01‏/01‏/2019

آخر الكلام/ المرأة المفترى عليها!


محمد واني
يقال، والعهدة على ما جاء في الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى، إن أمّنا (حوّاء) كانت وراء طرد أبينا (آدم) من الجنّة، عندما أغوته بأكل التفاحة التي نهى الله عن أكلها. طبعاً هذا مخالف للنص القرآني الذي يذكر أنهما أكلا معاً من الشجرة، إنْ كانت تفاحاً أو غيره {فأكلا منها}، و شاركا سوية في معصية الله. وبحسب رواية أهل الكتاب، فإن حوّاء هي المسؤولة عمّا جرى لآدم، وذريته من بعده، إلى يوم الدين. وهي، على ذلك، تستحقّ أن تلام، وتعنّف، وتعامل أسوأ معاملة، فلولاها لما أجبر الرجل أن يخرج من الجنة، وينزل إلى الأرض؛ حيث الشقاء والموت والحروب، فهي "ينبوع جميع آلام الإنسان، ومصائبه"؛ لذلك عليها أن تدفع الثمن.. فدفعت، واستكانت، وخضعت للرجل، بعد أن مارس معها كل أنواع القهر، وعاملها بمنتهى القسوة عبر مراحل التاريخ، بغية تحطيم قدرتها على المقاومة، وفرض إرادته عليها..

ففي (الهند) – مثلاً - كانت القوانين التي وضعها الرجل تلزمها - عندما يموت زوجها - على حرق نفسها لتلحق به في الآخرة، ولتقوم بخدمته هناك أيضاً! فيما عدّت "الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار.. خيراً من المرأة". وفي بلاد (فارس)، كان يبيعها ويشتريها كما يبيع ويشتري البهائم. وفي (روما)، عاملها معاملة المجانين بسبب أنوثتها. وعند (اليونانيين) اعتبرت "رجساً من عمل الشيطان!"
أما في المجتمع العربي قبل الإسلام، فكان يئدها لقرون، كما هو معروف، فقط لكونها أنثى! ترى كل ذلك وتطيع وتتحمل من دون أن يكون لها حق الاعتراض..
ربمّا المرة الوحيدة التي حالفها الحظ في تحسين وضعها المتردي، كانت في ظل الدين الإسلامي الحنيف، الذي عاملها كإنسانة كما ينبغي أن تعامل، ورفع من شأنها، وأعلى من قدرها، وفضّلها على الرجال في مواضع كثيرة، ولكن لفترة قصيرة.. فسـرعان ما ظهر (بعض) الفقهاء، فضّيقوا عليها الواسع، وأفسدوا عليها ما كانت تتمتع به من كرامة وعيش محترم، وأصدروا فتاوى غريبة عجيبة، ما أنزل الله بها من سلطان، تنتقص من قدر المرأة، التي كرّمها الله وفضّلها على كثير ممن خلق تفضيلاً..
ومن هذه الفتاوى المضحكة المبكية، التي تسيء إلى المرأة، الفتوى المعروفة بفتوى (إرضاع الكبير): حيث أفتى رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدين في القاهرة (عزت عطية)، أنه (يجوز للمرأة إرضاع زميلها الرجل في مكان العمل، وذلك لمنع أن تقع خلوتهم في العمل على إثم، على أن توثّق رسمياً أسماء من أرضعتهم من ثديها)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق