رئيس التحرير
لا
تزال منطقتنا الإسلامية والعربية تفور وتغلي بالأحداث، والصراعات، التي تودي بحياة
الملايين، قتلاً وتشريداً وتدميراً.. ولا يزال الإنسان في هذه المنطقة، لا يصبح ولا
يمسي إلا على وقع الكوارث، والحروب، والثورات.. هل هي سنة الحياة، أم هو القدر، أم
هي المؤامرات الخارجية، على إنسان هذه البقعة من الأرض، وثرواتها، أم أن الأمر كله
لا يعدو أن يكون جهلاً بسنن الكون والحياة؟!
نحن
الذين ندّعي أننا نحمل دين الهداية الكبرى إلى البشرية، وأن لدينا العلاج لمشاكله،
وأدوائه.. ترى لماذا لا نستطيع حل مشاكلنا، وخلافاتنا، وعجزنا، وتخلفنا؟!.. وهل ما
نعيشه عجز وتخلف، أم هو عين الرقي والازدهار؟!..
ثمة
صراع بين الحضارات (الثقافات) لا ريب فيه.. قد يبلغ أحياناً حد القتل، والتدمير التام..
ولم تهدأ
هذه الصراعات يوماً، على مدى التاريخ البشري.. ولم نزل نشهد آثار
ذلك في كل مكان من عالمنا اليوم..
إن
الاختلافات بين الحضارات، وإنسانها، لم تزل قائمة منذ فجر التاريخ، ومن ثمّ فالصراع
بينها كان أمراً معروفاً، وبدهياً، ولم يزل ماضياً، مُذ ذاك، وسيبقى إلى ما شاء الله..
فما هو وجه العجب في كل ذلك؟! ولماذا نحن في ذيل قائمة الحضارات، نلقي اللوم على الآخرين،
ونعزو عيوبنا، وتخلّفنا، إلى (أقدار) يصنعها، ويحيك خيوطها، (أعداء) لنا، أو خصوم؟!!
هل
هي (القابلية للاستعمار)، إذاً - تلك التي شخّصها (بن نبـي)؟! ولكن من أين أتت تلك
(القابلية)؟.. هل هي في (التراث)، الذي يتحكّم في حياتنا؟.. أم أنها زرعت فينا، من
خارجنا، تخطيطاً، ومكراً؟!.. أم هي (دورة حضارية)، لا بد من اجتيازها، وتجرّع مرارتها،
ومنغّصاتها؟!.. وهل هذه (الدورات) فرض لازب، أم أنها ثمرة حركة الإنسان، وجهده؟!
لا شك أن (الإنسان) نفسه هو مركز كل (تغيير)، ومبدؤه..
وكل حديث عن النهضة والتخلف، يتغافل ، أو يرجئ (الاستثمار) في (الإنسان)، هو حرث في
بحر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق