خليل إبراهيم
انطلاقاً من الإيمان بضـرورة بناء مجتمع متماسك وقوي ومنفتح، يقوم على دعائم السلم الأهلي، والوئام المجتمعي، والوحدة الوطنية، والكرامة الإنسانية، وسعياً لتحقيق قيَم الحرية والعدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، وقراءةً لتجارب التاريخ واستخلاص الدروس والعبر، ووعياً بسنن وقوانين نهوض المجتمعات، وبناء الدول وسقوطها، وقيام الحضارات وانهيارها، ومعرفة التحديات والمخاطر والمعوقات التي تواجهنا في مسيرة بناء المستقبل المشـرق للوطن على قواعد الشـراكة الحقيقية، والمشاركة الفاعلة، والمواطنة المتساوية، وسيادة القانون، ومبادئ الحرية والعدالة، ومن
أجل القضاء على عوامل الفرقة والتنافر، ومسببات الفتنة والتناحر بين مكونات الوطن وأبنائه، ولتحريك الطاقات المخزونة، والقدرات الكامنة، وتفعيل الإرادة الوطنية، وصناعة القرار الجمعي، ورسم الاستراتيجيات الوطنية على ضوء استشـراف المستقبل والتحولات والتطورات التي تجري في المنطقة، والتي تشكل تحديات خطيرة أمام التطلعات الوطنية.انطلاقاً
من هذا المنظور، يرى الاتحاد الإسلامي الكوردستاني أن السبيل الوحيد لتحقيق تلك
الأهداف، والوصول إلى هذه التطلعات، هو بناء الهوية الوطنية الجامعة، الحاضنة،
وغرس الشعور بالانتماء للوطن، وزرع روح الولاء والوفاء والفداء، في إطار الإقرار
بالتعددية السياسية والتنوع الاجتماعي والديني والعرقي والمذهبي، واحترام الهويات
الفرعية، واعتبارها مصدر قوة وثراء.
ويسعى الاتحاد
الإسلامي الكوردستاني - عبر منهاجه التربوي، ونظامه الداخلي، وبرامجه التثقيفية،
وخططه في البناء والتوعية، ووسائله الإعلامية - إلى بناء الهوية الوطنية، والمواطن
الصالح الواعي باحتياجات الشعب والوطن للنمو والتقدم والارتقاء. ويعمل على تعزيز
الثقة بين أبناء الوطن، وبناء مجتمع المسؤوليات المشتركة، والشـراكة في الالتزامات
والحقوق والواجبات، وتطوير آليات المشاركة، وتحقيق العدالة والمساواة.
ويرى الاتحاد الإسلامي
الكوردستاني بأن ترسيخ الأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وحفظ
الكرامة الإنسانية، وضمان حقوق الإنسان وحرياته، لا يتحقق إلاّ برسوخ وتجذر الهوية
الوطنية الجامعة لكلّ الهويات الفرعية، في ظل مبدأ المواطنة، وبناء ديموقراطية
حقيقية على قيم ومبادئ الحرّية والعدالة والنزاهة والشفافية والمساءلة والمشاركة.
إن غياب الهوية الوطنية
المستوعبة، وغلبة الهويات الفرعية الأخرى، تحوّل المجتمعات والأوطان إلى مجتمعات
هشة وأوطان ضعيفة لا تصمد أمام الهزات والعواصف، ولا توفر فرص البناء والتنمية
والأمن والاستقرار.
إذن، فالمصالحة الوطنية،
والهوية الجامعة، هي الطريق الوحيد للتقدم والنهوض والأمن والتنمية، والحيلولة دون
تحول الشعب، وأبناء الوطن الواحد، إلى مجاميع متناحرة وكيانات متنافرة يسهل اختراقها
واستخدامها لصالح أجندات أجنبية..
إن التنوع الديني والعرقي
والمذهبي والطائفي والسياسي يستدعي إقامة شـراكة فاعلة في تحمل المسؤولية والنهوض
والتنمية، وتعاوناً حقيقياً على تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وتنافساً في خدمة
الإنسان وقضاياه، والعمل على المشتركات الجامعة، واستشعارها في بناء الوطن
والمواطن في دولة القانون والمؤسسات على أسس ومعايير الحكم الرشيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق