أهمية
التوحيد للإنسان في تصور العلامة سبحاني:
اهتم سبحاني اهتماماً بالغاً بمسائل التوحيد، التي خصّص لدراستها عشـرات الساعات من الدروس العلمية، محاولاً تبيين آثار التوحيد وانعكاساته على فكر المسلم وسلوكه، مؤكداً أن سعادة الإنسان في دنياه وعقباه مرهونة بتوحيد الله سبحانه. ويرى أن التوحيد هو الأصل في فطرة الإنسان، وأن الشـرك ما هو إلا انحراف عن الفطرة، وكان يعتقد أن التصورات الشّـركية والديانات الوثنية كان لها أصل توحيدي، ثم سرى الشـرك إلى أهلها بمرور الزمن، إثر انقطاعهم عن الهدي الإلهي، مفنّداً - بذلك- مزاعم الفلاسفة القدامى والمعاصـرين، الذين زعموا أن معرفة الله وتوحيده وهم علّق بالبشـر في زمن طفولته التاريخية، وراداًّ على نظرية التطور التاريخي"
([1]) الذي قال به بعض الفلاسفة الغربيّين المعاصرين، من أمثال الفيلسوف الوضعي (أوغست كانت)([2])، الذي زعم أن التديّن كان مرحلة معرفية للإنسان سبقت مرحلة الفلسفة والعلوم الوضعية.يقول - رحمه
الله- في ذلك: "فطر الله تعالى الإنسان- أي جعله في خلقه وبرئه وتصويره
وتسويته وتقديره وهدايته، بحيث يكون متهيئاً- أن يؤمن بالله تعالى خالقاً لكل شيء،
فاعلاً لكل فعل، ربّاً للسماوات والأرض وما بينهما، إلهاً لكل عابد مستعين، وأن لا يشرك به شيئاً في الخلق، أو
الفعل، أو الربوبية، أو الألوهية. ولكن الإنسان الظلوم الجهول دسّ نفسه
فيما كان مفطوراً على نقيضه، فأشرك بالله -سبحانه- ما لم ينزّل به سلطاناً، إلا
أنه لم يبلغ أن يشرك به في الذات، أو في الخالقية، أو في الربوبية، وإنما كان
إشراكه به في الفاعلية، وفي الألوهية"([3]).
حقيقة
التوحيد:
يبدأ العلامة
سبحاني - للوصول إلى فهم التوحيد وحقيقته- بمقدمة أساسية مهمة جدّاً، تختصـر في:
أن هناك نظريات عِدّة حول أصل الكون ومنشأ ما سمّوه الطبيعة، تبلورت في أسئلة مهمة
كانت تدور في ذهن الإنسان منذ خلقته. والأسئلة لم تكن تثار من قبل من وصلهم الهدي
الإلهي، ولكنها كانت تتكرر في فترات ابتعاد جماعات من الناس وانقطاعهم عن الوحي.
والأسئلة كانت تدور حول أصل الكون وحقيقته، مفادها: هل نحن في خيال ووهم، أم لنا
وللكون حولنا حقيقة؟ وإن كان هناك للكون حقيقة، فهل له خالق، أم جاء صدفة؟ وإن كان
له خالق، فهل في خلقه حكمة، أم خَلَقَه سُدى؟ وإن لم يخلقه سدى، فهل شـرع الخالق
للبشر من الدين ما ينجيهم من التيه؟ أم تركهم دون توجيه؟ ثم يؤكد سبحاني أن لكلتا
الحالتين مؤيدون وأتباع، ولكن أكثر الناس - في طول التاريخ- كانوا مع الصنف
المعتقد بوجود خالق عليم حكيم مقتدر. ثم استدل الشهيد بأن القرآن الكريم لم يسجل مجيء
رسول واحد من رسل الله - عليهم السلام - واجه أمة تنكر وجود الخالق، بل كان جميع
مواجهات الرسل والأنبياء مع أمم كانت تعتقد بوجود خالق قادر عليم، ولكن في فهمهم
للتوحيد غبش وإشكال.
من هنا يدخل
الشهيد في صلب موضوع التوحيد، موضحاً جوهر رسالة الأنبياء، حيث أتوا لتصحيح مفاهيم
الناس حول الاعتقاد بالله، بأنه ليس رباً خالقاً قادراً فقط، بل إنه إله آمر مطاع
مع ذلك. وبهذا الفهم فقط يتميز أتباع الأنبياء - عليهم السلام- عن غيرهم من الأمم
الجاهلة"([4]).
ويعتقد
سبحاني أن صنفين من الناس كان لهم الدور الأساسي في إضلال الناس: الحكام
المتضرّرون من دعوة الأنبياء، القاضية برجوع الناس إلى حاكمية الله. والقادة
الدينيّون الانتهازيون، ممن ادعّوا أنهم دعاة الدين وحماته زوراً وبهتاناً. فابتُلي نبي الله عيسى - عليه السلام-
بأمثال هؤلاء من أحبار اليهود، وابتلي رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم- أيضاً بهم،
وبالرهبان أيضاً، بل لقد تكررت الحالة في حقب تاريخية من العهود الإسلامية بعد
الخلافة الراشدة.
إذاً،
المسألة الأولية والأساسية للأنبياء في تاريخ الرسالة، والدعاة في تاريخ الدعوة
الدينية، تتمثل في التوحيد المقتضي للإيمان بأن الله وحده هو الآمر المستعان
المعبود، كما هو الخالق البارئ المصور. حيث لم يشك معظم الأمم في شطر الربوبية، بل
كان إشكالهم في فهم الألوهية.
إلا أن بعض
العلماء ينحون منحى آخر، معتقدين أن بعض المتأخرين ممن تأثروا بالفلسفة اليونانية
قد لبّس عليهم الشيطان في عقيدتهم، فظنّوا أن الفلاسفة القدماء- كما يقول ابن
الجوزي- "كانوا ينكرون الصانع، ويدفعون الشـرائع، ويعتقدونها نواميس
وحِيَلاً، فصدّقوا فيما حكي لهم عنهم، ورفضوا شعار الدين، وأهملوا الصلوات،
ولابسوا المحذورات، واستهانوا بحدود الشـرع، وخلعوا ربقة الإسلام"... "وما
قد حكي لهؤلاء الفلاسفة من جحد الصانع محال، فإن أكثر القوم يثبتون الصانع ولا
ينكرون النبوات، وإنما أهملوا النظر فيها، وشذّ منهم قليل فتبعوا الدهرية الذين
فسدت أفهامهم بالمرّة. وقد رأينا من المتفلسفة من أمتنا جماعة لم يكسبهم التفلسف
إلا التحيّر، فلا هم يعملون بمقتضاه، ولا بمقتضى الإسلام، بل فيهم من يصوم رمضان،
ويصلي، ثم يأخذ في الاعتراض على الخالق وعلى النبوات، ويتكلم في إنكار بعث
الأجساد"([5]).
وهذا أمر غريب، رغم أن ابن الجوزي يؤكد في نهاية مقاله هذا بأنه رأى بعضهم
وخاصموه.
الاستدلال
القرآني على التوحيد:
يعتمد الشهيد
سبحاني في عملية البحث والتحقيق – سيما في المسائل المتعلقة بالعقيدة والأحكام
الشـرعية- منهجية خاصة، تستند على جمع الآيات القرآنية، وجعلها مصدره الأول
والأساس؛ فيحاول جاهداً أن يثبّت المبادئ التي يصل إليها في البداية، من خلال
النصوص القرآنية ذات الدلالة القطعية، أو القواعد الكلية التي يمكن أن تُسْتَمدّ
من القرآن، إن لم يجد الآيات المحكمة ذات الدلالة التي لا تحتمل التأويل.
أما فيما
يتعلق بموضوع التوحيد، فلقد خصّ الشهيد أكثر من مائتي ساعة من دروسه، لشـرح
حقيقته، وما يتعلق به من المسائل، عدا ما أكد عليه في مقدمات جميع كتبه ودروسه
العلمية. وهو يرى أن التوحيد أخذ حيزاً كبيراً ووسيعاً من الآيات القرآنية
الكريمة، وأكد على أن للقرآن في الاستدلال للتوحيد، وشـرحه، منهجية خاصة، تتلخّص
فيما يلي:
ا- بداية
يستند الاستدلال القرآني لموضوع التوحيد على قوى النفس البشـرية، فيطلب الله
سبحانه من الإنسان المكلف المأمور أن يستعمل (قوة البصـر) - التي هي إحدى قوى
النفس البشرية الأساسية- لمطالعة آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، لكي يتعرف على
الله من خلال ما سماه القرآن بـ(عالم الشهادة).
ب- ثم يطلب من (قوة القلب) أو الفؤاد([6]) أن
تحصل على معلومات حول ما لا تتمكن قوة البصـر من الحصول عليه، والذي سماه القرآن
بـ(عالم الغيب).
ج- وبعد أن تكتمل صورة فهم التصور حول الله
والكون والحياة، يطلب القرآن من الإنسان أن يستعمل (السمع) لتلقي الهدي الإلهي
والأحكام من وحيه، لتنظيم شؤون حياته([7]).
هذا – باختصار-
ما توصّل إليه الشهيد من منهجية الاستدلال القرآني، وهو يقارن بين هذا المنهج
والمنهج الفلسفي، والمنطق اليوناني، اللذين يصفهما بالعقيم والمبهم والناقص،
منهجان لا ينسجمان مع طبيعة أغلب البشـر، وليس من ورائهما ثمر يذكر.
بين توحيد
الألوهية وتوحيد الربوبية:
كرر الشهيد
سبحاني في معظم دروسه المخصصة لمسائل العقيدة القول بأن ما أكّده القرآن الكريم في
مجال العقيدة هو شطر الألوهية، بل جعل من أدلة الربوبية التي كان يعتقدها
المشـركون - سواء أثناء التنزيل أو قبله- أدلة لحقّ الألوهية، التي وقع فيها
الشـرك، بتفصيل. فلقد ركزت دعوة الأنبياء - عليهم السلام- جميعاً على ذلك الجانب
الذي حصل فيه دوماً أنواع من الشـرك، بينما لم يحصل الشـرك طول التاريخ -حسب
البيان القرآني- في مجالين يتعلقان بالربوبية: مجال وجود الله سبحانه، فلم يسجل
القرآن تصوراً شـركياً يدعو إلى وجود ذات إلهية أخرى، ولا وجود خالق مع الله، لا
في عهد نزول القرآن، ولا قبله. وقد جاء في القرآن عشـرات الآيات لمعالجة مجالات -
تتعلق بجانب الألوهية- وقع فيها الشـرك بوضوح، سواء في الأمم السابقة، أو في عهد
نزول القرآن. فلقد حصل الاعتقاد بوجود آمر غير
الله سبحانه، سواء فيما يتعلق بالأمر التشـريعي الابتلائي، وذلك بتصور وجود
من يشـرّع من دون الله فيما لا يأذن به، أو
تصور جواز ذلك، أو فيما يتعلق بالأمر التسخيري، بتصور وجود التأثير الذاتي للأسباب والوسائط، واعتقاد أن الأفعال الحاصلة من
المخلوقات من ذاتها مباشـرة.
قال الشهيد
في هذا الصدد: "ما المخلوقات في الائتمار والاهتداء والصيرورة إلى الله، إلا
أسباب قد اتخذها الله سبحانه ليفعل بها ما يشاء من أفعال، (ولا ينافي هذا كون بعض
المخلوقات ذوي علم وإرادة)... فأمر الله لمخلوق من مخلوقاته - أياً كان- إرادة منه
- بالتسخير أو الابتلاء- أن يكون ذلك المخلوق سبباً لفعل من أفعاله، وتحرّك
المخلوق بأمر الله – تعالى-، تسبُّب منه لما أراد الله منه من فعل، ووقوع كل فعل
متوقف على إرادة من الله - تعالى- ووجود سبب (إلا في معجزات المرسلين - عليهم
صلوات الله وبركاته)"([8]).
وهذا ما حصل فيه الشـرك، بينما أثبت القرآن أن الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه، وأن
المخلوقات ليست إلا أسباباً تسـري من قبلها أفعال الله، بمعنى أنها وسائل لتحقيق
أفعاله تعالى..
ويستدل
الشهيد لذلك بآيات من القرآن تخاطب رسول الله، وصحبه الكرام - صلوات الله عليهم-..
يقول في ذلك: "في كتاب الله آيات بينات تسند الأفعال القائمة بالمخلوقات إلى
الله خالقها، آيات لا تتلى على من يعلم، إلا يوقن أنه لا يملك فعلاً وتأثيراً إلا
الله. وهذا خير مؤمن عامل للصالحات، اتباعاً لهدى القرآن، رسول الله - عليه صلوات
الله وبركاته-، وهؤلاء أصحابه السابقون الأولون؛ من المهاجرين والأنصار - عليهم
رضوان الله-، ينفي كتاب الله المبين عنهم الفاعليةَ في أفعال كانوا أسباب وقوعها،
قائلاً: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ
رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ}[الأنفال: ١٧]. وإذا كان هذا هو حالَ الأخيار
من أهل العلم والإرادة، فماذا عسى أن يكون شأن غيرهم من ذوي قوتي العلم والإرادة،
فضلاً عن غيرهم من المغلولين بأغلال التسخير؟! (وقد بيّن هذا المعنى كثير من
الآيات، منها قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ}[التكوير: ٢٩]"([9]).
بهذا يتبين أن المؤثر الحقيقي في الأشياء هو
الله، لا غيره، فالدواء للمريض –مثلاً- سبب للشفاء، ولكن الله وحده هو الشافي
والمؤثر في الدواء. إذاً، لا يمكن أن يكون للأسباب تأثير ذاتي.
أما فيما
يتعلق بالأمر الابتلائي – وهو الشطر الثاني من الألوهية- فإنه لا يمكن أن يأمر
الإنسان وينهاه -كما يقول سبحاني- إلا من هو قادر على جلب كل نفع له، ودفع كل ضـر
عنه، وهو مالك لأمره، يوجهه الوجهة التي لها قد خُلق، إليه مصيره، فيدينه بما يكسب
أو يكتسب. وهل لغير الله ذلك؟!
إذاً، لا شك
في أن الحكم أو الأمر الابتلائي ليس إلا من شأن الله، فكما أنه لا معين إلا هو،
فلا إله ولا آمر ولا مشرّع إلا هو، فلا مجال لهوى بشـري اتخذ إلهاً، قال الله
سبحانه: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ
إِلَٰهَهُ هواه}[الجاثية:٢٣]، ولا لحكم الجاهلية: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}[المائدة: ٥٠]،
ولا لأسماء معبودة: {مَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم
مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[يوسف:٤٠]، ولا لشركاء مشـرّعين: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَـرَعُوا
لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}[الشورى:٢١], ولا
لطواغيت متسلطين: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ([10])
وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ
ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء:٦٠]([11])،
ولذلك – ولتحقيق التوحيد كاملاً- "كتب الله على نفسه أن لا يدع ظرفاً متهيأً
إلا يبعث فيه نذيراً، يبيّن أن ليس ينفع الإنسان أن يكون مجتنباً الإشـراك بالله -
في الذات، وفي الخالقية، وفي الربوبية-، حتى يكون مجتنباً الإشـراك به في
الحاكمية، كاجتنابه ذلك في المعينية والفاعلية. قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل: ٣٦].
وقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا
بِهِ}[النساء:
٦٠]"([12]).
وهكذا يرى
سبحاني أن الحكمة الأساسية من بعث الأنبياء - عليهم السلام- مبيّنة في القرآن، وهي
الدعوة إلى توحيد الألوهية، كما يرى أن توحيد الربوبية - بمعرفة الله واعتقاد كونه
رحماناً رحيماً مالكاً- لا ينفع، حتى يكون مشفوعاً بتوحيد الألوهية في العبادة
والاستعانة، كما يتبين ذلك من خلال ما تضمنته آيات سورة الحمد، التي هي فاتحة
الكتاب.
الحكم بغير
ما أنزل الله ينافي توحيد الألوهية:
وبناء على ما
مرّ سابقاً من بيان أن الشـرك قد وقع – ويقع- في الشطر الثاني من الألوهية –
المتمثل في الأمر التشـريعي الابتلائي-، وذلك إما باتخاذ الهَوى إلهاً، أو بابتغاء
حكم الجاهلية، واعتقاد شـركاء مشـرّعين من دون الله، أو التسليم لطواغيت متسلطين،
أمر الله سبحانه أن يكُفر بهم. بناء على ذلك، يتحتم علينا إلقاء ضوء على الحكم
بغير ما أنزل الله، ومحله في هذا الأمر الخطير.
وهنا ينبغي
القول إن لسبحاني - في هذا الأمر- قول صـريح، فهو يرى "أن طاعة أمر من لا
يحكم بما أُنزل، مناقض للعبودية، لأن العبادة ليست إلا طاعة أمر آمر، أو دعاء
مستعان. بل يذهب أكثر من ذلك، فيرى أنه لا بد أن يتحاشى المؤمن أن يعتد بإيمان
وعمل من يقولون - بلسان المقال، أو بلسان الحال- للذين كرهوا ما نزّل الله:
سنطيعكم في بعض الأمر، ممن قد تبيّن لهم الهدى"([13]). وهو يرى
أن قسطاً كبيراً من الشـرك يقع في هذا الجانب من الألوهية، أي طاعة غير الله من
الحكام فيما لا يرضى به، لأن من أنزل نفسه منزل مشـرّع الأحكام، ودعا الناس إلى
امتثال أمره، فقد جعل نفسه إلهاً، وإن كان يؤمن بالله خالقاً، أو كان يصلي ويصوم
ويحج.
ورداًّ على
من يلتبس عليهم الأمر في هذا الموضوع، يقول سبحاني: "كأني بهؤلاء قد التبس
عليهم الأمر، فظنوا أن ليس الإيمان إلا علم اليقين، غافلين عن أن هذا لم يكن يفقده
أكابر الكافرين، فضلاً عن غيرهم. وهذا فرعون كان يعلم أنه ما أنزل الآيات البينات
التسع التي جاء موسى بها، إلا رب السماوات والأرض بصائرَ([14])،
وكان هو وقومه إذ جحدوا بتلك الآيات المبصـرة، ظلماً وعلوّاً، قد استيقنتها
أنفسهم. وهذا أبو لهب كان هو وقومه موقنين بأن الذي كان يدعوهم الرسول إليه هدى من
الله، ولكنهم كانوا يخافون عاقبة اتباع الهدى معه، قائلين: {وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ
أَرْضِنَا}[القصص:
٥٧]"([15])!
بدايات شـروع الشـرك، وأسبابه،
والمجالات التي وقع فيها الشـرك بالله:
ليس هناك
مصدر -كما يؤكد الشهيد سبحاني- كالقرآن الكريم، ينقل صور الشـرك وأسباب نشوئه،
فلقد تحدّث سبحاني في عشـرات الدروس أن أول انحراف في الدين حدث في مجال الشـرك
بالله، فلم يسجل القرآن موقفاً إلحادياً واحداً، ولم يتحدث عمن ينكر وجود الله
وخالقيته. يقول سبحاني: "أساس شـروع عبادة الأصنام بدأ بتصور خاطئ – بسبب
الجهل- وهو: أن الإنسان لا يتمكن – بسبب المعاصي والذنوب التي يرتكبها- أن يتصل
بالله، ويطلب منه ما يريد، وأن يستغيثه، ولذلك يحتاج إلى واسطة ووسيلة. وبما أن
الملائكة والصالحين هم أقرب الناس إلى الله، فلقد اختارتهم أمم في الأرض كوسطاء بينهم وبين الله.. وبسبب الانقطاع عن أولئك،
وابتعادهم عنهم زمنياً، بدأوا يفكرون بصنع تماثيل تذكارية لهم، تخليداً
لأسمائهم، وبمرور الأجيال شـرعوا يعبدونهم، ويجعلونهم وسطاء بينهم وبين الله
مباشرة..
هكذا بدأت
القصة. وإذا أتينا إلى عهد مشـركي العهد النبوي، رأينا أنهم كانوا يصلّون، فالقرآن
ينقل لنا صورة صلاتهم قائلاً:
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[الأنفال:٣٥]، وكانوا يحجّون ويلبّون قائلين: لبّيك
اللّهم لبّيك، لبّيك لا شـريك لك، إلا شـريكا
هو لك، تملكه وما ملك، ويقصدون به (هُبَلاً). وكذلك كانوا يعتمدون على النذور،
والقربان، وأمور أخرى، تثبت إيمانهم بالله"([16]).
ولقد نقلنا في مبحث سابق القول بأن (ودّاً
وسُواع ويَغوث ويَعوق ونَسـْراً) - التي ذكرها القرآن كأصنام كانت تعبد- إن هي إلا
أسماء رجال صالحين من قوم نوح -عليه السلام-، كما ورد في الصحاح"([17]).
ولعل من تمام
الفائدة القول بأن بعض المصادر التاريخية يسـرد قصصاً حول كيفية انتشار عبادة
الأصنام، ووقوع أمم من الناس في الشـرك، ولكنها لا تستند إلى وثائق تعطي ثقة تقترب
من التصديق. وقد ذكر ابن الجوزي (597 هـ/1200م) بعض تلك القصص، ومختصـرها أن بعض
أحفاد آدم وقعوا في شـرك الاستغاثة بقوم صالحين، هم: (ودّ وسُواع ويغوث ويعوق
ونسر)، فنحتوا في البداية لهم تماثيل، فكان الرجل منهم يأتي أحدهم فيعظّمه ويسعى
حوله، حتى ذهب القرن الأول. ثم جاء قرن آخر فعظّموهم أشدّ من القرن الأول. ثم جاء
القرن الثالث فقالوا: ما عظّم الأولون هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله عز
وجل، فعبدوهم، وعظّموا أمرهم، واشتدّ كفرهم. فبعث الله بعض الأنبياء عليهم السلام([18]).
ثم ذكر بتفصيل انتقال الشـرك إلى الجزيرة العربية، واتخاذ الأصنام الشهيرة، لا سيما
(مناة)، التي كانت العرب جميعاً تعظّمه، وكذلك الأوس والخزرج، و(اللات) التي كانت
بالطائف، و(العزّى) التي كانت بوادي النخلة الشافية. وكان لقريش أصنام في جوف
الكعبة وحولها، وأعظمها (هُبَل)، و(إِساف) و(نائلة) و(ذو الخلَصة) و(ذو الكنيف)،
وكان لأهل كل واد من مكة صنم يعبدونه في دارهم"([19]). ويسـرد بعد ذلك حكايات غريبة، ونماذج من كيفية عبادة
الأصنام في ربوع الجزيرة العربية.
أما حول المجالات التي وقع فيها الشـرك بالله
سبحانه، فلقد حدد سبحاني –بالاستناد على آيات القرآن، وبعد تفحّص حال الأمم
السالفة، من الناحية الفكرية والعقدية- ميادين ومجالاتٍ يمكن أن يقع فيها الشـرك
بالله، لا سيما إثر انقطاع فئات عديدة من الأمم عن الهدى الإلهي. وهي في نظره
–حصـراً- خمسة مجالات، هي:
1- الاعتقاد
بأن هناك ذاتاً أخرى غير الله سبحانه.
2- الاعتقاد
بأن هناك فاعلاً ومؤثراً آخر مع الله.
3- الاعتقاد
بوجود خالق آخر مع الله.
4- الاعتقاد
بوجود ربّ غير الله (بمعنى الرحمن الرحيم المالك).
5- الاعتقاد
بوجود إله آخر غيره (بمعنى المعبود المستعان).
هذا من ناحية تصوّر وقوع الشـرك، ولكن فيما
بيّنه القرآن يتضح أن الشـرك لم يقع في بعض الجوانب، فلم يرد فيه أن مشـركاً قال
بوجود خالق آخر، أو ربّ آخر. أما قول فرعون -كما ينقل عنه القرآن- [فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ
الْأَعْلَى] (النازعات: ٢٤)، فبمعنى الحاكمية، التي هي إحدى معاني الرب، لا بمعنى الخالق أو غيره، كما أوضحنا في المبحث الأول من هذا الفصل.
على كل حال،
يرى سبحاني أن الشـرك وقع طوال التاريخ في صورتين، تتعلقان بالفاعلية والألوهية.
كيف؟ يقول: "برز اعتقاد بأن الأسباب تؤثر ذاتياً، ولذا تصدّت الدعوة
التوحيدية للأمر، بالتأكيد على أن الفاعل الحقيقي لكل أمر هو الله. وهناك آيات
كُثُر، أكتفي باثنتين منها، الأولى: ما ورد حول غزوة بدر، في قوله تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ
اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ
[الأنفال: ١٧]، حيث نسب
القتل والرمي، اللذين قام بهما الرسول – صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام، إلى
الله تعالى، بل ينفي أن يكونوا هم من قام بالرمي والقتل من الأساس. يريد الله بهذا
أن يبين أن الرسول وصحبه هما السبب، ولكن الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه. علماً أن
كثيراً من العلماء يرون بأن الرميّة تلك كانت
من باب المعجزة، حيث خرق الله بها ما
اعتاده الناس من التأثير بالرمي.
والآية الثانية: قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ}[التكوير:٢٩]، التي وردت
بعبارات عديدة، حيث تسبق مشيئة الله مشيئة الإنسان.
وبهذا يتبين أن المؤثر الحقيقي هو الله سبحانه لا غيره، فالله تعالى أودع في الدواء القدرة على التأثير، أو سلب التأثير فيه، حسب
إرادته، ولكن الله هو الشافي والمؤثر في الدواء، إذ ليس للأسباب تأثيراً
ذاتياً.. وهكذا في جميع الأمور والأحوال.
أما الشـرك
في الألوهية، فهو ميدان المواجهة بين الأنبياء - عليهم السلام- وأممهم، فتصور
الإله هو أن يظن إنسان أن هناك من يجلب له نفعاً، أو يدفع عنه ضـراً، بالواسطة أو
مستقلاً، فيرغب إليه، فيدعوه ويستغيثه، لأنه يعتقد أن زمام أمره بيده، وهو تحت
سيطرته، فتحدث رهبة في داخله تجاهه، مما يجعله مطيعاً له ومنقاداً. ثم وقع شـرك في
الحاكمية، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا
لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}[الشورى: ٢١]([20]).
ويؤكد سبحاني
أن توحيد الله في المجالات المذكورة: (الفاعلية)
وشطري الألوهية: (المعبودية) و(المعينية)، من مقتضيات الإيمان بخالقية الله
وآمريته، حيث "إن أمر الله تعالى الابتلائي يقتضي أن يؤمن الإنسان
بالله (رباً) و(إلهاً)، وأن لا يتخذ من دونه سبحانه رباً ولا إلهاً، فيوقن أنه هو
الله، الرحمن الرحيم، المالك، الملك، المعبود، المطاع الأمر، المعين، وأن ليس بيد
غيره قدرة على جلب نفع، ولا قدرة على دفع ضـرّ، ولا مُلْكِ ولا مِلك، ولا أمر مطاع،
ولا إعانة([21]).
ثم يشـرح حال
المنحرفين عن جادة التوحيد في الفاعلية، قائلاً: "أما في الفاعلية فجرّه -
أَي الإنسانَ- قَصْـرُ النظر على الظواهر، إلى أن يظن أن التأثيرات الصادرة عن
المخلوقات ذاتية لها، وأنها هي الفاعلة للأفعال المتعلقة بها.. وجاء من الله الهدى
يبين له أن ليست المخلوقات إلا أسباباً، وأن ليس فاعلاً إلا الله سبحانه"([22]).
وأما في الألوهية، "فخرّ الإنسان من سماء إخلاص الدين لله في العبادة
والاستعانة، إلى اتخاذ من يشـرع له من الدين ما لم يأذَن به الله معبوداً، ودعاء
من لا يملك نفعاً ولا ضـراً، من خلق الله، معينا شفيعاً"([23]).
ومما ينبغي التنويه إليه هنا، أن سبحاني سلك مسلكاً متميزاً في استخراج
معانٍ توحيدية من مفردات ألفاظ سورة الحمد، بالاعتماد على كبرى مصادر اللغة
العربية وأمهاتها. يقول رحمه الله: "لفظة الربّ تطلق على معنى يتكون من مجموع
خمسة معان، يحقق كل واحد منها جزءاً من وحدة متكاملة هي: القادر على النفع،
والقادر على دفع الضـر، (ويُدَلّ عليهما بعبارة: الرحمن الرحيم، والمالك، والملِك)
والمطاع الأمر، والمعين. فإذا لم يكن مقتضٍ لتخصيص بعضها، أريد بها جميعها، وأما
إذا وجدت في الكلام قرينة على إرادة بعضها، فإنها يراد بها ذلك فقط. ولفظة (إله)
تطلق على ما يتكون من المعنيين الرابع والخامس، بشـرط إضافة ما يصدق ذلك عليه بالمعاني الثلاثة الأُوَل – في اعتقاد المطلق
لها- أو اتصافه بالوساطة عند المتصف بها - وهو نوع من الاتّصاف بها-
فالثلاثة الأول شروط لمعنى لفظة الإله، والأخيران شطران، بخلاف لفظة الرب، فإن نِسَب الخمسة إليها متساوية. هذا وقد اصطلح
العلماء على التعبير عن الثلاثة الأولى بالربوبية، وعلى الدلالة على
الأخيرين بالألوهية([24]).
وبعد أن يلقي الشهيد ضوءاً على حقيقة الشفاعة
وأنواعها، ومعنى التوسل وحكمه، وأنهما لا يتعارضان مع توحيد الألوهية، يأتي لبيان
الشـرك في شطر المعبودية من الألوهية، فيقول: "إن الحكم والأمر الابتلائي –
وهو الشطر الآخر من الألوهية- ليس إلا من شأن الله تعالى، كما أنه لا معين إلا هو،
فلا إله إلا الله.. وإذا كان الذي قد بعث الله الرسل –عليهم الصلوات والبركات-
للدعوة إليه توحيد الألوهية- وكان هذا التوحيد إنما يتحقق بالكفر بكل حكم وشرع من
دون الله، وبالتسليم إلى حكم الله وشـرعه- فإن من المناقض للعبودية طاعة أمر من لا
يحكم بما قد أنزل الله، وكيف لا؟ وما العبادة إلا طاعة أمر آمر، أو دعاء مستعان؟!([25]).
[1] نظرية التطوّر
التاريخي: نظرية تؤمن بأن عوامل مختلفة أدت إلى ترابط مجموعات بشـرية، سيطر بعضهم
على بعض، إما بالقوة البدنية، وإما بسبب قدرات فكرية، وفي كل الأحوال تحاول هذه
النظرية نفي الوحي والهداية الإلهية. انظر: موقع ويكبيديا، الموسوعة الحرة.
www.wikipedia-org.
[2] (أوغست كانت): (1798ـ
1857م)، يعرف لدى الغربيين بالأب المؤسّس لعلم الاجتماع المعاصر، فرنسي، أسس
الفلسفة الوضعية، وهو يرى أن المرحلة الأولى للفكر البشـري كانت مرحلة لاهوتية،
انتهت بالمرحلة (الميتافيزيقية)، ثم المرحلة الوضعية. انظر: المصدر السابق وموقع: الاجتماع
www
eitemay.com.
[3] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص: 21.
[4] انظر: ناصر سبحاني، درس
في توحيد الألوهية.
[5] ابن الجوزي، تلبيس
إبليس، ص: 61.
[6] يرى سبحاني أنهما اسمان لقوة واحدة، لكن كلا من
الاسمين يطلقان على تلك القوة،
نظراً للحالة الحاصلة لها.
[7] ناصر سبحاني، سلسلة
دروس العقيدة، الدرس الأول.
[8] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص: 16-17.
[9] ناصر سبحاني، الولاية
والإمامة، ص: 21.
[10] بيّن المفسـرون لكلمة
(الطاغوت) معانٍ، منها: الكاهن، والصنم، والساحر، والشيطان. والمعنى الأرجح الذي
يناسب سياق الآيات التي وردت فيها كلمة الطاغوت، هو الذي قاله الشيخ محمد رشيد
رضا: "الطاغوت من مادة الطغيان، وهو: كل ما تكون عبادته والإيمان به سبباً
للطغيان والخروج عن الحق؛ من مخلوق يُعْبَد، ورئيس يُقَلَّد، وهوى يُتّبع"
(محمد رشيد رضا، المنار، 5/157). ولقد أخذ بعضاً من المعنى مما قاله شيخ
المفسرين الإمام الطبري. قال في تفسير: يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى
الطَّاغُوتِ [النساء: ٦٠]، يعني: إلى من يعظمونه، ويصدرون عن قوله، ويرضون بحكمه
من دون حكم الله". (الطبري، جامع البيان، 4/152). ولقد أحسن وأجاد
الرازي لما قال: " الطاغوت: كل رأس في ضلال" (الرازي، مختار الصحاح،
ص 393).
[11] انظر: ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص 92.
[12] المصدر نفسه، ص 93.
[13] انظر: ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، 93.
[14] إشارة إلى قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ
هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي
لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} الإسراء:
١٠٢، ولو لم يكن موسى على يقين من أن فرعون
يرى المعجزات بصائر، لما كان يصـرح بذلك بكل هذا التأكيد.
[15] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، 101.
[16] ناصر سبحاني، دروس
حول معرفة الله، الدرس الخامس.
[17] ينظر مثلاً: البخاري، الجامع
الصحيح، كتاب الصلاة، باب 48، برقم:
427، وصحيح مسلم، كتاب المساجد، باب 3، برقم: 528.
[18] ابن الجوزي، تلبيس
إبليس، ص: 64.
[19] راجع: المصدر السابق،
صفحات: 65-68.
[20] انظر: ناصر سبحاني، المناظرة
العلمية، الدرس الخامس.
[21] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص: 18.
[22] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص: 21.
[23] المصدر نفسه، ص: 24.
[24] ناصر سبحاني، أسس
التصورات والقيم، ص: 18.
[25] المصدر نفسه، 93.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق