05‏/10‏/2011

كرامة المرأة المهدورة

بقلم: خديجة عبد الخالق
لا جدل في أن كرامة المرأة وحقوقها جزء من الحقوق الإنسانية العالمية ولا يمكن بحال التغافل عن كرامة المرأة ولا عن دورها داخل المجتمع والأسرة،وحفظ كرامة المرأة من الامور التي لا تقبل المساومة في المجتمع الإسلامي؛ حيث لا يقتصر الامر على التحريم الصارم لكل انواع الاستغلال لجسد المرأة ومظهرها، بل يفرض الاسلام على الرجل والمرأة على حد سواء مجموعة بديعة من قواعد الحشمة والحياء في اللباس والسلوك...
ومقابل ذلك اشترط – المشرع الحكيم – العقل في وجوب تكاليف الاسلام وفرائضه لأنه مناط التكليف وحارب كل ما يعيق العقل عن التفكير السليم وما يكبله في دعوة منه للعناية بالجوهر الانساني والرعاية له، واستهداف ترشيد افعال الانسان و تنظيفها، و شخصية الانسان تجمع بين العقل والعاطفة والروح والجسد والمطلوب لون من الوان التناسق . 
فالانسان الكريم يمتاز بعقله وخلقه وعلمه وفضله لا بجمال صورته، والمرأة انسان خلقه الله ليشارك في عمارة الارض وتتحمل مسؤولياتها مع الرجل في بناء المجتمع وترتيب أولويات ومهمات حياتها، ولم تخلق لتهمش وتكون سلعة جنسية رخيصة ففي هذا إهدار لكرامتها وحقوقها، وفي هذا إضعاف للكيان الأسري، ويلغي العلاقة الانسانية التي تقوم على الاعتراف بغيريه الآخر، وكذلك تتحول الى مجرد شيء في محل الدونية والخضوع وفي هذا تنازل منها عن كرامتها الذاتية.
ينبغي ان تعرف المرأة ان التزين اصل فطري يقتضيه حب الجمال، ولكن الاعتدال سمة من سمات الاسلام وهو في الزينة وغيرها وهو ضد الغلو والإسراف، وعليها أن تعرف أن الجمال ليس هو في تشيئيتها وابراز واستغلال الجانب الانثوي منها واهدار كرامتها فهذا يعتبر سلوكاً لا اخلاقياً وردة حضارية على المرأة التحرر منه، وانما عليها ان تعرف ان الجمال هو احساسها الداخلي بذاتها ويتسع الجمال ليشمل (العقل والذكاء وفاعلية وتوازن الجسم)... الخ.
وعليها ان تحافظ على كرامتها و حقوقها وتدافع عن نفسها وعن بنات جنسها من هذه الناحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق