د. يحيى عمر ريشاوي
? مع أن الرقم (2020) كان رقماً جميلاً وبراقاً، واحتفل به العالم أيما احتفال، وتفنن الجميع في عرضه وإبرازه، وذلك ليلة توديعهم لعام (2019)، إلا أنه وبالعكس من شكله الجذاب، فقد كان عاماً مليئاً بالآلام والأحداث المحزنة، عاماً للوباء الصحي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي في العالم أجمع.
فمنذ بدايات هذا العام عشنا شهوراً من آلام المرض، وفقدان الأحبة، وفوضى القرارات المتناقضة للدول والحكومات، والتخبط الواضح في التعامل مع المرض، وتجسد الضعف الإنساني في كيفية الوصول إلى علاج هذا الوباء الغريب والمستعصـي، إضافة الى أكاذيب الوصول إلى علاج سحري للداء، هنا وهناك! والأنباء المنتشرة حول دور بعض الدول والمنظمات والأشخاص في انتشار هذا الفيروس، والأرباح الفاحشة لبعض شركات الأدوية من وراء ذلك، وغيرها، وغيرها.
عام (2020) كان عاماً كشفت السياسة فيه عن وجهها القبيح،
وكيف تحولت العملية السياسية من عملية راقية هدفها خدمة البشرية، إلى لعبة قذرة
بيد أصحاب المصالح وذوي النفوذ في العالم، كما تجسد في تعامل الإدارة الروسية،
ومعظم المنظمات الدولية، مع القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، وكذلك في أروقة
السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية تعاطي (دونالد ترامب) مع القضايا
المختلفة، والمتعلقة بوباء كورونا، والعلاقات مع الدول الأخرى، وتعامله المتعصب مع
السود، وأخيراً في العملية الانتخابية ومنافسته لـ(بايدن)، إلى حد السب والشتم
وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات!
والاقتصاد العالمي لم يكن حظه بأحسن من الواقع الصحي
والسياسي: تدهور في أسعار النفط لم يشهده العالم من قبل، وازدياد غنى الأغنياء
وفقر الفقراء في العالم أجمع، واستمرار موجات الهجرة من الدول (المفقَّرة
والمجوَّعة!) إلى الدول الغنية والمهيمنة على اقتصاد العالم وخيراته، وكذلك ظهور فوضى
العملات الإلكترونية، والصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، الذي تمثل في السيطرة
على فضاء الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى حد عودة الرقابة والاحتكار
الإعلامي وغيرها.
إضافة إلى هذا وذاك، فإن العالم في عام (2020) قد شهد
بروز حالة من التعصب في التعامل مع المسلمين في أوروبا، جراء العمليات الإرهابية
في بعض دولها، وكان عراب هذا التعامل المنحاز الرئيس الفرنسي (ماكرون)، الذي خلط
الحابل بالنابل، وأطلق تعميمات ليس على المسلمين فقط، بل على الدين الإسلامي!
الأمر الذي خلق حالة من الاحتقان الديني بين المؤسسات الرسمية في فرنسا، وبين
الجالية المسلمة هناك، والدول الأوروبية الأخرى.
باختصار لم يكن عام (2020) عام فأل حسن، وعايش معظمنا فيه
القلق والألم والحزن، عسـى ولعلنا نشهد في (2021) ما يسر ويرجع إلى النفس شيئاً من
الطمأنينة وراحة البال.. عسـى ولعلّ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق