03‏/07‏/2019

قراءة في كتاب/ (سيرة الصحابي جابان الكُرديّ، وابنه التابعيّ ميمون - رضي الله عنهما – ورواياتهما) للباحث د. دحام إبراهيم الهسنياني


راجعه وقدّم له: الأستاذ الدكتور محسن عبد الحميد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى أهل بيته الطاهرين وصحابته المؤمنين المجاهدين.
أمّا بعد:
 فلم يكن غريباً أنْ يتّصل الكورد، الذين كانوا يعانون من اضطهاد الدولة الساسانية المجوسيّة الفارسية والدولة الرومانية المسيحية، بالنبيّ (صلى الله عليه وسلم)؛ الرسول الجديد الذي ظهر في مكة، ثم في يثرب (المدينة المنورة).
ذلك أنّ التجارة تلعب دائماً دوراً مهمّاً في الاتصال بين الشعوب. والظاهر الثابت في المصادر التاريخية أنّ فرداً بينها من الكورد ـــ الذين كانوا يزاولون التجارة بين كوردستان ومدن جنوب العراق، لا سيّما الحيرة ـــ قد سمع
برسول ظهر في مكة، ثم هاجر إلى يثرب، فدفعه حبّ الاطّلاع، والبحث عن الحقيقة، لسماع مبادئ الإسلام، إلى شدّ الرحال إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
إنّ منطق الأحداث يدلّ على أن الرجل الذي ورد اسمه في كتب الرجال بـ(جابان)، تشـرّف حال وصوله بلقاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واستمع إليه، وآمن بالإسلام، وصلّى وراءه (عليه الصلاة والسلام)، وعرفه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وأبقاه عنده عدّة أشهر، واطّلع على أخبار الكُورد.
وكانت هذه المدة كافية لكي يأخذ منه حقائق الإسلام، ثم يرسله إلى قومه لنشر الإسلام، كما فعل مع جمع من صحابته (رضوان الله تعالى عليهم)، حيث كان يرسلهم إلى أقوامهم لنشر الإسلام.
ولا شك أنه قبل خروجه من المدينة، وجّهه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توجيهاً سديداً في كيفيّة نشر دينه بين أبناء قومه، بحذر شديد.
والدليل على ذلك أن أخباره، بعد رجوعه إلى قومه، قد غابت واختفت تماماً، إلاّ أنّ ابنه (ميمون)، الذي استمر في اتّصاله التجاري مع البصـرة، قد نقل أخباره، وروى عنه بعض أحاديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وهي مرويّة عنه في كتب الحديث.
هذا الحدث العظيم، الذي نقل فيه الصحابي الجليل (رض) شعبه الكوردي - بإذن الله تعالى - من الشرك المجوسيّ إلى التوحيد الإسلاميّ، كان ينتظر باحثاً مدّققاً يميط اللثام عن بعض ما سجّله التاريخ الإسلامي من أخبار (جابان)، وابنه (ميمون) رضي الله عنهما.
فكان هذا الباحث هو الدكتور دحام إبراهيم الهسنياني، الذي حمل على عاتقه تلك المهمة الشريفة، فقام - من خلال هذا البحث القيّم - بتوضيح جوانب هذا التاريخ الأنور لهذا الصحابي الجليل (جابان)، وابنه التابعي الفاضل (ميمون)، من خلال دراسة شاملة عميقة، معتمداً على المصادر التاريخية والحديثية الأصيلة، التي تثبت أن دخول الشعب الكوردي إلى الإسلام كان دخولاً آمناً سالماً، من لدن أبنائه الذين أحبّوا عظمة هذا الدين الإنساني العادل، فنقلوا مبادئه الخالدة إلى أجيالهم التي أتت من بعدهم.
وقد حدث هذا بالنسبة لجميع الشعوب التي دخلت في الإسلام، لأنّ الجيش الإسلامي لم يفرض الإسلام عليها بالقوة والإجبار. والشعب الكوردي بدأ دخوله في هذا الدين الجديد قبل أن يصل الجيش الإسلامي إليه.
فجزى الله سبحانه أخانا الدكتور دحام الهسنياني، الذي قضـى ردحاً من الزمن في إعداد هذه الدراسة المفيدة والقيّمة.

هناك 3 تعليقات:

  1. هل يوجد pdf للكتاب ؟؟

    ردحذف
  2. هل يوجد نسخة الكترونية pdf

    ردحذف
  3. للتذكير الساسانيين أكراد وفارس إسم إقليم كُردي ! راجع : جرجي زيدان : تاريخ التمدن الإسلامي ، بلاد فارس .. وسلمان الفارس كُردي من رام هرمز حسب فتح الباري سلمان يقول أنا من رام هرمز ! ... تم توير تاريخ الأكراد حتى الغز هم طائفة من الأكراد وليس من الأتراك كما أشاعوا ... السلاجقة ، والغز ، والتورانيين والقدرية ، ... وسلاطين آل عثمان من أكراد خراسان من نسل أبو مسلم الخراساني كما في المصادر وخصوصا كانوا يتكلموا ويكتبون بالفارسية الخراسانية وكلمة تركمان فارسية تعني المستتركين كما قال الكشغري ... وقد نشرت أدلة كثيرة في فيسبوك ! مظفر

    ردحذف