محمد واني
هذه العبارة يعتبرها الكاتب المرموق (مصطفى محمود) (حكمة)
قال بها أحد الحكماء القدماء، طبعاً عندما كانت الأشياء تعيد انتاج نفسها، ولكن بصورة
جديدة، وأسلوب جديد، وإضافات شكلية (رتوش)، لجوهر لا يتغير، يظلّ يكرّر نفسه بأشكال
مختلفة.. وبحسب هذه الحكمة فإن كل ما نقول ونقوم به ما هو إلا إعادة لما قيل وفعل سابقاً:
الروايات، والقصص، والنظريات الفلسفية، والشعارات الثورية، كل اختراع، ما هو إلا توليفة
من الأفكار القديمة مركبة على نمط آخر.. وكل رواية جديدة ما هي إلا نفس المشاكل القديمة
معروضة بشكل آخر، وكل نظرية جديدة ما هي إلا النظريات القديمة من وجهة أخرى.. لا جديد!
نحن ننتكس ونندحر كل يوم، ونضيف هزيمة جديدة على هزائمنا
الكثيرة، وهم يحققون كل يوم انتصاراً جديداً، وإضافة جديدة للإرث الإنساني.. بفضل تحسسهم
بالمسؤولية الحضارية، وأهمية اللحظات الزمنية التي يعيشونها، أصبحوا أسياداً على الأرض،
وعلينا، بينما تحولنا نحن إلى عبيد أذلاء، بفضل تقاعسنا وانجرافنا إلى الماضي السحيق،
وعدم إدراكنا وفهمنا لكلام ربنا الذي يقول: [تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا
كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ] .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق