نظّم المركز الأول لـ(الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، في
مدينة السليمانية، يوم (18/12/2015) ندوة، سلطت الضوء على المتغيرات الإقليمية والدولية
المتسارعة، وموقع إقليم كوردستان منها.
الندوة شارك فيها مجموعة من الأكاديميين والسياسيين، بمحاضرات
قيمة، استعرضت التفاعلات السياسية على الساحة الدولية، في ظل صراع المصالح، ومناطق
النفوذ، لعدة دول لها تأثير في النظام العالمي الحالي.
وحضر الندوة، التي عقدت على قاعة المركز الأول، لفيف من الشخصيات
السياسية، والحزبية، والمهتمين بالشأن السياسي الدولي.
واستهلت الندوة بمحاضرة للأكاديمي والأستاذ الجامعي (الدكتور
أنور محمد)، أشار فيها إلى سعي مجموعة دول لحيازة الزعامة السياسية في المنطقة، من
خلال إيجاد جغرافية سياسية إقليمية لنفوذها (جيوبولتيك).
وأشار الدكتور (أنور
محمد) إلى دول إقليمية بعينها (تركيا، السعودية)، تعمل على هذا المسار، تنافس بذلك
دولاً مثل إيران وإسرائيل.
من جانبه، قدّم الأكاديمي الدكتور (زانا رؤوف) محاضرة، ألقى
خلالها الضوء على توسيع (روسيا) نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، عبر تدخلها المباشر
في الأزمة السورية.
وبيّن الدكتور (زانا رؤوف) ضرورة تعامل إقليم كوردستان مع
المعادلات السياسية في المنطقة، بالتعويل على مجموعة معطيات داخلية، يحافظ بها على
توازن علاقاته الخارجية.
وألقت الباحثة والسياسية (صبرية غفار) محاضرة في الندوة،
أشارت فيها إلى حجم الضرر الذي لحق باقليم كوردستان، جراء ظهور (داعش) على مسرح الأحداث
الإقليمية والدولية، مبيّنة أهمية الاستفادة القصوى من الدعم الدولي، لحسم المعركة
نهائياً لصالحه، واستئناف عملية التنمية الشاملة.
وأوضحت (صبرية غفار) بأن جهات دولية هي من صنعت (داعش)، لتصفية
حسابات سياسية، وإعادة تشكيل خارطة المنطقة من جديد، لكن سرعان ما انقلب هذا التنظيم
على صانعيه.
واستعرض الباحث والمفكر (أبو بكر علي) أبعاد المتغيرات المحيطة
بكوردستان، منوّهاً إلى أن ما يحدث هو من إفرزات تقسيم الوطن الكوردي في (معاهدة لوزان)
المشؤومة، مطلع القرن الماضي.
واستدرك بالقول: الاختلاط والتشابك العميق للأنظمة مع الدولة،
يحول دون انهيار الأنظمة بمعزل عن الدولة، فترى الدولة تنهار بمجرد انهيار النظام السياسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق