03‏/07‏/2019

الشاعر والأديب الكوردي پیرەمێرد .. عمق الفهم وشمولية التصوّر ــ القسم الثالث ــ


 تقديم
 رغبة من مجلة الحوار في تعريف القارئ العربي بالأدب الكوردي، ورجالاته، وتحقيقاً لرسالة المجلة في الحوار، والتقارب بين الشعوب، والثقافات، ارتأت المجلة أن تأخذ على عاتقها القيام بترجمة كتاب الأستاذ (عمر إسماعيل رحيم)، الذي صدر حديثاً، في (أربيل)، في 464 صفحة من القطع الكبير، عن حياة الشاعر والأديب الكوردي المعروف (پیرەمێرد)، وعالمه الفكري..
وقد تصدّى لإنجاز هذه المهمّة الشاقّة، والكبيرة، الأستاذ (سرهد أحمد)، من أسرة تحرير (الحوار)، الذي قام بها خير قيام، مشكوراً..
 وها هو القسم الثالث من هذه الدراسة، على أمل أن يتمّ نشـر الكتاب كاملاً في حلقات.. والله الموفق.
بقلم: عمر إسماعيل رحيم
نقله إلى العربية: سرهد أحمد
(پیرەمێرد) والنضال الإسلامي
لم يقتصر التزام (پیره‌مێرد) بالدين الإسلامي الحنيف على الجانب العقدي والعبادي المجرّد فقط، بل كان مناضلاً إسلامياً، ينافح عن الدين، ويدعو إلى الأخذ به شرعة ومنهاجاً.   وأخذ ذلك النضال طرائق متعددة، سواء على المستوى الفردي، أو إلى جانب أشخاص آخرين؛ ضمن الجمعيات والهيئات التي شغل عضويتها آنئذ.
وفي هذا السياق النضالي، بذل شاعرنا جهوداً في تعريف المجتمع الكوردي بالإسلام الصحيح، وسعى بجد إلى توطين المعرفة بمقاصد الدين، والتحذير من أضرار العقائد الوضعية، والحيطة من مخاطر التيارات الإلحادية، مثل: اليسارية، والماركسية، مستخدماً لنجاح هذا المسعى؛ الأدوات الشعرية اللازمة، للوصول إلى أفهام العامة.
ولم يقتصر (پیره‌مێرد) في نضاله الإسلامي على نظم القصائد التوعوية، إنّما كان داعماً فعلياً لأيّ مشاريع تنموية، مثل: تشييد المساجد، وبناء المدارس، وإعانة المعوزین.

وفيما يلي بيان لأهم الميادين التي خاض فيها (پیره‌مێرد) نضاله الإسلامي:
أوّلاً/ ميدان الدعوة إلى الإسلام:
ولأن (پیره‌مێرد) كان مؤمناً، صحيح العقيدة، ذو هدف رسالي، فقد جمع بين الشعور بالمسؤوليّة الملقاة على عاتقه تجاه الإسلام، وحمل هموم الأمة الكوردية، وحماية هويّتها الدينية. وهذه الثنائية المعنوية الخيـّرة، جعلته في عزيمة دائمة، وحركة مكوكية دؤوبة، لتبليغ الناس بالإسلام الصحيح، وتنبيههم من مآلات العادات التي لا تنسجم مع مقاصد الشرع الحنيف، كما كان يرد على الشبهات المثارة حول ثوابت الدين من قبل المغرضين والمناهضين للإسلام، في تلك الحقبة التي عاصرها، خاصة في بواكير ظهور الأفكار الشيوعية.
وقد ذكر الأديب واللغوي الكوردي الراحل (مارف خزندار)، في كتابه (تاريخ الأدب الكوردي)، بأن (پیره‌مێرد) وقف وبحزم ضدّ الماركسية، مفنّداً فلسفتها المادية الإلحادية، ومنتقداً سياسات الاتحاد السوفيتي، كونها معادية للإسلام جملة واحدة.
وأشار (خزندار) إلى أن مواقف (پیره‌مێرد) جاءت متجلّية في قطعة من (النثر الفني)، نظّمها بعنوان: (المياه السوداء لروسيا الحمراء)، وأصدرها في كرّاس سنة 1940، أيْ قبل دخول السوفيت الحرب العالمية الثانية، وهو شكل من أشكال (الأدب السياسي)، المكتوب بلغة أدبية جميلة وجزلة.
والغريب أن هذا العمل الأدبي المتميّز، لم يأت على ذكره أحد؛ في جلّ الموضوعات التي تناولت نتاجات (پیره‌مێرد)، وأهمل إهمالاً تامّاً من قبل الذين كتبوا عن حياته ونتاجاته.. إنْ هذا العمل، وإن جاء بسيطاً من حيث التراكيب التعبيرية، مقارنة بمئات النتاجات، وحتى البحوث المدوّنة في مراحل زمنية لاحقة، ردّاً على المادية الديالكتيكية، وانحرافات السوفيت السياسية، لكن علينا أن لا نغفل قيمته التاريخية، أقلّها أنه يعكس حرص (پیره‌مێرد) على الذود عن الإسلام، وحماية عقيدة بني قومه، من طوفان الإلحاد الماركسي.
وتأتي أهميّة هذا الكرّاس أيضاً، كون مادته الأدبية السياسية - نقد الشيوعية، وسياسات الاتحاد السوفيتي- من بنات أفكار متعلّم كوردي يقطن منطقة بعيدة جغرافياً، ومعزولة نسبياً، عن مصادر التفاعلات العالمية في تلك الحقبة، وربّما كانت كوردستان آنذاك حديثة عهد بالأفكار اليسارية والماركسية، التي اجتاحت العالم قبل حوالي 76 عاماً؛ ولاقت رواجاً واسعاً، ووجدت لها عشّاقاً كثيرين.
ولم يكتف (پیره‌مێرد) بنقد الفلسفة الماركسية فكريّاً، إنّما أخضع السياسات التي قامت عليها لمشرط التشريح، مستهدفاً بيان مساوئها.
ومن هنا، فهذا النتاج الأدبي مدعاة للتأمّل، ويحمل بين جنباته قيمة تاريخية، ويجب النظر إليه باعتباره وثيقة تراثية يتحتّم المحافظة عليها.
وإلى جانب ذلك كلّه، يعكس هذا النتاج؛ التصوّر السياسي لـ(پیره‌مێرد)، ويتيح معرفة ما كان عليه شاعرنا من أفق معرفي فريد، ورؤية خاصة لأحداث عصره.
وعن أسباب إقصاء هذا (النتاج – الكرّاس)، من جملة النتاجات الأدبية والفكريّة لـ (بيرةميرد)، يقول (مارف خزندار): "يمكننا الجزم بأن الشيوعيين لم يكونوا بالمستوى المعرفي والفكري المتقدّم حتى يواجهوا (پیره‌مێرد)، وآخرين من أقرانه؛ ممّن كانوا ضدّ سياسات الاتحاد السوفيتي، فعجزوا حتى من خلال كتاباتهم، عن التقليل من تأثير طروحات (پیره‌مێرد)، وغيره؛ ممّن كانوا على النهج ذاته، فلجأوا إلى اجتثاث نتاجات (پیره‌مێرد)، وكافة النتاجات المشابهة، من المراكز الثقافية الكوردية".
وأنا من جانبـي أقول: إن هذا الموقف ليس بالأمر الغريب، فقد سبق أن لجأ  الماركسيون، المتنفّذون في الأوساط والمراكز الثقافية الكوردية، إلى هذه السياسة من قبل: سياسة اجتثاث الطروحات المخالفة لأهوائهم.
إن (پیره‌مێرد) بوصفه متديّناً وداعيةً إلى الإسلام، فقد واجه لوثة التغريب الفكري، التي كادت موجتها أن تجرف طليعة الشباب الكوردي في ذلك العصر، من خلال تنظميه عدّة قصائد وأشعار وأمثال وحكم، بأسلوب أدبي سهل، وسلسل، متجاوزاً التعابير والمفردات الفلسفية الثقيلة، ومستنداً لدلائل واقعية، وبراهين منطقية، في دحض موضوعات الماركسيين، والملاحدة.
ونحن نتساءل: إذا لم يكن العمل الذي قام به (پیره‌مێرد) تديّناً، ودعوة، ودفاعاً عن الإسلام، وذوداً عن الهويّة الأصيلة للمجتمع الكوردي، فماذا يكون إذاً.. ؟.
وفي جزء من مجموعته الشعرية: (أنين كهل الكهول)، أفرد أبياتاً في إثبات وجود الله، وعظمته في خلق هذا الكون الفسيح، منشداً:
إلــهـي، أنـت الــكـبــيــر الـمـتـعـال، قـاضــي الـحـاجــات
لا شريك لك، الفرد، المنزّه عن الصاحب والمكان
أعـطـيـتـنــي قـــدرة الــفــهــم، لأفــهــمـــك..
فـأدركـتـك على حـقـيـقـتـك، بـلا زيـادة ولا نـقصان
***
رفـعـت عـيـنـي صـوب الـســمـاء، فــأبــصــرتــهــا   
وقلت: محال أن توجد هذه من غير خالق قدير
مــعلــوم أن أيَّ آلــة يـصـنـعـها الإنسان
سرعان ما يعتريها العطب والنـقصان
لــكـن مـاكــنــة هــذا الـلـيـل والــنـهــار
لـم تـزل تـدور، بـلا وقـودٍ ولا بُـخار
لا تحتاجُ إلى تـشـحـيـم، ولا يـعـتـريـها الـصدأ
متماسكة، لا تحتاج إلى إصلاحٍ ولا تشذيب
فهي هــكــذا مـُــذ وجــــــدت..
لم يستبدل فيها شيء، وليس لها قطع غيار
تعـملُ لـــــيـل نـــهـــار، بــلا كـــلـــل
دون أدنــى ضـجيــــج أو عــطـــل
لولاك ربّي أنّــــى يــكـون هـــــذا
ومــن أيــن يـأتــي هذا التّنسيق والنظام

وفي المجموعة الشعرية نفسها، نسج أبياتاً ردّ فيها على المتقولّين بخالقية الطبيعة، مفنّداً حجاجهم. والحقّ أقول: إنّ المطّلع بدقّة على التراث الأدبي والكتابي لـ (پیره‌مێرد)، سيكتشف حجم إخلاص هذه الشخصية الفذّة في الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وبروزه كساتر صدٍّ بوجه الموجات الأيديولوجية والفكرية التي وصلت كوردستان آنئذ، مثل الأيديولوجيا الماركسية، ومقولات داروين، موظّفاً قدراته الشعرية، في مسعى لتحصين الشباب الكوردي، وتوعية المجتمع الكوردستاني عموماً، من أخطار وتخرّصات الوجوديين.
ولتمتّعه بالنباهة والسليقة؛ فقد أخذ (پیره‌مێرد) بالحسبان مستوى الوعي لدى الناس، فلجأ - معتمداً على مهاراته اللغوية - إلى مخاطبة العامة بحلو الكلام، وبالمنطق العلمي البسيط، المدعوم بالأدلة المستقاة من البيئة المعاشة.
في اعتقادي أن هذه الأبيات لم تأت لكون الشاعر كان مغرماً بالأدب فقط، إنما هي وليدة تفكير ومعاناة وهموم ذاتية، من جهة الحرص على عدم تيهان شباب الوطن الكوردستاني، ولجهة الشعور بالمسؤولية تجاه العقيدة الإسلامية.
ها هو ذا يقول:
إلــهـــي، أولــئــك الــذيـــن لا يُــؤمــنــون
لــم يـــــروا شـيــئــاً قَطُّ، فــهـــم يـــهـــرفــون
وإلا فـلـيـــنـــظـروا إلــى جِـــنـــان الـورود
ولـيـتـدبّـروا فـيـها بعـيـن الــعــقل والـقـلــب
هذا اللون الجميل لزهرة الـ(هةرجايى)
تــحــت عــدســة أشــعــة الــبــصــيــرة
تــأمّــلــوا هــذه الــصّــنــعــة الــبــديعة
مــن قــال إن هـــذه مـن خــلـق الطبيعة

   ولـ(پیره‌مێرد) أبيات شعرية مماثلة في مجموعات شعرية أخرى، كما أن الأمثال والحكم - التي نظّمها لنفس الغرض- تضمّ عدّة مقاطع مثنوية، تتّسم بالجمالية، والعمق، وهي جديرة بالوقوف عليها والكتابة عنها، ولا يتّسع المجال هنا للاستطراد في عرضها، ومن يرغب في مطالعتها والاستزادة منها عليه الرجوع إلى (مجموعة حكم وأمثال پیره‌مێرد) الصادرة في ديوان بعدّة طبعات.

 ثانياً/ الإرشاد وإسداء النصيحة:
كان (پیره‌مێرد) دائم النصح للمقرّبين منه، وللمحيطين به، على حدّ سواء، مناشداً إياهم التمسّك بالإسلام؛ عقيدة وعبادة، وعدم الحيدة عن الدين قيد شعرة.
 وخاض (پیره‌مێرد) طيلة حياته؛ النضال في هذا الميدان، التزاماً بالأمر الإلهي: [وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ]، فلم يدّخر إرشاداً، أو يألوا نصحاً تجاه أقرانه، وقومه، عموماً، يذكّرهم  بأنّ تقدّمهم وتطوّرهم إنّما يأتي من اتّباع تعاليم الدين، على اعتبار أن الدين الإسلامي نظام حياة.
حتى وهو على فراش الموت، لم ينس توصية المقرّبين منه، مشدّداً على التديّن والتمسّك بالدين. وقد كتب (پیره‌مێرد) وصية، جرى إعلان مضمونها بعد أن وافته المنية مباشرة، جاء فيها:
1- أوصيكم بعدم الجري وراء المادة.
2- لا تتشبثوا بالدنيا كثيراً.
3- اخدموا قومكم ووطنكم دون مقابل، ما استطعتم.
4- خذوا بأيدي المعوزین.
5- لا تنحرفوا عن مبادئ الدين.
6- عليكم معرفة ربّكم ورسولكم، والتحلّي بالأخلاق الحميدة.
7- أوصيكم بعدم التفريط في المطبعة.
8- لا تهدموا هذه القلندرخانة (ويقصد منزله، الذي كان مقصد الأدباء والشعراء من أقرانه)، فهناك أشخاص يلوذون بها، ولهم عليّ حقّ.
9- واصلوا إصدار الصحيفة، ولتواصل المطبعة عملها، لأنها تقدّم خدمة مستمرة، من ناحية، ومن ناحية أخرى تدرّ ربحاً؛ كنت أصرف منه على جهات عدّة، حاولوا فعل الشـيء نفسه.
10- لا تهملوا خدمة مسجد همزة آغا (ويقصد مسجد جدّه لأبيه، والذي كان يرتاده باستمرار)، فهو من ذكريات جدّي، وهو مسجد الزقاق، ومركز للدراسة الدينية، وهو بيت الله، يشهد الله أنني لم  أهمل خدمة المسجد منذ عودتي.
وفي الختام يشير (پیره‌مێرد) إلى أن هذه الوصية موجّهة إلى الشاب (فائق)، ابن ابنته (رحمة خان)، وإلى الأشخاص الذين كانوا في معيّته باستمرار، خلال حياته.

ثالثاً/ توضيح المسائل الدينية، ونشر الوعي والثقافة الإسلامية:
علاوة على تخصيص (پیره‌مێرد) عشرات القصائد والحكم والأمثال لبيان المسائل الدينية، أفرد أيضاً صفحات وزوايا من جريدته طيلة صدورها، للغرض نفسه.
وقد أشار (پیره‌مێرد) بنفسه إلى ذلك، إذ يقول: "وحدي وقلمي الكليل نصدر جريدة منذ ثلاثة وعشرين عاماً. وجريدتي فيها سبعة أنواع من المعلومات: علمية، فقهية، أدبية، تاريخية، فلسفية، فكاهية، واجتماعية. وفيها ما يقرب من عشـرين ألف بيت من الشعر وأمثال الأقدمين. وليست عندي كتب ولا مكتبة، وكل ما أكتبه هو من جراب العطار، صادر من حجيرات دماغي، وممّا تعلّمته في الصغر عند أستاذي ملا حسين گۆجه‌).. ما معناه أنه كتب طيلة 23 عاماً عدّة زوايا صحفية في موضوعات مختلفة، مؤكّداً أن كل ما كتبه كان من وحي أفكاره، وممّا تعلّمه على يد شيخه (الملا حسين كوجة).
 ولو تتبّعنا بدّقة تلك الزوايا في صحيفة (ژین)، لانبهرنا من حجم الاهتمام الذي أولاه (پیره‌مێرد) لتوضيح المسائل الإسلامية.
 ففي زاوية ثابتة عنوانها (اجتماعيات)، ناقش (پیره‌مێرد) - وفقاً لفهمه العميق، وشمولية تصوّره الإسلامي- مواضيع سياسية وقانونية واجتماعية جمّة، كما حاول فيها تشخيص أدواء المجتمع الكوردستاني، وإيجاد معالجات لها، على قدر استطاعته.
وبحكم خلفيته الثقافية والعلمية الذاتية، يتّضح أن جهود (بيرميرد) في هذا المضمار، نابعة عن قناعة إسلامية راسخة.
كما جاءت زاويته الفلسفية، في الصحيفة نفسها، مشبعة بتفسير الظواهر الكونية، وغنيّة في بيان فلسفة التوحيد، والإخلاق، في الإسلام، وأثرها في ضبط سلوك أفراد المجتمع.
وكذلك زاويته الأدبية، خصّصها لإحياء الأشعار والقصائد التراثية الكوردية القديمة، أو أبيات شعرية مترجمة من لغات أخرى، وجلّها أشعار دينية وعرفانية.
كما أن زواية (تاريخ وأشخاص) بدت زاخرة بذكر أسماء علماء دين، وقامات إسلامية باسقة.
ولم تقلّ الزواية الفقهية أهمية عن الزوايا الأخرى، إذ بذل (پیره‌مێرد) جهوداً في توضيح نخبة من المسائل الإسلامية، مع الإشارة إلى شخصيات قدّمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء.

رابعاً/ الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي، والتفاعل معها، خاصة القضية الفلسطينية:
جمع (پیره‌مێرد) بين الإخلاص لدينه، وبين الاهتمام بقضايا الأمّة الإسلامية، والتفاعل معها. إذ كان على دراية بالخطوب النازلة، والنوائب الواقعة، في العالم الإسلامي، لا سيّما فلسطين، واحتلالها من قبل الصهاينة. وقد تجلّى ذلك في قصائده ومقالاته.
- وأدناه أبيات أنشدها من أجل فلسطين:
إذا اتّبعنا الـدّيـن الإسـلامـي الحـنـيـف
يتحتمّ علينا جميعاً أن نبكي فلسطين
ومــن يـسانـد الصـهـايـنة الغاصـبيـن
نـأمـل مـن الله أن يـزهـق روحــــه
وفي مقطوعة شعرية أخرى، يعلن موقفه الصريح المساند للقضية الفلسطينية، ويظهر حنقاً شديداً تجاه اليهود، قائلاً:
تحرّك اليهود الأقذار أهل الترحال
يـشعلون الفتن والحروب بين بنـي الـبــشـر
هـــم يـــتـــفـــاخـــرون، ولا يـــدركــون
أن لا أحد يحبّهم، وأنهم بالسياسة يتلاعبون        
مـــن يـدعمـون اليــهـود الآن
غـرضــهــم الــفـوز بالـرِّهــــان
***
لم تبق دولة إلا آوتهم ورعتهم
واختبـرت اليـهـود، وجـرّبـتـهــم
لا خاصية نافعة ظهرت فيهم
فحـنـقـوا عليهـم، وطـردوهــم
 ***
إذا قـمـنـا للــجـهـاد، ملـبّيـن نـداء الـديـن
واسترجعنا ذكرى الكوردي صلاح الديـن
وضحينا بالأنفس، كأمس،  لأجل الدين  
لانـــفــكّ عـــنّــــا الأقــــذار والــمتـحرّشـون 
ويحضـرني في هذا المقام أن أذكر واقعة حقيقية ذات صلة، عاصرها شخصياً الدكتور (محسن عبد الحميد)، وحدّثني بها خلال زيارة له يوم 11/4/2018، اتّخذها دليلاً شاخصاً على اهتمام (پیره‌مێرد) بقضايا الأمّة الإسلامية، وتفاعله معها، حيث قال: "ما بين عامي 1948- 1949، كنت تلميذاً في الصف السادس الابتدائي، أتذكّر حضور وفد رفيع من العلماء إلى السليمانية، ضم كلاً من الشيخ (محمد بشير الإبراهيمي)، عالم الدين والسياسي الجزائري المعروف، والشيخ (أمجد الزهاوي)، عالم الدين والشخصية الكوردية العراقية، والشيخ (محمد محمود الصواف)، المراقب العام للإخوان المسلمين في العراق، ونزل الوفد في الجامع الكبير (جامع كاك أحمد الشيخ)، للاجتماع بنخبة من العلماء الكورد، بينهم الأديب والشاعر (پیره‌مێرد)، وذهبت رفقة شقيقي الأكبر (نظام الدين عبد الحميد) للقاء الوفد، إذ كان مدعوّاً هو الآخر، وحين رأيت (پیره‌مێرد) بين الحضور، وكنت متلهّفاً للقائه، تحرّكت ببطء نحوه حتى وصلت لعنده، وجلست بجانبه، فشاهدت (بشير الإبراهيمي) يلقي كلمة حول الأوضاع المأساوية في الجزائر تحت حكم الاستعمار الفرنسـي، والتفتّ إلى (پیره‌مێرد) وقد تبدّلت سحنته، وهو يتمتم بكلمات تفيض بالأسى على أحوال الجزائر ومسلميها ".

خامساً/ المشاركة في الجمعيات والنشاطات الإسلامية:
عاش (پیره‌مێرد) واقعاً اجتماعياً وسياسياً؛ تزاحمت فيه منتديات فكرية وتجمعات ثقافية وأدبية، لم تخرج عن الدائرة الإسلامية الجامعة، حتى تلك الجمعيات التي نشأت على أساس الأيديولوجيا القومية، كانت ذات صبغة دينية وأهداف دعوية، يسري في عروق القائمين عليها حب خدمة الإسلام أيضاً، وهذا ليس بمستغرب على الإطلاق للأسباب التالية: 
1-          المؤسسون لتلك المنظمات، غالبيتهم من المتدينين، علماء دين أو شيوخ طرق صوفية، أو ينحدرون من عائلات إسلامية.
2-     الكوردية والكوردايتي، يعني خدمة الشعب الكوردي، والسعي لوصوله الى حقوقه الطبيعية المشروعة التي وهبها الله إيّاه، حاله حال بقيّة الشعوب والأقوام الأخرى، ويصار الى ذلك بتنمية لغته وتراثه وأدبه القومي.
ولم يكن الفكر القومي الكوردي في بواكير نشأته، قد تحوّل بعد الى إيديولوجيا مستقلة، أو بديلاً عن العقيدة والدين، إنّما كان يتدفّق من مشاعر إسلامية طاهرة، فكلّما كان الشخص متديّناً عميق الفكر، كان أكثر إحساساً بالمسؤولية تجاه القضية الكوردية. لذلك نرى مع بدايات تفكّك الخلافة العثمانية، وظهور الحركة القومية الطورانية التركية، كيف تشكّلت جمعيات كوردية على أيدي شخصيات علمائية لمناهضة الأوضاع المختلّة، والدفاع عن الخلافة باعتبارها العروة الجامعة للأمّة، ورمز وحدة المسلمين على اختلاف أعراقهم وأجناسهم.  
ومن أولى الجمعيات الكوردية التي تأسّست حينها، جماعة (اتحاد وترّقي الكورد) برئاسة (الشيخ عبد القادر الشيخ عبيد الله الشمزیني) - من مشايخ الطرق الصوفية - وكان أعضاء الجمعية وإداريّوها من الشخصيات المعروفة بالعلم والتديّن، منهم الشاعر والأديب (پیره‌مێرد) مدار بحثنا هذا، والعالم الجليل (سعيد النورسي) الملّقب بـ(بديع الزمان).
وكان (پیره‌مێرد) في الوقت نفسه عضواً بجمعية (الاتحاد المحمدي) طبقاً للوثيقة المنشورة في العدد الـ75 من مجلة (ولقان)، لسان حال الجمعية، وجاء اسمه في التسلسل الـ25، بالشكل التالي: (مدرسيندن توفيق أفندي).
كما كان بديع الزمان سعيد النورسي أيضاً أحد الأعضاء المبرّزین في جمعية (الاتحاد المحمدي)، وفاعلاً نشطاً فيها.
 وللتذكير في هذا المقام، أن إحدى الاتّهامات التي كانت موجّهة للشيخ النورسي أثناء اعتقاله من قبل السلطات، هي انضمامه لتلك الجمعية، وأثناء المرافعة، وقف مدافعاً عن نفسه قائلاً: "حين سمعت أن نخبة في تلك المنطقة التأمت تحت اسم (الاتحاد المحمّدي)، انتابني الشك للوهلة الأولى، أن يكون الغرض من تشكيل هذه الجمعية القيام بأنشطة مسيئة، مستغلّة هذا الاسم، لكن تبيّن لي لاحقاً أن المنظّمين لهذه الجمعية هم أشخاص مشهود لهم بالإخلاص وأصحاب فضل، وليست لهم غايات سياسية مبيّتة من وراء تشكيل الجماعة، هدفهم الوحيد إحياء سنّة الرسول محمد، وتعريف الناس بها. فكّرت كثيراً بأن الانضمام إليها، والعمل تحت اسمها حقّ مشـروع لكلّ مسلم، ولا مكان لأيّ احتكار أو قصر الانتماء على أشخاص محدّدين. سألت نفسـي كيف لمتديّن مثلي الانتماء لعدّة جماعات فكرية في آن واحد، في الوقت الذي لا يجوز تجزئة مقاصد الإسلام. وعليه، رأيت نفسي مرغماً على الانضمام فقط لجمعية الاتحاد المحمدي".
وأضاف: "يتوجب عليّ المبادرة لتعريفكم بهذه الجمعية التي كنت عضواً فيها"، مشيراً لأسماء أعضائها، ثم أردف قائلاً: "دائرتها واسعة جدّاً، بحيت أن بإمكانها أن تضمّ 400 مليون شخص، وإعلامها يمثّل كلّ صحيفة تعمل لرفعة كلمة الله، كما أنّها مركز يغطّي الأرض كلّها، وأينما وجدت مدرسة أو مسجد أو خانقاه للتعليم وإيصال رسالة الإسلام، ولتأدية العبودية لله والأذكار، فهي مركز هذه الجمعية.. إنّ جمعيةً على هذه الشاكلة، لا بدّ أن رسول العالمين محمد صلى الله عليه وسلم هو رئيسها.. وأن اتجاهها التربوي يفرض على جميع منتسبيها الكفاح لتربية ذواتهم، وتزكية نفوسهم، حتى يكونوا قدوات صادقين.. كما أن نظام هذه الجمعية، وتنظيمها، مستمدّ من وحي الله القرآن، وسنّة الرسول محمد ونهجه، وسيف ميدان معركتها هي الأدلة المنطقية والمطمئنة، لأن نجاحها الحقيقي يأتي عن طريق الإقناع العقلي، وليس بالإرغام الماديّ الحسّي".
وتابع: "إن السبيل الأمثل، والوحيد، لاكتشاف الحقيقة، والوصول إليها، هو طريق المحبّة والأخلاق الفاضلة، لأن تسعة أعشار الدين الإسلامي هي تلك المراتب والمبادئ المذكورة، والواحدة المتبقية هي الشؤون السياسية، وقد فوّضنا مسؤولية إدارتها لمسؤولينا".                         
 لقد اتّضح ممّا سبق ذكره، أن المقصد الأسمى لـ (بيره ميرد) الشاعر والأديب والمناضل المتديّن، في الانضمام لهذه الجمعيات، هو بذل نشاط الدفاع عن الشـريعة الإسلامية، وترسيخها، والذود عن السنّة النبوية المطهّرة، والقيام بمهمة الحفاظ على وحدة المسلمين وتقويتها، والتمكين للخلافة العثمانية، بإجراء الإصلاحات الدستورية.
هذه هو الوجه الحقيقي لـ (بيرةميرد) الأديب والمفكر والمناضل، ولكني لا أدري لم طمس هذا الجانب المضـيء من حياة ونضال هذه الشخصية الكوردية، كما حصل مع رسالته التي أشرنا إليها (المياه السوداء لروسيا الحمراء)، فلم يكتب عنها كل أولئك الذين كتبوا عن (پیره‌مێرد) ولو بمجرد إشارة.. إلا أن يكون ذلك ممّا لم ينسجم مع أفكارهم، ولم ترتح إليه نفوسهم، فآثروا التغاضي عنه، وطمسه.. وهذا هو منتهى التعصّب الأعمى، والتفكير الأيديولوجي المقيت.
سادساً/ تعاون (پیره‌مێرد) مع العالم الكوردي المعروف (سعيد النورسي):
مدّ (پیره‌مێرد) جسور التواصل والتعاون مع العالم الكوردي الشيخ (سعيد النورسي) الملّقب بـ(بديع الزمان)، فالتزما سويّة طريق النضال المشترك في الميدانين الإسلامي والكوردايتي، فكانا عضوين بارزین معاً في جماعة (اتحاد وترّقي الكورد)، وجميعة (الاتحاد المحمدي)، كما سبق ذكره.
وتأكيداً لوجود مثل هذه العلاقة والتواصل بين الرجلين، نعرض أدناه بعض الإثباتات التاريخية:

الإثبات الأول:
نشر (پیره‌مێرد) سنة 1942، في العدد (661) من صحيفته (ژین)، مقالاً في زاوية (تاريخ وأشخاص)، بعنوان (بديع الزمان الكوردي)، قال فيه: "كنت في اسطنبول، أتردّد بين فينة وأخرى على منتدى ديار بكر، حيث معظم رواده من الكورد، وقرأت ذات مرّة إعلاناً عن قدوم شخص من (وان) يدعى الملا سعيد، ولقبه بديع الزمان، ويعقد مجلساً في مدرسة الفاتح، وبإمكان الراغبين المشاركة في مجلسه العلمي لمدّة أسبوع وطرح الأسئلة عليه".
وأضاف پیره‌مێرد: "حفّز هذا الإعلان الكثيرين من نساء ورجال للتوجّه إلى مدرسة الفاتح، إمّا لمشاهدة الشيخ سعيد، أو لطرح الأسئلة عليه، فكانوا يتعجّبون من هذا الكوردي، حليق الذقن، ذو الشارب المفتول، والذي يعتمر عمامة مطرّزة ملفوفة، ويرتدي ثوباً متداخلاً، وشوالاً فضفاضاً".
وأكّد (پیره‌مێرد) في مقاله المطول أنه ذهب رفقة صديقه (خليل الخيّالي) إلى حيث مجلس الشيخ سعيد النورسي، حيث قعدا معاً قبالته، وما إن رآهما الشيخ حتّى قام من مكانه، واتّجه صوبهما، فسلّم، ثم توجّه بالسؤال إلى الخيّالي، وكانت تربطهما مودة قديمة، قائلاً: "أليس صاحبك هو السليماني توفيق بك (ويقصد بيرميرد)، فرد الخيّالي: وكيف عرفت؟ فأجاب النورسي: قلبـي أخبرني بذلك". واستطرد (پیره‌مێرد): "وضع الشيخ سعيد النورسي يده اليمنى على كتفي، وصافحني قائلاً: هذه مصافحة كوردية".
وأشار (پیره‌مێرد) إلى أنه جلس رفقة الخيّالي مع الشيخ النورسي، ودخلا في حوار تعارف، ومنذ تلك اللحظة أصبحا رفيقين، وتعمّقت العلاقة الأخوية بينهما.
وفي جزء آخر من المقال، تناول (پیره‌مێرد) بشيء من التفصيل حادثة اعتقال السلطات للشيخ بديع الزمان، والاتّهامات التي وجّهت له بشأن انضمامه لجمعية (الاتحاد المحمدي) الآنفة الذكر.
كما تطرّق في المقال إلى توتّر العلاقة بين (كمال أتاتورك) والشيخ النورسي، ما دفع الأخير إلى الاعتزال، والذهاب إلى منطقة جبلية مدة 40 يوماً، وبعدها عثر عليه (پیره‌مێرد) شخصياً، وأعاده إلى منطقة (أرضروم)، لعند (خالد بك)؛ قائد إحدى الثورات الكوردية إلى جانب (سيد عبد القادر)، وهو شخصية كوردية ذائعة الصيت آنذاك، وهناك مرّت على النورسي أحداث كثيرة أيضاً.
وختم (پیره‌مێرد) مقاله عن بديع الزمان قائلاً: "هذه الشخصيّة نجم لامع في سماء الأمّة الكوردية، وأنوي ترجمة آثاره شيئا ً فشيئاً، ونشرها في ژین".               
       
 الإثبات الثاني:
واقعة عاشها (پیره‌مێرد)، وأوردها في مقال بصحيفته (ژین)، وحوّلها فيما بعد إلى قصيدة، حيث ذكر أنه في إحدى الليالي وهو قابع مع الشيخ النورسي في زنزانتين منفردتين، بينما تجمعهما هموم نصرة الدين والدفاع عن الأرض وخدمة الناس، فإذا بالشيخ النورسي يرى في المنام العالم والصوفي الإسلامي الكوردي المعروف (كاك أحمد الشيخ)، وهو يبشّـره بقرب نيله و(پیره‌مێرد) الحرية، وأوصاه بإبلاغ صاحبه بذلك.
وكان (پیره‌مێرد) ذو اعتقاد راسخ بمقام الراحل (كاك احمد الشيخ)، باعتباره صوفياً عارفاً بالله، وشخصية إصلاحية كانت لها مكانتها في أوساط خواصّ السليمانية وعوامّهم، لذا فهو متيّقن بكراماته، ومن ثمّ تجلّيه للشيخ بديع الزمان في المنام.
وقد تحدّث (پیره‌مێرد)، في مقدّمة كتابه بعنوان (مناقب كاك أحمد الشيخ)، عن نفسه مع رفيقه الشيخ النورسي، قائلاً: "كنت مسجوناً مع الملا سعيد، الملقب ببديع الزمان، في معتقل بلوك بكر آغا، أثناء مرحلة الاحتلال (ويقصد الانقلاب الذي قادته جماعة الاتحاد والترّقي ضد الخلافة العثمانية)، وفقا لما أسموه قانون مناهضة السلطات، وعقوبته الإعدام شنقاً، وكنت فاقداً الوعي من شدة الإعياء، فإذا بالشيخ النورسي يناديني من الزنزانة المجاورة، وهو يقول: لا تخف لن يقتلوننا، قالها لي كاك أحمد الشيخ.. ففهمت متيّقناً أن الملا سعيد قد رأى في المنام كاك أحمد الشيخ. وفعلاً تحقّقت الرؤيا، إذ تمّ إطلاق سراحنا". وعلى أيّ حال، بعد مرور 30 سنة على هذه الواقعة، قام (پیره‌مێرد) بتحويلها إلى قصيدة بعنوان (نةعرةى ديوانه= صيحة الولهان)، ونشـرها سنة 1941 في العدد 883 بصحيفته (ژین)، حيث يقول في مطلعها:
كاك أحمد الشيخ، حبيـب الله
الــكـثــيــرون نـالهم منـك الـخيــر
أنــا أحــبّـــك أكـثـر من الآخـريـن 
أنـت مَنْ تبتـغي عزّة قومـك 
فـي السـجن حيـث اعتـقـلونــا
ونـصبوا لـنـا أعـواد المشـانـق
أنــت زرت بـــديـــع الــزمـــان
بــــشّـــرتــه بــالـحـيــاة والبـقـاء
قلت: لن تموتوا، وستعيشون
وستستردون حرية قومـكم



الإثبات الثالث:
من الإثباتات الأخرى الجليّة على علاقة الصداقة والعمل التي جمعت بين (پیره‌مێرد) و(النورسي) رحمهما الله، ما ذكره شاعرنا شخصياً في زاوية نشـرها بصحيفته (ژین) سنة 1949 العدد 953، عن نشاطاتهما سوية في الثورات والحركات الشعبية آنذاك. حيث أورد: "أنا وبديع الزمان الملا سعيد كنّا في الثورة القومية الكوردية بأرضروم مع خالد بك ويوسف ضياء وكمال والدكتور فؤاد، فأصدرت إدارة الأحكام العرفية في اسطنبول بحقّنا حكماً بالإعدام". ويتبيّن هنا أن (پیره‌مێرد) كان مطارداً، ولم يكن معتقلاً، والحكم الصادر ضدّه جاء غيابياً.

وبالإضافة الى الإثباتات الآنفة الذكر، هناك أخريات نوردها بالاستمداد من جملة مقالات نشرها (پیره‌مێرد) في أعداد مختلفة من جريدته (ژین)، نعرض بعضها كالتالي:
1- صحيفة ژین، العدد (662) السنة الـ15، آذار 1942، الصفحة (2-3)، وتحدّث فيه عن حادثة إرسال السلطات للشيخ سعيد النورسي الى طبيب نفسـي للكشف عليه، لمعرفة ما إذا كان يعاني مشاكل عقلية أم لا. وبعد مناقشات، ردّ الطبيب متسائلاً باستغراب: "إذا كان هذا الشخص مجنوناً، فمن العاقل إذاً..؟!.
2- ژین، العدد (664) السنة الـ15، نيسان 1942، الصفحة 3، يستشهد في زاوية صحفية ببعض مقولات بديع الزمان.
3- ژین، العدد (672) السنة الـ18، حزيران 1943، الصفحة 2، يتحدّث (پیره‌مێرد) في زاوية، عن حوار دار بين النورسي وشفيق باشا، ناظر الضبطية – ضابط التوقيف.
4- ژین، العدد (800)، السنة الـ19، آب 1945، الصفحة 2، زاوية بعنوان (بديع الزمان الكوردي)، يقول: "كان بديع الزمان الملا سعيد صديقي، أنا الذي أوصلته إلى رفاقه خالد بك ويوسف ضياء، وآخرون، هم الآن شهداء، ذكرتهم في مرثية".
5- ژین، العدد (860)، السنة الـ20، شباط 1947، الصفحة 2، زاوية بعنوان (في التصوّف)، يتحدّث عن حالة روحية تنتاب المتصوّفين العارفين بالله، تسمّى الفناء في الحضرة الإلهية، ويضرب في ذلك مثلاً ببديع الزمان.
6- ژین، العدد (938)، السنة الـ22، تشرين الأول 1948، الصفحة 3، زاوية صحفية تحدّث فيها عن ذكاء النورسي، وقوّة حفظه، ويصفه بالخارق في عصره.
7- ژین، العدد (974)، السنة الـ24، آب 1949، الصفحة 4، مقال بعنوان (ذكرى رجل من رجال الله)، ويشير فيها إلى مشاركة النورسي مع الآلاف من المتطوّعين الكورد في الحرب إلى جانب الدولة العثمانية ضد اليونان، وعودته من المعركة منتصراً.  
8- ژین، العدد (986)، السنة الـ24، تشـرين الأول1949، الصفحة الأولى، مقال يتحدّث فيه عن الدور الفعّال والمؤثّر للنورسي في حرب اليونان.

سابعاً/ انتقاد الماركسية والفكر اليساري:
 إنطلاقاً من إيمانه بالله الواحد الأحد، وقناعته الراسخة بصحة العقيدة الإسلامية، واجه (پیره‌مێرد) - بقصائده ونتاجاته الأدبية- كافة الأفكار والعقائد الوضعية المناهضة للإسلام، خاصة الشيوعية، والتي وصلت في العصـر الذي عاشه شاعرنا الى كوردستان، وتسبّبت بتخريب عقول الآلاف من الشباب الكورد، ومن هنا وجّه انتقادات شديدة إلى الفكر الماركسي، والسياسة السوفيتية، وكان يكتب ويقف بالضد منها، كما سبق ذكره آنفاً.. وأدناه أبيات أخرى، حذّر فيها شاعرنا من خطورة الماركسية والفكر اليساري:
التكبّر يُؤدِّي الى الهلاك والسـقوط
وانظر الى هتلر.. هكذا هي الدُّنيا
النّاس لم تعد لهم طاقة بالحرُوب
والدّنيا أصـبحت مُخضّبة بالــدِّمــاء
لا أدري لماذا الموت رخيص هكذا
والذهاب إلى أحضان الموت يُشبه الأعراس
وحده الإسلام طريق السّلامة
( لا تــلــقـوا ) أمـــر الله وآيــتــه
             ***
الله وحــده وضــع الـرّفـعـة والـضّعة
التحزّب والتحرُّر، اليوم، هي الرائجة
يـــســعـــون لـــحــرفنا عـــن قــبــلـتـنـا
يُسَوِّقون دروس الشيوعية بــيــنـنـا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق