواعد الأعداء واجتثها، إنه عظيم الأمة ورمز كفاحها ونضالها، رجل المبادئ والمواقف الثابتة، والذي لولاه لأصبحت الأمة شذر مذر.....
لقد كان جذلاً فرحاناً يمشي ويدور حول نفسه وهو يحيي ممثلي الشعب الذين لم يترددوا عن الهتاف والتصفيق بحيوية بالغة ولم يسعفهم ضيق المكان ليعبروا عن فرحتهم بدبكة أو برقصة شعبية تلائم المناسبة.
بعض الأعضاء من الرجال والنساء لم يتوانوا عن البكاء عند رؤيتهم القائد الرمز بينهم فرحاناً جذلاً وهو يعدهم بالإصلاحات التي ستجري على يديه وأيدي الحزب القائد، رغم أن هذه الإصلاحات غير ضرورية ولكن ترضيةً لأعداء المسيرة، فالحزب هو الدولة والدولة هي الحزب.
التفتت إحدى العضوات نحو زميل لها في المجلس، وهمست، ماذا يعني تعدد الأحزاب سوى تفكك المجتمع، فقد قالها القائد بأن كل مواطني الأمة هم أعضاء في حزب القائد، وإن لم ينتموا، فالانتماء مسألة شكلية، هذه القاعدة ذهبية كان قد أرساها البلاشفة في روسيا من قبل.
لقد كان أحد أعضاء المجلس يعتقد بأن مجرد رؤية القائد يشفى من الأمراض النفسية والكآبة، لان ابتسامته العريضة فيها نوع من الإيحاء، حيث قالها له أحد وعاظ السلاطين بأنك ملهم أيها العظيم، وربما أعتقد آخرون بأن مجرد لمسة منه قد تشفي من الأمراض المعدية وخصوصاً الأمراض الجلدية وربما البواسير والله أعلم!.
أخبر القائد مجلسة الديمقراطي بأن كل الأمور على أحسن ما يكون، وأنه سيتخذ قرارات عاجلة ربما على مائدة العشاء تلك الليلة، حتى يقطفوا ثمرات إلهاماته صباحاً ويتخلصوا من طنين هذه الحشرات والجراثيم التي تنفذ مؤامرة ضد القائد العظيم وعائلته التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل الأمة.
خرج الرئيس من مبنى المجلس وهو أكثر فرحاً مما دخله حيث زادت حدة التصفيق والهتافات، وبعد أن تعافى من تعافى من أعضائه من الأمراض النفسية والجسدية، وزادت فرحته عندما أخبره أحد أعضاء حمايته بأن جراثيم المؤامرة يجري القضاء عليها بمبيدات خاصة تُرش من فوهة الدبابات، فماذا تريد هذه الجراثيم المتآمرة سوى لا تريد فساد العلاقة بين هذا القائد الرمز وشعبه الذي يحبه إلى درجة الموت.
فلنتوجه بالدعاء لله حتى يحفظ لنا القائد وحتى لا نحرم من إلهاماته وبركاته، إنه على كل شيء قدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق