21‏/01‏/2022

بصراحة/ حتى متى يدوم الظلم السياسي؟

صلاح سعيد أمين

للظلم أنواع، ولكنَّ الأخطر منه هو (الظلم السياسي) الذي بدوره يؤثر كثيراً على كل مفاصل الحياة في المجتمع، بدءاً من الفرد، مروراً بالأسـرة، ووصولاً إلى مساحة المجتمع برمته.

يجب ألّا ننسـى أن (الظلم السياسي) - مع معطياته الخطيرة على كيان الدولة والمجتمع – لا يمارس فقط من قبل فئة سياسية متسلطة على زمام الأمور، في جغرافية معينة، في أي بقعة على وجه المعمورة، دون أن تكون له أياد مساعدة داخل مكونات المجتمع المختلفة.

 والمراد بـ(الفئة السياسية) هنا هي: الأنظمة الحاكمة في بلداننا، وطبعاً تتغير صور هذه الأنظمة الحاكمة

في محيطنا من مملكة إلى أخرى، ولكن المهم هنا هو أن هذه الفئة السياسية لم يكن بمقدورها وحدها أن تفعل ما تشاء من الظلم والجور والطغيان، دون مشاركة ومساندة ومباركة جزء كبير من البيئة التي تحكم فيها.

عليه، إن الظلم عموماً، والظلم السياسي على وجه خاص، لا يدوم حتى لفترة وجيزة، إذا رفع المظلمون أصواتهم ضده، وقالوا للظالمين: قفوا عن ظلمكم، وكفوا عن الطغيان والجبروت والجور.

بمعنى آخر، حينما نقرر ألا نكون جزءاً من أجندة الظالمين؛ بصمتنا، ومواقفنا الداعمة لهم، بأي نوع كان، حينئذ تبدأ بداية نهاية ظلمهم، ويضع الله حدوداً لهم، ويحذرهم من مصيرهم الحتمي، وهو هلاكهم من قبل الخالق - عز وجل - ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾، يونس: 13                                          

يتعهد الخالق بهلاك الظالمين، كما أهلك الذين من قبلهم حينما ظلموا (في الماضي)، أي يحسم أمر الظالمين من قبل الخالق - عز وجل -، ويحدد مصيرهم بهلاكهم حتماً.. ما يبقى هنا هو: فترة ظلمهم، إلى متى، وكم تدوم؟

الإجابة تقع على عاتق الذين يحكمهم الظالمون، فعندما يقررون أن يوقفوا ظلمهم، فسيقف يقيناً، ويروا وعيد الله بهلاكهم.. وحينما يختارون الصمت، ويساندونهم، بمواقفهم المتخاذلة، فوقتئذ عليهم أن يدفعوا الضـريبة، وأن يكتوا بنار الظالمين، إلى أن يظهر جيل منهم، ويصرخ بوجه الظالمين، ويرفض العيش في الظلمات، والظلم السياسي على وجه أخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق