د. سعيد سليمان
المقدمة
نظرا للجرائم التي يرتكبها تنظيم (داعش) في سوريا
والعراق، والتي تشوه صورة الإسلام والمسلمين، ولخوضه صراعاً مباشراً مع القوى والحركات
الإسلامية والوطنية التي تناهض النظام البعثي في سوريا، ولتبنّيه بعض التصورات والأفكار
الشاذة، ولتصرفاته المخالفة لقيم ومبادئ الإسلام الحنيف، ولإساءته للإسلام والمسلمين
قبل إساءته للآخرين.
عليه رأينا من الضروري
إلقاء ضوء على المرجعية الفكرية لهذا التنظيم، وأسباب نشوء مثل هذه الجماعات والتنظيمات
المتشددة في العالم الإسلامي، والغايات والأهداف التي تقف وراء إفساح المجال لهذا السرطان
بالتمدد في جسد الأمة الإسلامية، وتمويله ودعمه من قبل جهات مشبوهة، لا تريد الخير
لمنطقتنا، حفاظاً على مصالحها.
وأخيرا، موقف التيار الوسطي
من هذه الأفكار والتنظيمات.
نشأة التنظيم
ذُكِر اسم (داعش) لأول
مرة في نيسان عام 2013م، وذلك نتيجة عن إعلان الاندماج بين تنظيمي (دولة العراق الإسلامية)
التابع لـ(القاعدة) و(جبهة النصرة) السورية، تحت مسمى (الدولة الإسلامية في العراق
والشام)، ولكن الأخيرة رفضت الاندماج.
البداية: بعد عملية تحرير
العراق من قبل قوات التحالف عام 2003م، وحصول الفراغ الأمني، ظهرت جماعات مسلحة لمحاربة
هذه القوات، منها: (جماعة التوحيد والجهاد)، بقيادة أبي مصعب الزرقاوي الأردني عام
2004م، ثم تحولت إلى تنظيم (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، وفي عام 2006 أعلن (الزرقاوي)
تشكيل (مجلس شورى المجاهدين) بزعامة: عبدالله رشيد (أبو عمر البغدادي)، وبعد مقتل
(الزرقاوي)، أنتخب (أبو حمزة المهاجر: عبد المنعم عز الدين البدوي المصري) زعيما للتنظيم.
وفي 15/ تشرين الأول/2006 تم الإعلان عن تأسيس (الدولة الإسلامية في العراق) بزعامة
(أبي عمر البغدادي)، إثر اجتماع مجموعة من الفصائل السنية المسلحة، ضمن معاهدة حلف
المطيبين، وهذه الدولة تضم نظريا المحافظات العراقية التالية:
الأنبار ونينوى وصلاح
الدين وكركوك وديالى وبابل وواسط. وفي عام 2010 تزعم التنظيم (إبراهيم عبود السامرائي)
والذي لقب بـ(أبي بكر البغدادي).
ضَعُف التنظيم بعدما شكلت
الحكومة العراقية قوات الصحوات من العشائر السنية لمواجهته، وبإشراف أمريكي، وخاصة
في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، ومناطق من بابل وبغداد.. وتقلصت تحركات التنظيم، وعملياته،
وانكمش في المنطقة الصحراوية بين العراق وسوريا.. وقد أوجد التنظيم موطئ قدم له في
المناطق الشرقية من سوريا، بين العشائر العربية السنية، علما بأن النظام السوري كان
يَغُض الطرف عن تحركات التنظيم، إن لم نقل أنّ مخابراته كانت تسهِّل مرور عناصر التنظيم،
عبر الأراضي السورية، إلى العراق، للقيام بالعمليات ضد قوات التحالف (1)، وحسب الاتفاقات
القائمة بين الأنظمة (الدول الإقليمية)، التي كانت تقف ضد التواجد العسكري في العراق؛
وذلك من أجل بسط نفوذها، وتحقيق مصالحها..
وفي عام 2011م بدأت الاحتجاجات
ضد نظام (بشار الأسد) البعثي (النصيري)، وتشكلت فصائل متعددة لمواجهة إرهاب النظام،
المدعوم من إيران وروسيا، منها: الجيش الحر (2) وجبهة النصرة (3) وأحرار الشام (4)
وغيرها من الفصائل، وفي مناطق متعددة من سوريا.
ولإجهاض ثورة الشعب السوري،
قامت مخابرات النظام بترتيب سيناريوهات عديدة، منها: إفساح المجال للمجاميع المتطرفة؛
بهدف تشويه صورة ثورة الشعب السوري، ووصمها بالإرهاب. ومن هذه المجاميع تنظيم (دولة
العراق الإسلامية)، فقام هذا التنظيم بالسيطرة على المناطق الخاضعة للجيش الحر، والفصائل
الأخرى من المعارضة السورية. ومن ثم أعلن (أبو بكر البغدادي) في نيسان عام (2013)،
ومن طرف واحد، عن دمج تنظيمي (دولة العراق الإسلامية) و(جبهة النصرة) باسم (الدولة
الإسلامية في العراق والشام) (داعش)، وقد رفض (الظواهري) هذا القرار، وكذلك قائد جبهة
النصرة: (أبو محمد الجولاني)، الذي بايع (الظواهري) بعد الإعلان.
وبعد معارك عديدة ضد معارضي
النظام البعثي (النصيري)، سيطر التنظيم على مناطق واسعة من سوريا، وخاصة المناطق الشرقية
والوسطى والشمالية، منها: محافظتي (الرقة) و(دير الزور) المتاخمة للحدود العراقية،
وله تواجد في محافظات: حلب، والحسكة، وحمص، وريف اللاذقية، ودمشق، وريفها، وإدلب.
وفي بداية عام (2014)
احتل التنظيم مدينتي: الرمادي والفلوجة في العراق، وبعدها بأسابيع استعادت الحكومة
العراقية مدينة الرمادي.
وفي 10/حزيران/2014، وبشكل
مفاجىء، سيطر التنظيم، ومعه فصائل متعددة من المعارضة السنية، المناهضة لحكومة المالكي
الطائفية، على معظم أراضي محافظة نينوى، بما فيها مدينة (الموصل)، بعد انسحاب القوات
الحكومية، وعلى محافظة صلاح الدين، وبعض المناطق من محافظة الأنبار، ومحافظة كركوك،
ومحافظة ديالى، وبعض المناطق حول بغداد.
وعليه التحم (داعش) الخارج
بـ(داعش) الداخل، والتي تعدّ حركة احتجاجية عاطفية غير منظمة، وهي بمثابة استجابة انفعالية
– سياسية في تصور غير عقلاني للخلاص من الظلم السياسي والاجتماعي (إرهاب الحكومة الطائفية)،
وهذه الحركة تشكلت نتيجة استئثار طائفة الشيعة بالحكم، والسيطرة الكاملة والفعلية على
جميع مفاصل الدولة، وعدم إفساح المجال لمشاركة الأطراف الأخرى، واتباع سياسة العنف
والقتل والتهجير والترحيل الطائفي الممنهج. وهذه الحركة تتألف من مجاميع متعددة، منها:
ضباط من الحرس الجمهوري، وأفراد من الجيش العراقي السابق، والبعثيون القدامى، والمستاؤون
والمتضررون من سياسات حكومة بغداد الطائفية، بالإضافة إلى الانتهازيين والجهلة، والإسلاميين
المتشددين.
وقد ذُكِر بأن عدد الفصائل
المسلحة السابقة في الداخل العراقي، والتي حاربت قوات التحالف، والحكومة العراقية،
كان (12) فصيلا، أو أكثر..
وفي 2/8/2014 توجّه تنظيم
(داعش) نحو المناطق المتنازع عليها (5)، التي تقع تحت سيطرة القوات الكوردية (البيشمركة)،
وسيطر على مناطق شاسعة، منها: قضاء سنجار، وناحية زمار، وقضاء تلكيف، وقضاء الحمدانية،
ومنطقتي: نَوران، والخازر، وقضاء مخمور، وناحية الكوير، ومناطق من محافظة كركوك، وإلى
جلولاء، والسعدية، من محافظة ديالى..
الجذور التاريخية والمرجعية
الفكرية
ينتمي تنظيم (داعش) في
فكره إلى التنظيم الأم (القاعدة)، ويحمل آيديولوجيته. والذي بدوره يحمل الفكر السلفي(6)
الجهادي المتشدد (7)، وهذا الفكر يتمحور على المبدأ المتعلِّق بموضوع تكفير الحاكم،
والخروج على طاعته، ومنابذته بالقوة، ويؤمن بالعنف والقوة في عملية التغيير.. ويسعى
بطريقة متشددة لفرض أفكاره على المجتمعات المسلمة، وفرض العقوبات والحدود على من يخالف
آراءه وتوجهاته.
علماً بأن المنهج القائم
على فكرة الغلو في الدين (8)، والتنطع (9)، والتطرف (10)، والتشدد (11)، له جذور في
التاريخ الإسلامي، بدءاً من ظهور فكرة الخوارج (12). وحاليا يمثل هذا المنهج التيارات
التي تدعي الانتماء للسلف الصالح، تحت مسمى (السلفية) (13). وتنظيم (داعش) ابن صميم
لمتوالية الحالة القتالية، في الرؤى والتصورات والأفكار، ونتاج ظروف سياسية واجتماعية
محتقنة، في مشهد غابت عنه طويلاً شمس الحرية والعدالة والاستقرار. وهو انعكاس حقيقي
لطبيعة التحولات الخطيرة، التي تحدث في مجتمعات المنطقة، ومرورها بأزماتٍ داخليةٍ ذات
أبعاد مركّبة.
فالبنية الآيديولوجية
الفكرية والفقهية، وما انبثق عنها من سلوك دموي؛ جاء في السياق الراهن، وليس خارجا
عنه. فأفكار هذا التنظيم منبثقة من ميراث فقهي، تاريخي، وخطاب ثقافي، مدعوم، ومتداول،
يقوم على منطق عدم الاعتراف بالتعددية السياسية والحزبية والطائفية والدينية، وتكفير
أو تخوين وتضليل المخالف في الرأي. أي: ثقافة أحادية الجانب، سلطوية!
و(الفكرة الصورية) عن
الخلافة، وتطبيق الشريعة، بهذا النمط الفقهي- التاريخي المتشدد، الذي يتجاهل الاجتهاد
والتجديد، هي منظومة فقهية مدعومة من قبل بعض الجهات – حكومات المنطقة -. وهذا التيار
الديني الجامد المتشدد، هو من تتحالف معه الأنظمة العربية، وحكومات المنطقة، وتترك
المجال واسعاً له، وتهيئ المناخ الملائم له، عبر ممانعتها للتحول الديمقراطي، وإقصائها،
وحربها على الحركات الإسلامية المعتدلة، التي تحاول أن تقدِّم طرحاً يقترب من القبول
بالثقافة الديمقراطية التعددية!
وليس المقصود، هنا، القول
بأنّ (داعش) هي إنتاج الفقه الإسلامي، أو الموروث الفكري، فذلك فيه ظلم شديد لهذا التراث
الغني والكبير والمتنوع، لكنّها نتاج لعدم ترسيخ وتجذير ماكينة الاجتهاد والتجديد الفقهي
المعاصر، في فضائنا العلمي والاجتماعي، فأصبح التعامل مع الفتاوى الفقهية، والأحكام
العَقَدية، المبنية على صراعات تاريخية، والموروث الكبير، بوصفه “الشريعة الإسلامية”،
ووضعه في مرتبة من القداسة والإلزام، في قراءة متعسّرة مُختزلة سطحية لها، من دون النظر
إلى الشرط التاريخي في إنتاجها، من زاوية، أو إلى الجانب الآخر، الأكبر، المختلف، من
هذا التراث الواسع العريض.
وبالرغم من توافر هذه
“المنظومة الأيديولوجية”، إلاّ أنّها تبقى عاملاً ثانويّاً، وليس أساسيّاً في تفسير
صعود هذا التنظيم وانتشاره وتمدده، فالمتغير الأكثر أهمية وفعالية يتمثّل بالواقع السياسي
السلطوي والاجتماعي. فهذه التنظيمات والأفكار موجودة ومطروحة على قارعة الطريق، في
أغلب الأوقات، ومرّت على الخبرة التاريخية العربية والإسلامية جماعات وتيارات شبيهة
في خطابها وأفكارها وسلوكها، لكنّ صعود نجمها وانخفاضه وزواله يرتبط بالواقع وشروطه
بدرجة رئيسة.
وهذا يقودنا إلى تحديد المسؤول الأول، والرئيس،
عن هذا الصعود والانتشار، ويتمثّل في الأنظمة السلطوية العربية الفاسدة، التي تمثّل
النموذج السائد في العالم العربي اليوم. فهذه الأنظمة هي التي أنتجت وتنتج حالة “العنف
البنيوي” في المجتمعات العربية، بوصفها انعكاسًا مقابلًا للعنف المتجذّر في سلوك هذه
الأنظمة، سواء على الصعيد الرمزي، أو حتى المادي. وهذا ما سنشير إليه في محور أسباب
نشوء هذه الجماعات المتطرفة (14).
أبرز الأفكار والمعتقدات
والتصورات:
1. التكفير: تكفير المسلمين بأدنى شبهة. (جذورها
تعود إلى فكر الخوارج، ويتبناها اليوم أصحاب الفهم الجزئي والمتشدد)، فهؤلاء والغون
في موضوع (تكفير المسلمين)، - وهم يُكَفِّرُونَ
الجماعات الإسلامية قبل غيرها من الجماعات!!- فمعظم الناس في نظرهم إما: مرتد، أو فاسق،
أو ضال. وعليه، فإن المحصلة الطبيعية للتكفير، هي اتباع المنهج القتالي في عملية التغيير،
ورفض الآليات الأخرى في التغيير والإصلاح.
2. استسهال فكرة القتل، واستباحة الدماء: هذه
الجماعات التكفيرية تستسهل قتل المسلمين بأدنى شبهة.. ومن عباراتهم المألوفة لمن يخالفونهم:
الارتداد + القتل.
3. التشدد في التعامل مع المسلمين، وعدم تقبّل
الخلاف، حتى في المسائل الفرعية، والتعصب الفكري المذموم، وعدم تقبل الرأي الآخر، ورفض
التعددية، والذي اكتسب بعداً خطيراً، يتمثّل بتلبُّس موقف ديني، يرى الآخر (المسلم)
بمنظور المخالف للشريعة، فكل من يخالف آراءهم فهو مرتد، وعقوبته القتل.
4. الغلو في الفكر، والتطرف والتنطع والتشدد
والتعسير والقسوة في السلوك.
5. الإيمان بالعنف (15)، والقوة في فرض الرأي،
وفي عملية التغيير، والضغط على حرية الآخرين، مع إعطاء الذات الحق في الوصاية على الآخرين،
والتعسُّف في إقامة الحق (16).
6. عدم مراعاة الواقع، وعدم تحليله تحليلاً
عقلانياً للإمساك بسننه، وعدم الوعي بسنن التغيير في المجتمعات البشرية، والتعامل السطحي
معها. مما يؤدي إلى إسقاط بعض الأحكام الفقهية السابقة، على الواقع الحالي، من دون
مراعاة تغيير العلة والزمن. ومن هذه الأحكام: أحكام الرقيق والجواري، أحكام الجزية،
أحكام أهل الذمة.. إلخ.
7. التعامل الجزئي مع النصوص، والتركيز على
الجزئيات، أي: تضخيم الاحتفال بالمندوبات والمستحبات، والتضاؤل في الاهتمام بالواجبات
وفرائض الوقت، مع التشبث بالمظاهر والشكليات، دون الاهتمام أو التأكيد على الجوهر والمضامين
من مبادىء الدين الحنيف. فترى أحدهم يهتز لمنكر، ليس عليه حدّ في الشرع، مهما كان صغيراً،
ولكنه لا يهتز لظلم واستبداد الحكام، ولا للقتل، وجريمة شهادة الزور، وتزوير إرادة
الشعوب..!!
8. عدم مراعاة روح الشريعة ومقاصدها، والانصراف
عن كليات الإسلام ومقاصده في العدل والحرية والشورى والمساواة والكرامة الإنسانية.
وعدم الاعتبار للمصالح والمفاسد. مع عدم الفهم الصحيح، وإضاعة العلم، مما يؤدي بهم
إلى تبني الأفكار والتصورات الشاذة، واتخاذ الفتاوى الخاطئة. يقول الإمام مالك (رضي
الله عنه): ((إنّ أقواماً ابتغوا العبادة، وأضاعوا العلم، فخرجوا على أمة محمد (صلى
الله عليه وسلم) بأسيافهم، ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك)) (17) .
9. عدم مراعات فقه الأولويات والموازنات، ومراتب
تغيير المنكر، فهم يقدمون محاربة البدع في العبادات والمسائل الفرعية، على المحافظة
والترسيخ المطلوب للود بين المسلمين، والأخوة، والوحدة، والمصالح العليا للأمة.
10. عدم التخصّص في الفقه الإسلامي، وعدم التعمق
في فهم النصوص، والاكتفاء بظواهر النصوص- (الفهم الظاهري للنصوص)-، رفضاً للتأويل،
والقياس، وكل صيغ إعمال الفكر، أو مناهج تحليل اللغة، دون نظر عقلي عميق يحلل النصوص،
ويصل إلى مقاصدها. فلهذا التوجّه عموماً آلياتُ استدلالٍ خاصّة به، تختلف عن التفكير
الأصولي، فهي ترفضُ القياس والاستحسان والإجماع، الذي أخذت به مذاهب أهل السنة والجماعة،
من: الحنفية والشافعية والمالكية بالخصوص (18).
11. عدم التفرقة بين الأصول والفروع، وبين الأركان
والواجبات والمستحبات والسنن: فهم لا يفرقون بين أصول الإيمان وفروعه، فالكفر عندهم
واحد، وكذلك الشرك والبدعة، وذلك خلافا لفكر (أهل السنة والجماعة). يقول ابن تيمية:
"إن للإيمان أصولاً وفروعاً، وهو مشتمل على أركان وواجبات ومستحبات، بمنزلة اسم
الحج والصلاة وغيرها من العبادات... وقد تواتر في الأحاديث: ((الإيمان بضع وستون، أو
بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء
شعبة من الإيمان))، فعلم أن الإيمان يقبل التبعيض والتجزئة، وأن قليله يخرج به صاحبه
من النار، إن دخلها، وليس كما يقوله الخارجون عن مقالة أهل السنة، أنه لا يقبل التبعيض
والتجزئة، بل هو شيء واحد: إما أن يحصل كله، وإما أن لا يحصل منه شيء"(19).
12. حشو العقول بالمتون، وحفظ الشروح، واستيعاب
الهوامش، والاستغراق في فقه الفروع.. مما يؤدي إلى الانقلاب في سلّم الأولويات. قال
ابن الجوزي (رحمه الله): "تَجِد أحدَهُم يُقَصِّرُ ثوْبَه، وفي قلبِه كِبْرُ فرعون"؟
13. إثارة المعارك الجانبية والفروع الفقهية.
14. الالتزام بالقراءة التراثية للنصوص الشرعية،
وتقديسها، وعدم تجاوزها، ورفض القراءات والتأويلات المعاصرة.
15. الطعن في العلماء الكبار، والنيل من أعراض
الدعاة، ورميهم بأقبح الأوصاف: (ضال، مبتدع، غامض، متلوِّن، مميّع، عنده كفريات، عنده
شركيات..) إلى غيرها من مقولات السوء.
أسباب نشوء هذه الجماعات
(داعش)، وغيرها من الجماعات
التكفيرية المتشددة، ظواهر وتجليات تتكوَّن وفق شروط ومعطيات التاريخ، لا خارجها، وسيتكرر
خروج تنظيمات مشابهة لها، مادامت الظروف والأسباب الموضوعية تملك كل الخصوبة اللازمة
لولادة مثل هذه الأفكار والرؤى والتصورات، والتي بدورها ستؤدي إلى مزيد من الكوارث
والأزمات.
هذا “التيار المتوحّش”
ليس بغريب عن بيئة المنطقة، فهو إنتاج صادق للواقع الراهن، ومؤشّر موضوعي للمدى الذي
يمكن أن تصل إليه الانهيارات السياسية والأخلاقية والثقافية والمجتمعية، في دول المنطقة
عموما. فهو (كائن) من مخرجات الأنظمة السلطوية
الفاسدة، من جهة، والسياقات الاجتماعية المتردّية، من جهة ثانية، وجمود المنظومة الفقهية
والفكرية، والاختلالات التي تعاني منها، من جهةٍ ثالثة!
ولا
يمكن الادعاء بأنّه لا توجد لعبة إقليمية، أو دولية، أو دول وقوى فاعلة، عملت خلال
الفترة الماضية، على توظيف هذا الفكر واستخدامه، لكن ذلك يبقى فقط جزءًا من الحقيقة،
لكنّ الشق الأكثر أهميّة، هو وجود “القابلية الداعشية” في مآل الواقع السياسي والمجتمعي
الراهن في دول المنطقة (20)..
عليه يمكن إرجاع سبب نشوء
مثل هذه الجماعات المتشددة والمتطرفة، وتمدد وانتشار أفكارها، وتصوراتها الخاطئة والبعيدة
عن روح الدين الإسلامي، إلى أسباب ذاتية وموضوعية، منها:
الأسباب الذاتية
1. الفهم الخاطئ للكثير من النصوص الشرعية،
وعدم التعمق في فهم وإدراك الحِكَم والأهداف والغايات للكثير من الأحكام التشريعية،
وذلك بسبب قلة الدراية والفهم.
2. الفهم الجزئي للإسلام – الفهم المجتزأ عن
الإسلام - وهذا الفهم بدوره يؤدي إلى التطرف، والتركيز على جانب دون الجوانب الأخرى.
3. الأخذ بمبدأ الغلو في الدين، والتشدد، والتعسير
(21)، والبعد عن الوسطية والاعتدال والتيسير.
4. الطبيعة الشخصية الميّالة للقسوة والتطرف
والتشدد والغلو. فهذا الشخص – بطبيعته الميالة للتشدد – لو انتمى إلى أيِّ تنظيم أو
فكرة، فصفة التشدد لاصقة به، لا تنفك عنه، فكراً وممارسةً، قولاً وعملاً، بعيداً عن
النهج الذي يتعاطاه، ويسير وراءه، وعدم سعيه إلى تغيير هذه الطبيعة التي تعوّد عليها،
مما ينتهي به المطاف إلى الانتماء لمثل هذه الجماعات المتشددة والمتطرفة. (فأغلب أسباب
هذه الطبيعة التشددية المتطرفة ترجع إلى نفسية الشخص، وبعضها مكتسبة نتيجة الظروف والواقع
الذي يمرّ به الإنسان، والتربية المأخوذة).
الأسباب الموضوعية
1. الواقع الاستبدادي الذي يعيشه العالم الإسلامي
- واقع الظلم والاضطهاد والتعذيب الوحشي في السجون، والإقصاء والتهميش - (فالوحشية
تولد الوحشية، والعنف يولِّد العنف).
مثلاً تشير بعض التقارير
حول الوضع الأمني في بغداد، أنه كان يوجد فيها وحدها حوالي (120 ألف سجين من الطائفة
السنية)، فالحكم الطائفي البغيض، والمعاملة القاسية من قبل القوات الأمنية، والتقتيل
والتهجير والترحيل الممنهج، ولّد ردة فعل عنيفة تجاه هذه الممارسات اللاإنسانية من
قبل الحكومة، - إرهاب الدولة يعدّ من أخطر أنواع الإرهاب بلا شك، لأن الدولة قادرة
في أي لحظة على تبرير أعمالها الإرهابية -. فعلينا أن ندرك جيداً بأن الوحش الدكتاتوري
يُغذّي ويُقوّي الوحش التشددي التكفيري.. فالمآسي والكوارث والمذابح، تفتح الطريق بشكل
كامل للتوحش والإجرام. فهناك إرهاب محلي مدعوم بإرهاب دولي.. فأسباب العنف والتطرف
كامنة في الواقع، كامنة في الحياة السياسية – الإقصاء والتهميش-، وكامنة في الحياة
الاقتصادية – الاحتكار والاستغلال ونهب الثروات- .
2. مخطط القوى الكبرى لمواجهة التيار الإسلامي
الوسطي، وإشغاله بمعارك جانبية، وضربه من خلال هذه الجماعات، التي تعادي التوجه الإسلامي
المعتدل وتكفِّره، وذلك باستغلالها وتوظيفها لهذه الجماعات، وإفساح المجال لها لتكون
شوكة وخنجرا في خاصرة المسلمين، وعقبة في طريق النهضة الإسلامية، وحسب النظرية المخابراتية
لمواجهة التيار الإسلامي الجماهيري الصاعد، والتي تقول: "حاربوا الإسلام المعتدل
بالإسلام المتشدد".
3. سياسات الحكومات العلمانية في العالم الإسلامي
لمواجهة التيار الإسلامي المعتدل، والمبنية على الإقصاء والمحاربة والمعاداة والتهميش،
مع إفساح المجال للفكر المتشدد بالتمدد، والانتشار، لتحجيم التيار الإسلامي المعتدل،
وإشغاله بالمعارك الجانبية، والمجادلات الجزئية، هذا من جهة، وتشجيع الأفكار والتوجهات
اللادينية والفساد ... إلخ، من جهة أخرى.
4. ضعف المؤسسات الدعوية والعلمية (الرسمية
وغير الرسمية)، وضعف الخطاب الإسلامي في مخاطبة الشباب، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة
والمتشددة. ولهذا الضعف أسباب ذاتية وموضوعية.
ولا يمكن معالجة النتائج
إلا بأسبابها، ولا يمكن منع التطرف إلا بمحاربة أسبابه. وطالما أن هناك أسباباً اقتصادية
وثقافية وسياسية وإعلامية للتطرف، فالتطرف سيوجد، شئنا أم أبينا.
أبرز شخصيات التنظيم
شخصيات وقيادات التنظيم
أناس غير معروفين، فهم مجموعة نَكِرة مجهولة، لا يوجد بينهم علماء، أو أصوليون، ومنظِّروهم
ومموِّلوهم ومخطِّطوهم وقادتهم أشخاص مدعاة للشك والريبة، منهم:
- أبو مصعب الزرقاوي الأردني (ت 2006)
(22).
- أبو عمر البغدادي (ت 2010) (23).
- أبو حمزة المهاجر (ت 2010) (24).
- إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي / أبو
بكر البغدادي (25).
- أبو محمد العدناني (26) الناطق باسم
التنظيم.
وهناك ولاة وأمراء في
التنظيم لهم سوابق، وقد التحق بالتنظيم ضباط من الحرس الجمهوري، والاستخبارات، والرفاق
البعثيون القدامى. منهم: أبو مسلم التركي، واسمه: فاضل الحيالي، وهو ضابط سابق في الجيش
العراقي، نائب زعيم التنظيم. وأبو أيمن العراقي، أهم مسؤول لـ(داعش) في سوريا اليوم.
كانت كنيته في العراق: أبو مهند السويداوي. من مواليد عام 1965. كان ضابطاً برتبة مقدم
في استخبارات الدفاع الجوي، في عهد صدام. اعتقل عام 2007 لنحو 3 أعوام.
وأبو أحمد العلواني، اسمه:
وليد جاسم العلواني، من منسوبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لـ(داعش).
وأبو عبد الرحمن البيلاوي، واسمه: عدنان إسماعيل
نجم، كانت كنيته أبو أسامة البيلاوي. من سكان الخالدية في الأنبار. اعتقل في 27 يناير
2005 في (بوكا). من منسوبي الجيش في عهد صدام.
وحجي بكر، واسمه: سمير عبد محمد الخليفاوي. ضابط
سابق في جيش صدام. تولى مهام تطوير الأسلحة. سُجن في (بوكا)، وبعد إطلاق سراحه التحق
بالقاعدة. كان الرجل الأهم لـ(داعش) في سوريا، حيث قتل أخيراً (27).
العاشر من حزيران/2014،
وسقوط الموصل
هناك فصائل سنية كثيرة
- لها تواجد وخلايا نائمة في الوسط السني (محافظات الوسط العراقي والمسمى بالمثلث السني)-
شاركت في العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية والقوات الحكومية والميليشيات الشيعية،
وهي فصائل تختلف فيما بينها في الكثير من وجهات النظر حول المسائل المتنوعة المتعلقة
بالوضع العراقي بشكل عام، وبالوضع السني بشكل خاص. ولكن (داعش) ومتوالياته السابقة،
والتي تأسّست على الفكر التكفيري القتالي، كان يرفض كل من يخالف توجهاته وآرائه من
الفصائل السنية الأخرى، وكانت النتيجة معروفة: معارك ومواجهات مخطط لها مع الكثير من
هذه الفصائل، منها: الجيش الإسلامي، وكتائب ثورة العشرين، وحماس العراق، وأنصار السنة
(الهيئة الشرعية).
وبعد سيطرة (داعش) على
أغلب المناطق السنية، بعد العاشر من حزيران عام 2014، قامت بتهميش هذه الفصائل، وطلبت
منهم الانصياع لأوامرها، والعمل تحت رايتها.
ومن هذه الفصائل: (الجيش
الإسلامي في العراق/ أمين الجنابي + جيش المجاهدين/ محمد حردان العيساوي + حماس العراق
+ كتائب ثورة العشرين + جيش رجال الطريقة النقشبندية / بإمرة عزت الدوري / الأمين العام
لحزب البعث العربي الاشتراكي حاليا. ومعهم الصوفية + كتائب صلاح الدين + أنصار الإسلام
+ جماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية) ).
وأغلب هذه الفصائل تعمل
من أجل إعادة حقوق المكون السني بعد سيطرة حكومة بغداد الطائفية على كل مقدرات الشعب
العراقي، وتهميشها وإقصائها لجميع المكونات، ولا يخفى على المراقب للوضع العراقي تداخل
المصالح لدول الجوار العراقي وتأثيرهم الواضح على مجمل المشهد السياسي في العراق، علما
بأنه أصبح ساحة لبسط وتقوية النفوذ لهذه الدول، ناهيك عن القوى الكبرى. فالأمر في غايةٍ
من التعقيد نتيجة لتقاطع المصالح بين الدول الإقليمية المتنفذة في المنطقة، ومنها إيران
وتركيا، مع تدخل بعض الحكومات العربية في الوضع، ولكن بشكل غير مباشر وضعيف، وذلك لمواجهة
تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة.
أهداف وغايات تقوية الجماعات
المتشددة
إنّ لإيجاد ودعم الجماعات
المتشددة والمتطرفة في العالم الإسلامي، وخاصة في منطقتنا، وإفساح المجال لهم، وحتى
تمكينهم في المساجد، وتسليحهم وبأساليب مشبوهة، كما حصل في سوريا والعراق (28)، أهدافاً
وغايات عدة، منها:
1ـ تشويه صورة الدين الإسلامي،
وعلى مستوى العالم، وتصويره على أنه دين القتل والعنف والقسوة، وذلك بالتركيز على فضائح
وجرائم هذه الجماعات إعلامياً، وإلصاق ذلك بالإسلام. هناك من يتعامل مع الفكر الإسلامي
تعاملاً ضيقاً، ويركز على الصور الشائنة التي تلصق بالإسلام، ويريد للإسلام أن يظل
على صورةٍ في غاية التشويه، حتى يسهل نقده وتشويهه، ومن ثم إقصاؤه ومنعه.
2ـ تأخير تمكين المشروع
الإسلامي الوسطي المعتدل في الواقع، ووضع العقبات أمامه، من خلال إشغاله بمعارك جانبية
مع التيارات والجماعات المتشددة والمتطرفة، وتنفيذ النظرية المخابراتية لمواجهة التيار
الإسلامي المعتدل، تلك النظرية التي تقول بـــ(محاربة الإسلام المعتدل الوسطي بالإسلام
المتشدد التكفيري) (29).
3ـ إيجاد أوضاع غير مستقرة
واستثنائية، تكون السبب في تكوين الجو والمناخ الذي تنمو فيه هذه الأفكار والطروحات
والآراء المتطرفة والمتشددة، وتستخدم كمطرقة للتدمير والتخريب. وهذه الأوضاع تكون السبب
في تأخر وتخلف المنطقة، وعدم إفساح المجال للتطوير والتقدم في مجالات الحياة المتنوعة.
4ـ إبقاء المنطقة سوقا
استهلاكية للبضائع، وسوق تجارب، بكل ما تعني الكلمة من معنى، وخاصة استهلاك وتجربة
الأسلحة، التي تصنعها مصانع ومعامل الغرب، والتي تعدّ من أبرز المحركات للاقتصاد الغربي،
وخاصة الأمريكي.
5ـ إرغام الشعوب على تقبل
الأنظمة الدكتاتورية العميلة، حسب قاعدة: (الدكتاتورية مع نظام، أفضل من ديموقراطية
مع فوضى)، وإنشاء ديكتاتوريات عسكرية وسياسية في عالمنا، سياسة متبعة من قبل القوى
الكبرى، مع دعم هذه الأنظمة؛ وذلك للحيلولة بين الشعوب والاستقرار والحرية والعدالة
والمساواة والتقدم الحضاري، ومن ثم تحصيل القوة المادية للحفاظ على وجودها وتحقيق مصالحها.
يقول المستشرق و. ك. سميث الأمريكي: "إذا أعطي المسلمون الحرية... وعاشوا في ظل
أنظمة ديموقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة
بين الشعوب الإسلامية ودينها" (30).
6ـ إعادة رسم خريطة المنطقة،
وتقسيمها من جديد، وخاصة في المنطقة العربية حول فلسطين، وإيجاد وتكوين كانتونات و
دويلات صغيرة ضعيفة، لا حول لها ولا قوة.. وهذه الدويلات ستكون تحت إمرة الغرب الإمبريالي،
يسيِّرها كما يشاء، لعدم امتلاكها مقومات الدولة. أي التخطيط لــ (سايكس بيكو جديدة)،
تحقق مصالح الغرب في المرحلة القادمة.. طبعا، والواقع الجديد لا يكون في مصلحة الشعوب،
بل يحقق مصالح فئات متنفذة، تبيع نفسها ووطنيتها من أجل مصالحها وامتيازاتها.
(وهذا الأمر يمثل سياسة
الدول الرأسمالية، وخططها في السيطرة، وبسط نفوذها على المنطقة، وهو لا يمثل حقيقةً
تطلعات شعوب المنطقة، ومنهم (الشعب الكوردي) في الاستقلال، وتشكيل الدولة القومية على
أرضه..)
قراءات سياسية:
في الفضاء السياسي هناك
سؤال يطرح نفسه، ويبدو مقبولا ومعقولا، يتلخص فيما يلي: هل هناك دول وأنظمة استفادت
من وجود تنظيم (داعش)، وقدَّمت تسهيلات له، وساعدت على توسعه وانتصاراته؟
الإجابة، ومن دون شك:
(نعم)، وفي مقدمتها النظام السوري. ولذلك أسباب وظروف موضوعية، يمكن فهمها حال استقراء
الاستراتيجيات، التي انتهجتها بعض الأطراف الإقليمية، الأكثر تأثيراً في المعادلة اليوم
في المنطقة.
مثلاً (إيران) كانت حريصة
دوماً على وجود تنظيم (القاعدة) في (العراق)، وامتلاكه عناصر من القوة والتأثير، بالقدر
الذي يحقق الهدف المطلوب، وهو: تحالف القوى الشيعية، واستعانتها بإيران من جهة، وضرب
القوى السنية المعتدلة، وتدمير المكون السني بهذه الآلة المتوحشة، وتخريب منطقته، من
جهة أخرى. والوقوف أمام السياسات الأمريكية، التي تتقاطع مع المصالح الإيرانية، ونفوذها
في العراق، من جهة ثالثة. فبعض الدول الإقليمية تدعم، وبشكل غير مباشر، وبالتنسيق مع
المخابرات السورية، الجماعات المتطرفة؛ وذلك لضرب ثورة الشعب السوري، وتشويه مسيرته
النضالية في سوريا.. وفي العراق يكون السيناريو بشكل آخر، من قبل هذه الدول الإقليمية؛
فللدول المتنفِّذة سياساتها المتعددة، في التعامل مع الواقع السياسي المضطرب، بما يحقق
مصالحها، وبسط نفوذها، بشكل أكبر، ولو على حساب المعاني الإنسانية، وحقوق ومصالح شعوب
المنطقة.
وكذلك استفاد النظام السوري
من تواجد المجاميع المتطرفة، والتي كانت السبب في عدم جدية العالَم في دعم المعارضة
السورية. تقول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "النظام السوري سمح لـ(داعش)
بأن تنمو لتصبح على ما هي عليه الآن، وربما يكون النظام السوري يقصفهم بيده اليمنى،
وباليد اليسرى يترك لهم المجال ليفعلوا ما يسمح لهم بالانتشار والتمدد" (31).
وطبعاً القوى الكبرى لها
المصلحة في تواجد مثل هذه التيارات؛ وذلك لتبرير تدخّلها في المنطقة، لتنفيذ مخططاتها
من أجل بسط نفوذها بشكل أكبر، وتحقيق مصالحها.
لماذا توجّه تنظيم (داعش)
نحو إقليم كوردستان؟
في 2/8/2014 وبشكل مفاجيء
توجّه تنظيم (داعش) نحو إقليم كوردستان، ولهذا التوجُّه قراءات سياسية متعددة نشير
إلى البعض منها، وكالآتي:
هناك قراءات متعددة لتفسير توجّه تنظيم
(داعش) نحو إقليم كوردستان العراق، بعد حوالي أكثر من شهر ونصف من سيطرته على محافظة
نينوى. أبرزها: إجهاض محاولة التيار السني، المناهض لفكرة (داعش) - وخاصة المشارك في
الحكومة العراقية – في التحرّك من إقليم كوردستان، لتحرير الموصل، والمناطق السنية
الأخرى، وذلك بتشكيل كتائب عسكرية سنية، مدعومة من قبل بعض الأطراف الإقليمية، تهدف
إلى مواجهة (داعش) من جهة، والنفوذ الإيراني المتعاظم في العراق من جهة أخرى. وقد تشكلت
هذه الكتائب، منها: (كتائب الموصل ـ أحرار نينوى ـ كتائب النبـي يونس ـ كتائب الأنبياء..).
وهناك
قراءات أخرى، ويمكن أن تكون هي أيضا من ضمن المخطط، ولو بشكل آخر، منها:
1ـ مواجهة تطلعات الشعب الكوردي لإعلان دولة كوردستان،
وذلك بتحريك من القوى الكبرى والدول الإقليمية، لإجهاض فكرة استقلال الكورد، مع إجبار
حكومة الإقليم للمشاركة في الحكومة العراقية، والتنازل عن موضوع تصدير نفط الإقليم.
2- الضغط الإيراني على
أحد الأطراف السياسية المتنفذة في الإقليم لمواجهة (داعش)، وحصول اصطدامات منذ البداية،
وخاصة في محور (جلولاء) و(طوزخورماتو). مع الهجوم الإعلامي من قبل هذا الطرف على (داعش)،
رغم عدم قيام الأخير بالاصطدام في البداية مع البيشمةركه.. وهذه سياسة تتبعها (إيران)،
ففي سوريا، وللحفاظ على نظام بشار الأسد الدموي، تقوم بدعم الجماعات المتشددة مثل
(داعش)، وحسب خطة محكمة، لسحب البساط من تحت أرجل المقاومة الحقيقية للنظام النصيري،
ولتحقيق مآربها ومصالحها في المنطقة، منها: الإبقاء على نظام حليف لها.. وفي العراق،
تنتهج سياسة أخرى في التعامل مع الساحة.
3ـ استعادة المناطق التابعة
لمحافظة نينوى إداريا ـ حدود 1991 – (المناطق المتنازع عليها).
4ـ فتح ممرات أخرى للتنظيم
مع سوريا، والمحاذية لمحافظتي الحسكة ودير الزور، وذلك لسيطرة القوات الكوردية على
منطقتي سنجار وزمار، والقوات الحكومية على منطقة ربيعة، وانسحابها من تلك المناطق بعد
العاشر من حزيران/2014 (32).
الهوامش:
1) لقد اتهمت الحكومة
العراقية عدة مرات الحكومة السورية بتسهيل، أو غض الطرف، عن مرور الإرهابيين عبر أراضيها،
للدخول إلى العراق، والقيام بالتفجيرات الدموية، التي كانت تحصل في المناطق الساخنة.
2) الجيش الحر، أو الجيش
السوري الحر: هو قوة عسكرية، أعلن تأسيسه ضباط مُنشقون عن الجيش العربي السوري، في
تاريخ 29 تموز 2011 ، لــ(حماية المُتظاهرين السوريين)، وإسقاط النظام، تحت قيادة العقيد
المُنشق (رياض موسى الأسعد). قام الجيش السوري
الحر لاحقا بعدة هجمات على أهداف أمنية في مدن مختلفة في سوريا. وحصلت بينه وبين (داعش)
مواجهات عديدة. المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
3 ) تم تشكيل (جبهة النصرة
لأهل الشام) أواخر سنة 2011م، بقيادة (أبي محمد الجولاني)، وكانت لها علاقات فكرية
وتنظيمية مع (دولة العراق الإسلامية)، وأصبحت في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة
في سوريا. وحاليا هو فرع تنظيم (القاعدة) في سوريا، بعد مبايعة الجولاني زعيم القاعدة
(أيمن الظواهري). وعدم قبوله الاندماج مع تنظيم (دولة العراق الإسلامية).
4) أحرار الشام: إحدى
الفصائل العسكرية التي نشأت إبان الثورة السورية، والتي رفعت راية الجهاد، وقاتلت جنبا
الى جنب مع الجيش الحر، ضد جيش النظام السوري. أكدت (كتائب أحرار الشام) في بياناتها
أنها كتائب مستقلة لا تتبع لأي تنظيم آخر، من التنظيمات العاملة داخل سوريا وخارجها،
وتقاتل جنباً الى جنب مع التنظيمات المسلحة الأخرى في سوريا، كالجيش الحر، ولواء صقور
الشام، وغيرها. وقد دخلت (كتائب أحرار الشام) في تحالف مع قوى ثورية أخرى في سوريا،
تحت اسم (جبهة ثوار سوريا). وبعد انحلال (جبهة ثوار سوريا) أعلنت (كتائب أحرار الشام)،
مع كتائب إسلامية أخرى، تشكيلها (الجبهة الإسلامية السورية). (بتاريخ 31 يناير/كانون
الثاني أعلنت كتائب أحرار الشام اندماجها مع تشكيلات إسلامية ضمن الجبهة الإسلامية
السورية، وهي: حركة الفجر الإسلامية، وجماعة الطليعة الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة،
تحت اسم (حركة أحرار الشام الإسلامية) ضمن الجبهة ذاتها). تتوزع الكتائب على مختلف
أنحاء سورية، لكن قوتها الضاربة تتمركز في محافظة (إدلب). المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة
الحرة.
5) المناطق المتنازع عليها:
وهي المناطق المستقطعة من إقليم كوردستان، والتابعة اداريا لمحافظات (نينوى وصلاح الدين
وكركوك وديالى وواسط) المرتبطة بالحكومة المركزية في بغداد.
6) السلفية (أصحاب الفهم
الجزئي الظاهري للإسلام): من أصول منهجهم التعامل الجزئي مع النصوص، والنظر الجزئي
للعالم، والاكتفاء بظواهر النصوص وظواهر الواقع، دون نظر عقلي عميق يحلل النصوص، ويصل
إلى مقاصدها، والانصراف عن كليات الإسلام، ومقاصده، في العدل والحرية والشورى والمساواة
والكرامة الإنسانية، وإشاعة العلم، وتطوير المجتمع، وتطوير العقل.. مع غلبة التنطع
والتطرف والتشدد والغلو في طروحاتهم وأساليبهم. وهذه السلفية ليست من الإسلام، بل هي
استمرار للانحطاط، واستمرار لمواريث انحطاطية.. فالمنهج الذي يركز على جزئيات اللباس،
وعلى جزئيات الشعائر الدينية، ويغض الطرف عن هموم المجتمع في المعاش، وعن ما يعانيه
الناس من استبداد، وما تعانيه الأمة، وترزأ تحته، من تبعية وتخلف.. هذا المنهج لا يمثل
باليقين النظرة الإسلامية الراشدة. فالسلفية الحقة هي الانطلاق من الأصول، أي من الكتاب
والسنة، في أي مشروع تجديدي، من خلال إحداث التفاعل الرشيد الجاد بين الثابت والمتحول،
بين النص والواقع، لاستنباط نماذج وصور مجتمعية جديدة. انظر: حوارات قصي صالح الدرويش/
راشد الغنوشي، ص 42 – 43.
7) يراجع: برنامج (لقاء
الجمعة) على قناة الخليجية: الشيخ حاتم العوني، حول (داعش) ومصدر أفكارها (كتاب الدُرَر
السَنية)، وخاصة فكرة (التكفير)..(CD)
8) الغلو: مجاوزة الحد وتعديه.. وهو الإفراط في مجاوزة المقدار،
المعتبر شرعا، في أمرٍ من أمور الدين.
9)التنطع: التعمق وتجاوز
الحد في القول والفعل. وهو مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى في الفم، الذي يظهر عندما
يتعمق الإنسان ويتشدق، ثم استعمل في كل تعمق، سواء أكان في القول أم الفعل. وقد ورد
في الحديث: (هلك المتنطعون).
10) التطرف: هو الأخذ
بأحد الطرفين، والميل لأحدهما، والبعد عن حد التوسط والاعتدال: إفراطا أو تفريطا. وهو
تفعُّل من الطرف، ومن قولهم للشمس إذا دنت للغروب: تطرفت. ومن تجاوز حد الاعتدال، وغلا،
يصح لغويا تسميته بالمتطرف. جاء في المعجم الوسيط، مادة طرف: تطرف: " جاوز حد
الاعتدال، ولم يتوسط ".
11) التشدد: هو التزمت
والتصلب في الرأي والفعل، وعدم قبول غير ما يراه ويؤمن به. وهو دال على القوة والصلابة
"فالشين والدال أصل يدل على قوة في الشيء "، والمُشادة: المغالبة والمقاومة،
والمُشادة في الشيء: التشدد فيه .
12)الخوارج: فرقة متشددة
مبتدعة، ظهرت في أواخر عهد الإمام (علي) (رضي الله عنه)، بعد واقعة التحكيم، ولم ترضَ
به. من أصولها: التكفير، واستخدام العنف. وخرجت على الإمام (علي) (رضي الله عنه)، وهي
التي قامت بقتله (رضي الله عنه) في عام 660م، في مسجد الكوفة. من معتقداتهم: تكفير
أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلّدون في النار،
وتأويل القرآن على غير المراد منه، والاستبداد بالرأي، والتنطع في الزهد والخشوع، وغير
ذلك. واجتمعوا على أن من لا يعتقد معتقدهم يكفر، ويباح دمه وماله وأهله. وانتقلوا الى
الفعل، فقتلوا. وتوسعوا في معتقدهم الفاسد: فأبطلوا رجم المحصن، وقطعوا يد السارق من
الإبط، وأوجبوا الصلاة على الحائض، في حال حيضها، وكفّروا من ترك الأمر بالمعروف، والنهي
عن المنكر، إن كان قادرا، وإن لم يكن قادرا، فقد ارتكب كبيرة. وحُكم مرتكب الكبيرة
عندهم، حُكم الكافر. وكفّوا عن أموال أهل الذمة، وعن التعرض لهم، مطلقا. وفتكوا فيمن
ينسب الى الإسلام، بالقتل والسبـي والنهب. فمنهم من يفعل ذلك مطلقا، بغير دعوة منهم،
ومنهم من يدعو أولا، ثم يفتك.. ومنهم من غلا في معتقدهم الفاسد فأنكر الصلوات الخمس،
وقال: الواجب صلاة بالغداة، وصلاة بالعشي. ومنهم من جوز نكاح بنت الابن، وبنت الأخ
والأخت. ومنهم من أنكر أن تكون (سورة يوسف) من القرآن، وأن من قال لا إله إلا الله
فهو مؤمن عند الله، ولو اعتقد الكفر بقلبه. والمتتبع لتاريخ الخوارج، وأخبارهم، يلاحظ
سرعة افتراقهم لأدنى سبب، فتجد كل مَن خالف جماعته في جزئية، أو رأي، خرج عليها، وكفّرها،
وصار هو، ومن على رأيه، جماعة مستقلّة. وأكثرهم يكفّرون الجماعات الأخرى، ولهم اجتهادت
غريبة عجيبة، لا يتصوّرها العاقل، ذكر بعضها الإمام (ابن حزم) في (الفصل في الملل والأهواء
والنِّحَل) باب (ذكر شنع الخوارج). وجرأتهم على سل السيف – أي القتل - من أجل هذه الاجتهادات
أغرب من اجتهاداتهم. وقد ذَكر أمر ظهور الخوارج الكثير من العلماء: منهم ابن كثير في
(البداية والنهاية)، والطبري في تاريخه، وابن تيمية في مجموع الفتاوى، وابن الأثير
في الكامل، وابن حجر في فتح الباري، وقد أُلّفت كُتب كثيرة في شأنهم. انظر: الفَرق
بين الفِرَق، عبد القاهر بن طاهر البغدادي، (ت429هـ - 1037م)، دار الكتب العلمية، بيروت،
لبنان، ص 49 – 78 .
13) أصحاب الفهم الجزئي
للإسلام – الذين يدعون السلفية – لهم مدارس متنوعة ومختلفة، ويمكن تقسيمهم الى أربعة
مدارس رئيسة، وهي: السلفية العلمية (التقليدية المحافظة)، والسلفية الحركية، والسلفية
الجامية المدخلية، والسلفية القتالية (الجهادية)
14) انظر: محاضرة محمد
أبو رمان، (داعش: الظاهرة والحقيقة)، ألقيت في منتدى شومان، في عمان – الأردن،
1/9/2014 . www.petra.gov .
15) العنف: ضد الرفق واللين،
أي: الشدة في القول والفعل. ويُراد به استخدام القوة، والتعسف فيه. و(العين والنون
والفاء) أصل صحيح يدل على خلاف الرفق . والعنيف: الشديد من القول والفعل.
16) إن استخدام العنف،
وأساليب القسر، في فرض الدين، أو مواجهة انحرافات فكرية، وانحرافات سلوكية فردية، في
المجتمعات المسلمة، أساليب غير ناجحة، بل هي مرفوضة شرعا. لأن الحرية قيمة مقدسة في
الإسلام، والجهاد الإسلامي كان هدفه الأساسي الدفاع عن الحرية، ومقاومة الاستبداد بكل
أشكاله. والقرآن الكريم يرفض وينهى عن فرض الدين على الناس، فأنى يُرغم الإنسان حتى
يكون مؤمنا؟! قال تعالى: ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ
الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة: 256]، وقال
سبحانه: { لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية : 22]، وقال عزوجل: {فَإِنْ
أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}
[الشورى: 48]، فلا حاجة إذن، بل لا مبرر لممارسة القسر من أجل حمل الناس على الإسلام.
انظر: حوارات قصي صالح الدرويش/ راشد الغنوشي، ص 36.
17) مفتاح دار السعادة،
ابن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية، بيروت، ج1، 119.
18) انظر: مقالة الخطاب
العلماني في ضيافة الفكر الديني/ قراءة موضوعية لظاهرة الغلو والتطرف في الفكر والممارسة،
سعد الزيباري، مجلة الحوار، العدد 139، السنة الثالثة عشرة، تشرين الأول، 2014، ص
22 .
19)مجموعة الرسائل والمسائل،
لابن تيمية، (3/ 8 - 10).
20) انظر: داعش الظاهرة
والحقيقة، محمد أبو رمان.
21)التعسير: جعل الأمر
صعباً وضيقاً، لا سهل ولا يسر فيه، والأخذ بالأحوط دائما.
22) أبو مصعب الزرقاوي: أحمد فاضل نزال الخلايلة، أردني من مدينة الزرقاء،
(30/ أكتوبر/ 1966- 7/يونيو/ 2006)، أسس ما سمي بتنظيم (التوحيد والجهاد) في التسعينيات،
والذي ظل زعيمه حتى مقتله في يونيو 2006. كان (الزرقاوي) يعلن مسؤوليته عبر رسائل صوتية
ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق، بينها تفجيرات انتحارية، وإعدام رهائن. عرف
لاحقا بزعيم تنظيم ما يسمى (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، الذي هو فرع تنظيم القاعدة
في العراق، بعد أن بايعت جماعة (التوحيد والجهاد) ( أسامة بن لادن) عام 2004. قتل في
عام 2006. المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
23) أبو عمر البغدادي:
حامد داود محمد خليل الزاوي، (1959 - 2010)،أمير تنظيم (دولة العراق الإسلامية) من
2006 إلى 2010 . كان يعمل في سلك الأمن، ثم
تركه، بعد اعتنق الفكر السلفي حوالي عام 1985م، وكان من أبرز منظريه. طورد من قبل نظام
(صدام حسين). كان أميراً لـ (جيش الطائفة المنصورة)، ثم بايع تنظيم (القاعدة في بلاد
الرافدين(، الذي شكل فيما بعد، مع جماعات أخرى، (مجلس شورى المجاهدين). تم اختياره
أميراً لمجلس شورى المجاهدين في العراق، خلفاً لأبي مصعب الزرقاوي، تحت اسم: أبو عبد
الله الراشد البغدادي، ثم أميراً لدولة العراق الإسلامية. (قتل يوم الإثنين
19/4/2010) مع أبي حمزة المهاجر، في منطقة الثرثار. المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
24) أبو حمزة المهاجر
(أبو أيوب المصري): هو عبد المنعم عز الدين علي البدوي ( 1968م - 2010م)، وهو مصري
الأصل، ولد في محافظة سوهاج. انضم للجماعة
الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام
1982م، وعمل كمساعد شخصي للظواهري. أصبح زعيما لتنظيم القاعدة في العراق، عقب
مقتل أبو مصعب الزرقاوي عام 2006م، وقد تم اختياره لاحقاً وزيرا للحرب، ونائبا أول
لرئيس دولة العراق الإسلامية.http://ar.wikipedia.org/wiki قتل يوم الإثنين 19/4/2010، مع أبو عمر البغدادي،
في منطقة الثرثار. المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
25) إبراهيم عواد إبراهيم
علي البدري السامرائي، مواليد، 1971، سامراء – العراق، وشهرته: أبو بكر البغدادي. اعتقل
عام 2004 من قبل القوات الأمريكية، وتم إطلاق سراحه في عام 2009. قائد تنظيم القاعدة
في العراق. قام بإعلان الوحدة بين دولة العراق الإسلامية وجبهة نصرة أهل الشام في سوريا
،تحت مسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش-(. بعد سلسلة من العمليات أعلنت
وزارة الخارجية الأمريكية في 4 أكتوبر 2011 أن أبوبكر البغدادي يعتبر إرهابيًا عالميًا.
وأعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، أو
وفاته. في 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام (الدولة
الإسلامية)، ونُصب أبو بكر البغدادي خليفة لها. المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
26) أبو محمد العدناني: واسمه الحقيقي: طه صبحي فلاحة، المتحدث باسم تنظيم
الدولة الإسلامية في العراق والشام. سوري، ولد عام 1977 في بلدة بنش في إدلب. سكن في
قضاء حديثة في محافظة الأنبار في غرب العراق. اعتقل في 31 مايو 2005 في محافظة الأنبار
العراقية، على يد قوات التحالف الدولي في العراق، واستخدم حينها اسماً مزوراً وهو:
ياسر خلف حسين نزال الراوي، وقد أفرج عنه في عام 2010 . المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة
الحرة.
27)انظر: موقع روداوو
– العربي - http://rudaw.net/arabic/middleeast/iraq . وموقع قناة العربية.
28) استيلاء داعش على أسلحة
أربع أو خمس فرق عسكرية عراقية، وفي غضون ساعات فقط، وذلك في العاشر من حزيران/2014
...!!!.
29) الانتخابات بعد ثورات
الربيع العربي، أكدت أن التيار العام للشعوب مع المشروع الإسلامي الوسطي.
30) قادة الغرب يقولون:
دمروا الإسلام أبيدوا أهله، عبد الودود يوسف (جلال العالم)، دار السلام للطباعة والنشر
والتوزيع، مصر- القاهرة، 1418هـ/1998، ص54 .
31) انظر:CNN العربية . http://arabic.cnn.com/middleeast/2014/08/22.
32) طول الحدود في هذه
المناطق بين العراق وسوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق