شيخ فايق نامق
أحببت أن أكتب في سيرة رجل من رجال الدعوة المباركة في هذه الصفحات لأن حياة الأخيار مليئة بالفضائل والإحسان؛ لذلك لا يمكن نسيانهم، الدكتور وجيه زين العابدين عرفت هذا الرجل عام 1963 عن طريق مجلة التربية الاسلامية التي تصدر في بغداد حيث كنت أراسله ويجيبني ولا يهمل اي رسالة.وبعد ان تم تعيني ودخلت سلك الوظيفة كنت اتردد عليه في عيادته في بغداد في منطقة راغبة خاتون وأزوره وكان يرحب بي كثيرا، وفي فترة عملي الوظيفي في مصيف صلاح الدين عندما كنت مديرا لدائرة الأحوال المدنية كان يزورني ويسأل عني، ولا انسى وفائه وزياراته فقد كان يأتي مع شقيقه المرحوم صبيح وبعضا من اولاده او مع الدكتور محمد جميل عبد الستار الحبال.وكان رحمه الله يكتب عبر صفحات مجلة التربية الإسلامية وكتاباته تتسم بروح الدعوة والتربية الرفيقة، وقد تعهد رحمه الله لي بدفع بدل الاشتراك في المجلة عن كل شخص أرسل أسمه إليه دون تحديد مهما بلغ عدد المشتركين؛ فكنت ارسل له اسماء الاشخاص وعناوينهم فكانت تصلهم المجلة باستمرار جزاه الله الف خير وجعل ذلك في ميزان حسناته.. ورحم الله الاستاذ عبد الوهاب السامرائي –رئيس تحرير المجلة –فقد كان له الفضل الكبير في نشاط وتوزيع المجلة داخل العراق وخارجه.ومن محبي هذا الرجل الصالح رجال كثيرون وعلماء وشعراء؛ فهذا الشيخ صلاح الدين عزيز عضو رابطة العلماء في الموصل قد نظم قصيدة تعبر عن حبه وتقديره له، وانقل لكم بعضا من هذه الابيات.
انت في التقوى نبيه فزت فيها يا وجيه
انت في الطب علم ثم في الدين فقيه
ظلت فيه مستقيما وبصيرا لا تتيه
قد رأيت العمر يوما فخدمت الدين فيه
السيرة الذاتية
طبيب نبيل وعالم جليل، ومسلم مؤمن، وتقي ورع، وداعي الى الله بعلمه وطبه وخلقه وتعامله، جمع بين الطب في الابدان، والفقه في الايمان، يسير على منهاج القران الكريم، وسراج السنة المطهرة، ويسلك سبل السلف الصالح من المتقين.اسمه ولقبه: هو وجيه زين العابدين بن محمد سعيد زين العابدين، وقد جاء هذا اللقب (زين العابدين) من جهتين: الأولى-وهي الأصح-من عائلة (زين العابدين) التي ينتمي اليها، والثانية من عائلة بيت( آل النقيب) اقدم الساكنين في حي المكاوي في الموصل الذي كانت أسرته تسكن فيه.
مولده ونشأته:
ولد في مدينة الموصل في تموز 1919 الموافق-9شوال، عام 1337هـ، ونشأ في اسرة دينية عريقة طيبة، قدمت من مكة المكرمة، ويرجع نسب هذه الاسرة الى(علي الهادي)رحمه الله، لذا فإن اكثراجداده كانوا من سالكي طرق الزاهدين، والمشايخ العارفين، وأشهرهم محمد زين العابدين، قيمّ جامع النبي شيت–عليه السلام- عبد الرحمن زين العابدين الملقب بـ(الطيار).اما ابوه محمد سعيد زين العابدين، فقد أتخذ التجارة مهنة له، مع أخذه علم التصوف وطرقه-من آبائه وأخوانه الذين اشتغلوا به-بالأضافة الى مهارته بالخط العربي، وبراعته في الإنشاء، وهذا ما آل اليه عمله بعد نشوب الحربين(حرب الارمن-والحرب العالمية الثانية)، وخسارة تجارته :
دراسته وما آلت اليه:
أكمل دراسته الثانوية في الموصل، وتخرج عام1936، وكان من المتفوقين على اقرانه، وكان يطمح للحصول على بعثة الى بريطانيا لدراسة هندسة النفط فيها، إلا ان مشيئة الله تعالى قدرت له الانتساب الى الكلية الطبية العراقية الملكية في نفس السنة ليتخرج عام 1942م، وألحقته القرعة بالجيش العراقي، في الوقت الذي كان يتمنى فيه أن تتجه قرعته الى وزارة الصحة، وهو الشان الذي كان معمولا به في ذلك الوقت، وهذا معنى البيت الخالد:ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
وظائفه وأعماله:
التحق بالجيش العراقي كضابط، وبقي فيه حتى رتبة مقدم، فعمل آمرا في المستوصف العسكري في بغداد.* ثم أحال نفسه على التقاعد لأسباب صحية، وذلك عام1957 *شارك خلال هذه الفترة 1942-1957م، في حرب فلسطين حيث عمل في المستشفى العسكري للجيش العراقي في نابلس.*وخلال وجوده في الجيش العراقي، التحق بالبعثة العلمية الى بريطانيا فحصل على شهادة الدبلوم في (أمراض المناطق الحارة) من جامعة ليفر بول عام 1956م.*عمل في الموصل، ثم في كركوك، ثم في بعقوبة، بعدها استقر في بغداد، وكان له عيادات في المدن التي كان يعمل فيها، وكان تنقله الى تلك المدن خاضعا لعمله العسكري بالجيش العراقي.
طلبه للعلم الشرعي:
حرص رحمه الله على طلب علوم الشرع، كحرصه على طلب علوم الطب، وما يستجد فيها، فحفظ القران، وهو في بداية الثلاثين من عمره، وكان يتعهد القران بالمراجعة مع أحد أصدقائه، ورفاق محلته القديمة، وهو عبد الهادي الغزال رحمه الله.
وكانت بداية انتقاله الى مرحلة حاسمة في وعيه الديني، هي انتقالة الى تصحيح الاعتقاد، وذللك عند سماعه خطب أمام الجيش آنذاك، وهو توفيق زين الدين الهاشمي- وهو ليس من عائلته- وقد صاحبه حتى توفاه الله؛ ثم أتصل بصديقه الملاح، وابنه عبد الرحمن الملاح، فأفاد من علمهما فائدة كبيرة، كان لها الأثر البالغ في توجيه ثقافته الدينية والخلقية.ثم تتلمذ على يد الدكتور تقي الدين الهلالي، وخلفه بعد رحيله الى المغرب بإعطاء دروس في تفسير القران، معتمدا على تفسير المنار، وذلك في جامع الدهان، كما خطب في نفس الجامع خطبة الجمعة خلال عامي 1962-1963، كما خطب ايضا خطبة الجمعة في جامعي( المأمون والإسكان) خلال عام 1964م، في بغداد.
وقد استمرت دروسه العلمية، والفقهية، والاخلاقية في جامع الدهان حتى عام 1969م.
نشاطاته في مجال التأليف والترجمة:
للدكتور وجيه زين العابدين –رحمه الله-نشاطات طيبة، وآثار قيمة، في مجال التأليف والترجمة منها:
أ- في مجال التأليف:
1-العناية بالشيوخ، صدر سنة1960م.
2-حديث رمضان، صدر سنة 1963م.
3-التربية الجنسية، صدر سنة1963م.
4-آداب الطعام، صدر سنة 1964م.
5-الطبيب المسلم،صدر سنة1964م، طبع في الكويت.
6-منهج أسرة، صدر سنة1987.
7-صحة الشيخ، صدر سنة 1988م.
8-الطفل السعيد،(مخطوط).
ب- في مجال الترجمة:
لقد ترجم رحمه الله بعض الكتب الى اللغة العربية منها(الغارة على العالم الاسلامي) لمؤلفه(آل شاتليه).ج-بالإضافة الى كتابة العديد من المقالات الدينية والطبية في (مجلة التربية الإسلامية) البغدادية، ومجلة ( الوعي الإسلامي) الكويتية.
وفاته:
ولقد توفاه الله تعالى في بغداد بداره في حي اليرموك، في 24\3\1993م، الموافق 4-شوال- 1413هـ. أولاده:
لقد ترك رحمه الله تسعة أولاد ذكورا وإناثا، فأما الذكور فهم (براء ومحمد ويمان وعمار وعبد الرحمن وياسر) وأما الإناث فهن( رند ورفاه ويسار)، وكلهم خريجون في مختلف التخصصات العلمية، وهم ذرية صالحة ومن حفظة القرآن الكريم، والدعاة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
رحمه الله لقد قرأت كتابه منهج أسرة، فعلا هو ذرة ثمينة نسأل الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء.
ردحذفرحم الله الدكتور رحمة واسعة، فكان رجلا عالما ربانيا، له نشاطات واعمال جليلة.
ردحذفانا من عائلة آل زين العابدين عندي استفسارات حول هذه العائلة ممكن تجاوبوني
ردحذف