د. يحيى عمر ريشاوي
العدالة! مصطلح فلسفي شغل فكر البشـرية، واحتل حيزاً
واسعاً في الكتب السماوية، وفي ثنايا الكتابات الفلسفية. ما العدالة؟ هل فعلاً
هناك عدالة مطلقة؟ ما الفرق بين العدالة والمساواة؟ كيف، وهل يمكن تحقيق العدالة؟ ومن
يمكنه أن يحققها؟ وهل شهدت البشـرية تحقيقها؟ ما الفرق بين العدالة الإلهية والبشـرية؟
وغيرها من الأسئلة الفكرية والفلسفية.
هل القول بأن بـ(العدل) وحده يحيا الإنسان،
ادعاء أم واقع؟! هل هي مبالغة أم حقيقة؟! هل من حقنا أن نساوي بين (حياة) الإنسان
وبين تحقيقه للـ(عدالة)؟ وهل فعلاً بـ(العدل) وحده يحيا الإنسان؟! كيف يمكن أن
نبرهن على أنه وبتحقيق العدالة (فقط) يحيا الإنسان؟! إليكم بعض الأدلة والأمثلة:
·
يترك الإنسان موطنه وأعزته، ويخاطر ويهاجر ويغترب، بحثاً
عن العدل والمساواة..
· الأنبياء والرسل جاءوا لتحقيق القسط بين بني البشر والوصول إلى العدل والمساواة..
·
الفلاسفة والمفكرون كتبوا، وربما ضحوا بحياتهم، من أجل
العدل والمساواة..
·
شهدت البشرية قيام آلاف الحروب والثورات، أملاً بشيء من
العدل ومن المساواة..
·
روح الدساتير والقوانين البشرية تتمحور حول شيء واحد..
العدل والمساواة..
·
الحركات النسوية تنادي وتكتب وتجتمع وتقيم الدنيا وتقعدها،
أملاً بالعدل والمساواة..
·
إخوة نبينا يوسف حاولوا قتل أخيهم، بغية تحقيق (ظناً
منهم) شيء من العدل والمساواة!
·
نبينا شجع أنصاره وصحابته إلى اللجوء إلى ملك لا يظلم
عنده أحد.. عدل ومساواة..
·
الثورة الفرنسية أرادت من ضمن ما أرادت، أن تحقق حلم
الفرنسيين بالعدل والمساواة..
·
يزج بالمصلحين الاجتماعيين والقادة السياسيين في السجون،
لمناداتهم بالعدل والمساواة..
·
ماركس وزملاؤه أرادوا الوصول إلى جمهورية أفلاطونية من
العدل والمساواة!
·
مانديللا وغاندي والبنا والنورسي والقاضي محمد، وآلاف
غيرهم، كلهم ناضلوا من أجل العدل والمساواة.
·
المنظمات الدولية والمجتمعية تكافح وتناضل من أجل أن تصل
إلى غاية العدل والمساواة.
·
الجامعات والمراكز البحثية تقيم المؤتمرات وتنشر
الدراسات بعناوين العدل والمساواة..
·
حتى أن بعض أسباب الطلاق والتفكك الأسري (ربما) يرجع
لعدم وجود العدل والمساواة!
·
كما أن من حكم وفلسفة قيام (الساعة) ومكافئة المحسن
ومسائلة المسـيء، تكمن في تحقيق العدل والمساواة.
بعد كل ذلك، أليس من حقنا أن نقول - حتى وإن كان فيه شيء
من المبالغة - أنه بـ(العدل) وحده يحيا الإنسان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق