صلاح سعيد
أمين
من يتابع
ما يجري في الوطن على يد قادته سيصاب بما لا يمكن أن يتخيله أحد!.. فما يجري في
الواقع من الفساد والخراب وكسر العظم حتى النخاع، وما يتلفظ به المسؤولون على
شاشات القنوات الفضائية المختلفة من شعارات براقة وخطب رنانة تصف شأن العراق بأنه
ليس أقل مما كان يحلم به المواطن أيام النظام المباد، وهو العيش بحرية تامة تليق
بشأن هذا المخلوق الذي رسمه الخالق في أحسن صورة!
جربنا
أنواع التجارب، وتذوقنا أنواع المرارات بكل تفاصيلها، وليس بمقدور أحد أن ينكر
أننا تعرضنا لمآسٍ وويلات، فليس هناك محنة واحدة لم نتجرعها، من عدم صرف رواتب
الموظفين والتدريسيين في إقليم كوردستان، إلى الجرائم المنتظمة المرتكبة في
البصرة، ومن نهب محلات الذهب والمجوهرات، إلى حرق المدارس الحكومية وتسجيلها
باسم
مجهولين في المحاكم للمرة الألف، ومن تدمير الأنبار وتخريبها باسم التحرير وتطهير
الوطن من دنس الإرهاب، إلى الانتهاكات المتكررة المتواصلة في الموصل وأطرافها حيال
المواطنين المسالمين الأبرياء، الذين ربما ذنبهم الأكبر هو اختلاف ألوانهم
وألسنتهم الفكرية والعقائدية!!
اتقوا
الله أيها القادة في حق شعبكم، فكل شيء في هذا البلد أصبح معدوماً، وأبناؤه
يختارون ويلات المهجر، ويفضّلون الغربة على الوطن، بغية إنقاذهم من هذا الجحيم
المستحدث في ظل قيادتكم وعقلانيتكم وإنصافكم!!
التاريخ لا يرحم،
وسيكتب كل ما حدث على أرض الواقع، وتحديداً في ظل قيادتكم الحكيمة، مما لا ندري
كيف نسميه؟ وكذلك سيكتب الـتاريخ وعودكم الكثيرة أثناء حملاتكم الانتخابية،
وتضرعكم للمواطنين من أجل أصواتهم، كي يختارونكم مرة جديدة ويجلسونكم مرة أخرى على
كراسي السلطة، وحينئذ لن تتخلوا عن ابتساماتكم أمام عدسات الصحفيين ولن تشعروا
بالخجل، على الأقل، كي لا تقولوا لنا: أنتم رجال المرحلة والدولة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق