قراءنا الكرام..
يستقبل ايميل مجلة (الحوار) وبريد صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الرسائل التي تحوي بعض المشاكل، والقضايا، التي تتعلق ببعض الأصدقاء والصديقات يطلبون فيها المشورة، وقد رأت هيئة تحرير مجلة (الحوار) أن تستعين بإحدى الناشطات في مجال العمل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني، المعنية بقضايا الأسرة، لغرض تقديم المشورة لأصحاب الرسائل، ويتم عرضها في المجلة لتعم الفائدة. شكرا لكل من راسلنا، ونرحب بالرسائل والقضايا التي تودون طرحها على السيدة والناشطة (سولاف محمود)، التي ترد على الأسئلة وتطرح الحلول في هذه الفقرة، على الايملات المثبتة على المجلة، أو مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتم إخفاء الأسماء، واستبدالها بالرموز، للحفاظ على الخصوصية.
الأخت الحائرة الصديقة (شيماء العبيدي) تقول:
اكتشفت أن أختي، وهي طالبة بالصف الخامس الإعدادي، تقيم علاقة صداقة مع شاب عبر الموبايل ويتكلمان الى ساعات متأخرة من الليل؛ واعترفت لي بذلك عندما واجهتها بالأمر.
أنا وأختي نعيش مع أمي التي ترملت منذ عام 2003، تحت رعاية خالي الذي يساعدنا في الأمور المادية فقط، ولا يهتم كثيرا بالجوانب الأخرى، والدتي سيدة بسيطة، تعبت في تربيتنا كثيرا، وهي لا تملك الحكمة الكافية للتعامل مع مثل هذا الموقف!.
أجد نفسي وحيدة أمام سلوك أختي الذي أعرف أنه خطأ، وأخشى عليها من أن تستدرج إلى فعل قد يكون كارثي عليها وعلينا، وأنا محتارة ولا أعرف ماذا أفعل، أرجو المساعدة...وشكرا.
الجواب:
عزيزتي شيماء
ما وقعت فيه أختك من خطأ متوقع في مثل أيامنا هذه؛ فالعديد من الفتيات يتم التغرير بهن لإقامة علاقات غرامية زائفة تدفع الفتاة ثمنها الباهض! وهذا يعود لأسباب عديدة، أولها نقص في توجيه الفتاة نفسها من قبل الأهل، وثانيا التأثر بالأفلام والمسلسلات ومحاولة تقليدها، وثالثا الصحبة السيئة؛ وفي ظرفكم فإن عدم وجود الوالد كان له تأثير سلبي آخر.
بدايةً أختك محظوظة بوجودك حولها، فأنت واعية وتملكين فهما للحياة بشكل كاف؛ حفظك الله وزادك حكمة، وإليك بعض النصائح التي تساعدك إن شاء الله في احتواء المشكلة:
أوﻻ أقنعيها بأن تقطع علاقتها مع هذا الشاب فورا، وأن تكسر شريحة الموبايل. ثانيا ابحثي في صديقات أختك، وحاولي إبعادها عن الصديقة السيئة منهن، وإذا كانت والدتك كما تقولين، فعليك أن تستغلي جهلها للأمر بأن تجعليه مصدر تهديد لأختك، واتركيها تفهم أن علم الوالدة شيء صعب، وأنك ستلجئين إليه إن لم تطاوعك، ولو أني أفضل إذا كنت طالبة أو موظفة أن تبلغي والدتك بالأمر سرا حتى تساعدك في مراقبتها أثناء غيابك. وأخيرا اجعلي أداء أختك في المدرسة مقياساً لتصرفاتها، واسألي عنها مدرساتها، فإن كل فتاة تنشغل بمثل هذه الأمور ينخفض مستواها الدراسي، كما يمكنك أن تشرحي لها حجم تضحية والدتك لكما، عسى أن يردعها ذلك.
أقترح عليك؛ أن تبحثي عن قصة من القصص الكثيرة في مجتمعنا، تدور أحداثها عن مثل هذا الموضوع الذي وقعت فيه أختك، قصة بنت خدعها شاب بوهم الحب، ثم ما لبث أن تركها جريحة تنزف، اجعليها أمامها كي تصحوا من غيبوبة الوهم، حاولي أن تجدي مثل هذه القصص في محيط صديقاتك، قريباتك، معارفك، فإن لم تجدي فيمكنك البحث في الانترنت عن الموضوع وستجدين بدل القصة عشرات القصص، اطبعيها وقولي لها هذا هو المصير يا أختي، لأن البنات في مثل هذا السن لا ينظرن في العواقب، تأخذهم العاطفة، ويخدعهم بهرج المسلسلات التي تصور الحب على شكل حلم رومانسي وردي، بشكل مثالي يبهر الأبصار ويأخذ الألباب، وهو على الأرض ليس كذلك! بل هو ذئاب تتربص بضحاياها لتفترس. منطقة الوعي هذه هي التي يجب أن يعمل عليها الأهل، والمدرسة، والإعلام الغائب مع الأسف...أتمنى لأختك الهداية ولك التوفيق.
الصداقة بين الرجل والمرأة والإحساس بالذنب
وردنا من الصديقة لمياء. م. ص تسأل: السلام عليكم ورحمة الله؛ أنا فتاة في العشرين من عمري، ومن عائلة محافظة، وملتزمة والحمد لله، ليس لدي اختلاط بالذكور مطلقا، ولا أؤمن بالصداقة بين الرجل والمرأة.
في يوم من الأيام كنت متضايقة جدا، وأشعر بالاكتئاب بسبب مشاكل نفسية وعائلية، فحكيت لبنت خالتي هذا الأمر، فنصحتني أن أدخل على النت، وأعمل حساب فيس بوك، وأتسلى بنشر المعلومات، والصداقات، والشات، وقالت: ستجدين هناك من يهتم بك، ومن يسمع مشاكلك.
في الأول قلت إن كلامها غير منطقي وغير معقول؛ ثم أغراني الشيطان فجربت، وصار عندي حساب في الفيس بوك، في البداية قصرت الصداقة على البنات، ثم رأيت أن البنات لا يكلمون بعضهم على الشات، فأضفت بعض الشباب؛ ووجدت أن الغالبية همهم الوحيد العلاقات العاطفية، والجنس، وما إلى ذلك، وأنا لا أهتم لهذه الأمور، فتكلمت ذات يوم مع شاب، وحصل بيننا صداقة، فحكيت له بعض مشاكلي وهمومي، وكان هدفي الفضفضة فقط، وليس إقامة صداقة وما إلى ذلك.
الشاب كان مهذبا جدا، وصاحب ثقافة، وحكى لي جانبا من المشاكل التي تواجهه في حياته، جعلني أشعر أن مشاكلي تافهة قياسا على ما هو فيه! ثم استمرينا في التواصل فترة طويلة.. وبعد أن أعطيته إيميلي أصبحنا نتكلم مع بعض كل يوم بالساعات، على الأقل 3 ساعات في اليوم لمدة 7 شهور، واكتشفنا أننا نشترك في حاجات كثيرة، وصرنا نحكي لبعضنا كل أمور حياتنا ودقائقها، لحد أن كل واحد فينا أصبح يعرف أدق التفاصيل عن الثاني، لدرجة أن كل منا صار يعرف بما يفكر به الآخر.
طوال هذه الفترة يكلمني باحترام كبير، وفي يوم قال لي (أحبك)، في أول الأمر رفضت الفكرة، وفي الآخر اكتشفت أني أحبه أيضا، ثم اكتشفت مؤخرا أن الأمر لا علاقة له بالحب بل هو مجرد تعلق.
تناقشنا في الموضوع كثيرا وأنهينا الكلام فيه؛ وطلب مني أن نبقى أصدقاء، في الأول رفضت وبعد ذلك وافقت.
بصراحة أنا الآن أشعر بالذنب، وأشعر أني أغضب رب العالمين بهذه الصداقة والعلاقة مع رجل لا يحل لي، أحاول أن أترك الكلام معه لكني أشعر أني أصبحت في حالة إدمان للحديث معه، بحيث أشعر بالضياع إذا لم أكلمه يوما..!!.
فماذا أفعل؟ هل صداقتي به حلال؟ كيف أتخلص من هذا الإدمان والشعور بالذنب؟.
الجواب/
عزيزتي لمياء
شيء جيد أن تكوني من عائلة محافظة ومتدينة، فغالباً ما تطغى البيئة الطيبة على الأبناء حتى وإن وقعوا في الخطأ، وهذا يساعدهم في العودة إلى الطريق الصحيح .
عزيزتي اكتبي هذهِ الآيات الكريمة وعلقيها أمام عينيك:
{وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}البقرة168.
وكذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (الإسراء:32).
وما فعلتيه في الحقيقة هو اتباع لخطوات الشيطان؛ في البداية للترويح عن النفس، ثم التعارف، ثم الصداقة، ثم كذبة الحب، وينتهي الأمر لا سامح الله بالوقوع في الخطأ!!! صدقيني كل من أقامت علاقة في مواقع التواصل الاجتماعي مرت بنفس هذه المراحل الشيطانية، وكل يبرر خطأه بنفس التبرير، بداية اسأت اختيار الصديقة المناسبة ثم أقمت علاقة أنتِ واثقة أنها محرمة شرعا؛ وعرفاً، لم تفكري بسمعة أهلكِ، والمصيبة أنكِ واثقة أن ما تقومين به خطأ وخداع لأهلك!.
عزيزتي إذا أردتي إنهاء المشكلة فعليكِ أولا إلغاء حساب الفيس بوك؛ وإلغاء الإيميل، فهذا غلق لمداخل الشيطان، وإن كان لا بد فعليك أن تضعي في حسابك الجديد بعض صفحات الشيوخ المصلحين والدعاة ليذكروك بالله كلما غفلت عنه، ولو أني أفضل أن لا يكون لك حساب أصلا، وعليك قطع علاقتكِ بشكل نهائي بهذا الشاب.
أعتقد أنكِ تعانين من وقت فراغ، ويجب أن تشغلي نفسك بالأعمال الصالحة كقراءة الكتب، أو تعلم مهارة، أو العمل؛ ثم بعد ذلك عليكِ بمفاتحة أحد أفراد أسرتكِ ليكون لكِ العون والصديق وصمام الأمان، وممكن أن تكون إحدى أخواتك أو والدتك. توبي إلى الله، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتفتي لمستقبلك، أمنياتي لكِ بالموفقية.
-السيدة أم دموع، كتبت تقول:
أعيش وضعا تعيسا منذ أن بلغ ولدي الوحيد سن الثامنة عشرة، فقد تحول هذا المزهو برجولته إلى وحش كاسر، ومصدر توحشه هو أنه بات يعتقد أني تحت ولايته، ويجب أن آخذ الأوامر منه في كل تصرفات حياتي؛ حتى إذا خرجت من المنزل يريد أن آخذ الإذن منه!.
هذا العاق؛ ضحيت بحياتي لأجله، ولم أتزوج بعد طلاقي من والده وهو في سن 5 سنوات، وعيشته في كل درجات الدلال التي يمكن أن يتصورها عقل، كنت أخاف عليه من الهواء، إلى درجة أني كنت أعطيه نصف راتبي كمصروف يومي وهو في الابتدائية! وهذا كان جزائي منه! فماذا أفعل؟؟.
الجواب/
أختي العزيزة أم دموع..
شيء طبيعي ما يفعلهُ ولدكِ في مثل هذا العمر فهو مراهق، وأنصحكِ بداية أن تقرأي بعض الكتب حول مشاكل المراهقين .
وما زاد الطين بلة هو انفصالكِ عن والده؛ ومن الواضح كذلك أنكِ أسرفتي في دلالهِ، وهذا واضح! لأنكِ تعطينهُ نصف الراتب، لم تعديه ليتحمل المسؤولية، وكانت النتيجة كارثة بشرية اسمها ابنكِ، يجب أن تعترفي أن الخطأ خطأكِ بالدرجة الأولى، لكي نبدأ بالحل قبل كل شيء، ثم بعد قراءتكِ لكتب المراهقة، وتفهمكِ لطبيعة هذه المرحلة، يجب أن تغيري طريقتكِ معهُ تدريجياً، يجب أن تُفهميه أن عليه واجبات إذا أراد أن يحصل على الحقوق فعليه أن يؤديها، وأظنكِ تستطيعين ذلك عن طريق تقنين إعطائهُ المصروف...
وأخيراً من الهام جداً أن تستعيني بأشخاص مؤثرين ليساعدوكِ في إصلاحه واحتوائه، ويُفضل أن يكونوا ممن تثقين بهم ومن المقربين إليه بنفس الوقت، مثل: أصدقائه أو أخوتكِ وأبنائهم؛ من المهم جدا أن يوجد رجل قريب لكليكما فابنك بحاجة لرجل يعوضه عن الأب من جهة، ويكون سندا لك في مواجهته من جهة أخرى. لم أفهم دور طليقك، وعليكِ أن تعرفي مدى تأثيره سلبيا كان أو إيجابيا في مشكلتكِ، وأخيراً التزمي بالدعاء لهُ بالصلاح.
أحمد الحلاوي يقول:
أنا شاب ومحتاج للزواج بشكل كبير، ولا يمنعني من الزواج إلا شيء واحد؛ هو عدم ثقتي ببنات هذه الأيام، من كثرة ما سمعت من قصص علاقات في حينا؛ حيث أسكن، فلم أعد أتصور أن هناك بنت لم تتلوث بعلاقات الحرام.
يضيف أحمد؛ وبعد ما دخلت عالم الفيس بوك ورأيت القصص والبلاوي التي فيه زاد الأمر عندي أضعاف، إلى درجة أني أقول لن اتزوج ببنت تعرف تستخدم الكومبيوتر.
الوالد والوالدة يلحون عليّ، ويقترحون عليّ أسماء وبنات لكني رافض رغم أني محتاج نفسيا وجسديا، ولا أستطيع أن اقول لأحد السبب الحقيقي، فوجدت فرصة مناسبة في أن أقول ما في قلبي لمجلتكم.
الجواب /
عزيزي أحمد
لكَ كل الحق في أن تتأنى في اختياركَ لشريكة الحياة؛ ولكني أعتقد أن خوفك الزائد سببهُ ليس فقط ما شاهدتهُ من بنات حَيّكم، لكن يعود لكَونكَ قد تكون شاركت في مثل هذهِ العلاقات، حيث أن أغلب الشباب الذين يقيمون علاقات عاطفية مع الفتيات ينتهي بهم المطاف إلى مثل حالتك من فقدان الثقة بالنساء والشك القاتل! لكن هذا لا يمنع من أن تُؤسس أسرة وتلبي حاجاتك النفسية والطبيعية.
إن وقوع بعض الفتيات في أخطاء لا يعني أن نُعمم هذا على كُل بنات حواء، فَهناك العديد من الفتيات الملتزمات ويمكنك أن تختار واحدة منهن، ويجب أن تضع في حسابك أن كل بني آدم خطاءٌ وخير الخطائين التوابون؛ أنا لا أُبرر أخطاء الشابات، لكن يجب أن نحاول كمجتمع منع وقوع الفساد، ويبقى دوركَ ودور المقبلين على الزواج أمثالكَ أن يشد على يد الفتاة الملتزمة المستقيمة ويختارها حتى لو تنازل عن بعض الصفات كالشكل والشهادة والمال، وبذلك نُساهم في دعم الفتاة الملتزمة ونساعد في تحصين المجتمع .
وإليكَ بعض الخطوات التي تساعدكَ في اختيار الفتاة الصالحة كزوجة:
أولاً-الدعاء من الله أن يرزقكَ الزوجة الصالحة.
ثانياً- اختيار الفتاة من عائلة ملتزمة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تَخيروا لنطفكم، فإن العرق دساس)، وحيث أن المنبت الحسن يطغى غالبا وتكون صاحبته أفضل من غيرها، كما يمكنكَ السؤال عن الفتاة، وجمع المعلومات جيداً قبل الإقدام على الخطوبة .
نصيحتي لكَ أخيراً أن لا تنساق وراء مخاوفك، وتوكل على الله وتضرع إليه؛ ولا تنسى أن تدعوني لحفل زفافك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق