01‏/04‏/2019

الشخصية الدينية في روايات نجيب محفوظ رواية (زقاق المدقّ)، أنموذجاً


سالم عمر طاهر الكوردي
الشخصية الدينية: "هي تلك الشخصية التي تلتزم في سلوكها، عبر مجرى أحداث الرواية، بفكر ديني، أياً كان المذهب الديني الذي تنتمي إليه، أو يوحي مظهرها بانتمائها إلى الدين" ([1]). 
وتعرّف أيضاً: "بأنها تلك التي تنطلق في سلوكها ومعاملاتها ومواقفها المختلفة، من مجموعة مبادئ دينية، تفهمها فهماً واعياً، وتدعو إليها، وتدافع عنها، وتكتسب لذلك قدراً من الاحترام والتوقير من معظم أفراد المجتمع"([2]). 
    تتضمن الرواية شخصيات متنوعة، حسب الواقع، أو المجتمع، الذي تعبّر عنه الرواية، لتفاوت أو تعارض فكري وسلوكي بين الأفراد. والذين درسوا موضوع الشخصية في الروايات، ركّزوا على الشخصيات الرئيسة، واهتموا
أيضاً بدور الشخصيات الأخرى، كالشخصية الدينية، مع العلم أنها لا تقلّ أهمية عن الشخصية الرئيسة في الروايات.
      لهذا سنتطرق في هذا البحث إلى دور الشخصية الدينية، وأثرها الإيجابيّ أو السلبيّ، في المجتمع، من بعض النواحي الرئيسة.            
أولاً: المستوى الثقافي للشخصية الدينية:
     الشخصية الدينية المثقّفة: هي الشخصية التي حصلت على قدر مناسب من التعليم، كأن تحصل على شهادة جامعية، أو يشهد لها بالتميّز الثقافي في المجتمع المحيط به، كقريتها مثلاً، فربّما يكون شخصية مدرّس متميّز، أو طبيب، أو مهندس، أو رجل عامة، ويكون ذا توجّه إسلامي.
     يتميّز المثقّف بعدّة صفات، منها: "الشجاعة – الوضوح – الإقدام – الإرادة القوية – ممّا يجعله يواجه المشكلات بإرادة قوية، ويتحمّل المعاناة، ويصبر عليها"([3]).
     الشخصيات الدينية في عالم الرواية عند نجيب محفوظ، تحمل قدراً من الثقافة، يؤهّلها بأنّ تلعب دوراً مؤثّراً في المجتمع، فأغلبها ذا مستوى ثقافي تستطيع أن تلعب هذا الدور. ومردّ دورها الفعّال يرجع إلى المستوى الثقافي الذي تحمله هذه الشخصيات عند الروائي.
     في (زقاق المدقّ) نجد السيد رضوان الحسيني، إنساناً مثقّفاً، بالرغم من إخفاقه في إتمام دراسته الأزهرية، حيث إنّ العلماء كانوا يسعون إليه في بيته، يتدارسون ويتعبّدون([4]).
     من خلال مناقشة السيد رضوان الحسيني مع السيد سليم علوان، يتبيّن المستوى الثقافي للسيد رضوان، إذ كيف يوجّه السيد سليم علوان إلى الوجهة الصحيحة، وتفسير الأمور على وجهها الصحيح. فبعد حوار طويل بينهما حول مرضه، بيّن السيد رضوان – بثقافته - أن المرض امتحان إلهي، بعدما قال سليم علوان: "المرض شرّ قبيح. فابتسم السيد رضوان، وقال: ربّما كان كذلك في ذاته، ولكنّه امتحان إلهي، وهو من هذه الناحية خير".
ثم وضّح له بعد ذلك قول السيد سليم، عندما قال: "أرأيت إلى المعلّم كرشه، كيف يحتفظ بصحة البغال؟
-         إنك بمرضك، خير منه بصحته وعاقبته".
وفي ختام حواره، قال له: "لا تيأس، ولا تحزن، وسلّم إلى الله ربّك الغفور الرحيم. . ."([5]).
     وهو عالم بالأمور الدينية، حيث يطرح قضايا خطيرة في مشهد الحجّ، بعد عواطفه الحانية تجاه الحجّ، فهو يرى أن الله عزيز ذو انتقام، يرسم لنا طريق إقرار الحقوق والواجبات، وليس معنى ذلك أن الله سينتقم من العصاة، لأنّه غنيّ عن ذلك. وهذه النزعة الصوفية المتفائلة، تمتدّ لتصبح إنسانية غامرة، في موقفه من الدنيا، والبشـر، على مستوياتهم، فيقول: "إني أحب الحياة، بل أحب نفسـي، لا كذاتٍ تتعلّق بي، ولكن كفلّذة من قلب البشرية. . . ضياء؟"!!([6]).
     رأيه في العدل الإلهي مقبول، بسبب ارتباطه بالسببين الآخرين: سماحته الإنسانية، وارتباطه بالمعنى البشري، وحبّه لهم على أصنافهم، وإحساسه بالتقصير في معاونتهم على الطريق الصحيح([7]).
      في الرواية شخصية دينية أخرى، وهو الشيخ درويش، وهو ذو ثقافة واطّلاع، حيث إنّه كان في "شبابه مدرّساً في إحدى مدارس الأوقاف، بل كان مدرس لغة إنكليزية! وقد عرف بالاجتهاد والنشاط"([8]) في بداية عهده، ولكن بعد ذلك أصبح كاتباً في (وزارة الأوقاف)، عندما انضمّت مدارس الأوقاف إلى (وزارة المعارف). وأصبح بعد ذلك رجلاً كثير الشكوى، لا يكاد يمضي يوماً من حياته دون خصام. ولكن بعد أن ختم حياته الوظيفية، أصبح عالة على النّاس، فكانوا يطعمونه ويكسونه و. . . ولم نجد في الرواية أنه قد أدّى دوراً بحيث يستفاد من شهادته وثقافته، بل كان ينطق بكلمات وعبارات غامضة، يتعالى بها على النّاس فقط، ويبيّن أنه فوق مستواهم.
     فالشخصيات الدينية - إذن - في رواية (زقاق المدقّ) تلعب دوراً مهمّاً وإيجابيّاً، وتعتبر مرجع حلول المشاكل، والمأوى لكل من ضاقت عليه الأرض، كما في الزقاق. كما يظهر لنا أيضاً أنّه قدّم شخصيتين دينيتين في هذه الرواية: إحداها مؤثّرة، والأخرى هامشيّة. فالشخصيات الدينية المثقفة هنا، أغلبها تلعب دوراً إيجابيّاً.
ثانياً: الدور الاجتماعي للشخصية الدينية:
     تعدّ الشخصية الدينية في الروايات رمزاً للنجاة، أو تظهر معالم طرق النجاة على لسانها، ويلجأ إليها النّاس ليجدوا عندها حلّاً ينقذهم من الحيرة والتخبّط. وهذا ما سنتطرق إليه، لبيان دور هذه الشخصية، في هذه الرواية، من الناحية الاجتماعية.
     في هذه الرواية، نجد السيد رضوان الحسيني ذا مكانة اجتماعية طيّبة بين النّاس، وهو محلّ تقدير واحترام وثقة عند الجميع، والنّاس يرجعون إليه في الشدائد. فالسيدة (أمّ حسين)، زوجة المعلم كرشه، تلجأ إليه، رغبة في إصلاح زوجها، فيمدّ يدّ العون لها في الأوقات الصعبة. فحين شكت إليه زوجها، وأفعاله السيئة، انفعلت المرأة انفعالاً شديداً، ولكنه استطاع بأسلوبه، وحنكته، أن يهدّئ من روعها:
"فقالت المرأة، وهي تتمالك انفعالها:
-     الله يكرمك، الله يسعدك، الله يشرّف قدرك، أنت يا سيّدي الملاذ والمأوى، وسأدع هذا الأمر بين يديك وأنتظر، وربّنا بيني وبين هذا الرجل الفاجر"([9]).
فيستدعي المعلّم إلى مجلسه، ليحلّ المشكلة بينه وبين زوجته. ونلاحظ في حواره مع المعلّم قمّة الذكاء، إذ لم يذكر في حديثه اسم زوجته، لكي لا يسبّب لها المشاكل، بل كان حواراً يطمع فيه الشيخ لهدايته، فيقول له، بعد حوار طويل معه عن علاقته بشاب سيئ السمعة:
"- هذا شاب سيئ السمعة، ولقد أخطأتَ في محاولة خداعي، وكان الأخلق بك أن تقدّر نصحي، وتواجهني صادقاً صريحاً". ثم قال له:
"- إني أدعوك لما فيه صلاحك، وصلاح بنيك، ولست يائساً من جذبك للخير. اهجر هذا الشاب. . ."([10]).
     ويعتبر السيد رضوان ملاذاً لسكان أهل الزقاق، من المحتاجين وأصحاب الكروب([11])، فهو يقدّم المعونة للمحتاجين من أهل الزقاق؛ فهو – مثلاً -  يحاول جاهداً أن يثني المعلّم عن قراره بطرد الشاعر من عمله في مقهى المعلّم كرشه. ويقول للشاعر أيضاً: "كلنّا أبناء آدم، فإذا ألحّت عليك الحاجة، فاقصد أخاك، والرزق رزق الله، والفضل فضله"([12]).
     ولدوره الاجتماعي، نرى توديعاً حافلاً للسيد رضوان الحسيني، عندما قصد الحجّ، وذلك لمكانته بين أهل الزقاق. "كان يوم وداع وسرور، فدبّت في قلوب الرفاق عاطفة واحدة: ذلك أنّ للسيد رضوان الحسيني منزلة رفيعة في القلوب جميعاً على السواء"([13]).
     وعلى النقيض من دور السيد رضوان الحسيني، يكتفي الشيخ درويش بحبّ آل البيت، ولا يستجيب لنداء أحد في الزقاق. فهو شخصية منعزلة عن المجتمع، غير قادرة على مواجهة الواقع، ويتهرّب من مسؤولياته([14])، وحتى في مداخلاته نجده سلبيّاً. فمثلاً يغضب منه المعلّم كرشه، لكلامه غير المنطقي في قضية المعلّم مع زوجته. فيقول الشيخ للمعلم: "يا معلم، امرأتك قويّة، فيها من الرجولة ما يعوز الكثيرين من الرجال، وهي ذكر، وليست أنثى، فلماذا لا تحبّها؟
وصوّب المعلّم نحوه عينين ناريتين، وصاح في وجهه:
-         اقطع لسانك!
وصاح أكثر من واحد من الجالسين:
- حتّى الشيخ درويش!"([15]).
     ويقول الكاتب عن شخصية الشيخ درويش من الناحية الاجتماعية، بعدما ساءت حالته المعيشية: "هكذا ختمت حياته بالأوقاف. وهكذا قطعت صلته بالهيئة الاجتماعية التي كان واحداً منها. وهجر أهله، وإخوانه، ومعارفه، إلى دنيا الله، كما يسمّيها، ولم يستبق من آثار الماضي جميعاً إلا نظارته الذهبية. ومضى في عالمه الجديد بلا صديق ولا مال ولا مأوى . . ."([16]).  
     إذن يقدّم لنا محفوظ نموذجين لهذه الشخصية، شخصية رضوان الحسيني، الذي يعايش النّاس، ولا ينسى نصيبه من الدنيا، فهو شخصية تربط الدنيا بالدين، تشارك النّاس همومهم، وتصحّح أفكارهم، بل يدخل في حوارات لتقديم صورة جميلة عن الإسلام. وهذه الصورة جعلته محبوباً بين أهل الزقاق. والثاني: شخصية الشيخ درويش، حيث انعزل عن الحياة، وهو أنموذج مهزوم، غلبت عليه الظروف في حياته العملية؛ فقد كان مدرّساً، ثم أصبح موظّفاً بسيطاً، مع العلم أنه كانت له مكانته بين أهل الزقاق، بالرغم من عزلته([17]).

ثالثاً: الشخصية الدينية والسياسة:
     تعرّف السياسة بأنها: أصول، أو فن إدارة شؤون العامّة([18]). والشخصية الدينية مطالبة، بمقتضـى إيمانها، ألا تقف موقف المتفرّج من القضايا السياسية، بل عليها أنْ تقاوم، وتعمل على تغييره باليد وباللسان والبيان و. . ، ويحثّ النّاس على رفض الاستبداد والظلم و. . وهذا شأنهم دائماً في التاريخ العربي الإسلامي، وفي الثورات العربية المعاصرة أيضاً.
     وقد تطرّق الروائي محفوظ إلى هذه القضية في رواياته، كل حسب مرجعه الفكري، وهذا ما سنتناوله في هذا المبحث.   
     ففي الرواية، علاقة الشخصية الدينية بالسياسة ضعيفة، حتى مداخلاتها في موضوع السياسة هزيلة، كأنّما لا علاقة لها بما يحدث في البلاد. فهذا السيد رضوان الحسيني ينصح عبّاس الحلو، عندما قرّر الأخير العمل في الجيش البريطاني، ودعا له، فقال:
"- اقتصد ما يفيض عن حاجتك في غربتك، واحذر الإسراف والخمر ولحم الخنزير، ولا تنس أنّك من المدقّ، وأنّك إلى المدقّ راجع. ."([19]). فكان من المفروض على الشيخ أن لا يقبل بأن يعمل عبّاس الحلو في الجيش البريطاني، لأنه رجل مثقف يفهم ما يجري في البلاد، ويعلم أن بريطانيا دولة مستعمِرة.. كان لا بدّ أنْ يحثّ النّاس على مقاومته بشتى الطرق، لا أن ينصحهم، ويدعو لهم، عندما يعملون عندهم.
     ويأتي دور الشيخ درويش أكثر سلبية، حيث يبارك لعباس الحلو على هذا العمل، بل: "وقرأ الشيخ درويش على رأسه آية الكرسي"([20]). إذن قدّم نجيب محفوظ في هذه الرواية، شخصية دينية، علاقتها بالسياسة ضعيفة.
رابعاً: الشخصية الدينية والسجون:
     ولد في عالمنا ما يعرف بأدب السجون والمعتقلات، وهذا الأدب ولد من رحم المعاناة، وجبروت السلطات، وسوط الألم، وغياب القانون، وتكريس الدكتاتورية في أمّتنا، وغياب صوت الحق، وانزواء المخلصين في دهاليز الزوايا، وسراديب التكايا، خوفاً من الظالمين. وبعضهم يعتقلون، و يزجّ بهم في السجون، خوفاً من الفكرة التي يحملونها.
وكان للشخصيات الدينية نصيب من هذه المحنة، فقد دخلوا السجن، وذاقوا أصنافاً من التعذيب، وكانوا مثالاً للتضحية والثبات و. . . ([21]).
ففي رواية (زقاق المدق)، لم يدخل السيد رضوان الحسيني السجن، بسبب عدم وجود مواقف سياسية له تجاه القضايا التي تتعلّق بالسياسة، بل بدا كأنّه مصلح اجتماعي في الرواية. وكذلك الشيخ درويش، فصورته سلبيّة، متناقضة، وغير طبيعية: "فالشيخ درويش صوفي مجذوب، منعزل عن الحياة.."([22]). فالشخصية المنعزلة عن الحياة - على الأغلب - لا نرى لها دوراً في هذه القضايا.
 إذن قدّم محفوظ شخصية دينية لا علاقة لها بالسياسة، أو أنّ علاقتها ضعيفة.
خامساً: الشخصية الدينية بين السلبية والإيجابية:
  في رواية (زقاق المدقّ)، تظهر شخصية السيد رضوان الحسيني بشكل إيجابي، حيث تعلّق النّاس به، وكانوا يلجؤون إليه في الأزمات الاجتماعية والاقتصادية و. . ويمثّل هذا التوجّه جوهر الدين؛ لأنّ دور الشخصية الدينية يكمن في حلّ المشكلات، وإصلاح المجتمع([23]). فهو الذي رفض خطبة (حميدة) من سليم علوان، على خطبة عباس الحلو، الذي ذهب إلى مستعمرات الإنكليز ليجلب الصداق الذي سيتزوج به (حميدة). ورفض الازدواجية في سلوك وتصرفات (حميدة)، التي طالما حلمت بالثراء، وبأية وسيلة، ورفضت واقعها الذي تعيشه في فقر.
وهو الذي تجاوز أحزان الدنيا بنعليه، واتّصل قلبه بالسماء، وأفرغ حبّه للنّاس جميعاً، وهو الذي هجر الجميع إلى دنيا الله([24]).
ونجد أيضاً في شخصيته جوانب سلبية، منها نصحه، ودعاؤه الطويل لعباس الحلو على عمله في معسكرات الجيش البريطاني المحتل. وكذلك له أقوال مخالفة للقرآن والسنّة النبوية، منها بعد وفاة ولده، حيث يقول: "الله أعطى وأخذ، كلّ شيء بأمره، وكلّ شيء له، والحزن كفر"([25]).
والمعلوم من الدين أن الحزن ليس بكفر، لأنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بكى على ولده إبراهيم، وقال: (وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون)([26]).
 وبالمقابل نجد شخصية الشيخ درويش، أقرب إلى السلبيّة، وحتى مداخلاته في الحوارات تأتي سلبيّة، كما حدث في تدخلّه لحلّ مشكلة المعلّم كرشه وزوجته، كما ذكرنا سابقا. بل أصبح مصدر إزعاج في شيخوخته، فيقول له صديقه القديم السيد سليم علوان:
"- إنه ليوم شؤم، إذ أصبحتُ على وجهك يا مجنون. أغرب عن وجهي، عليك لعنة الله.. "([27]).
وكانت ردّة فعله أن بكى، وعلا صوته، فصار أشبه بالصراخ.
  إذن يمثّل الشيخ درويش: "نموذج الاستغراق الخاص. أمّا السيد رضوان، فهو التفاعل الحيّ، أو الدعوة إلى التفاعل والإيجابية"([28]).
وملخّص أنموذج الشخصية الدينية في الرواية، أنّ شخصية الشيخ البلخي كانت تقليدية سلبيّة في البداية، وإيجابية عبر مراحل الرواية، "شخصية سمحة ومؤثّرة ومرغوبة بين النّاس".
سادساً: الشخصية الدينية والمرأة:
في رواية (زقاق المدق)، نجد علاقة السيد رضوان الحسيني بزوجته، علاقة جيدة حيث إن "زوجه لم يكن لديها ما تشكوه منه، ولولا الجروح التي تركها الأبناء تذكاراً خالداً في قلبها، لعدّت امرأة سعيدة، فخوراً بزوجها وحياتها" ([29]).
وتمثّل شخصية رضوان الحسيني، بالنسبة لحميدة، بطلة الرواية، الضمير الحيّ الذي يحاول أن يردعها، ويعيدها إلى الصواب، ولكنها تصرّ على طريقها إلى الضلال، حتى إنّها في طريقها إلى السقوط والانحلال تتذكر السيد رضوان الحسيني([30]).
وعندما دخلت في مرحلة الانحراف، تذكّرت السيد رضوان الحسيني، فقالت:
"وما عسى أن يقول السيد رضوان الحسيني مثلاً، لو رآها تمرق إلى هذه العمارة؟"([31]).
بل وتستحي منه: "ترى ماذا يقول عنها غداً، إذا تناهى إليه الخبر"([32]).
 ولكن ترى حميدة أن السيد رضوان إنسان غير مستقيم، بالرغم من مكانته بين أهل الزقاق، فهي تنظر إليه نظرة نفعية، أيْ ما يوافق رغباتها، حيث إنّها تريد الزواج من سليم علوان، وتترك خطيبها عبّاس الحلو، وهذا ما لم يقبله السيد رضوان. لذا قالت:
"السيد رضوان وليّ من أولياء الله، أو هذا ما يجب أن يتظاهر به أمام النّاس، في سبيل اكتساب الأولياء أمثاله". . " أمّا لو كان طيّباً، كما تزعمون، لما رزأه الله في أبنائه جميعاً"([33]).
ونلاحظ موقفه الإيجابيّ أيضاً، في القيام بدوره الاجتماعي، فيقوم بتهدئة الزوجين (المعلّم كرشه، وزوجته أمّ حسين)، في حين إن الشيخ درويش كان يتناول الموقف بسخرية، كما ذكرنا سابقاً([34]).
والخلاصة علاقة الشخصية الدينية بالمرأة، علاقة متفاوتة، حسب الرواية، فتظهر بشكل فعّال في هذه الرواية.
سابعاً: دلالة الاسم في الرواية:
من الواضح أنّ قضية الأسماء، ودلالاتها، قد حازت جانباً رئيساً من تفكير الكاتب، واستولت على اهتماماته، وأفكاره، بحيث استطاع أن يقدّم تصوّراً حقيقياً صادقاً لنماذجه التي ركّز عليها.
 ويستخدم الكاتب نوعين من استخداماته للأسماء: نمطاً مباشراً، أيْ دلالة الاسم على المسمّيات. ونمطاً تهكّميّاً، أيْ دلالة الاسم على عكس صفات المسمّيات، على سبيل السخرية والتهكّم.
ففي هذه الرواية، اختار محفوظ لشخصياته أسماء متّفقة مع صفاتها، فرضوان الحسيني هي الشخصية التي تتمتّع برضا المؤلف، وهو اسم على مسمّى، واسم من أسماء أحد الملائكة على أحد أبواب الجنّة([35]). واللقب (الحسيني) عائد إلى أحفاد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفيه ما فيه من المنزلة الرفيعة في قلوب النّاس، بل إنّ اسمه يوحي بأنه قانع بحياته، وربّما كان يسكن – رمزياّ- في الطابق الأوسط في منزله([36]).
واسم الشيخ درويش له دلالة صوفيّة، يعرفها العامّي قبل المتعلّم، وهو كان درويشاً؛ اسماً وسلوكاً، انقطع عن الحياة الواقعيّة، بعد أنْ كان موظّفاً لمدّة دامت أكثر من عشـرين عاماً، وأصبح يميّزه عن النّاس ذهوله عمّا حوله من أناس لا يلتفت إلى أقوالهم، أو أعمالهم، وكلماته تأتي تعليقاً على مواقفهم، وباللغتين العربية والإنكليزية. بمعنى آخر: إن دلالة اسمه، هو الهروب من مسؤولياته، عن طريق التعلّق بالخرافات، والالتجاء إلى آل البيت.
ويعتبر اسم عبد المنعم شوكت، والشيخ درويش، والشيخ علي المنوفي، من النمط المباشر، بينما يعتبر اسم أحمد شوكت الاشتراكي من النمط التهكّمي، والتي تحمل معان غاية في الطهر، بعكس شخصيته، ذات التوجّه اليساري.
ثامناً: وصف الشخصية الدينية في الرواية:
     الوصف بصورة عامة، يخدم بناء الشخصية، وله أثر في تطوّر الحدث، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتكتمل الوحدة العضوية مع العناصر الأخرى للرواية.
  وهناك طريقتان شائعتان في تقديم الشخصية الروائية، قد تعارف عليها الروائيون، هما([37]):
1-     الطريقة المباشرة: ويقدّم الراوي شرحاً للصفات الخارجية والداخلية، وكل ما يتعلّق بها، بحيث لا يترك مجالاً للقارئ لاستنتاج صفات معيّنة لها.
2-     الطريقة غير المباشرة: حيث يترك الشخصية تقدّم نفسها بنفسها، بعيداً عن تدخّلات الراوي، وعبر عدّة تقنيات، منها المونولوج الداخلي، أو الحوار المباشر، أو حديث شخصيات أخرى عنها.
  والروائي قد قدّم الشخصية الدينية بالطريقة المباشرة، وأخرى بالطريقة غير المباشرة.
أمّا الوصف في الرواية، فيصاغ من أجل مساعدة الحدث على التطوّر، وهو جزء من الحدث، ويأتي الوصف مؤثّراً في القصّة، والوصف الذي لا يؤدّي وظيفته في الرواية، يكون زائداً فيها.
  ويقدّم السارد أشخاصه مفسّراً تصرّفاتهم، ومحلّلاً أفعالهم، يسير بهم مع الأحداث السير الطبيعي حتى نهايتها. ونجد الكاتب يعمد إلى عبارات وصفيّة في بعض الروايات، لها علاقة بالأحداث.
  وكان نجيب محفوظ، في روايات المرحلة الاجتماعية، ومنها رواية ( زقاق المدق)، يرسم أبطاله رسماً خارجياً دقيقاً مفصّلاً، ثمّ يرسمهم من الداخل، محاولاً تحديد تركيبهم النفسي، كما في شخصية السيد (رضوان الحسيني) في (زقاق المدق)ّ([38]).
وقد قدّم السارد شخصية السيد رضوان الحسيني على هذا النحو المذكور، فبدأ أولاً بوضعها داخل تكوين درامي معيّن، ثمّ ذكر بعض الملامح الجسمية له. فيقول: "وهنا قدم شخص جديد، تعلّقت به الأنظار في إجلال ومودة، وردّوا تحيّته بأحسن منها. كان السيد رضوان الحسيني ذا طلعة مهيبة، تمتدّ طولاً وعرضاً، وتنطوي عباءته الفضفاضة السوداء على جسم ضخم، يلوح منه وجه كبير أبيض مشرب بحمرة، ذو لحية صهباء، يشعّ النّور من غرّة جبينه، وتقطر صفحته بهاء وسماحة وإيماناً. سار متمّهلاً، خافض الرأس، وعلى شفتيه ابتسامة تشي بحبّه للنّاس وللدنيا جميعاً، واختار مجلسه على المقعد التالي لأريكة الشاعر، وسرعان ما رحّب به الشاعر، وبثّه شكواه..."([39]).
ثم يتجوّل السارد بعد ذلك في شخصية رضوان الحسيني، فيقول: "كان يحرص دائماً على ألا يفوته يوم من حياته دون صنع جميل، أو ينقلب إلى بيته ملوماً محسوراً. وإنه ليبدو، لحبّه الخير، ولسماحته، كما لو كان من الموسرين المثقلين بالمال والمتاع، وإنْ كان في الواقع لا يملك إلا البيت الأيمن من الزقاق، وبضع أفدنة بالمرج. وقد وجد فيه سكان بيته - المعلّم كرشه في الطابق الثالث، وعمّ كامل، والحلو، في الطابق الأول – مالكاً طيّب القلب والمعاملة، حتى إنه تنازل عن حقّه في الزيادة التي قرّرها الأمر العسكري الخاصّ بالسكن، فيما يتعلّق بالطابق الأول، رحمة بساكنيه البسيطين، فكان رحمة حيث حلّ، وحيث يقيم"([40]).
وعاد السارد وذكر بعض الصفات الجسميّة للسيد رضوان الحسيني، ولكن بكلمات أو عبارة محدودة، فيقول المؤلف عنه، على لسان سليم علوان: "فالتفت نحو مصدر الصوت، فرأى السيد رضوان الحسيني مقبلاً، بجسمه الطويل العريض، ووجهه المشـرق المتألّق، فانبسطت أساريره لأولّ مرّة، وهمّ بالوقوف، ولكن السيد رضوان. . ."([41]).
 أمّا ملامحه النفسية، فيوزّعها في أكثر من فصل.. ففي الفصل الأول يقول عنه: "كانت حياته -وخاصة في مدارجها الأولى – مرتعاً للخيبة والألم، فانتهى عهد طلبه العلم بالأزهر إلى الفشل، وقطع بين أروقته شوطاً طويلاً من عمره، دون أن يظفر بالعالمية، وابتلي إلى ذلك بفقد الأبناء، فلم يبق له ولد، على كثرة ما خلّف من الأطفال. ذاق مرارة الخيبة، حتى أترع قلبه باليأس، أو كاد، وتجرّع غصص الألم، حتى تخايل لعينيه شبح الجزع والبرم، وانطوى على نفسه طويلاً، في ظلمة غاشية. ومن دجنة الأحزان أخرجه الإيمان إلى نور الحبّ، فلم يعرف قلبه كرباً ولا همّا.ً انقلب حبّاً شاملاً، وخيراً عميقاً، وصبراً جميلاً. وطأ أحزان الدنيا بنعليه، وطار بقلبه إلى السماء، وأفرغ حبّه على النّاس جميعاً. وكان كلّما نكد الزمان عنتا،ً ازداد صبراً وحبّاً". وفي الفصل السادس يستكمل الصورة، فيقول عنه: "كان وجهه الأبيض يفيض بشراً ونوراً، تحيط به لحيته الصهباء إحاطة الهالة بالقمر. وكان كلّ شيء حوله يلوح، بالقياس إلى طمأنينته الراسخة، قلقاً واضطراباً. وكان نور عينيه صافياً نقيّاً، ينطق بالإيمان والخير والحبّ والترفّع عن الأغراض"([42]). بل كان "مؤمناً صادقاً، ورعاً تقيّاً، يستأثر نفوس العلماء بقلبه الكبير، وصدره المسامح، وخلقه القويم، وعطفه وحنانه ورحمته، فكان بحقّ من أولياء الله الصالحين"([43]).
 ويرمز بشخصية الحسيني إلى الإنسان العصـري، "بما فطر عليه من صبر ورضى بالقدر، ومن طيبة ونقاء، وأمل بالمستقبل"([44]).
 وفي نفس الرواية يقدّم السارد شخصية الشيخ درويش على أنها شخصية محبوبة بين أهل الزقاق، فيقول عنه: "بيد أنّه رجل محبوب، مبارك، يستبشـر الجميع بوجوده بينهم خيراً، ويقولون عنه إنّه وليّ من أولياء الله الصالحين، يأتيه الوحي باللغتين العربية والإنكليزية"([45]). ويصوّر السارد حالته النفسية، بعد تردّي أوضاعه المعيشية، فيقول عنه: "كان من الطبيعي أن يحزن الرجل على مصيره حزناً عميقاً، وثار ثورة جامحة ما وسعته الثورة، يعلنها حيناً، ويكتمها – مقهوراً، مغلوباً على أمره- أحياناً. ولقد سعى كل مسعى، وقدّم الالتماسات، واستشفع الرؤساء، وشكا الحال، وكثرة العيال، دون جدوى. ثم استسلم للقنوط، بعد أنْ تحطّمت أعصابه، أو كادت. واشتهر أمره في الوزارة كموظف كثير التبرّم والشكوى، عظيم اللجاج والعناد، سريع التأثّر..."([46]).
 وهناك أشياء متعلّقة به ترمز إلى دلالات متنوعة، حيث "ترمز نظارة الشيخ درويش، ذات الإطار الذهبي، ورباط عنقه، إلى العالم الحديث، بينما يرمز جلبابه، وقبقابه، إلى العالم التقليدي"([47]). والغريب في صورة الشيخ الزقاقيّ، أنّه أفنديّ يرتدي جلباباً ورباط عنق، وكان من المفروض أن يكون شيخاً على الطريقة المعهودة للمشايخ، ولكن مفهوم الشيخ هنا مفهوم صوفيّ.
   ونلخّص القول بالبراعة الفنية في (زقاق المدقّ)، من خلال "إحاطته بالشخصية من الخارج، يصوّرها تصويراً فنيّاً نفّاذاً، وفي اتّخاذ سماتها الخارجية منفذاً إلى صفاتها الداخلية، وفي تركها أمامنا تتحاور، وتتصرّف، بما يكشف عن تفاعلها الحيّ المثمر مع ما حولها، ومن حولها، بحيث تغدو محقّقة الجدليّة الأزليّة القائمة بين الفرد والجماعة، وبين الفرد والبيئة، بمعناها الشامل"([48]).
  نستنتج من هذا البحث، أنه لا يظهر في هذه الرواية سمة الاتّجاه الإسلامي، بل تظهر حسب قناعة الكاتب، ودورها في المجتمع، ومدى حاجة الرواية إليها. والشخصيّة الدينية، عند نجيب محفوظ، لا تصل إلى درجة الكمال الإنسانيّ الفنيّ، ما لم تجمع بين العلم والإيمان، ويرى ضعف دور هذه الشخصية في إصلاح المجتمع. وهذا واضح في مسار دوره في معظم الرواية، فهو لا يرى البديل في حلّ مشكلات المجتمع إلا بالعلم، حيث إن الدين – برأيه - فشل في حلّ هذه المشكلات، أو تحقيق طموحات المجتمعات المعاصرة. لذلك فهو يقدّم في روايته شخصية دينية عاجزة، قاصرة، لا تمسّ الواقع بشيء، بل شخصية ضعيفة، تظهر – أحياناً - رمزاً للبلاهة والسذاجة المفرطة، ومثالاً للقذارة، والشعوذة، وأنموذجاً للسلبيّة المشينة، علاقتها بالسياسة ضعيفة.
أما عن المرأة (التي لها علاقة بالشخصيّة الدينية)، في الرواية، فهي المرأة المطيعة والمظلومة، ولا تقوم بأيّ دور إيجابيّ، أو فعّال في المجتمع، "أيْ أن تقوم بواجبها، جنباً إلى جنب مع الرجل، في مقاومة الاحتلال، ومناهضة الظلم، و..".
وفي عرض نجيب محفوظ لشخصياته الدينية، نلاحظ كثرة النماذج السلبيّة في رواياته، ونقد الحلول الغيبيّة لمعالجة المشاكل، وهذا راجع إلى الفكرة التي يحملها الكاتب.


([1])  نموذج الشخصية الدينية في روايات نجيب محفوظ، د. محمد علي سلامة، ط1 ص51، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، مصر، 2007. 
[2] - الشخصية الدينية في خطاب نجيب محفوظ الروائي، عبد الرحمن محمد الرشيد ،ط1 ص73 ،دار الحامد للنشر والتوزيع، الأردن، 2009. 
([3]) ينظر: إسلامية الشخصية في روايات نجيب الكيلاني، محمد بن يحيى أبو ملحة، مجلة الدراسات اللغوية والأدبية، ص201، مجلة نصف مئوية تصدر عن قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا.
([4])  ينظر: الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ، د. محمد حسن عبدالله، ط3 ص85، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2001م. 
([5])  رواية زقاق المدقّ، نجيب محفوظ، ط1 ص151، دار القلم، بيروت، لبنان، 1972.
([6]) المصدر السابق، ص 124.
([7])  ينظر: الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ، ص90-91.
([8]) المصدر السابق، ص 14.
([9])  رواية زقاق المدق، ص78.
([10])  رواية زقاق المدق، نجيب محفوظ، ص82-83. وينظر أيضا: الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ، ص86-87.
([11])  ينظر: النهج الديني في أدب محفوظ، السيد وكيل، من الأنترنت، منتديات مكتوب، مدونة مكتوب، 2009م، saidelwakil.maktoobblog.com.
([12])  الشخصية الدينية في رواية زقاق المدق لنجيب محفوظ: د. حسين علي محمد، ، دار ليلى للنشر والتوزيع، المنتدى الأدبي، من كتاب مقالات في الأدب العربي المعاصر للدكتور المذكور. أصوات معاصرة، دار الإسلام للطباعة، المنصورة، 2004م،  www.arabna.info\vb\showthread.php?p=93904
([13]) رواية زقاق المدق، ص 224.
([14])  ينظر: الشخصية الدينية في خطاب نجيب محفوظ الروائي، ص78-79.
([15])  رواية زقاق المدق، ص87.
([16]) المصدر السابق نفسه، ص 15.
([17])  ينظر: نموذج الشخصية الدينية في روايات نجيب محفوظ: د. محمد علي سلامة، ط1 ص86-90، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، 2007م.
([18])  الدين والسياسة، د. يوسف القرضاوي، ص 18، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، دبلن، 2007م.
([19])  رواية زقاق المدق، ص93. وينظر أيضاً: المنتمي، دراسة في أدب نجيب محفوظ، ص232.
([20])  رواية زقاق المدق، ص93. وينظر أيضاً: نجيب محفوظ نماذج الشخصيات المكرّرة، ودلالتها في رواياته، ص40.
([21])  ينظر: أدب السجون والمعتقلات؛ وقفة تستحقّ التأمّل، مقالة من الانترنت، شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي". www. muslm. net. . وكذلك ينظر: أدب السجون، من الانترنت،  منتديات ومدونة أبو محجوب، www. mahjoob. com.
([22])  ينظر: نموذج الشخصية الدينية في روايات نجيب محفوظ، ص85-86.
([23])  ينظر: الشخصية الدينية في خطاب نجيب محفوظ الروائي، ص78-79. وللمزيد، ينظر: المبحث الثاني: الدور الاجتماعي للشخصية الدينية عند نجيب محفوظ.
([24])  ينظر: الدين عند نجيب محفوظ، عصام أبو الدهب، مقالة من الأنترنت، موقع رابطة أدباء الشام، www.odabasham.net\show.php?sid=12794.
([25])  ينظر: الصراع الأيديولوجي في روايات نجيب محفوظ ما بين التاريخ والإسقاطات الخاصة (زقاق المدق) نموذجاً، د. أمين أبو ليل، ص7، بحث مقدّم إلى الأسبوع العلمي الخامس لكلية الآداب والفنون، من الانترنت، abu-lail.com.cc\index.php?option=com-docman&task=doc-view.
([26])  صحيح مسلم: الجامع الصحيح المسمى بصحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن النيسابوري،ج7 ص76، رقم الحديث 6167، كتاب الفضائل، باب رحمته بالصبيان والعيال وتواضعه، دار الجيل، بيروت.
([27])  رواية "زقاق المدق"، ص203.
([28])  ينظر: الإسلام والروحية في أدب نجيب محفوظ: ص85.
([29]) رواية زقاق المدق، ص 47.
([30])  ينظر: الشخصية الدينية في رواية زقاق المدق، د. حسين علي محمد، مقالة من الأنترنت.
([31])  رواية زقاق المدق، ص 158.
([32]) المصدر السابق، ص 167.
([33])  الشخصية الدينية في خطاب نجيب محفوظ الروائي، ص133.
([34])  ينظر: المصدر نفسه، ص80.
([35])  ينظر: الرؤية والأداة، د. عبد المحسن طه بدر، ص358.
([36])  ينظر: زقاق المدق، تحليل ثقافي اجتماعي، ماريوس ديب، ترجمة: محمد بهنسي، النقد الأدبي، ص201، مجلة فصول، عدد خاص 69، خريف 2006م.
([37])  ينظر: ثلاثية يوسف القعيد(شكاوي الفلاح المصري)، دراسة في البنية السردية، خالدة حاتم علوان الدليمي، ص255، رسالة ماجستير، جامعة بغداد، قسم اللغة العربية وآدابها، إشراف: د. علي عبد الرزاق حمود السامرائي، 2005م. وينظر أيضاً: بناء الشخصية الروائية، د. سمر روحي الفيصل، مجلة الموقف الأدبي، مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، العدد 345، كانون الثاني، 2000م.
([38])  ينظر: الاتجاه التعبيري في روايات نجيب محفوظ، د. العربي حسن درويش، ص55.
([39])  رواية زقاق المدق، ص10. وينظر أيضاً: قضية الشكل الفني عند نجيب محفوظ، د. نبيل راغب، ص105.
([40]) رواية زقاق المدق، ص 105.
([41]) المصدر نفسه، ص 150.
([42])  رواية زقاق المدق، ص10. وينظر أيضاً: الشخصية الإسلامية في رواية زقاق المدق، مقالة من الانترنت، . www.arabna.info\vb\showthread.php?p=93904 
([43]) رواية زقاق المدق، ص 77.
([44])  ينظر: نجيب محفوظ نماذج الشخصيات المكررة، ص39.
([45]) رواية زقاق المدق ، ص15.
([46]) المصدر نفسه، ص 14.
([47])  ينظر: زقاق المدق، تحليل ثقافي اجتماعي، ماريوس ديب، ترجمة: محمد بهنسي، النقد الأدبي، ص206، مجلة فصول.
([48])  ينظر: نجيب محفوظ (الرؤية والموقف)، ص153.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق