01‏/04‏/2019

لماذا تراجع الأدب الروسي المعاصر عن موقعه المتقدم بين آداب الشعوب؟


جودت هوشيار
 تراجع الأدب الروسي – بعد تفكّك الاتحاد السوفيتي – عن موقعه المتقدّم في العالم عموماً، وفي العالم الناطق بالإنجليزية خصوصاً. ويُقال إن القارئ الأميركي – من الجيل الجديد – يكاد يجهل هذا الأدب تماماً، ولا يستطيع أن يذكر اسم كاتب روسي معاصر واحد. والسبب الرئيسي لهذا التراجع هو أن الأدب الروسي أصبح اليوم أدباً محليّاً، بكلّ معنى الكلمة .
الأدب المحلي الذي يكون مفهوماً وقريباً من شعب واحد فقط، وغير ممتع بالنسبة إلى بقية الشعوب، يتحوّل
– في أفضل الأحوال – إلى مجرد مصدر لعلماء الأنثروبولوجيا، ولا يهمّ القارئ الأجنبي. أمّا الأدب المحلي، الإنسانيّ الطابع، الذي يعبّر عن روح العصـر، ويثير أحاسيس مشتركة بين البشـر، وتجاوباً فكرياً، يتفاعل في كل بيئة مجرّدة من المكان والزمان، فهو الذي يجذب انتباه القارئ، بصـرف النظر عن العرق والمعتقد واختلاف الثقافات .
لماذا تراجع الأدب الروسي المعاصر عن موقعه المتقدّم بين آداب الشعوب ؟
نتائج غير متوقعة لإلغاء الرقابة
مما يثير الدهشة حقاً، أن إلغاء الرقابة، وإطلاق حرّية التعبير والنشـر، في أواخر حقبة (البريسترويكا)، لم يؤد إلى ازدهار الأدب الروسي المعاصر، كما كان متوقّعاً، بل على النقيض من ذلك أدّى إلى شيوع أدب التسلية الجماهيري الاستهلاكي. وهذا لا يعني - بأيّ حال من الأحوال - أن الرقابة أمر مفيد، لأنّ ثمّة أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية، وراء ظاهرة الأدب المحلي الاستهلاكي، وفي مقدمتها عزوف السواد الأكبر من الشباب عن قراءة الكتب الجادة المطبوعة، وتفضيل الكتب الألكترونية، أو سماع تسجيلاتها الصوتية عبر الأجهزة الذكية، فالسمّاعات لا تفارق الشباب الروس حتّى في عربات المترو، كما شاهدت ذلك بنفسي في (موسكو) و(سان بطرسبورغ)، وربّما لا يختلف الأمر كثيراً في المدن الروسية الكبرى الأخرى.
الأدباء الذين كانوا ينشرون نتاجاتهم سراً داخل البلاد (أدب الأندر غراوند)، أو ( سام إيزدات )، أيْ النشـر الذاتي، كما يسمّيه الروس، لم يعد لديهم ما يعارضون به العهد الجديد.
وأدب (الواقعية الاشتراكية) عفا عليه الزمن، وطوى النسيان أغلب كتّابه البارزين، الذين كانوا نخبة صغيرة مرفّهة في العهد السوفيتي، تتمتع بامتيازات شبيهة بامتيازات القادة السياسيين؛ في المكافآت والسكن والمعالجة في مستشفيات خاصة، وارتياد المنتجعات الجميلة على البحر الأسود صيفاً، ودور الراحة في المناطق المشمسة ذات المناخ المعتدل في جنوب البلاد شتاءً. وكانت كتبهم المنشورة بأعداد هائلة، تدرّ عليهم عائدات كبيرة. وبعد تعويم (الروبل) في عام 1992، فقدوا كلّ مدّخراتهم التي تحوّلت إلى أوراق لا قيمة لها. فعلى سبيل المثال كان الشاعر السوفيتي الشهير (يغور إيسايف) (1926 – 2013 ) – الحائز على أرفع جائزة أدبية سوفيتية لمرتين، وهي جائزة (لينين)، وعلى وسام بطل العمل الاشتراكي – له نفوذ كبير في اتحاد الكتّاب السوفيت، وعضواً في هيئات تحرير كبريات المجلات الأدبية، ولكنه وجد نفسه - على حين غرّة - من دون عمل في العهد الجديد، ومرّ بضائقة مالية شديدة، بعد انهيار سعر الروبل، ورفضِ دور النشـر الخاصة الجديدة – التي حلّت محلّ دور النشر الحكومية السوفيتية – نشـر أيّ ديوان جديد له. كما أن المكافآت لقاء نشر قصائده في المجلات الأدبية، أصبحت ضئيلة وتافهة، لا تكفي لشراء كيلوغرام واحد من اللحم، وعانى الأمرّين في تحصيل لقمة العيش، فلجأ إلى تربية الدجاج في مزرعته، في إحدى ضواحي موسكو، لكسب ما يمسك عليه حياته وحياة أسرته. وتوقف عن كتابة الشعر .
إن مصير أغلب كتّاب الواقعية الأشتراكية لا يختلف كثيراً عن مصير الشاعر (إيسايف)، وقد طواهم النسيان، وأصبحوا في ذمّة التاريخ .
الأدباء المهاجرون أخذوا ينشرون نتاجاتهم داخل روسيا أيضاً، وعاد العديد منهم إلى الوطن، بعد غيبة طويلة، ومنهم الأدباء الذين أسقطت عنهم الجنسية السوفيتية. ولكن سرعان ما زال سحرهم في العهد الجديد، فالإمبراطورية، التي كانوا يحاربونها، لم يعد لها وجود.
وجاء جيل جديد من الأدباء الشباب، ضائع لا يعرف ماذا يريد، وتحوّلت مهنة الكتابة الاستهلاكية الخفيفة إلى تجارة رابحة، لأولئك الذين يبحثون عن أسهل الطرق للحصول على المال، وكانوا في السابق يمارسون مهناً أخرى، ولا يفكرون يوماً في اتّخاذ الكتابة الأدبية مهنة لهم. ونزل إلى الميدان الأدبي ضباط بوليس، ورجال مخابرات متقاعدون، يستمدّون من خبراتهم الوظيفية، وتجاربهم الحياتية، حبكات رواياتهم البوليسية، والتجسسية. ولم يقتصر الأمر على الجنس الخشن، بل اقتحمت صحفيات، ونساء، من شرائح ومهن شتّى، وحتّى ربّات بيوت، مجال الأدب، بسلاسل من الروايات الغرامية والبوليسية والخيالية، التي لقيت رواجاً كبيرا لدى الجمهور الباحث عن أدب اللذة.
وفي الوقت الذي كان فيه الجمهور القارئ في الحقبة السوفيتية يتابع الإصدارات الجديدة لعدد محدود من الأدباء المعروفين، ثمّة اليوم مئات الأدباء من الجنسين – معظمهم في مدينتي موسكو وسان بطرسبورغ – وقد تحوّل كل منهم إلى آلة لإنتاج رواية، كل شهر أو شهرين، للحصول على أكبر قدر من المال. وهم أعضاء في عدّة اتحادات جديدة للأدباء، تشكّلت بعد إلغاء اتحاد الكتاب السوفيت. وهي تتناحر اليوم فيما بينها على ممتلكات الإتحاد السابق؛ من بنايات، ودور سكن في قرية الكتّاب (بريديلكينو)، في ضواحي موسكو .
كان قبول أيّ أديب، في (اتحاد الكتّاب السوفيت)، يفتح له الطريق للنشـر في كبريات المجلات الأدبية السميكة، وقيام دور النشر الحكومية بإصدار أيّ كتاب جديد له بعشـرات آلاف النسخ، لقاء مكافآت سخيّة للغاية، توفر له حياةً رغدة. أمّا اليوم، فإن الانضمام إلى أيّ اتحاد أدبي روسي، بات أمراً في غاية السهولة. يكفي أن تمارس الكتابة بين حين وآخر، وتدفع بدل الاشتراك بانتظام.
أدب الـ(غرافومانيا)
لم يعد للأدب الروسي صلة بالواقع، ويتّسم بطابع شديد الغرابة بالنسبة إلى القارئ الأجنبي، وتسود فيه ما تسمى بظاهرة الـ(غرافومانيا)، أي هوس الكتابة السطحية، التي غالبا ما تكون فضفاضة ومملة، حول أحداث عادية، وأبطال لا يتميزون بشيء .
البعض من أشهر الكتاب الاستهلاكيين الروس المعاصرين لا يجيدون حتى اللغة الأدبية الروسية، ونتاجاتهم مكتوبة بلغة سوقية أسوأ من لغة الصحافة الصفراء، ممّا ينم عن ذوق فاسد. ولولا البهارات الأيروتيكية مثل الوصف التفصيلي للعلاقات الحميمة، وشتّى أنواع التجارب الرذيلة، لما قرأ أحد كتاباتهم .
أما الأدب الروسي الخالي من البهارات الأيروتيكية، والعبارات الفاحشة – الذي يمكن اعتباره امتداداً للتقاليد الأدبية الروسية – فإنه يتناول عدداً من القضايا، التي لم تعد تهمّ القاريء الغربي، مثل: التعصب القومي الروسي، أو العيش وفق معايير الكنيسة الأرثوذكسية، أو الإنسان في مواقف استثنائية، مثل: المعتقل، أو الحرب. ويقصد بالحرب هنا الحرب السوفيتية – الألمانية، التي دارت بين الجيشين الأحمر والهتلري خلال الأعوام الأربعة الأخيرة (1941-1945) من الحرب العالمية الثانية، التي يطلق عليها الروس اسم (الحرب الوطنية العظمى). وقد كتب عنها عدد لا يحصـى من الروايات والقصص والدواوين الشعرية في العهد السوفيتي. أما وصف جحيم المعتقلات، ومعسكرات العمل الإجباري الشاق، فلم يعد فيه أيّ جديد، بعد روايات (سولجنتسن)، و(حكايات كوليما) لـ(فارلام شالوموف)، ومئات الكتب التي يتحدّث فيها أصحابها عمّا عانوه من تعذيب وتجويع ومهانة في المعتقلات ومعسكرات العمل الإجباري في أقاصي سيبيريا المتجمدة.
وتحتل موضوعة تفكّك الاتحاد السوفيتي، والحنين إلى المجد الإمبراطوري الغابر، مساحة واسعة في الأدب الروسي الجديد – فما زالت الإمبراطورية حيّة في الأذهان، وحتّى في الروايات الخيالية – لأنّ روسيا مرّت - في العقدين الأخيرين - بسنوات عصيبة، تغيّر فيها، ليس أسلوب الحياة فقط، بل المعايير الاجتماعية والقيمية والجمالية أيضاً. ولا أحد اليوم يعرف بمن يثق، وبِمَ يتفاخر، وماذا يفعل، وكيف يحيا لاحقاً. وثمّة ثلاثة اتجاهات في هذا المجال :
1- محاولة فهم ووصف ما حدث، أو ما يحدث الآن، على أنقاض الإمبراطورية المنهارة.
2- التعبير الفني عن مجتمع استهلاكي، وضياع المثل العليا التي كانت تستشرفها النخب المثقفة.
3- الإنسان الروسي الجديد، الذي يتعلّق بأذيال المصالح النفعية، ولديه المال ووسائل الترفيه، ولكن حياته كئيبة، وأخذ يتساءل من جديد – السؤال الروسي التقليدي –: ما العمل؟
 تراجع وانعزال
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن ما يترجم من الأدب الروسي إلى اللغة الإنجليزية لا يتجاوز 3% من إجمالي الأعمال الآدبية الأجنبية المترجمة إلى هذه اللغة الأساسية في عالمنا المعاصر. ويكفي أن نقول أنه خلال العقدين الأخيرين لم يدخل أيّ كتاب روسي إلى قائمة جائزة أفضل كتاب أجنبي مترجم. في حين حصلت عليها أعمال ادبية مترجمة إلى الانجليزية من آداب بلدان أوروبا الشرقية الأخرى، التي تحتلّ مكانة متواضعة في الأدب العالمي.
وعموماً، فإن نصيب الأعمال الأدبية الروسية من الجوائز الأدبية العالمية والأوروبية – منذ انهيار الإمبراطورية – جدّ قليل، رغم أن مشاهير الأدباء الاستهلاكيين الروس يحصلون باستمرار على الجوائز الأدبية الروسية المتعددة، التي يصعب حصرها لكثرتها، وتتحكم فيها دور النشر والإشهار الروسية الكبرى ..
الروايات الروسية المعاصرة تنشر في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بأعداد قليلة، من قبل دور النشر الصغيرة، أو الجامعية، وليس دور النشـر الشهيرة، مثل (بنجوين) أو (راندوم هاوس)، أو (فارار وجيرو)، ولا تعرض في المكتبات والمتاجر الشهيرة– ما عدا بعض روايات (لودميلا اوليتسكايا)، و(ميخائيل شيشكين) - والأخير يقيم بشكل دائم في سويسـرا–، بل في المكتبات الجامعية، أو على مواقع الأنترنيت، مثل موقع (امازون) .
أحياناً يمكن العثور على بعض روايات الخيال العلمي للكاتبين الروسيين (بوريس اكونين) و(فيكتور بيليفين) في هذه المكتبة أو تلك، ولكن ليس ثمّة رواية روسية واحدة ضمن قوائم الكتب الأكثر رواجاً. والعالم لا يتابع نتاجات الكتاب الروس المعاصرين – كما كان الأمر في الماضي – ولا يسوّق كل النسخ المطبوعة منها، رغم محدوديتها .
يقول أصحاب دور النشر الروسية، والكتاب الروس أنفسهم، إن ذلك ناجم عن ضعف الدعاية والترويج للأدب الروسي المعاصر في الدول الغربية. ولكن هذا الزعم غير دقيق، بدليل أن الكتاب الروس الاستهلاكيين يقومون بتكليف المترجمين الغربيين بترجمة نتاجاتهم إلى الإنجليزية، كما يقومون بحملات دعائية مكثّفة في الدول الغربية، لترويج وتسويق نتاجاتهم، ولم يبق في جعبتهم من سبيل إلا وسلكوه لإغراء القارئ الغربي، دون أن يحرزوا تقدّماً كبيراً في هذا المجال، لأنهم يلّحون عليه اقتناء وقراءة ما لا يحتاج إليه..
النقاد الروس – الذين يدورون في فلك دور النشر الروسية الكبرى – يعزون سبب ذلك إلى السياسة، ويقولون إن روسيا لم تعد عدوة أو منافسة للغرب، ولهذا فالأدب الروسي المعاصر لا يحظى باهتمام كبير في الغرب.. ولكن هذا تضليل متعمّد، الغرض منه الإيحاء بأن الأدب الروسي اليوم بخير، وأن السياسة الغربية الحالية إزاء روسيا هي التي تمنع انتشار الأدب الروسي في الغرب. ولكنّنا نعلم أنه لا توجد أيّ رقابة على الأعمال الأدبية في الغرب، لا بالنسبة إلى الأدب الروسي، ولا أيّ أدب آخر. فمن يرتاد متاجر الكتب في العواصم الغربية، يجد الكثير من الطبعات الحديثة للأعمال الأدبية لعمالقة الأدب الروسي الكلاسيكي: (تولستوي)، (دوستويفسكي)، (تشيخوف)، (تورغينيف). وكذلك العديد من الكتب المكرّسة لتحليل الوضع السياسي الراهن في روسيا البوتينية. وهذا يقودنا إلى استنتاج جلي، وهو أن القارئ الغربي ما يزال مهتمّاً بما يحدث في روسيا اليوم، ولكنّه لم يعد يهتمّ بالأدب الروسي الاستهلاكي، الذي لا يعبّر عن الواقع الروسي الراهن..
بعد (برودسكي)، و(سولجنتسن)، لا يوجد كاتب أو شاعر روسي واحد يحظى بنفس القدر من إعجاب القرّاء في الغرب. الجمهور الذي يقرأ الأدب الروسي، حتى اليوم، يتألف أساساً من المهاجرين والمغتربين الروس في الدول الغربية، وحفنة من المهنيين في كل بلد غربي، ومعظمهم من أساتذة وطلاب أقسام اللغة الروسية، أو الأدب الروسي، في الجامعات، وكذلك الأجانب من خريجي الجامعات والمعاهد الروسية .
يقول أصحاب دور النشر الغربية إنهم يريدون روايات روسية عن الواقع الروسي، ولكن مثل هذه الروايات نادرة في الأدب الروسي المعاصر. ولم يظهر في روسيا خلال العقدين الأخيرين أيّ عمل أدبي ممتع، ورفيع المستوى، فنّاً وفكراً، يمكن أن يجذب انتباه القارئ الغربي العادي، ويثير اهتمام النقاد الغربين، ويدخل ضمن قائمة الكتب الأكثر رواجاً، كما هو الحال مع الأعمال الأدبية الخالدة لعمالقة الأدب الروسي الكلاسيكي .
مائة صنف من السجق وفكرة واحدة
أجرت الصحفية والمترجمة الفنلندية (كريستينا روتكيرش) – التي تكتب باللغتين السويدية والفنلندية – لقاءات صحفية مع أحد عشر كاتباً روسياً مشهوراً تحدّثوا خلالها عن سيرهم الذاتية، وأعمالهم، وأساليبهم، وتجاربهم في الكتابة: (بوريس اكونين، يفغيني غريشكوفيتش، أدوارد ليمونوف، يوري ماملييف، فيكتور بيليفين، لودميلا بيتروشيفسكايا، نينا سادور، فلاديمير سوروكين، تاتيانا تولستايا، لودميلا اوليتسكايا، ميخائل شيشكين). وقد جمعت (روتكريش) نصوص هذه اللقاءات في كتاب صدر قبل بضع سنوات في ستوكهولم باللغة السويدية، بعنوان (لقاءات مع أحد عشر كاتبا روسياً)، ثمّ قامت بترجمة الكتاب إلى اللغة الفنلندية، ونشرته تحت عنوان (مائة صنف من السجق وفكرة واحدة). إن عنوان هذا الكتاب هو (باروديا)، أيْ محاكاة ساخرة وتهكّم على روسيا، التي تسعى لبناء اقتصاد السوق. حيث تجد في متاجرها اليوم أصنافاً كثيرة من السجق، الذي كان شحيحاً في الحقبة السوفيتية. ولكن الأدب الروسي يعاني اليوم من ظاهرة الـ(غرافومانيا)، وشحّة الأفكار الملهمة.. وبين أحد عشـر كاتباّ، لا يوجد من يكتب الأدب الحقيقي سوى (شيشكين)، و(اوليتسكايا)، التي يعرفها القارئ العربي، بعد ترجمة روايتها الممتعة (سونيشكا) إلى اللغة العربية. وهي روايتها الأولى التي نشرت في موسكو عام 1992، وترجمت إلى العربية بعد حوالي ربع قرن. ولـ(أولتسكايا) روايات وقصص كثيرة، وتحظى أعمالها بشعبية واسعة في روسيا، وترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية، وحصلت على بعض الجوائز الروسية والأوروبية، بينها جائزة (البوكر)، في نسختها الروسية، عام 2001 ..
شحّة الأفكار، والبؤس الإبداعي، لنجوم الأدب الاستهلاكي، هي نتيجة طبيعية لانعزالهم عن الواقع الاجتماعي. هذا الواقع الحافل بالتناقضات الحياتية والإنسانية، التي يمكن أن يستمدّ منها الكاتب الروائي والقصصي آلاف الحبكات الممتعة. ولكن للسوق قوانينها، وهذا هو الحال في كل بلد يتحول فيه الأدب إلى سلعة في السوق، ولا يقتصـر الأمرعلى روسيا وحدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق