تحقيق: ميمونة الباسل – ديالى
تترنح مدن وقرى محافظة ديالى الواقعة على بعد (57) كم شمال شرقي العاصمة بغداد، بين ماضٍ أثقله الإهمال لا تستطيع أن تتوكأ عليه؛ وحاضرٍ ما زالت تنزف منه بسبب الاضطراب الأمني والتردي الخدمي، رغم ما حباها الله تعالى به من خيرات وموارد وموقع جغرافي مميز، فمن يَقرأ عنها أو يقطن فيها يجدها تتميز بالكثير من المميزات التي ممكن ان تجعلها أفضل مدن العراق، فهي ذات أرض زراعية خصبة تتوفر فيها الأنهار والبساتين؛ كما اكتشف فيها حقول للنفط والغاز، إضافة إلى شريطها الحدودي مع العاصمة بغداد وبعض المحافظات الأخرى، كما أنها تجاور الجار الشرقي للعراق (إيران).
وعلى الرغم من كون ديالى ذات طابع قروي بشكل عام، إلا أنه تخرج منها العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين الذين أضافوا الكثير لديالى وللعراق، كل هذا لم يكن كافيا لتنعم وسكانها الذين تجاوزوا المليون وربع المليون نسمة؛ بالأمن والعيش الرغيد، بل إنها عانت سابقا في وقت نظام صدام حسين من الإهمال وعدم توفر الخدمات والبنى التحتية، ونالت نصيبها الوافر من الحرب العراقية الإيرانية، وقدمت المئات من الضحايا والمفقودين والمعتقلين في جميع الحروب التي خاضها العراق. اليوم أضيف إلى معاناتها الكبيرة، والتي لا حدود لها، معاناة أكبر وأكثر خطرا، حيث ما انفك أبناء ديالى عن الموت والخراب والمفخخات والتهجير والقتل بأنواعه، سواء كان ذلك بالذبح على يد المليشيات بواسطة كواتم الصوت والسيارات الملغمة وغيرها من فنون القتال التي لم تعرف البشرية سابقا لها عنوانا.
وبعد احتلال العراق عام 2003 من قبل القوات الأمريكية لم يحصل في هذه المدينة المتعايشة الآمنة أي اضطراب أمني او اجتماعي؛ حتى تاريخ دخول تلك القوات الغازية إلى المحافظة حيث بدأ الاضطراب ينشر ظلاله الثقيلة على الناس، فانتشرت الفتنة الطائفية، وبدأ قتل الناس على الهوية، والتهجير القسري، وحرق البساتين التي كانت تزدان وتتميز بها المدينة التي اشتهرت في كل ارجاء العراق بانتاج البرتقال والرمان ذي النوعية الفاخرة، وكل ذلك يعود الى قيام جهات غير معروفة بتسليح مليشيات ذات صبغة طائفية مهمتها قتل الناس باسم الطائفة، وزرع العبوات الناسفة، وتجهيز انتحاريين بسيارات مفخخة، مما حدا بأغلب العوائل الى الهجرة الاختيارية والقسرية، بعد أن تلقى أغلبهم تهديدا بالقتل إن لم يتركوا مساكنهم ومزارعهم وحظائر الحيوانات التي يعملون على تربيتها والانتفاع منها.
ترك الناس كل شيء وخرجوا بملابسهم دون أن يعرفوا إلى أين يتجهون! وماذا سيكون مصيرهم! كما عانى أبناء ديالى وحتى هذه اللحظة من الاعتقالات العشوائية المستمرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الحكومية، والتي لا تخلو من الصبغة الطائفية! حتى تلك التي قامت بها القوات الأمريكية قبل خروجها! وفي الغالب تكون التهم جاهزة ولا تخرج عن إطار مادة (4 إرهاب) .
مرت الأعوام مثقلة على ديالى وأهلها بعد عام 2003، كما هي على أغلب محافظات العراق التي شهدت أعمال عنف، حتى جاء عامي (2006 و2007) الذين لم يبقيا ولم يذرا؛ فقد احترق الأخضر واليابس، وتحولت مدن وقرى وشوارع ديالى السكنية إلى شوارع شبه خالية من المارة، بل أصبحت مسرحا لحرب الشوارع والاقتتال بين الأحياء السكنية، حتى خلت البيوت من قاطنيها، وكأن تلك البيوت والشوارع قد حدث فيها زلزال وغيب جميع من فيها.
الكلاب السائبة والقطط وحتى الحمير كانت هي من تتجول نهارا، كانت الساعة تمضي دون أن تشهد الشوارع مرور أي شخص وإذا مر شخص ما فهذا يكون وبلا شك مضطر وبحاجة ماسة جدا للخروج، وإلا فإن المكوث في البيت هو القاعدة العامة، كان تنظيم القاعدة وجيش المهدي وبدعم أمريكي إيراني -كما يقول الأهالي- يعملان على نزع الحياة من هذه المحافظة بكل الطرق والوسائل، أما الضحية فهو المواطن البسيط الذي لم يكن يعرف لماذا يخطف ولماذا يقتل ولماذا يهجر ولماذا تنتزع منه أرضه ويسلب منه ماله؟!!.
لم يبق من أبناء ديالى، وخاصة في قضائي بعقوبة والمقدادية، اللذان شهدا أعتى موجات العنف من سكانها إلا القليل المضطر، وقد مورس بحقهم كل أنواع التعذيب والإذلال من قطع للماء والكهرباء وانعدام الأدوية في المستشفى، ومنع وصول الخضار إلى تلك المناطق بحجة أن هذا الحي يدعم القاعدة، وذاك الحي يدعم جيش المهدي! وهذا الباص لا يحق له أن يوصل أناسا من تلك الطائفة، وتلك القرية يجب أن تخلو من هذا المكون!.
وهكذا استمر الحال حتى ظهرت ما تعرف " بالصحوات " في عام 2007 حيث تشكلت بداية في محافظة الأنبار؛ وبعد نجاح مهامها أخذت تتشكل في المحافظات الأخرى التي تشهد عنف وتوتر، وكانت منها ديالى، والصحوات هي عبارة عن مجاميع شعبية وعشائرية مسلحة تعمل على محاربة تنظيم القاعدة الذي أخذ يهاجم حتى فصائل المقاومة، التي كانت تتصدى للقوات الأمريكية، وبعد أن ظهرت الصحوات أخذ الوضع الأمني بالاستقرار نسبيا، إلا أن مليشيات مثل جيش المهدي ضلت طليقة بدعم حكومي وأمريكي ولا يحاربها أحد، وبقيت ديالى بين ارتفاع نسبة العنف وانخفاضه، وعادت بعض العوائل المهجرة، إلا أن هناك من لا يريد لهذه المحافظة الاستقرار والعيش بأمن وأمان! فها هي اليوم مدن ديالى تشهد أعلى موجات العنف، والعبوات الناسفة تزرع بين الأحياء السكنية، وعلى تجمعات للشباب في الحدائق العامة والمقاهي وحتى مجالس العزاء. كل هذا بصبغة طائفية، مما أدى إلى تأجيج شبح الطائفية من جديد، حتى بعد مرور 10 سنوات على حرب احتلال العراق .
ويذكر مراقبون أن سبب عودة العنف وشبح الطائفية المقيت إلى المحافظة يعود إلى ما شهدته قرى جنوب المقدادية خلال الفترة الأخيرة، من تفاقم ملحوظ في عمليات العنف، بعد استهداف بعض مجالس العزاء وحسينية الزهراء، فضلا عن عمليات التهجير التي استهدفت خمسة قرى، ما أدى إلى توجه العديد من الوفود النيابية والحكومية إلى القرى، بينهم نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، ونواب من القائمة العراقية والتحالف الوطني، فيما أعلن مجلس النواب عن تشكيل لجنة تأخذ على عاتقها بيان أسباب الأزمة وإيجاد الحلول لها.
وللوقوف على آراء بعض المحللين؛ وأهل المدينة والناشطين فيها والمثقفين، كان لمجلة الحوار هذا الاستطلاع؛ للتعرف على رؤيتهم للازمة وأسبابها، والحلول التي يمكن أن تفكك تعقيداتها:
البداية كانت في قناة ديالى الفضائية؛ وفي قسم الأخبار التقينا بمديره الإعلامي حيدر الأنصاري حيث سألته عن رأيه في مجمل التطورات التي تشهدها المدينة؛ وأسبابها، فقال:
"محافظة ديالى تشكل جزءا حيويا من أجزاء العراق، لما لها من أهمية بالغة من حيث موقعها الجغرافي المميز؛ حيث لها حدود مع محافظات كركوك، والسليمانية، وصلاح الدين، وواسط، والأهم من ذلك العاصمة بغداد، إضافة إلى كونها منطقة حدودية مع إيران، وهذا ما يهدد وضعها الأمني دوريا، وهي عرضة للتأثر بأي اضطراب أمني يحصل في إحدى المحافظات التي تحدها".
وأشار الأنصاري إلى أن:
"طبيعة ديالى مهدت كثيرا لاحتواء الجماعات المسلحة، فبيئتها نموذجية كونها تتمتع بمزايا ذات أهمية سوّقية وحيوية عديدة، أول هذه المزايا وجود حاضنات شديدة الولاء للقاعدة أغلبها يقع في مناطق زراعية تضم بساتين وأحراش كثيفة وواسعة جدا تمتد على جانبي نهر ديالى ونهر خريسان الذي يمر في منطقة بساتين من المقدادية وحتى مركز بعقوبة ثم ينحدر جنوب بهرز، إضافة إلى الجانب الشرقي لنهر دجلة أو على سلسلة تلال حمرين. فقرب محافظة ديالى الشديد من العاصمة بغداد يؤهلها لتكون بمثابة معسكر تدريب وميدان تعبوي متقدم يتم فيه تدريب عناصر القاعدة على القيام بعمليات نوعية في بغداد".
وأضاف: "منذ عشر سنوات مضت ما زال الوضع الأمني يسير بخطى ثابته من سيء إلى أسوء، وتعجز الكلمات عن وصف مشاعر الأسى والشعور بالنقمة إزاء ما يحدث من جرائم قتل وهتك للأعراض وظلم بحق أهالي ديالى العزل الأبرياء؛ فالإرهاب يوغل بالجرم والوحشية والسقوط الأخلاقي" ويستلذ بشهيق الأرواح ورائحة الدماء والأجساد التي تشوى بجحيم الشظايا وحرائق البارود، حتى وصل الحال إلى عيشة لا تطاق ولا تحتمل".
وعن من يقف وراء هذه الخروقات ويتحمل مسؤولية هذا التدهور الأمني؛ قال الأنصاري:
"لا يستطيع أي منا أن يحدد من يقف وراء كل تلك الخروقات؛ وبالتأكيد جميع الأطراف والمكونات تتحمل المسؤولية، وهذا ما نجح به الإرهاب عبر زرع الفتنة والحقد والكراهية في نفوس الأطراف المتنازعة بكل أطيافها ومكوناتها، لكني أعتقد أن المماحكات والخلافات السياسية التي تشهدها ديالى أثرت كثيرا في هذا التدهور الأمني الملحوظ، وهو السبب الأول والأكبر الذي من خلاله استغلت الأطراف الخارجية هذه الصراعات لتنفيذ أجندتها".
وعقب الأنصاري على بعض ما تتناقله الأوساط الاجتماعية من تهم لأطراف في الجوار والعملية السياسية، أنها طرف في تأزيم الوضع الأمني لتحقيق مكاسب جهوية، قائلا:
"السياسة لعبة قذرة، وفي غالب الأحيان يعمد السياسيون إلى أساليب غير أخلاقية للوصول إلى أهدافهم! ولا يمكن استبعاد أي احتمال".
ولضيفنا الكريم رؤيته في حل أزمة المحافظة؛ حيث يقول:
"رغم صعوبة الموقف في ديالى اليوم، إلا أن هناك عددا من النقاط والإجراءات المهمة التي قد نجد من خلالها الحل لهذه الأزمة التي طالت كثيرا، وأهمها: السعي إلى تحقيق الاستقرار السياسي، ونبذ الخلافات بين الأطراف المتناحرة، والجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى نتائج إيجابية، والعمل بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية والطائفية، والارتقاء بالواقع الاقتصادي، ومحاربة المفسدين بعد تفشي قضايا الفساد المالي والإداري، وتنفيذ المشاريع الخدمية الأساسية والمهمة. أما من ناحية القوات الأمنية فهي برأيي مخترقة، وتعاني من فساد إداري مستشر ومزمن وعلني، وكل الأجهزة الرقابية تعلم به علم اليقين، إلا أنها تتردد في كشفه خوفا من بطش المفسدين الذين يملكون المال والرجال والسلاح والسلطة، وهنا يجب إعادة تشكيل وتأهيل هذه القوات بالشكل الأمثل" .
محطتي الثانية كانت وقفة حوارية مع الباحث في العلوم السياسية (زيد الأعظمي)، الذي أجاب على أسئلتي مشكورا برحابة صدر:
الحوار- برأيك من هو المسؤول الحقيقي الذي يقف وراء عودة الوضع الأمني في ديالى إلى المربع الأول؟.
-قانونيا ودستوريا فإن الحكومة المركزية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، هي المسؤولة عن حالة التردي الأمني الحاصل في ديالى، والذي في كثير من الأحيان يصل حد الانهيار. ولكن ربما يسأل سائل: لماذا الحكومة المركزية وليست المحلية؟ الواقع يقول إن أعلى المراتب العسكرية من صنوف القيادات الأمنية كلهم من المكون الشيعي، وهذا ووفق السلوك الأمني السيء يزيد من حجم الهوة بين المكونات أولا، وبين القيادات الأمنية؛ والمواطنين في المحافظة ثانيا. الأمر الآخر إن الحكومة المحلية؛ ابتداءا من المحافظ، ووفق الدستور فهو يعد مسؤول اللجنة الأمنية العليا في المحافظة، ولديه هو ومجلس المحافظة صلاحيات امنية واسعة وكلها مصادرة، لتكون الحصيلة سيطرة امنية مركزية على القرار في ديالى وتسييسا لمعظم القرارات التي تصب في هذا الاتجاه.
الحوار-الحكومة العراقية تتهم تنظيم القاعدة في كل ما يحدث من خروقات؛ هل ترى هذه الشماعة منطقية؟.
-هناك اجماع على ان جزءا كبيرا من تنظيم القاعدة في العراق له ارتباطات ودعم ايراني مفتوح! وباسم الهوية يستهدف الأبرياء والكسبة في الاسواق والمساجد، وهذا ما يصب في مصلحة المليشيات الفاعلة والغطاء السياسي الذي تحظى به. لذلك لا بد من الصراحة في وضع المليشيات والقاعدة في خانة واحدة في محافظة ديالى، من خلال الاستهداف المباشر الواضح البيّن. لا ينبغي ان ننسى ان وزير النقل الأمين العام لـ(منظمة بدر) صرح وبوضوح لمرحلة ما بعد تشكيل الحكومة المحلية بالتركيبة الوطنية التي شاهدناها (أحرار+متحدون): أن ديالى لن تستقر، وخلال اسبوع استهدفت مناطق جنوب المقدادية وابو صيدا في تهجير وقتل بالجملة للعوائل، وهنا برزت الشماعة التي اعتدنا عليها امريكيا وعراقيا حكوميا: ان القاعدة والمنظمات الارهابية والبعث هي من تقوم بعمليات التهجير.
الحوار- مواطنون ومراقبون للوضع الامني يرون ان امريكا هي المحرك الحقيقي لتفجير الوضع الامني، من خلال ما يسمونه بالمليشيات الحكومية، كيف تقرأ ذلك؟.
- في ذلك مجانبة لحقيقة الوضع الذي نحن فيه، فالولايات المتحدة الامريكية لم تعد فاعلا حقيقيا في العراق، بعد الانسحاب الامريكي، بسبب التوجهات الجديدة لسياساتها الخارجية في عهد اوباما؛ التي تعتمد الواقعية في قراءة ساحتها والأزمة التي تمر بها، وفي استعادة سريعة لمجمل الازمات الطاحنة التي مر بها العراق خلال السنوات الثلاث الماضية لا وجود لأي دور امريكي، بل الساحة مفتوحة للدول الاقليمية وإيران حصرا.
-الحوار-ماهو دور الحراك الجماهيري الذي يحدث في المحافظات المنتفضة، فيما يحدث من أحداث خطيرة في ديالى؟.
-لا ينبغي نكران الدور الذي لعبه الحراك الشعبي في ديالى من تثبيت الهوية السنية، التي أعلنت نائبة عن ائتلاف دولة القانون أنها محافظة شيعية جديدة، ويتبين بطلان هذا الادعاء من خلال تفاعل الجماهير مع التظاهرات. لكن الوضع الامني، والاستهداف المباشر لأماكن التجمعات، كما في مجزرة مسجد سارية، دفع الحراك نحو الانحسار في المساجد. الا ان غرس ثقافة الخروج وعدم الخنوع والخضوع هو المكسب المهم الذي يضاف الى مكسب الهوية وعدم قدرة كل هذه الجهات على طمس هوية ديالى وأهلها.
الزميل الصحفي علاء سرحان العزاوي قال للحوار:
"بسبب نتائج انتخابات مجلس المحافظة؛ والمفارقات التي ادت الى تدهور الوضع الامني بين الكتل السياسية، بل حتى بين انصار هذه الكتل، اصبحت ديالى مسرحا للعمليات الارهابية بين تفجير وتهجير وقتل في كل اقضيتها ونواحيها! انا ارى ان جميع دول الاقليم الى جانب اميركا هم من يقفون وراء التفجيرات الاجرامية بمساعدة المليشيات الحكومية!".
ويضيف: "في الاونة الاخيرة تم قتل شخص جريح في احد مستشفيات بعقوبة، والذين نفذوا العملية يرتدون زيا حكوميا، كما ان المجاميع المسلحة بكل فصائلها متواجدة في ديالى من القاعدة وعصائب اهل الحق وغيرهم من المسلحين، فهنا تختلط الاوراق والاسم الشائع للتفجيرات في ديالى هو القاعدة".
الناشط في مجال التنمية البشرية السيد ياسين طه قال:
"كل ما يجري في ديالى من قتل على الهوية وتهجير وفوضى، يراد به تغيير الهوية الأصيلة التي تحملها ديالى بمكونها الداعي دوماً إلى الخير والمحبة والوحدة والتعايش. تغيير منهج رصين له البصمة الواضحة في الوئام والإخاء. أما من يقف وراء ذلك فهم أناس أبو إلا أن يعيشوا في الظلام وأن يكونوا تبعاً لأجندات مجرمة ظالمة آثمة، ولكن (يأبى الله إلا أن يتم نوره)، ولكن علينا أن ندرك أن المستهدف ليس جهة معينة أو فكرة ما، وإنما الغاية من ذلك هو إشاعة الفوضى ولغة الدماء والقتل والتهجير من أجل أن تتخلى هذه المحافظة عن هويتها الوسطية، وهذا من ثمرات ما نشاهده اليوم؛ فما ذنب قتل أطفال صغار في ملعب لكرة القدم؟ وما علاقة هؤلاء البراعم بالسياسة والتوجهات؟ وما ذنب متعبدين في بيوت الله؟ وما جريمة ثلة من الشباب في عمر الورد يقتلون في أماكن يترفهون فيها؟ كل هذه الممارسات الوحشية التي لا تدين بدين ولا عرف، هدفها هو أن تكون ديالى ذيلاً وتبعاً لأجندات خارجية، ولكن نقول هذه غمامة لا تؤثر على صفاء تلك السماء المشعة بالشمس، سائلين الله تعالى أن يحفظ ديالى وأهلها ومساجدها من كل مكروه وسوء.
محافظ ديالي اعتبر أن ضغوطات مورست من جهات سياسية أدت إلى خلل أمني في المحافظة
محافظ ديالى عمر الحميري اعتبر قرار استبدال قطعات الجيش المنتشرة في ضواحي بعقوبة بأخرى من الشرطة، بأنه ضد إرادة الأهالي و"يطعن بحيادية وانجازات" تلك القطعات.
وقال الحميري في بيان صحفي صدر يوم الثلاثاء 22-10-2013 إن "قرار استبدال قطعات الجيش المنتشرة في الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة منذ أعوام، بأخرى من الشرطة المحلية لم يجر التشاور به مع حكومة ديالى المحلية".
وأشار إلى أن "استبدال قطعات الجيش يمثل طعنا في حياديتها ومحاولة لطمس إنجازاتها الأمنية السابقة"، مؤكدا أن القرار "انفرادي وجاء بضغط من قبل بعض البرلمانيين والساسة لمواجهة بعض الخروقات الأمنية، التي كان بالإمكان تجاوزها لو منح الوقت الكافي".
وأضاف الحميري: إن "أهالي الأحياء الغربية لمدينة بعقوبة ضد قرار إبعاد قطعات الجيش عن مناطقهم، لأنها نجحت في توفير أجواء آمنة، إضافة إلى ما تتمتع به من حيادية أسهمت في توفير الدعم الشعبي"، معتبرا "إبعاد الجيش يمثل قرارا ضد إرادة الأهالي".
وحمل الحميري الجهات المسؤولة عن قرار استبدال قطعات الجيش "مسؤولية أي خروق أمنية"، لافتا إلى أن "التغيير يحدث عندما تكون القطعات غير كفوءة لكن ما حدث مخالف لذلك".
وطالب محافظ ديالى قطعات طوارئ الشرطة بـ"التعامل الايجابي مع الأهالي، والعمل على فتح نوافذ تعاون إيجابية، وتلافي أخطاء الماضي والحرص على التمسك بمبدأ المهنية والاحترافية في مواجهة أي طارئ وخلق شعور بأنها قوات تمثل الأطياف كافة وتسعى لتحقيق الأمان والطمأنينة".
تجدر الاشارة الى ان مدينة بعقوبة فيها قطاعات أمنية متعددة تخضع مهام حفظ الأمن فيها إلى قوات من الشرطة والجيش منذ سنوات عدة بهدف خلق مرونة وانسيابه في العمل لمواجهة أي طارئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق