04‏/07‏/2019

زانٍ أو مشرك!


عمار وجيه
لسنا بصدد تفسير الآية في سورة النور ﴿الزّاني لا يَنكِحُ إِلّا زانِيَةً أَو مُشـرِكَةً وَالزّانِيَةُ لا يَنكِحُها إِلّا زانٍ أَو مُشرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى المُؤمِنينَ﴾
بل أن نفكّر بوجوه الربط بين الزنا والشـرك.. ولكم أن تتأملوا الكثير من المشتركات، ومنها:
-  أن الزاني لا يستحيي من الله وهو يعصيه، والمشـرك من باب أولى لا يستحيي وهو يكفر نعمة الله، ويشرك به غيره.
-  وأن كليهما يخرج عن الفطرة والسنّة الإلهية.
 - وأن كليهما ضعيف الإرادة. الزاني يلهث وراء شهوة، والمشرك يسارع نحو الشبهة.
 - وأن الزنا ربّما يقود إلى الخمر، والخمر يقود للصحبة السيئة، والصحبة السيئة قد تشوّش على المسلم معتقده.

-  وأن الزاني يخجل أن يعود للمسجد، وربّما يترك الصلاة، وحين يتمادى يكون فريسة للشيطان.
المهم.. ونحن نعيش واقع بلدنا، وقد انتشـرت دور الدعارة باسمها الصـريح، او باسم مراكز المساج!! فكلّها عوامل شجّعت الشباب والفتيات على الانحراف.. ثم ظهر المثليون، وعلمهم القبيح (rainbow) ، وصنعوا لهم صفحة على الفيسبوك، بدعم أمريكي وأوروبي.. وللأسف كان لبعض الأحزاب العلمانية الكوردية سبق في دعمهم بحجّة الحرّية..
وحين نتحدّث مع شبابنا، بل بعض كهولنا، يقولون: اتركوا الشباب، فتلك ردّة فعل للعنف الذي غشى ساحتنا منذ الاحتلال!!
نقول: الجملة الثانية صحيحة. لكن الأولى خطأ.. لأن ترك الفواحش تنتشـر سيؤدي - لا محالة - إلى ظهور مافيات جديدة للجنس والمخدّرات.. وأن هؤلاء لا يقلّون خطراً عن المليشيات، بل هي امتداد لها.. ولن يتورعوا عن بيع أنفسهم لشتّى أنواع الشياطين، الغربية والشرقية.
ولئن كانت سوءات الشيوعية والبعثية ثمرة لبعض الفوضى العلمانية أيام الملكية، ففي الأقل كان المستوى الثقافي في وقتها جيداً. أمّا اليوم، فكل شيء متدنٍّ، بل في الحضيض. وربّما يكون إلحاد الغد أسوأ ممّا كان قبل سبعين عاماً.
أقلّ ما مطلوب منا جميعاً إنكار المنكر، وعدم مجالسة مروّجي الفواحش والخمر والمخدرات.. وذلك أضعف الإيمان.
﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾
﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُوًا أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهينٌ﴾.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق