01‏/01‏/2019

صلاح الدين الأيوبي محور مؤتمر لـ(المنتدى العالمي للوسطية)


السليمانية: الحوار
عقد فرع كوردستان لـ( المنتدى العالمي للوسطية)، السبت 27/10/2018، مؤتمراً دولياً حول (صلاح الدين الأيوبي: الإنسان، والقائد، وموجّه التاريخ)، في مدينة السليمانية.
وقد حضر المؤتمر أكثر من (300) شخصية؛ من أكاديميين وعلماء دين وصحفيين  وشباب ونساء، يمثلون عدداً من الدول، منها: الأردن، المغرب، تونس، لبنان، سوريا، العراق، إيران، وإقليم كوردستان. ومن أبرز تلك الشخصيات:
المهندس مروان الفاعوري؛ الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية. الشيخ عبدالفتاح مورو؛ المفكر التونسـي المعروف. الأمير الدكتور وليد الأيوبي؛ الباحث اللبناني، وسليل الأسرة الأيوبية. المهندس جليل بارامي؛ من كوردستان إيران. سالم فلاحات؛ القيادي الإسلامي الأردني المعروف. الدكتور عمر عبدالعزيز؛ الباحث الإسلامي الكوردي. الدكتور عماد عبد السلام؛ الأكاديمي المعروف من العراق. الدكتور علاء الدين جنكو؛ الأكاديمي والباحث من سوريا.
وناقش المؤتمرون، خلال المؤتمر، مجموعة من الأوراق العلمية التي ركّزت على شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي، والجانب السياسي والقومي، والجانب العسكري، والديني والاجتماعي، إضافة إلى الجانب الحضاري والتاريخي للعهد الأيوبي، إضافة إلى واقع الحياة السياسية حين ظهور صلاح الدين، وأخلاقه في الحرب والسلم، والدبلوماسية التي كان يتمتع بها، وكذلك دور المرأة في العهد الأيوبي في النهوض بالمجتمعات والأجيال. وكما عرضت الأوراق دراسات وأقوال المستشرقين عن صلاح الدين، وحياته.
وتأتي أهمية عقد هذا المؤتمر حول صلاح الدين الأيوبي، في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصعبة، التي أخلّت بمنظومة المفاهيم الإسلامية في السلم والحرب، ولبيان الجوانب الساطعة للقادة المسلمين أثناء الحرب والسلم، إذ سبق الإسلام المنظمات الدولية في إقرار الحقوق الإنسانية في السلم والحرب، بمئات السنين؛ ومنها: التمسك بالعهود والمواثيق، وضبط سلوك المقاتلين، والمحافظة على الأسرى، ومعاملتهم المعاملة الحسنة، والمحافظة على كرامة الإنسان، والنهي عن التمثيل في القتلى، والتمييز بين المقاتلين والمواطنين الأبرياء.
كما يأتي عقد هذا الملتقى الفكري الكبير في أرض كوردستان، لبيان مدى الظلم الذي لحق بالشعب الكوردي، عندما استخدمت الأسلحة الكيماوية ضده، من قبل النظام العراقي السابق، وتعرّضه إلى هجمات من قبل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، وغيرها من التنظيمات والميليشيات المتطرفة، التي عاثت في أرض العراق الدمار والخراب.
كما تأتي أهمية انعقاد المؤتمر في كوردستان لإبراز دور صلاح الدين في إنشاء المدارس والمعاهد العلمية، وتكريم العلماء، فضلاً عن دوره في توحيد الأمة في ظل ظروف استثنائية، تشابه ظروفنا الحالية في العالم الإسلامي، حيث تمكّن هذا القائد الهمام من توحيد صفوف المسلمين، وتوجيهها نحو عدوهم الحقيقي، وقيامه بتحرير أراضي المسلمين من الاحتلال الفرنجي، وعلى رأسها تحرير بيت المقدس وفلسطين.
 كما يأتي انعقاد هذا المؤتمر لإبراز أخلاقيات صلاح الدين؛ سماحة ورفقة وجنوحاً إلى السلم مع أعدائه، عندما يتطلّب الأمر ذلك، حتى صار هذا القائد مضـرب المثل في معاملته الإنسانية للصليبيين المحتلين للأرض الإسلامية، حيث أبدى تسامحاً كبيراً معهم، ضارباً بذلك المثل المشـرق والناصع للأعداء، على عكس ما قام به الإفرنجة عند استيلائهم على مدينة القدس من الفتك بأهلها وسكانها الأبرياء وقتل الآلاف.
و المنتدى العالمي للوسطية مقرّه الرئيس بالعاصمة الأردنية عمان، ويقوم سنوياً بعقد عدد كبير من المؤتمرات الفكرية والندوات العلمية وورش العمل، في فروعه كافة المنتشـرة في معظم دول العالم العربي والإسلامي، وذلك من أجل نشـر رسالة الاعتدال، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية، ومحاربة التطرف والإرهاب، والتحصين الفكري والأخلاقي للشباب من آفات العصـر، وغرس مفاهيم الوسطية والاعتدال، من أجل عالم يسود فيه الاعتدال، وخال من التطرّف والإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق