د. أحمد جارالله ياسين
يـــــــــــا رب
أعترفُ بأنِّي أذنبتُ كثيراً
حين وَهَبْتَني وطناً من بترول
فأحرقتُه.. وكنتُ عجولاً..
وَوهبْتَني ماءً
فاندَلقَ كلُّه.. على أرصفةِ الغُرباء
وكنتُ جهولاً..
وَوهَبْتَني نَخيلاً
فَمَشَّطْتُ ضفائرَه بالشَّظايا..
وَوهبْتَني أجْملَ شجرةٍ للتُّفاح
لكنِّي عَشِقْتُ الهبوطَ إلى قصبِ المُستنقعات..
ووهَبْتَني أُمهاتٍ رقيقاتٍ
فَكسرتُ قلوبَهُنَّ بحجرِ الحروب..
لكنِّي أسرفتُ بتجارةِ اللافتاتِ السُّودِ
فقط..
وَوهبْتَني ساقينِ جميلتين
لكنِّي لم أفكِّر بالهرولةِ إليك
إلا الآن
وأنا أجلسُ فوقَ ركامٍ من الرماد والدخان
يُسمُّونَهُ (الخراب)..
وإنْ كُنتَ - سُبحانك -
علَّمْتَني
قبلَ الملائكة
أنَّ اسمَهُ
(وطنٌ !)
لكنِّي نَسيت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق