تقرير: سرهد أحمد
دعا الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني،
الأستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين، الحزبين الحاكمين في إقليم كوردستان، إلى نبذ
خلافاتهما والاصطفاف مع بقية القوى السياسية الكوردية الأخرى، لمعالجة الأزمات
المستفلحة؛ لا سيما الضائقة المعيشية التي تمسك بتلابيب مواطني الإقليم، إثر
تداعيات جائحة كورونا، وانخفاض أسعار النفط، وتغوّل الفساد الإداري والسياسي.
وقال الأستاذ الأمين
العام: إنه "في وقت الذي لا زال فيه خطر جائحة كورونا قائماً، وتداعياتها
الاجتماعية والصحية مستمرة، ولم تتم معالجة الأوضاع الاقتصادية جذرياً، ولا وجود
لأي حلول لأزمة رواتب الموظفين وأقوات المواطنين؛، كما أن هناك غياباً للثقة؛ بين
المواطنين والسلطة، وبين القوى السياسية، وبين أحزاب السلطة نفسها، بالإضافة إلى
إشغال البرلمان الكوردستاني بأمور ثانوية، وإنهاكه بالصراعات الحزبية، وإبعاده عن
مسؤولياته الرئيسة. كل هذه الأزمات المستفحلة تجيء في وقت تتزايد فيه التهديدات
الخارجية، تزامناً مع ظهور داعش مجدداً، إلى جانب انخفاض أسعار النفط، واستمرار
المشاكل عالقة بين الإقليم وبغداد".
وتابع: "نأمل
أن نتعامل جميعنا - من منطلق المسؤولية، وبالتحلي بروح التسامح- مع الاختلافات
القائمة، وأن نصطف كلنا خدمة لقضيتنا القومية والوطنية. كما يتوجب على الأحزاب
المؤتلفة في الحكومة عدم تعقيد الأوضاع على نفسها، ونبذ عادة إطلاق الاتهامات
الجزاف، وعدم انتهاج العنف، كما عليها قبول مطالب المواطنين المحتجين بصدور رحبة،
والتجاوب معها بالسليقة والحكمة، وبذل الجهود لتحقيقها".
وأضاف: "إن
المسؤولية العامة تحتم على الحكومة إصدار قرارات جريئة، وعدم إيقاف مشروع الإصلاح
ومحاربة الفساد، وإفساح المجال أمام الأطراف الأخرى التي تختلف معها في التوجهات،
لأجل الوصول إلى معالجات، والتخفيف من تداعيات الأزمات".
وحذر الأستاذ الأمين
العام في ختام رسالته قائلاً: "إن التخندق وغياب الثقة لن يحققا أي أهداف، بل
يؤديان إلى استفحال الأزمات والمشاكل، وسيكون الجميع مسؤولاً أمام الله ثم الشعب
والوطن، ومسؤولاً تجاه مستقبل أجيالنا (كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ
عَنْ رَعِيَّتِهِ) وهذه وصية نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -".
منشور في مجلة الحوار | العدد 171 – 172 | صيف 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق