رئيس التحرير
|
|
حوار: سرهد أحمد
|
|
د. فرست مرعي
|
|
ترجمة: عمر جاسم محمد
|
|
د. أياد كامل الزيباري
|
|
تأملات في آية التيه ...... ...... ...... ...... ...... ......
...... ...... ......
|
صالح شيخو
|
أحمد الزاويتي
|
|
عمر عبدالعزيز
|
|
سرهد أحمد
|
|
جاسم محمد الشرنخي
|
|
فاتن محمد
|
|
د. سعد الديوه جي
|
|
البرازيل أنموذج الدولة الوطنية المتطلعة للنهوض! ....... ...........
|
هفال برواري
|
دنيانا التي فيها معاشنا ...... ...... ...... ...... ...... ......
...... ......
|
يحيى ريشاوي
|
عبدالكريم يحيى الزيباري
|
|
حاورها: بسام الطعان
|
|
صلاح سعيد أمين
|
|
شخصيات سياسية وأكاديمية تطرح (خارطة طريق) لإقامة الدولة الكوردية
...... ...... ...... ...... ...... ...... ...... ..................... ...... ........
|
تقرير: الحوار
|
إعداد: المحرر السياسي
|
|
إعداد: المحرر السياسي
|
|
محمد واني
|
30/11/2014
مواضيع العدد 141
17/11/2014
العلمانية المؤدلجة ومخاطرها على الديمقراطية.. (مصر) نموذجاً (5 من 5)
أبو بكر علي
ترجمة: اسو أحمد
الإبعاد من (السلطة)، يصبح حجة ومدخلاً
للإبعاد من الحياة السياسية برمتها، أو الحجر في زاوية، بحيث لا يبقى أمام التيار الإسلامي
أي دور، إلاّ أن يكون ديكورا سياسيا لا غير. وهذا نوع خطير من القتل السياسي، أو الموت
البطيء، أو الحصر الذليل في مكان محدد، كما أنه استبداد وتضييق للفرص أمام ذلك التيار.
إذا كان كل ما تحدثنا عنه، خلال الحلقات
السابقة من هذا المقال، من إفرازات أدلجة الصراعات، وتعميقها، والتي تصل إلى حد التلاعن،
دونما التفات إلى الآثار السيئة التي تتركها على الثقافة الوطنية والتلاحم الداخلي
للمجتمع، فإن دعوة الجيش، وإعادةَ جرّه -عديمةَ المعنى- إلى الحياة السياسية،
من الذي يحمي حقوق الإنسان؟
استخدم مصطلح (حقوق الإنسان) كركيزة أولى لانتصار المظلوم وتثبيت
مبادىء العدالة وترسيخها، ورفض الظلم، أيا كان مصدره. وقد صدر مصطلح (حقوق الإنسان)
منذ نشأة التاريخ الأوروبي المعاصر، وكان شكلا من أشكال كفالة الحريات للطبقة البرجوازية
ضد الإقطاع ، وقد تم تجاهل هذا المفهوم من قبل أصحاب الحق الطبيعي والأساسي، وهم الطبقة
الكادحة من الفقراء
تقديس التقسيم وتحريم الوحدة
صلاح سعيد أمين
لست من الذين يمنحون القدسية لأي فكرة على حساب إنسانية الإنسان
وحياته على وجه المعمورة، ولا من الذين يؤمنون بقتل البشر والحجر من أجل الفكرة -أي
فكرة كانت: دينية (سماوية أو وضعية)، قومية، علمانية، رأسمالية، إشتراكية.. وهلم جرا-
وذلك لسبب بسيط، وهو - كما يقول الفلاسفة – لأن "الإنسان مقياس الأشياء الجامعة".
ومن ناحية أخرى، فالأصل في الفكرة أن تكون في خدمة الإنسان، وأن توظف من أجل الحياة
والحضارة، لا غير..
لقد خلق الله (سبحانه وتعالى) الإنسان، وأنزله إلى الأرض، ولم يتركه
وحيداً، ليكون فريسة لجهله بطبيعة
الناس والمظاهر.. في عالمنا الثالث
حينما كنت في مرحلة البكالوريوس درّسنا أحد الشيوخ، وكان خريج جامعة
الأزهر، وذا علم ودراية كبيرة بمنهجه وتجارب الحياة، فهو لحسن حظه كان قد أكمل الماجستير
في الأزهر الشريف، وكانت (الأزهر) يومها قبلة لطلاب العلوم، يعجّون إليها من جميع البلدان
الإسلامية. إلا أنّ الحظّ لم يحالف شيخي هذه المرة، ولم يستطع تكملة الدكتوراه، رغم
محاولاته العديدة، لأنّه لم يوقّع للبعثيين، وقت نظام (صدام حسين) البائد، لذا لم يقبل
في الدكتوراه، وهذا ما انعكس على شخصيته السايكولوجية سلباً، لا لأنه ليس بهذا المستوى،
بل إنّ الكثير من أساتذة عصره من
المرأة ودورها في المجتمع
حاولت أن أجد موضوعا أنشره، فوجدت حولي المئات من المواضيع التي
يمكن الكتابة فيها، ولكني أردت أن أكتب شيئا يعد مهما في مجتمعنا، والظروف التي نعيشها.
ووقعت في دائرة الحيرة والتفكير، وبينما كنت أقلب صفحات دفتر يومياتي أوقفتني سطور
كتب فيها:
المرأة أنثى، المرأة إنسان، والمرأة أم، والمرأة بنت، المرأة أخت،
المرأة معلمة، المرأة طبيبة، المرأة وزيرة..
كوردية الدولة الساسانية
أود أن أذكر تحت هذا العنوان، حقيقة تاريخية كوردية، وإن كان عدد
من المؤرخين والباحثين شاروا إليها بشكل سطحي، فمن المعلوم أن الكورد تعرضوا للظلم
الجغرافي والتاريخي والتراثي الحضاري، خاصة بعد تقسيم كوردستان في الربع الأول من القرن
العشرين، فلم يستطيعوا حفظ تاريخهم وتراثهم ولغتهم، لعدم وجود دولة أو كيان يحافظ على
خصوصياتهم القومية، ولا يهمني أن أتحدث عن ديانة الدولة الساسانية وعقائدها كالزرادشتية
وغيرها، بقدر بيان حقيقة حضارية ترتبط بالشعب الكوردي.
ترجع تسمية الدولة الساسانية (226-651م)، إلى الكاهن الزرادشتي
(ساسان)، الذي كان جَد أول ملوك
احترم تحترم .. شعار مقترح لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
قرأت دراسة أعجبتني جدا، تتحدث عن مجموعة قواعد سلوكية، وذوقية،
تفرضها حقيقة انتشار ظاهرة تغلغل مواقع التواصل الاجتماعي إلى حياة الفرد المعاصر.
فهذه الم واقع، خصوصا (الفيس بوك)، و(التويتر)، وبرامج (المحادثات)، ومواقع (التدوين)،
وغيرها الكثير، أصبحت مفردة من مفردات حياة الإنسان اليومية في العصر الحديث، خصوصا
بعد انتشار الهواتف الذكية، وتوسع استخدام شبكة الانترنت، وسهولة الوصول إليها، تقنيا،
وماديا. ولعل أفضل ما يجسد هذه الحقيقة، ويعبر عنها، هو أننا من النادر جدا جدا أن
نكون في مكان عام، مثل: وسائل النقل، أو المقاهي والمطاعم، وحتى الجلسات
تحليلات زمن (داعش)!
أظن أن مقدار الحيرة التي يقع فيها المحللون السياسيون هذه الأيام
في تصاعد مستمر، فالأحداث والتطورات (السياسية- العسكرية)، الجارية في ثالوث (العراق
– سوريا- تركيا)، أوقعت الكثيرين في تحليلات خاطئة، وتقديرات غير صائبة. ولعل أصدق
كلام، ما سمعته من محلل سياسي، على شاشة إحدى الفضائيات، حين قال: والله أنا محتار
إلى حد الجنون في تحليل وتفسير الصراع السياسي والعسكري في المنطقة، كنا من قبل نحلل
الأوضاع إلى حد كبير بشكل يسير، حيث كانت التكتلات السياسية وأطراف الصراع واضحة، وفي
معظم الأحيان كنت تعلم إلى أين تسير الخارطة السياسية، وإلى أي طرف وآيديولوجيا ينتمي
ذلك التيار السياسي، أو
قضايا سردية في النص التراثي
في مقدمة كتابه (قضايا سردية في النص التراثي)، والحائز على (جائزة
الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي) في دورتها الثالثة (2013م)، يشير الباحث المغربي
الدكتور (إبراهيم الحجري) إلى معاناة النص التراثي من التهميش، تحت ذريعة أنه نص متقادم
يرتبط بعصر ولّى، وبتجارب صارت مجرد ذكرى، حيث استبعد من الدراسة، وتحاشاه النقاد والباحثون
الحداثيون، إلا ما جاء على سبيل الاستئناس واستخلاص المادة والمعطيات، ونادراً ما تم
تحليل هذه المادة وفق تصور حداثي، والوقوف على جمالياتها وخصوصياتها الأدبية والإنسانية.
لذلك، ظلت هذه النصوص مجهولة لدى أغلب القراء، تعاني الهجران والتقصير، بالرغم من كون
من هو الضحية؟
وسط كل الجرائم البشعة التي ترتكبها العصابات الداعشية المُنظِمة،
التي تذهب بعض الآراء الإعلامية إلى أن (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية)، مع
(الموساد) الإسرائيلي، هي التي دربتها، وتخطط وتحدد لها جميع عملياتها.. ووسط اعترافات
(هيلاري كلينتون) بأن أمريكا هي التي صنعت (داعش).. ووسط الاختلافات البينية بين جميع
الكتل السياسية، منذ أكثر من ثمان سنوات.. ووسط مطالب شعبية غير محققة، وأولها نبذ
السياسات الطائفية، ودعوة السياسيين لترك العنصرية والعصبية الحزبية..
بديع الزمان النورسي من مشاعل الفكر الإصلاحي في تركيا
قاسم عباس إبراهيم الجرجري
ولد الشيخ (سعيد ميرزا النورسي) سنة 1876م في قرية (نورس)، التابعة
لولاية (بدليس)، إحدى الولايات الكوردية في (تركيا)، من أبوين كورديين وأُسرة عريقة
كريمة فاضلة في التقوى. تعلّم القراءة والكتابة على يد أخيه ملا (عبدالله)، وملا (محمّد
أمين أفندي)، لكن تحصيله الفعليّ بدأ على يد علماء الدين في قضاء (بايزيد)، منهم الشيخ
(محمد الجلالي)، و(فتح الله أفندي)، حيث أدهشهم بذكائه وذهنهِ المتوقّد وقوّة ذاكرته
في الحفظِ والاختزان. وأوّلُ ثقافةٍ دخلت إلى عقلهِ، واختزنت في قلبه: القرآن الكريم،
فأصبح عاشقاً له، وصار له إماماً ونوراً وهدىً ومنهجاً، وكرّس معظم أوقاته من أجل العلم
والمعرفة، فلا رغد ولا راحة ولا لهو ولا
16/11/2014
كلمة العدد / نفق مظلم!
رئيس التحرير
العملية
السياسية الجارية في العراق، ومنذ التغيير الكبير في الخارطة السياسية، بالإطاحة
بنظام (صدام حسين)، في (2003)، لا تزال غير واضحة المعالم، ولم تفرز لحد اليوم
نظاماً سياسياً مستقراً، على الرغم من ادعاءات (المعارضة العراقية) – سابقاً -
بأنها ستحول (العراق) إلى واحة للديمقراطية بعد التخلص من الدكتاتورية.
ولكن
الذي حصل عملياً، هو سقوط البلد في وحل (الطائفية) البغيضة، والتي حاول قادة الكتل
السياسية الخروج من مأزقها، وتجاوز مطبّاتها، ولكنهم لعوامل التاريخ والجغرافيا،
ولحظوظ النفس، ومآرب أخرى،
الخطاب العلماني في ضيافة الفكر الديني (2- 2)
سعد الزيباري
يستدعي العملُ
البحثيّ عادةً تحديد ماهيّة المصطلحاتِ التي يدورُ عنها البحثُ، وأُطرها الدلاليّة،
وتنوّع تفسيراتِها في الحقلِ المعرفيّ، ومن هذهِ المصطلحات مفردة (السلفيّة) التي تشيرُ
في الوسطِ المعرفيّ إلى عِدّة دلالات، فهي تُستخدم أحياناً للإشارةِ إلى منهجيّة الاتّكاء
المرجعيّ على التراث، ويُضادّها وفق هذا التعريف مفردات: تقدّمي، وطليعيّ، وتحديثيّ،
وسِواها. ووفق هذا التعريف الذي يستخدِمهُ كثيرٌ من الباحثين في العالَم العربيّ، وفي
الدوائِر البحثيّة الغربيّة كذلِك، يُمكن إطلاقُ صفة (السلفيّة) على مَنْ يقفُ خارِج
إطار الفكرة الإسلاميّة، فيُقال مثلاً (ماركسي سلفي) أو (قومي سلفي) أو (إسلامي سلفي)، وغيرها، ويُقصد بهذا
15/11/2014
الاتحاد الإسلامي يخوض الانتخابات البرلمانية العراقية والمحلية الكوردستانية
تقرير: المحرر السياسي
الأمين العام يطلق الحملة الانتخابية ليككرتو تحت شعار "من أجلكم"
بحضور الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني السيد (محمد فرج)، وكافة مرشحي القائمتين (274) و(81) للانتخابات البرلمانية العراقية والمحلية الكوردستانية، انطلقت الحملة الانتخابية للحزب، بعد الساعة الثانية عشر ليلاً من يوم الثلاثاء الموافق 1/4/2014.
بحضور الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني السيد (محمد فرج)، وكافة مرشحي القائمتين (274) و(81) للانتخابات البرلمانية العراقية والمحلية الكوردستانية، انطلقت الحملة الانتخابية للحزب، بعد الساعة الثانية عشر ليلاً من يوم الثلاثاء الموافق 1/4/2014.
احتفالات جماهيرية حاشدة دعماً لمرشحي يككرتوهذا، ونظم (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) في عدد من مدن الإقليم مهرجانات جماهيرية حاشدة، شارك فيها المئات من مؤيدي وأنصار (الاتحاد الإسلامي)، بالإضافة إلى جموع غفيرة من أهالي تلك المدن، ومن مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.
وناشد مرشحو الحزب، أثناء جولاتهم الميدانية، الجماهير بانتهاز هذه الفرصة التاريخية، لإحداث التغيير المنشود في كافة المجالات بإقليم كوردستان.
07/11/2014
ندوة إسلامية تحذر من التطرف وتشجب ممارسات (داعش)
السليمانية: الحوار
تحت شعار (دور العلماء الكورد في مواجهة (داعش) وأعماله الشنيعة)،
عقدت، يوم الأحد الموافق 19/10/2014، في مدينة (السليمانية)، بإقليم كوردستان العراق،
ندوة إسلامية، استعرضت مخاطر الفكر المتطرف، ودحض حجج (داعش)، وشجب ممارساته العدوانية.
الندوة الإسلامية عقدت على قاعة المناسبات في جامع (أحمد الحاج
علي)، ونظمها (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، بالتعاون مع (الرابطة الإسلامية الكوردية)،
وحضرها نخبة من علماء
مكتبة مركز دراسات الموصل ودورها المعرفي في جامعة الموصل
الدكتور محمد نزار الدباغ
تعد المكتبات إحدى روافد
المعرفة الإنسانية في مجالات العلوم والمعارف والآداب والفنون، فهي تقدم للباحث فرصة
للإطلاع على كنوزها المعرفية والمتمثلة بالكتب والدوريات العلمية، والتي تساعده على
تكوين خلفية ثقافية ومعارف عامة في جميع الاختصاصات، تنعكس على شخصيته وتنميها شيئاً
فشيئاً لتطوير فكره ومهاراته وأساليبه البحثية، فضلاً عن أنها تساعد طالب الدراسات
العليا على انجاز مادته النظرية في مجال بحثه من خلال الاستعانة بالكتب والأطاريح والرسائل
والبحوث العلمية بصيغتيها الورقية والألكترونية.
تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان اتخذ المسار الخطأ، وعليه المراجعة!
من وجهة نظري الشخصية،
فإن حزب الـ(ب ي د)، الذي يمثل الحركة الكوردية
غرب كوردستان، اتخذ المسار الخطأ منذ البداية. فتاريخ هذا التيار -بصورة عامة- اتخذ
مسار التحالف مع النظام الأسدي منذ الثمانينيات، واستخدم النظام البعثي هذا التيار
كقوة داعمة لنظامه، وكقوة ضد الحكومة التركية. وكانت المصلحة بالمقابل هي تقوية التيار
الكوردي في الجانب العسكري فقط، دون أي تقدم بشأن الحقوق الكوردية، داخل الدولة السورية،
سوى الانخراطات الأمنية! وكانت الدولة تسهل له الحرية في الالتحاق بالقوات الساكنة
في جبال جنوب كوردستان - شمال العراق - والدوران حول فلك مصالحها،
لا تسيئوا لتاريخ الشعب الكوردي..!
سعد سعيد الديوه جي
إن أحد أهم أسباب قيام الحركات العبثية في التاريخ، هو تقديم التاريخ
بالصورة التي يراد بها لهذه العبثية -عمداً، وعن سابق إصرار وترصد- أن تظهر بها، فيأتي
تزوير الحقائق، وإظهارها بغير ما قامت عليه، من الأمور التي يستند إليها محترفو تغيير
الحقائق وقلبها. وتاريخ أي شعب من الشعوب،
في أي حقبة زمنية، يجب أن يكتب بروح تلك الحقبة، وما سبقها، لا بروح ما يشتهي الكاتب.
فالتطلع نحو آفاق المستقبل لا يعني لعن الماضي وإسقاطه من الحسبان بكل جوانبه.
وخلال تجوالي في مكتبات كوردستان، رأيت من الكتب الأجنبية -المترجمة والعربية- ما يشكل إساءة بالغة
(قناة الجزيرة) والقضية الكوردية
احمد الزاويتي
يمكن اعتبار (قناة الجزيرة)، التي بدأت ببثها في الأول من نوفمبر
من عام 1996، هي بداية مرحلة تناول القضية الكوردية من قبل الإعلام العربي بجرأة وبمهنية،
وحتى ذلك التاريخ كان تناول القضية الكوردية في الإعلام العربي، يشوبه الكثير من التشويش
والتشويه والموقف السلبـي المسبق من القضية. فكما أرادت (الجزيرة) أن تكون جريئة ومهنية
في تناول مختلف الملفات،
تركيا والخيارات الصعبة؟!
إن شبح التمدد الداعشي بات العنوان العريض للإعلام، على المستوى
الدولي والإقليمي، وتحول إلى الشغل الشاغل للمحلليين والمراقبين في مجال تحليل الأحدث
والمعطيات السياسية، فالتغييرات الديناميكية في الشرق الأوسط، والمفاجئات السياسية،
قد عقدت مسألة فهم المتغييرات في السياسة العامة والخارجية لللاعبين الدوليين في المنطقة.
فالاستقرار السياسي والاقتصادي باتا أمام خطر حقيقي، واحتمالية تحول المنطقة إلى ساحة
لحروب إقليمية، بات السيناريو المرتقب في
النصر بالنصر
في عام 1998 كنت طالباً يومها في أحد المعاهد التقنية في بغداد،
وكان ذلك العام هو عام التخرج، وكنت مشغولاً كغيري من الطلبة بالتحضير ليوم الاختبار،
وكان هناك مادة تربوية أساسية، وقد أوعزت الأستاذة المشرفة إلينا بالتهيؤ لإلقاء محاضرة
مباشرة دون التقيُّد بموضوع معين، كل حسب رغبته، وكان ذلك في حقيقة الأمر من الأمور
الشاقة عليَّ حقاً، حيث كنت أتحرج غاية الحرج من الوقوف أمام زملائي لأقوم بدور الأستاذ،
ولكنها الأيام تجري ليقترب ذلك الموعد المحدد، والذي سأقوم بدوري فيه بإلقاء المحاضرة.
وكان هناك زميل لي أحسبه على خير، وهو ممن كان حريصاً على أداء
واجباته، ولكنه كان يعاني مما كنت
الزهور.. تجربة كورديّة رائدة في الصحافة الموجّهة للأطفال
عبد المجيد إبراهيم قاسم
لم يغب عن أذهان المشتغلين
بالصحافة الكوردية في أي فترة من الفترات، لم يغب الاهتمام الفعلي بثقافة الأطفال الكورد،
بل شكّل العمل في هذا المجال امتداداً لصحافة الكبار بوجه عام، فازدهرت بازدهارها وانتكست
بانتكاستها، وبرزت تجارب رائدة - كما في صحافة الكبار - قدّمت أساليب صحافية جيدة من
جهة، وحاولت تقديم ثقافة متوازنة للطفل الكوردي من جهة أخرى. كما واجه هذان النوعان
من الصحافة الظروف والعراقيل ذاتها، وتوقّفت معظم تجاربهما عن الصدور للأسباب نفسها،
التي باتت معروفة للجميع، كعدم وجود الدعم الرسمي، بحكم الواقع
موجز نشاطات الاتحاد الإسلامي الكوردستاني
متابعة وإعداد: المحرر السياسي
الاتحاد الإسلامي يستضيف اجتماع الأحزاب الكوردستانية
عقد في مقر المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكوردستاني في أربيل،
يوم الاثنين الموافق 13-10-2014، الاجتماع
الثاني للأطراف الكوردية لحسم مسألة توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة العراقية الجديدة
برئاسة حيدر العبادي.
آخر الكلام// ثقافة قطع الرؤوس
محمد واني
لا أحد يعلم بالضبط كيف ولماذا وأين ظهر تنظيم (الدولة الإسلامية
في العراق والشام) (داعش)، بالصورة المفاجئة التي أدهشت العالم، وشدت الأنفاس إليه،
وسط هذا الكم الهائل من العصابات المسلحة والميليشيات الإرهابية التي تعج بها المنطقة،
ميليشيات وعصابات من كل صنف ونوع، وفي مختلف الاختصاصات والاهتمامات، فيها من تخصص
بسرقة السيارات واقتحام البيوت والمحلات والبنوك، وفيها من يخطف الرهائن ويقايضها بأموال
طائلة، وفيها من تشكل على أساس الطائفية والدفاع عن مقدسات المذهب، وهي على أهبة الاستعداد
لخوض حرب ضروس لا تبقي ولا تذر ضد
06/11/2014
تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان ... - هفال عارف برواري
من
وجهة نظري الشخصية، فإن حزب الـ(ب ي د)،
الذي يمثل الحركة الكوردية غرب كوردستان، اتخذ المسار الخطأ منذ البداية. فتاريخ
هذا التيار -بصورة عامة- اتخذ مسار التحالف مع النظام الأسدي منذ الثمانينيات،
واستخدم النظام البعثي هذا التيار كقوة داعمة لنظامه، وكقوة ضد الحكومة التركية.
وكانت المصلحة بالمقابل هي تقوية التيار الكوردي في الجانب العسكري فقط، دون أي
تقدم بشأن الحقوق الكوردية، داخل الدولة السورية، سوى الانخراطات الأمنية! وكانت
الدولة تسهل له الحرية في الالتحاق بالقوات الساكنة في جبال جنوب كوردستان - شمال
العراق - والدوران حول فلك مصالحها، حتى قيل إن (حافظ الأسد) قد استخدمهم بخباثته
السياسية في مجزرة (حماة)، في بداية الثمانينيات، لكي يحدث شرخاً تاريخياً عميقاً
بين قوميتين وحركتين، يكون المستفيد منه نظامه البعثي فقط! ويستمر هذا العمق إلى
عقود طويلة! بل حتى أن الكورد السوريين، كمواطنين يعيشون في وطن، حرموا من أدنى
حقوقهم، وهو امتلاك جنسية هذا البلد، أي اعتبارهم أجانب، ولم نر أية مطالب ملموسة
لهم، أو أي حراك سياسي داخل الحدود السورية، كما كان موجوداً في الدولة العراقية،
رغم امتلاكهم حقوق المواطنة والجنسية، شأنهم شأن غيرهم.
واستمر هذا التزاوج غير
الشرعي لغاية قيام الثورة الشعبية السورية، ولكن رغم ذلك ظل التيار المحرك للكورد
في (سوريا) ملتزماً بروابطه مع النظام الأسدي، وهو بدوره استفاد منهم، بالسماح لهم
أن يستفردوا في مناطقهم، وأعطاهم حركة شبه مستقلة، لكي يعمقوا جذورهم القومية
وآيديولوجيتهم المعروفة، كما هو حال حزب ( پ ك ك) الناشط في الجانب التركي، والذي يمتلك
نفس الآيدولوجية، بل هما ذا توجه واحد، ولا يفرقهم إلا الاسم فقط، لأغراض سياسية،
لا سيما وأن الجناح العسكري لحزب الـ (پ ك ك) داخل في لائحة الإرهاب عالمياً،
بينما الجناح العسكري لـ(حزب الاتحاد الديموقراطي)، الذي يمثل التيار الكوردي
السوري ( ي پ ج)، غير داخل في لائحة الإرهاب، مما جعل كثير من قيادات وجنود
(البككة) تقوم بالتسلل إلى الجناح العسكري في (ي پ ج)، وملخص عقائدهم الديموغرافية
والجيو سياسية هو عدم إيمانهم بالحدود المرسومة، والإيمان بالدولة الكوردية
الكبرى، غير معلومة الحدود! أي أن لهم عقيدة توسعية، شأنهم شأن عقائد (تنظيم دولة
الإسلام) التوسعية طبعاً، كل حسب خلفيته الآيديولوجية. وهذا ما عقد مسألتهم، كون
من الصعوبة بمكان التفاهم معهم دولياً، وتزامن مع دخول الثورة السورية في صراع
إقليمي، بل عالمي، تدخلت فيه دولة إيران الكبرى مباشرة، كعمق استراتيجي لا يمكن
الاستغناء عنه، وذلك لعدم ترجيح كفة الدولة السورية لصالح منافسها في المنطقة، ألا
وهي دولة تركيا.
ومن هنا تدخل البعد الطائفي في الميدان، وأصبح
الشعب الكوردي في سوريا، بقياداته، في فخاخ وألغام سياسية لا نهاية لها، كونها:
1- تمتلك نزعة قومية وآيديولوجية يسارية، مع كونها
تحتسب من الطائفة السنية، فالشعب الثائر لم ينس تحالفات هذا التيار الكوردي
السابقة مع النظام، ولم يكن هو أيضاً منفتحاً على العالم الخارجي، بسبب القمع
الأسدي المتمثل بسياسة الانغلاق والتقوقع على الفكر الأوحد، ومن ثم تكوين عقلية
مغلقة لا تستوعب مفاهيم ومناورات وتجاذبات ومرونة السياسة، أضف إلى ذلك القمع الدموي
والمتسارع من جانب النظام الأسدي.
2- تشبث التيار الكوردي بالحلف القديم، وأكله لقمة
التحالف مع نظام بعثي قمعي ودموي، من جانب نظام علوي شيعي.
3- دخوله كتحصيل حاصل في الحلف الإيراني، واستغلال
إيران ورقة الكورد كقوة لا يستهان بها، لبقاء النظام الأسدي من جهة، واستخدامها
كورقة ضغط وكشوكة في خاصرة تركيا، بحيث تمنع تدخل تركيا لإسقاط النظام البعثي من
جهة أخرى، وكذلك لمنع استخدام الأراضي الكوردية كبؤر للتمدد من جانب الدولة التركية،
لا سيما وأن مدينة (كوباني) مثلاً تخترق الأراضي التركية، وكذلك تؤثر في العراق من
ناحية معبر (اليعربية)، بحيث تصبح ورقة ضغط على الإثنين، وكذلك تؤثر في العمق
السوري، باعتبارها تسيطر على شبكة المواصلات بين (الرقة) و(حلب). أضف إلى ذلك أن
مدينة (كوباني) تتمتع بموقع جغرافي مهم وحساس بالنسبة لتركيا، وقد تكون ممراً
مستقبلياً لمرور أنابيب النفط العراقية إلى تركيا، ومنها إلى ميناء جيهان!
كل هذه الأمور أدت إلى
عدم سكوت الدولة التركية، بحيث تقوم إيران عن طريق مشروعها وحلفها بقص أظافر تركيا
في عمقها السني، من حيث السكان الموجودين والديموغرافية السياسية لها، وتأثيراتها
التاريخية في هذا العمق الذي لن تتنازل عنه، خاصة بعد التقدم الاقتصادي الملحوظ في
تركيا، مع مكانة دولية متمثلة في (حلف الناتو)، الذي كان باباً منيعاً للنفوذ
السوفياتي نحو غرب أوروبا، ومنها نحو
الشرق، بل امتلاكها ثاني أقوى جيش في هذا الحلف، ومشاركاتها الفعالة في أفغانستان،
وغيرها، وكذلك تصدرها لحماية الوجود السني كقوة وحيدة باقية، بعد انهيار الهايكل
السنية في البلدان العربية، وبقاء دول خليجية تمتلك البترو دولار فقط، وهي مرتعبة
من الأخطبوط الإيراني الشيعي، الذي يحوم حولها، بل تم حصر كل هذه الدول القبلية في
اليمن، وعلى طول الخليج، ناهيك عن لبنان، مروراً بسوريا إلى العراق، لذلك:
1- لا شك أنها بدأت تحرك أوراقها، وبامتلاكها
الموقع الاستراتيجي العالمي، فإنها تستطيع تمرير آلاف المقاتلين من الشيشان وجبال
القوقاز، هذا عدا الدماء العربية السنية الثائرة جراء التهميش والتشتيت، بعد
الثورات العربية المضادة، ونحر الديموقراطية الوليدة في أهم دولة محورية يقتدى بها
في الشرق، وخاصة العرب، وهي مصر.
2- وأنها لا تقبل أن تكون حليفة إيران مغروسة في
خاصرها، وستجبر أمريكا على إعادة النظر في
أوراقها، وقد بدأت بالفعل!
3- أما سياسة الإقليم، بقيادة البارزاني - رئيس الإقليم - فأظن أنه يفهم المعادلات
الدولية جيداً، وقد دخلها منذ زمن بعيد، لذلك كفة الموازين ستكون من نصيب هذا
التوجه في المستقبل. لذا فإننا نرى أن التوجهات التي تكون نحو العمق التركي، ومنه
نحو أوروبا، هي الطريق الأصوب لمستقبل إقليم كوردستان، والحقوق الكوردية بصورة
عامة، والتي تكون على أسس وشراكة اقتصادية نفعية متبادلة، يستطيع من خلالها الحصول
على الاستقرار، والتقدم الداخلي، والكيان الدائم، الذي لا يمثل تخويفاً للآخرين،
ولهذا صرح رئيس الوزراء التركي، في إحدى لقاءاته مع قيادة غرب كوردستان، أنه لا
مانع لدينا من قيام كيان كوردي في سوريا ينتهج منهج إقليم كوردستان العراق!
أما إيران، فهي ممر مظلم
شائك غير سالم العواقب، وأي حقوق ملموسة لتلك الشعوب، وانظر إلى المناطق التي تسيطر
عليها، غالباً ما تجد تشتتاً مجتمعياً يعاني من تجاذبات طائفية تعمد إلى تمزيق
المجتمع، وتفكيك أواصره، دون أدنى تقدم ملموس للبنية الداخلية لهم، وتأمل الكيانات
الموالية لها طائفياً، وفي أي مستوى هي، فما بالك بالطوائف والإثنيات الأخرى؟! لذى
أرى أن يقوم التيار الكوردي، المتمثل في (حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردستاني) في
سوريا (غرب كوردستان) بتغيير مساراته السياسية، وتعديل خلفياته الآيديولوجية، حتى
ننعم باستقرار شعب مناضل من حقه أن يعيش، لا أن يكون الموت والشهادة، أو
المجازر-لا سمح الله- من نصيبه. خاصة وأن مدينة مثل (كوباني) تتمتع بموقع جغرافي
حساس جداً، متمثلاً بعمقها الاستراتيجي مع تركيا شمالاً، وقد تكون ممراً لمرور
أنابيب النفط والغاز إلى (ميناء جيهان)، من شرق إقليم كوردستان العراق، وهو ما يجب
أن يحظى بالأولوية لديها، وأن يبنى ذلك على أساس علاقات وثيقة، وبرامج موحدة، بينهما،
لاسيما أن الكوردايةتي تجمعهم. وليعلم أن الصداقات الغربية المتمثلة في أوروبا
مثلاً، والتي تجاملها فقط، والدول البعيدة عنها جغرافياً وآيدولوجياً ومذهبياً،
متمثلة في دولة إيران، لن تنفعها، لأنها ليست علاقات دائمة إلى الأبدr
كوردية الدولة الساسانية- د.أكرم فتاح
? أود أن أذكر تحت هذا العنوان، حقيقة تاريخية كوردية، وإن
كان عدد من المؤرخين والباحثين أشاروا إليها بشكل سطحي، فمن المعلوم أن الكورد
تعرضوا للظلم الجغرافي والتاريخي والتراثي والحضاري، خاصة بعد تقسيم كوردستان في
الربع الأول من القرن العشرين، فلم يستطيعوا حفظ تاريخهم وتراثهم ولغتهم، لعدم
وجود دولة أو كيان يحافظ على خصوصياتهم القومية، ولا يهمني أن أتحدث عن ديانة
الدولة الساسانية وعقائدها كالزرادشتية وغيرها، بقدر بيان حقيقة حضارية ترتبط
بالشعب الكوردي.
ترجع تسمية
الدولة الساسانية (226-651م)، إلى الكاهن الزرادشتي (ساسان)، الذي كان جَد أول
ملوك الدولة الساسانية ومؤسسها (أردشير الأول)، بعد هزيمة آخر ملوك البارثيين
(الفرثيين الأشكانيين) أرتبانوس الرابع، وانتهت عندما حاول كسرى (يزدجرد الثالث
632-651م) مقاومة الخلافة الإسلامية الحديثة لمدة 14 سنة، خاصة في معركة القادسية،
التي وقعت في 13 شعبان 15هـ/ 636م، بين المسلمين بقيادة (سعد بن أبي وقاص)،
والساسانيين بقيادة (رستم فرّخزاد) في القادسية، وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل
رستم، وبعد ذلك فتح (المدائن) عاصمة الدولة.
وقد أحاطت أرض هذه الإمبراطورية
كلاً من إيران والعراق، وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان، والأجزاء الشرقية من
كوردستان الشمالية، وأجزاء من باكستان، وسمى الساسانيون امبراطوريتهم بـ(إيران
شهر)، أي "سادة الإيرانيين الآرييين"، والدولة لم تكن ثابتة الحدود،
إنما كانت حدودها تتسع أحياناً في عصر الملوك الأقوياء، وتنقبض في عصر الضعفاء،
وشهدت الفترة الساسانية الإنجاز الأعلى: الميدية وترويجها، وأثَّرت كذلك على
الحضارة الرومانية إلى حد كبير لا سيما في المجال الثقافي.
ومنذ القرن
الثالث الميلادي صارت الزرادشتية ديناً للدولة، حيث تقوم العقيدة الزرادشتية على
الثنوية، أي وجود إلهين في الكون، هما إله النور (أهورا مزدا)، وإله الظلام
(أهريمن)، وهما يتنازعان السيطرة على الكون.
ومن الجانب
التاريخي، ذكر (زانيار عطا الله) في قناة "وصال" الفضائية، وهو المدير
التنفيذي للقناة: "إن الكورد عاشوا في كوردستان منذ 6000 سنة، وهم أقدم
الأقوام الذين عاشوا في إيران، وأن الفرس يعودون إلى 2500 سنة". والأدلة على
كوردية الدولة الساسانية كما قال الدكتور (محمد تقي جون)، أستاذ في جامعة واسط:
"إن الدولة الساسانية آخر الإمبراطوريات العظيمة في التاريخ الفيلي، ومن
أكبرها في العالم القديم، وعرف ملوكها بالأكاسرة، واسم كسرى تعريب
لـ(كيخسرو)". وحسم الطبري أصل الساسانيين نقلاً عن كتاب (خداي نامه)، أن
(أردشير الأول)، مؤسس الدولة، تلقى رسالة من آخر ملوك الأشكانيين (أردوان الخامس)،
حيث ورد عليه رسول الأردوان بكتاب منه، فجمع (أردشير) الناس وقرأ الكتاب بحضرتهم،
فإذا فيه: "إنك قد عدوت طورك، واجتلبت حتفك أيها الكوردي المربي في خيام
الأكراد"، وكان التفوق الفارسي في الحضارة حجماً لا قِدماً، عدم قدرة الكورد
على التفوق عليهم، قد دفع إلى مجاراتهم في أسلوبهم، وهو ما فعلته الدولة الساسانية،
فكانت كوردية أصلاً، فارسية ثقافة وسياسة، ونتيجة هذا التفوق الفارسي، سميت إيران
قديماً بـ(بلاد فارس)، وهو الاسم الذي حفظه العرب ووردته كتبهم، وسبَّبَ الخلط
لديهم، ولهذا نجد الفرس مذكورين في الشعر الجاهلي (13) مرّة دون ذكر الكورد، وفي
فترة الفتوحات الإسلامية الأولى، يرد ذكر الفرس (مرتين)، مرة (للحارث بن سمي) يذكر
قتله قائداً فارسياً، وأخرى لـ(عروة بن زيد) يذكر أنه ضرب جموعاً من الفرس، بينما
لا يذكر الكورد أيضاً، والمؤرّخون العرب، وحتى المتأخرون منهم، لا يفرقون بين الكورد
الفهلويين والفرس، فـابن الجوزي (ت 597هـ)، في "المنتظم"، يسمي كورد
فهلة فرساً، بينما يسمي سكنة كوردستان العراق كورداً. وفي العصر الأموي نجد ذكر
الفرس بوصفهم جند كسرى، أما الكورد فذكروا ثلاث مرّات في (الفتوح)، لدى (مغيرة بن
حبان)، و(بكرد بن النظام)، و(مالك بن الريب). ويصرّح (الفرزدق): "أن المقصود
بـ(فارس) الكورد وليس الفرس:
وَلَقد رَجَعتَ
وإنَّ فارس كُلَّها
مِن
كُردِها لَخَوائِفُ المُرَار
فوصف الفرس
بجنود كسرى، فلا ينكر أنهم كانوا ضمن جنود الساسانيين، كما كان الكورد ضمن جنود الفرس
الأخمينيين، وعموم ذكرهم حوالي (16) مرّة، ولا يرد ذكر الكورد في غير الحالة
العسكريّة، فإن هذا العدد الصغير يتفق مع عدم احتكاك العرب بالفرس احتكاكاً
واضحاً، وعندما نصل إلى العصر العباسي، نجد الفرس يذكرون (143) مرّة من قبل
الشعراء، مقابل (12) مرّة فقط يذكر فيها الكورد، وهذا يتفق مع المعرفة الجيدة
والاحتكاك الكبير بين العرب والفرس. وبيَّن (ابن النديم)، عن لغة الأكاسرة ملوك
الساسنيين، أنهم يتكلمون في مجالسهم اللغة الفهلوية (الفيلية)، بينما كانت
الفارسية لغة الموابذة ورثة المجوس، ولا يعقل أن يتكلّم ملوك دولة ما، بلسان قوم
من رعاياهم ويجعلونها اللغة الرسمية لدولتهم. ومن المعلوم أن عاصمة الدولة تقع في
كوردستان مناطق الفيليين. وقال الدكتور (طيب أفشار): "الساسانيون كورد فيليون
بشكل قاطع". وكذلك يذكر الأستاذ (رشيد ياسمي) في جامعة طهران في سلسلة من المقالات
بعنوان "الساسانيون كورد لا فرس".
وقد أدت عوامل كثيرة إلى
اقتصار إيران على الفرس في مخيلة العرب أهمها أن الفرس أسقطوا الدولة الأموية
وأقاموا الدولة العباسية العربية، وسرعان ما استجمعوا أنفسهم واستعادوا الحكم في
أجزاء من إيران، طموحاً إلى بناء إمبراطورية فارسية، والتي سعت إلى إعادة المجد
الفارسي، ونجحوا في بناء دويلات إيرانية مثل: (الصفارية والسامانية والبويهية)،
التي أحاطت أغلب إيران والعراق حوالي قرن واحد، ورافق النهوض القومي إعادة الديانة
الفارسية القديمة (كالمجوسية والمانية والمزدكية)، والاستهتار بأمر الدين
الإسلامي، وترويج العقائد الباطنية الباطلة، مقابل ذلك نجد الضعف القومي لدى
الكورد الفهلويين الكسرويين بعد دخولهم في الإسلام، ومن عادة الفرس قديماً وحديثاً
الاستحواذ على إرث الشعوب الإيرانية ونسبتها لهم، وعمل حكام الدويلات الفارسية
الثلاثة على ترجمة الآثار المكتوبة بالفهلوية إلى اللغة الفارسية، لتصبح فارسية
لغة وتاريخاً، وكان (ابن المقفع) من رواد المجد الفارسي، وترسيخ فكرة وجود فكر
وثقافة فارسية أعظم مما عند العرب، لذا ترجم الآثار القديمة ونسبها إلى الفرس
ماحياً منها أي أثر كوردي، علاوة على ذلك كلف الشعراء بكتابة شاهنامات تنسب للفرس
كل تاريخ الأقوام الإيرانية وحضاراتها، بنَفَسٍ ملحميّ وأسلوب أدبي، فأنتج الكثير
منها وأهمها (شاهنامة الفردوسي)q
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)