21‏/01‏/2022

أكبر المحتالين في العالم!

محمد واني

? ‏كل ما جرى في العراق من تغيير في النظام، والسياسة، وكتابة الدستور، والديمقراطية، والبرلمان، الذي ‏طالما صدعنا به رؤوس العالم  منذ 2003، طلع مجرد كذبة كبيرة، وكلام فارغ، خدعنا به أنفسنا ‏والشعوب العربية والعالم أجمع، حتى إن أمريكا بجلالة قدرها انخدعت بنا، المسكينة ‏صرفت آلاف الملايين من الدولارات، وضحت بالمئات من خيرة جنودها في غزوها للعراق، وإزالتها ‏لنظام صدام حسين، ظناً منها أننا بعد هذا التغيير الجذري ستنصلح حالنا، ونركن إلى الهدوء ‏والسكينة، و(نبطل) إثارة المشاكل والتحرش بالجيران وإشعال الحروب، ونتفرغ لبناء بلدنا من الدمار ‏الذي لحق به منذ عقود.. ولكن خاب ظنها وظن كل من راهن على حصاننا الخاسر، وأكلوا على ‏أيدينا أكبر مقلب في حياتهم، وبرهنا للعالم بالدليل القاطع، أننا ما زلنا ومنذ أيام سيء ‏الذكر الحجاج بن يوسف الثقفي، من أكبر الكذابين والمنافقين على وجه البسيطة، ندّعي شيئاً، ‏ونفعل ضده، نقول كلاماً، ونعمل

خلافه، ندّعي الشـراكة، ونحن ألد الخصام، ندّعي الإسلام، ونقطع ‏الرؤوس! أحدنا يشـرب دم الآخر، الشيعي فينا يكره السني، ولا يطيق أن ينظر إلى وجهه، ويحمله ‏مساوئ التاريخ، وكذلك السني يشعر بنفس الشـيء تجاه الشيعي، وهما يكرهان الكوردي معاً، ويتمنيان ‏له الموت والهلاك..‏

عنوان دولتنا العتيدة هو؛ العراق الاتحادي، أي الفيدرالي، والمفروض أن يكون كذلك حسب ‏الدستور الذي كتبناه، ولكن لا يوجد لحد الآن غير إقليم واحد، وهو في مرمى سهام يومي ‏للميليشيات والتنظيمات الإرهابية! ولا نعرف لحد الآن هل العراق فدرالي برلماني، أم ‏دكتاتوري فردي، أم طائفي ميليشياوي، أم ماذا؟ اختلط حابلنا بنابلنا، ولم نعد نعرف رأسنا من ‏رجلينا.. وإذ نحن في هذه الحالة الهلامية، ظهر علينا من عمق العدم تنظيم (داعش)، ليزيد الطين ‏بلة، ويبشـر العراقيين بالموت الزُّؤام، وإحراق القرى الآمنة، وإخلائها من السكان و.. باسم الإسلام!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق