16‏/10‏/2010



استطلاع رأي حول عزم الحكومة العراقية تعويض أمريكيين تضرروا نفسيا من غزو العراق للكويت عام 1990




مراسل الحوار – الموصل



فجرت الحكومة العراقية (المنتهية ولايتها) قنبلة من الوزن الثقيل بموافقتها على تعويض أمريكيين تضرروا (نفسياً) جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990، متناسية بهذا القرار أمورا كثيرة لعل أولها كون هذه الحكومة ليست مؤهلة للموافقة على قرارات من هذا الحجم والنوع سوى أنها حكومة (تصريف أعمال) فقط، فمثل هذه القرارات المهمة والتي تتعلق بمستقبل البلد والشعب، يتم البت فيها من قبل البرلمان المنتخب والحكومة الجديدة، وثانيها أن هذه الحكومة (المنتهية)، تناست حال العراقيين وحجم معاناتهم اليومية بسبب الظروف التي سببها احتلال العراق من قبل الأمريكان أنفسهم الذين تريد الحكومة اليوم تعويضهم، ولعل القائمة تطول وتطول، ما حدا بالبعض للتعبير عن استيائهم من هذا القرار والتوقيت الذي جاء به.
مجلة الحوار استطلعت آراء شريحة من الجمهور العراقي في مدينة الموصل للتعرف على رأيهم بالموضوع.
-السيد محمد ابراهيم. (عسكري متقاعد).
ليس غريبا أن نرى هذا (الوفاء) من قبل مسؤولي الحكومة العراقية الحالية (لأمهم الحنون) أمريكا، كيف لا وهي التي حضنتهم سنين طوال، وأرضعتهم من الحقد والغل على العراقيين، وعلمتهم الحيل والتصنع والأكاذيب التي جعلت منهم أسيادا على رقاب العراقيين الشرفاء، بعد أن كانوا أذلاء أرقاء لدى أسيادهم الأمريكان، ولازالوا، وخير دليل ما نراه من الخنوع وقبول المهانة من المحتل.
وأريد أن أسأل الحكومة التي تدعي بأنها جاءت من أجل العراقيين، أين التعويض  لذوي الشهداء، وذوي المعتقلين. والذين فقدوا الغالي والنفيس في (ابي غريب وبوكا وكروبر)، إذا كان لدى أحد المسؤولين ذرة غيرة؟ فليجبني.
-السيد عزيز عز الدين. (كاسب).
أنا أقول بأن (خير الكلام ما قل ودل). فالمالكي يريد أن يحسن صورته لدى أمريكا على حساب الشعب العراقي منذ زمن، ولما رأى بأن ميول أمريكا توجهت لغيره، أراد بالمبلغ الضخم هذا أن يشتري عطف الإدارة الأمريكية لطماعه بالبقاء على كرسي الرئاسة.
-السيد مأمون الطائي. (نجار).أنا أرى في خطوة المالكي وحكومته أنهم يلعبون بمقدرات الشعب العراقي كما يلعبون بالورق، الواحدة تلو الأخرى من أجل الظفر بكعكة الرئاسة للمرة الثانية، ولكن، الثمن سيكون من جيوب العراقيين. كما وأريد أن أسأل الحكومة أليس العراقيون أحق بهذا المال من الأمريكان؟.
-السيد مهند الطائي. (فني كهرباء).
أنا موظف فيما يسمى (عقود إسناد أم الربيعين). ومنذ بداية العام الحالي لم تصرف لنا الحكومة رواتبنا المستحقة، ونحن مازلنا مستمرين على العمل ولم ننقطع عنه بالرغم من كل المشاكل المادية التي تواجهنا، فيا رئيس الوزراء، أليس صرف رواتب الموظفين أولى بالمبلغ من جيوب أسيادك الأمريكان؟، ثم من قال بأن هؤلاء قد تضرروا بالشكل الذي يدعو الحكومة العراقية لتعويضهم على هذا النحو؟، وإن يكن ؟ أليس الشعب العراقي هو أكبر المتضررين من السياسات الرعناء للحكام السابقين، والجدد على حد سواء؟
-السيد محمد أبو آمنة (حلاق).شعب العراق يعاني ما لا يعانيه شعب في العالم لديه ما لدى العراق من خيرات وثروات، فسوء الخدمات والفساد الإداري والمالي الذي جعل من العراق يتربع على عرش الدول الأكثر فسادا على مستوى العالم من الناحية المادية والإدارية، لذا فمن المعقول أن يكون جانب من جوانب الفساد المالي والإداري أن يتم تبذير أموال العراق بهذه الطريقة الرخيصة.وأنا أرى أن تصرف هذه الأموال في مجالات إصلاح وتطوير البنية التحتية التي عانت على مدى سنوات من الإهمال والتخريب.
-السيد محمد الدباغ (ميكانيكي سيارات).
أرجو من الله العظيم أن يأخذ حقي وحقوق العراقيين جميعا من هؤلاء الذين في الحكومة الذين ما تركوا للعراقيين شيئاً من خيرات البلد، فمن سرقات ما شهد لها تاريخ العراق والعالم مثيلا، لتمتلئ بنوك أوربا وأمريكا بأرصدة (علي بابا القرن الحادي والعشرين)، إلى تبرعات لبناء حسينيات ضخمة في قم الإيرانية، وأخيرا وليس آخراً ما جرى هذه المرة من تبذير أموال العراق بهذه المهزلة الرخيصة.
-السيد محمد ذنون ( صاحب مخبز).
العالم كله شعوبا وحكومات، الكل يعمل من أجل التطور وتقديم أفضل ما لديه كي يرتقي لأننا نعيش في عصر جعل من العالم كله أشبه بالقرية الصغيرة، ففي هذا العالم المتسارع الحركة، يعيش العراق من دون كهرباء مستقرة، وحتى لا نظلم وزارة الكهرباء والحق يقال فإن الوزارة قد تقدمت بوعود للشعب العراقي منذ سنين بأن تصلح حال الكهرباء (والكذاب يروح للنار)،. أنا هنا أريد أن أسأل السيد رئيس الوزراء: دولة جنوب أفريقيا التي نالت الحرية منذ عقدين من الزمن، نظمت بطولة كأس العالم وكانت مثالا للدول النامية والتي تريد اللحاق بالعالم المتقدم، والعراق الذي كان قبلة العالم العربي في الثقافة والأدب والعلوم منذ أن نال استقلاله من الاستعمار البريطاني قبل عقود، ماذا قدمتم له أنتم منذ أن أعدتموه للاحتلال من جديد؟.
-السيد فارس النعيمي. (حداد)
بالأمس تبرع نظام صدام حسين لزنوج أمريكا من أموال العراقيين، وقبل أيام كان النظام الإيراني يطالب العراق بتعويض إيران عن سنين الحرب الثمانية، واليوم يتقدم نوري المالكي لتعويض ضحايا (التأثر النفسي) من الأمريكيين بـ(400) مليون دولار، فلا أرى لهذا المجال من مقال سوى المثل الشعبي العراقي (الجمل لو طاح كثرت سكاكينه).
-السيد محمد أحمد(كاسب). أتساءل، ألهذا الحد أصبح دم العراقيين وأموالهم رخيصة؟.
وإلا، كيف يمكن تفسير التصرف الغير مسؤول من قبل الحكومة العراقية التي يجدر بها أن تكون هي المسؤولة عن حماية أموال الشعب والدفاع عن ممتلكاته في وجه كل معتد أثيم.
أقول للمالكي (والأربعين .......) معه، أين مفردات الحصة التموينية التي أنقذت ماء وجه الكثير من العراقيين فصانتهم من مد يد الاستجداء لفترة حرجة من تاريخ العراق وأقصد بها فترة الحصار الظالم الذي تعرض له الشعب العراقي، بحيث أننا بدأنا نحس بقيمة كل غرام من تلك المواد التي كانت تصلنا (كاملة) من قبل (النظام المقبور) كما يحلو للبعض من سياسيي اليوم تسميته؟. أين الكهرباء؟ أين الماء؟ أين الخدمات العامة؟ أين الوظائف؟ أين وأين فكثيرة هي النواحي التي يجدر بالحكومة التفكير بها قبل أن تفكر بتعويض الكذابين من الأمريكان وغيرهم، ذلك إن كان في جبين أحدهم ذرة من غيرة على العراق وأهله.
-السيد عمار النعيمي (مدرس).
لله درك ياعراق، فالحكام الذين رزئت بهم استكثروا عليك وعلى شعبك طيب الحياة. فقاموا بتبذير أموالك وثرواتك و(التبرع) بها لشعوب الغير.وياليت هذه الأموال كانت ستصير في النهاية لمن يستحقها مثل متضرري الفيضانات في باكستان أو متضرري المجاعة في الصومال وغيرهم كثير، لكن أن تذهب لمن قتل العراقيين بدم بارد في الفلوجة وديالى والنجف والموصل بل في العراق بشكل عام، فلا وألف لا، وليذهب إلى الجحيم كل من يفعل ذلك.
- السيد عبد الرزاق الهلالي(ضابط في الجيش العراقي المنحل).
منذ أن دخل الاحتلال الأمريكي إلى بلدنا الطاهر ودخل معه أعوانه الذين كان البعض منهم يبيع (السبح والخواتم وخرز الحظ) في شوارع سوريا وغيرها، دخلوا ليصبحوا أسيادا بفضل المحتل، وجاء اليوم الذي عليهم أن يقدموا فيه الثمن، ثمن انتشالهم من مزابل دول المهجر ليدخلوا مزابل التاريخ. فأنا والكثير من ضباط الجيش العراقي البطل مازلنا إلى هذا اليوم لم نستلم حقوقنا سوى (دفعات الطوارئ) التي لاتكاد تسد الرمق.  ونحن كسائر العراقيين نقول للحكومة، أليس (جحا أولى بلحم ثوره) كما يقول المثل العراقي؟ ونقول لهم، من الذي سيعوض العراقيين عن كل ما تعرضوا له من انتهاكات لحقوق الإنسان التي لم يشهد لها العالم مثيل، والتي يندى لها جبين البشرية خجلاً؟.انا على يقين بأن كلامي هذا وكلام غيري لن يحرك شعرة من شوارب أي مسؤول في الحكومة العراقية الحالية، لأنهم وكما قال الشاعر،
(أسمعت لو ناديت حياً      ولكن لا حياة لمن تنادي).
أسئلة كثيرة، وحيرة كبيرة علت وجوه كل من حاورته وتجاذبت معه أطراف الحديث في سبيل الإعداد لهذا الموضوع.فالكل يسأل عن السبب والتوقيت وأهمية (التأثير النفسي) مقارنة بما هو حال العراقيين من الشمال إلى الجنوب من انتهاكات من المحتل ومن قبل القوات الأمنية العراقية في بعض الأحيان. من حرمان من أبسط صور العيش الكريم. من شحة الكهرباء والماء. من حرمان من مفردات الحصة التموينية. من غلق الشوارع والمناطق السكنية بوجه المواطن الذي أصبح يفكر بالانتحار كل يوم وكل وقت.كل ذلك وأكثر بكثير ما يعانيه المواطن العراقي يوميا، من جراء الاحتلال البغيض، والحكومة وبكل سخرية وبرود أعصاب تريد تعويض المتضررين(نفسيا) منذ عشرين سنة.جاء دوري أنا الآن لأسأل حكومة المالكي وبكل أدب ولن أتجاوز على مقامهم الكريم كما فعل البعض من ضيوفي.
. من سيعوض اليتيم الذي فقد والده؟ وعدد الأيتام في عموم العراق قرابة المليون بسبب جرائم المحتل والأعمال التخريبية والعنف الطائفي المقيت.
. من سيعوض الأرملة التي فقد عمود دارها وشريك حياتها؟.
. من سيعوض الثكلى التي فقدت فلذة كبدها؟.
. من سيعوض الحرة الطاهرة التي فقدت أغلى ما لديها في سجون المحتل وأذنابه(والحكومة دام ظلها تفهم قصدي).من سيعوض هؤلاء جميعاً؟؟.
هذا كله، ناهيك أيتها الحكومة الموقرة عن التذكير بواجباتك، من توفير الخدمات والعيش الكريم للمواطن العراقي الذي لا يستحق منك إلا كل تقدير، لأنه وببساطة سبب وجودكم أيها المسؤولون، على كراسي الحكم.
وأخيرا أقول (الحر تكفيه الإشارة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق