صلاح سعيد أمين
أضحى إنهاء وجود
(داعش) من العراق، واسترجاع المدن المغتصبة، الشغل الشاغل بالنسبة لـ(العراق)، حكومة
وشعباً، فكل الأنظار ترتكز وتدور حول عراق خال من (الدواعش). ومن هنا، فالكل يعتقد
أن البلد، بخروج (الدواعش) منه، سيصبح جنة الله في الأرض. والكل يرى أنه بزوال هذه
(الجرثومة)، سيتعافى (العراق) من كل الآلام والويلات. كما كان التفكير أيضاً، إبان
الغزو الأمريكي للبلد، قبل أكثر من عقد من الزمن، حيث اعتقدنا أن زوال النظام المباد،
طريق وحيد لفتح صفحة جديدة، مليئة بالخير والرفاهية والعيش الكريم، لأبناء هذا البلد،
المنكوب منذ تأسيس دولته، بداية القرن المنصرم.
إن الانتشار
السريع لـ(داعش) في العراق، دليل قاطع على أن وضع العراق متأزم قبل ظهوره. لكن السؤال
المطروح هنا هو: أين تكمن الأزمة الحقيقية؟
هل هي في (الخارج)، أم في (الداخل)؟ هل هي في الأشخاص والهيئات، أم في التفكير والمناهج؟
الجواب هو: أن الأزمة الحقيقية في الداخل، وليس في الخارج، وفي التفكير والمناهج، وليس
في الأشخاص والأحزاب. لقد جربنا الحياة في ظل الحزب الواحد، والقائد الواحد، ومن ثم
في ظل التعددية الحزبية، والتداول (الاضطراري) للسلطة، فلم يتغير شيء من واقع حياتنا،
بل عانينا الكثير والكثير..
يروى أن أحد
المستشرقين زار منطقة الشرق الأوسط، وقال جملة مفادها أن: "هذه المنطقة تحتاج
إلى زلزال ضخم، وبدرجة عالية، بصورة يغرق فيها كل البشر، ومن ثم يولد فيها إنسان جديد،
بتفكير جديد". ولكنني أدعو الله (عز وجل) أن يكرمنا نحن، بزلزال ضخم، وبدرجة عالية،
لكن في تفكيرنا ورؤانا، وفي مسار تفكيرنا، فالتغيير يبدأ من داخلنا، وبالتالي أزمتنا
تكمن في داخلنا، وعلينا إجراء عملية جراحية لطرق تفكيرنا، حتى نصل إلى تغيير إيجابي
مقبول.. تغيير مبني على أساس احترام الإنسان وكرامته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق