يُحكى أن إحدى القرى السورية، كانت قد استأجرت راعياً يرعى الغنم لأبنائها، وفي مساء أحد الأيام سمع أهل القرية صوت الراعي وهو يستغيث بهم لينقذوا أغنامهم من ذئب هجم عليها، فخرج أهل القرية عن بكرة أبيهم لنجدة الراعي والغنم، ولكنهم فوجئوا بالغنم ترعى، والراعي يضحك عليهم، قائلاً: أردت أن أختبركم وأمزح معكم، فوبّخوه، وأخذوا منه عهداً أن لا يكرر ذلك مرّة أخرى ....!!!
ومضت الأيام؛ وفي مساء أحد الأيام سمع أهل القرية نفس الاستغاثة من الراعي، فظن قسم من الناس أنه يكذب كما في المرّة السابقة، ولكن البعض الآخر خاف على غنمه، وقال: لعلّه يكون صادقاً هذه المرة، فخرج نصف أهل القرية لنجدة الراعي، فوجدوه يضحك كما في المرّة السابقة، فوبّخوه، وضربوه، وأخذوا عليه العهود والمواثيق أن لا يكرر ذلك أبداً وإلا عزلوه وعيّنوا آخر بدلاً عنه...
وفي المرّة الثالثة أغارت الذئاب المفترسة على الراعي فعلاً، فنادى الراعي على أهل القرية حتى بحّ صوته لينقذوه، ولكن أحداً لم يصدّق دعواه في هذه المرّة، وكانت النتيجة أن مزّقته الذئاب وافترست أغنامه..!!!
تذكّرت هذه القصّة وأنا أسمع لوعود رأس النظام الأسدي الكذاب، ابتداءً من خطاب القسم، وعبر إحدى عشرة سنة من الكذب المتواصل، مروراً بخطابه أمام مجلس التهريج في الثلاثين من الشهر الماضي، وانتهاءً بآخر خطاب أمام مجلس العبيد الأخير المسمى مجلس الوزراء، فقلت في نفسي: من يصدّق هؤلاء الدجّالين الكذّابين ...!!!؟.
لقد ثقبوا آذاننا عبر ما يقارب نصف قرن من حكمهم الظالم بالوعود الكاذبة، حتى صار الكذب منهجاً لهم، وجزءاً لا يتجزأ من سلوكهم فمن يصدّق اليوم وعودهم .!؟.
إن شعبنا السوري وصل إلى درجة القرف والاشمئزاز والتقيؤ عندما بات يسمع لهم ولإعلامهم الصفيق البائس، ولا خيار أمام هذا الشعب الثائر بعد اليوم غير إسقاط هذه العصابة الظالمة، واقتلاعها من جذورها، وفتح صفحة بيضاء جديدة ناصعة في تاريخ سورية الحديث، يكون عنوانها: الحريّة والعزّة والكرامة، في ظل دولة مدنية ديمقراطية، تكون ملكاً لكل أبنائها الكرام بلا استثناء أو إقصاء؛ وإنها لثورة سلمية حضارية مستمرة حتى تحقيق هذه الأهداف الناجزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق