صلاح سعيد أمين
يشير القرآن
الكريم إلى نقطة جوهرية في إحداث التغيير، وهي بداية التغيير والخطوة الأولى فيه: {إِنَّ
اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}،
الرعد:11
إن المسلمين اليوم - مع الأسف الشديد - يعيشون في واقع لا يحسدهم عليه أحد.. وقد تأخر المسلمون اليوم، وتقدم غيرهم، في كل مفاصل الحياة، وهم يعانون أزمات مختلفة في كل شبر على
وجه المعمورة، وقائمة مآسينا اليوم تطول إلى أبعد الحدود، ومشكلاتنا المتنوعة لا تعد ولا تحصـى. والسؤال المطروح هنا هو: لماذا يعلمنا القرآن الكريم - المرجع الرئيس لتصورنا وتفكيرنا - طريقة التغيير، وبداية هذا الطريق، لكننا لا نخطو خطوة بسيطة باتجاه تجاوز محننا الكثيرة؛ تبشِّرنا بمستقبل مشرق قريب؟! الإجابة بسيطة جداً، لا تحتاج إلى التفلسف،
ولا إلى التفكير العميق، بل تحتاج إلى حركة بسيطة في حياة كل واحد منا؛ وهي أن
نقرر البدء بالتغيير من الآن فصاعداً، ونقرر فعل ما يطلبه منا ديننا الحنيف الداعي
إلى الأفضل والأحسن دائماً، والرافض لكل ما هو أسوأ في هذه الحياة التي جعلها الله
مزرعة للآخرة.
بناءً على ما سبق، ينبغي أن يراعي كل واحد منا
حدود شـريعتنا في حياتنا اليومية: في البيت، وفي الدوائر، وفي المؤسسات الخدمية؛
سواء في القطاع العام أو الخاص، في رياض الأطفال والمدارس والجامعات، وفي مؤسسات
الدولة المختلفة؛ في الأسواق، وأثناء البيع والشـراء، وفي كل مساحة نعيش فيها..
وقتئذٍ نشعر بتغيير كبير لا بأس به في حياتنا، تغيير يبشر بإصلاح آخر هذه الأمة، ورجوع
دورها الحضاري المطلوب في هذا الكوكب.
وعليه، {وأنا من المسلمين}، ليست فقط كلمات
عابرة تقال بعد تكبيرة الإحرام، وقبل التعوّذ لقراءة الفاتحة، وهو ما يعرف بدعاء
الاستفتاح.. ولكنّه إن دلّ على شيء، فإنما يدّل على أنني مسلم ينعكس سلوكه في
جوانب حياته كافّة: في الأسـرة، والعمل، والجيرة، والسوق ...وإلخ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق