محمد واني
أفرز التدخل الأمريكي المباشر في العراق عام 2003، وإسقاط
النظام السياسي فيه بالقوة الغاشمة، دون غطاء أممي، عن تداعيات استراتيجية خطيرة علی
المنطقة والعالم.. كان الهدف الظاهري من الغزو، هو دعم الديمقراطية، وضرب الدكتاتورية،
وباطنه نشـر الفوضی (الخلاقة) في المنطقة، واستهداف استقرارها وأمنها في الصميم، وإدخالها
في أتون صراع دموي طويل، حيث تبدٲ بثورات (الربيع العربي)، والإطاحة بالأنظمة التقليدية،
وتنتهي بالفتن الطائفية، ودعم الميليشيات لضرب بعضها البعض.
ومن أجل الوصول إلى هدفها الاستراتيجي التدميري للمنطقة،
كان لا بد من تهميش دور (الأمم المتحدة)، كمرجعية قانونية وإنسانية دولية، وتعطيل نشاطها
في التدخل لفضّ النزاعات، والحدّ من التوترات، ومعالجة الأزمات في المنطقة..
ولكي تصل إلى المرحلة النهائية لمشروعها الاستراتيجي، كان لا بد أن تشهد المنطقة
المزيد من الحروب الطاحنة، وأن لا تتوقف آلة القتل لحظة واحدة، لتشمل الكل بلا استثناء..
اليوم سوريا والعراق، وغداً تركيا و.. إيران.. الجميع يٲخذ دوره في دفع فاتورة التهور
الأمريكي، واختياراتها الخاطئة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق