د. عمر عبد العزيز
من ضمن المسائل الفكرية التي تطرق لها العلامة ناصر سبحاني مسألة الولاية والكرامة، التي أخذت حيزاً واسعاً في منظومة التصورات الدينية. ولقد عالجها الأستاذ بأريحيته المعروفة، معتمداً على التحليل اللغوي، ثم على التأصيل القرآني.
الولي والولاية في اللغة والاصطلاح، وأنواع
الولاية:
وقبل التطرق إلى صلب الموضوع لا بد من الرجوع إلى الأصل اللغوي للولي والولاية ومشتقاتها:
أصل الوليّ فعيل من الوَلْي بمعنى: القرب والدنوّ، يقال: تباعد بعد ولْي([1]). والولْي:
المطر الذي يلي الوسميّ([2]). والوِلاية
والوَلاية - كالدِّلالة والدَّلالة - بمعنى: تولّي الأمر. فالوليّ والمولى كل منهما يقال في معنى الفاعل: أي الموالي، وفي معنى
المفعول: أي الموالى([3]). والوِلاية: النصـرة أيضاً([4]). وقال ابن
الأثير في (النهاية): "قد تختلف مصادر
هذه الأسماء، فالوَلاية ـ بالفتح ـ في النسب والنصرة والمعتق، والوِلاية - بالكسر
- في الإمارة"([5])، ومن هنا
يأتي الولّي بمعنى: القريب، والمحبّ، والصديق،
والنصير([6])، وكل منها يتضمن معنى القرب والدنوّ. والولاء:
"أن يحصل شيئان فصاعداً، حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما. ويستعار ذلك للقرب
من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث
الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد"([7]).
وللشهيد سبحاني تحقيق لغوي دقيق لمشتقات الولاية، فيقول: "مادة (و، ل،
ي) للدلالة على تِباعة شيء لشـيء، من غير فصل بشيء آخر. يقال للمطر الذي ينزل بعد
الوسميّ - وهو أول مطر ينزل بالربيع -([8]) وَلْي.
وواضح أن هذه التِباعة مستلزمة لوجود صلة قرب بينهما. ولأن نوعية الصلة بين شيء
وشيء آخر تابعة للجهتين المترابطتين منهما، قد تكون صلة القرب التي يستعمل فيها
مادة (و، ل، ي) صلة قرب مكانية، وقد تكون نَسَبِيَّة ودينية
واعتقادية، وصلة صداقة ونصـرة، وغير ذلك. وتستعمل لفظة (الولي)، الدالة على
الاتصاف بمعنى المادة، للدلالة على المطر الذي ينزل بعد الوسمي، والمحبّ والحبيب
والصديق والنصير والجار والحليف والتابع والمهر والمتولي القائم بالأمر، وغير ذلك. وكذلك لفظة (المولى)، الدالة
بصيغته على المكان الذي يقع فيه الولْي، الصادقة على كل ما يتعلق به المعنى
المذكور؛ من المحب والحبيب وغير ذلك"([9]).
الوليّ والولاية في الاصطلاح القرآني:
وردت كلمة
(الولي) حوالي (45) مرة في القرآن الكريم، معظمها كاسم من أسماء الله الحسنى،
بمعنى النصير، والمنعم، والقائم على الأمر، وغير ذلك. وبعض من كلمات (الولي)
الواردة في القرآن، جاءت في سياقات عامة على معانيها المقصودة في اللغة العربية،
كقوله تعالى: {وَدُّوا
لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلَا تَتَّخِذُوا
مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتّٰى يُهَاجِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا
فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ
وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} النساء/٨٩. وقوله
سبحانه: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن
لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}الإسراء/١١١، وقوله:
{مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن
تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} الكهف/١٧،
وغيرها.
أما كلمة (الأولياء) بصيغة الجمع، فلقد
وردت (42) مرة في القرآن، كذلك بالمعاني نفسها، كقوله تعالى: {وَمَا
لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الأنفال/ ٣٤، وقوله:
{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ...} آل عمران/ 2٨، وقوله:
{نَحنُ أَولِيَآؤُكُم فِي ٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَفِي ٱلأٓخِرَةِ} فصلت/٣١، وقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}التوبة/٧١. وغيرها.
أما كلمة (الوِلاية) - بكسـر الواو - فلم
ترد في القرآن الكريم، ولكن (الوَلاية) - بفتح الواو -، قد وردت في موقعين، في
الآية (72) من (سورة الأنفال)، قال تعالى - في سياق تصنيف الموالاة بين المؤمنين
المهاجرين منهم وغير المهاجرين -: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا
مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ..} الأنفال/٧٢. وفي
الآية (44) من (سورة الكهف) - في سياق قصة رجلين جعل الله
لأحدهما جنتين، ثم أحيط بثمره دون فئة ينصـرونه، وعقب الله على القصة بقوله: {هُنَالِكَ ٱلوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلحَقِّ هُوَ خَير ثَوَابا
وَخَيرٌ عُقبا} الكهف/٤٤، ولقد أكد المفسرون أن الوَلاية
في الآتيين بمعنى النصرة"([10]).
ولقد
أكد القرآن، بصورة لا تبقي شكاً، أن الأولياء هم المؤمنون المتقون ليس غير. ويكفي لإثبات ذلك دليلاً من القرآن الكريم، قوله
سبحانه - في سياق تصوير نوع علاقة عباده بربهم:
{أَلَآ إِنَّ أَولِيَآءَ ٱللَّهِ لَا
خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ. ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون}يونس/٦٢-٦٣. قال الشوكاني: "أولياء الله
هم خلّص المؤمنين، كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته. وقد
فسّـَر سبحانه هؤلاء الأولياء بقوله: {ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون} أي: يؤمنون بما يجب الإيمان به،
ويتقون ما يجب اتقاؤه من معاصي الله"([11]).
إذاً، لم يرد في
القرآن ما يشير إلى أن الوليّ هو شخص غير عاديّ، تظهر على يديه الخوارق والكرامات
وجوباً، ويتميز عن غيره من المؤمنين المتقين، كما يتبادر إلى ذهن كثير من الناس،
بمعنى أن تكون له ولاية خاصة، إلى حد أن يستعان به لقضاء الحوائج. قال العلامة
محمد رشيد رضا: "إن القرآن حجة على كل من أسند ولاية الله الخاصة إلى غيره،
وإن كان يُنسَبُ إلى الإسلام. وقد أوغل بعض متخذي الأولياء في دعاء أوليائهم
ومطالبتهم، بما لا يطلب إلا من الله تعالى، حتى صار في المنتسبين إلى العلم منهم
من يقول ويكتب: أن فلاناً الولي يُميت ويُحيي، ويُسعِد ويُشقي، ويُفقِر ويُغني!
فعليك - أيها المؤمن - بهدي القرآن، ولا يغرّنك تأويل أولياء الشيطان"([12]).
الولاية بين
الله والمؤمنين، وما بينه سبحانه وبين الكافرين:
أكدنا مراراً، في
المباحث السالفة، أن العلامة ناصر سبحاني ذكر أن أساس التصورات والقيم الدينية:
العلم بأن الله تعالى له الخلق والأمر، وأن هذه الحقيقة تمثل صورة صلة الله الخالق
الآمر بعبده المخلوق المأمور. ولقد شـرح، في
مواطن كثيرة من بحوثه ودروسه، أن أحد طرفي تلك الصلة أفعال من الله؛ هي الخلق،
والبرء، والتصوير، والتسوية، والتقدير، والهداية التسخيرية، مع أمر ابتلائي
أحياناً، أو بدونه أحياناً أخر. وأن طرفها الثاني هو مخلوق بمادة معلومة القدر
والكمية، وصورة معيّنة الكيفية، وقوة مشتملة على العلم والإرادة، أو خالية منهما،
وحركة تسخيرية، وصيرورة إلى مصير مقدر، مع حركة اختيارية موافقة للهداية
التشـريعية، أو مخالفة لها، أو بدون حركة اختيارية"([13]).
ومن هذا المنطلق، وضّح كيفية تحقق صلة الولاية
بين الله سبحانه وعباده، فقال: ".. من قام بما ذكر - أي حقق من جانب نفسه الإيمان
والتقوى([14])-
تحقق له من عند الله - بأمر تسخيري، وسنة ربّانية -
البشـرى بالحياة الطيبة في الدنيا، والمغفرة والجنة والرضوان في الآخرة، أي قامت
بينه وبين الله صلة الولاية، فكان لله وليّاً، وكان الله له وليّاً. قال تعالى: {أَلَآ إِنَّ أَولِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ. ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ. لَهُمُ ٱلبُشرَىٰ فِي ٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَفِي ٱلأٓخِرَةِ لَا
تَبدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلفَوزُ ٱلعَظِيمُ} يونس/٦٢ـ٦٤. وقد
بينت هذه الآيات ما ذكرنا من أن ولاية الله عامة لكل من آمن واتقى، وأن انتفاء
الولاية انتفاء للإيمان والتقوى... فكل من آمن واتقى فهو لله ولي، والله له ولي، ومن لم يكن لله ولياً، ولم يكن الله له
ولياً، فإنه من غير أهل الإيمان والتقوى"([15]).
ولقد أكد سبحاني في شرحه لاسم الله (الوليّ)،
في سلسلة دروسه في شرح الأسماء الحسنى: "أن الله ولي المؤمنين، فهو الخالق،
ومطاع الأمر، والمستعان. والإنسان هو مخلوق الله، المطيع لأمره، والمستعين به.
وبمعنى آخر، فإن الله متصل بخلقه من خلال مظاهر رحمته وملكه، والإنسان متنعم بها،
ومتلقّ لها.. ". ثم أكّد: "أن النقطة المهمة في هذا الأمر هي أن المعيار
المقبول الوحيد لهذه الصلة والعلاقة: الإيمان والتقوى
من قبل الإنسان"([16]). ولقد أكدت آيات كثيرة - بعبارات
متنوعة - على أن الله وليُّ ومولىً للمؤمنين، فقال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}البقرة/٢٥٧،
وقال: {وَاعْتَصمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ
النَّصِيرُ}الحج/٧٨، وقال: {وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ
نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الأنفال/٤٠، وقال:
{لَهُم دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِم وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ
يَعمَلُونَ}الأنعام/
١٢٧، وقال:
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَولَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلكَٰفِرِينَ لَا
مَولَىٰ لَهُم} محمد/١١،
وقال: {وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلمُتَّقِينَ}
الجاثية/١٩. وغيرها من الآيات. ولكن
ولاية الله لعباده المؤمنين هي ولاية العون والنصـرة والقرب، مع
الولاية بمعنى الرب ومالك الأمر. أَما ولاية الله لغير المؤمنين، فهي متحققة
أيضاً، ولكن بمعنى كونه ربّهم ومالك أمرهم، لا بالمعنى الأول، معنى النصـرة
والعون. ولقد نبّه العلامة الزمخشري لهذه النقطة، فقال ـ بحق الله سبحانه ـ بأنه
"مولى الذين كفروا، بمعنى وليهم وناصرهم. فإن قلت: قوله تعالى: {وَرُدُّوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِ مَولَىٰهُمُ ٱلحَقِّ}يونس/٣٠، مناقض لهذه الآية، قلت: لا تناقض
بينهما، لأن الله مولى عباده جميعاً، على معنى: أنه ربهم ومالك أمرهم. وأما على
معنى الناصر، فهو مولى المؤمنين خاصة"([17]).
وذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هذا الربط بين التقوى والكرامة، فلقد سئل رسول الله: أي الناس أكرم؟ قال: {إِنَّ
أَكرَمَكُم عِندَ ٱللَّهِ أَتقَىٰكُم}الحجرات/١٣. وروى ابن كثير بسنده عن ابن عباس
(رضي الله عنه) موقوفاً: (من سرّه أن يكون أكرم الناس، فليتق الله)"([18]).
ومن
الغريب أن كبار المفسـرين القدامى لم يقفوا عند الآيات التي ذكر فيها موضوع الولي
والولاية، إلا على تفسير بعض الكلمات، وذكر
معاني بعض الألفاظ، أو ذكر أسباب النزول، التي لا يستند معظمها على روايات صحيحة.
فشيخ المفسـرين الطبري - مثلاً
- لم يشـر في تفسير قوله سبحانه وتعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..}البقرة/٢٥٧، إلى شيء من
المفاهيم التي طرحها العلامة سبحاني،
إلا أنه فسـّر (الولي) بالنصير والظهير، ونقل عن التابعين وغيرهم أن المراد
بالظلمات - في الآية -
الضلالة، أو الكفر، وأن المراد بالنور - فيها - الهدى، أو الإيمان.. وهكذا فعل
غيره من كبار المفسرين"([19]).
إلا أن العلامة الكبير الشيخ محمد رشيد رضا -
وهو من المعاصرين - أشار في تفسير الآية أعلاه إلى بعض ما ذكره الشهيد سبحاني،
فذكر الفرق بين ولاية الله للمؤمنين، وولايتهم له، وولاية بعضهم لبعض، مؤكداً على
أن الجاهلين لا يميزون بين الولايتين، فيجعلون لبعض المؤمنين من الولاية ما هو لله
تعالى وحده، وذلك شـرك في التوحيد خفيّ عند الجاهل، جليّ عند العارف، على حد
تعبيره. كما يشير في تفسيرها إلى الآيات الأخرى التي تثبت ولاية الله وحده للمؤمنين،
والتي يفيد بعض منها الحصر، كقوله سبحانه:
{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ
النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا
تُنْصَـرُونَ}هود/١١٣. كما ذكر ولاية الشيطان والطاغوت للكافرين، وولايتهم لهما، وولاية الكافرين بعضهم لبعض. ثم شـرح
بعض ما ذكره، فقال - مثلاً - : "كونه تعالى هو الوليّ وحده، فالمراد به
أنه هو المتولي لأمور العباد، بما خلق لهم من المنافع، ومن الأعضاء والقوى والسنن والأسباب.. وهذه هي الولايات العامة
المطلقة. وأما ولايته للمؤمنين خاصة، فهي عبارة عن عنايته بهم، وإلهامه
وتوفيقه إياهم. وأما ولايتهم له تعالى، فقد عبّر عنها بالإيمان والتقوى. وأما
ولاية المؤمنين بعضهم لبعض، فهي عبارة عن تعاونهم وتناصرهم في الأمور المشتركة، مع استقامتهم على الأعمال الصالحة"([20]).
ولكن للشهيد سبحاني
أقوال قيّمة وتفاصيل أخرى، فيما يتعلّق ببعض تلك المفاهيم سأشير إليها في الفقرات
التالية.
ولاية المؤمنين فيما بينهم:
ومن أصل الولاية بين الله وعباده المؤمنين، استنتج سبحاني
بأن "تعلق المؤمنين بآمر بالأمر الابتلائي واحد، واشتراكهم في ولاية ربّ
واحد، مستلزم لترابطٍ وقيام صلةِ قربٍ بينهم. ثم إن الشـريعة التي قد جاءتهم
من وليّهم، تجعل لكل منهم على الآخرين حقوقاً، وعليه لهم واجبات. وهذا الأمر
مستلزم - كذلك - لقيام صلةِ قربٍ بينهم، فيكون كل منهم للآخرين وليّاً ومولىَ، وهم
له أولياء وموالٍ"([21]).
واستدل لذلك بآيات صـريحة قطعيات
الدلالة، منها قوله تعالى: {وَٱلمُؤمِنُونَ
وَٱلمُؤمِنَٰتُ بَعضُهُم أَولِيَآءُ بَعض} التوبة/٧١، وقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا...}المائدة / ٥٥، وقال بحق
المهاجرين والأنصار: {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصـَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} الأنفال/٧٢. ومن هنا ينفي الشهيد سبحاني - كغيره من كبار العلماء
المحققين - وجود منزلة خاصة لأحد يبلغها غيره عدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فالولاية - كما تبين - لا تتحقق إلا بالإيمان والتقوى، وهما صفة المؤمنين جميعاً،
ولا علاقة لهذا البحث بموضوع كرامة الأولياء، ولا يريد الشهيد بهذا الرد على مكانة
الأولياء وكراماتهم، فإن له حول ذلك كلاماً علمياً دقيقاً، سنرجع إليه في المبحث
الآتي المخصص للموضوع.
الولي وكرامة الأولياء في فكر العلامة
سبحاني:
قلنا إن أصل الولّي من الولْي بمعنى القرب والدّنوّ، فيكون معنى الولي -
بهذا الاعتبار - القريب، ثم استعير للمحب والنصير
والصديق وولي الأمر.. إلخ. وقلنا
كذلك أن سبحاني قام بتحقيق لغوي علمي دقيق للكلمة، حيث أوضح أن مادة (ولي) تدل على تِباعة شيء لشـيء دون فصل بينهما، وتلك
التباعة مستلزمة لوجود صلة قرب بينهما، وتلك الصلة قد تكون مكانية، أو
نَسَبِيّة، أو دينية، أو صداقة، أو غير ذلك([22]).
كما تبين فيما مضى أن الولي في القرآن هو كل
مؤمن متّق ليس غير، وأن الأولياء هم المؤمنون المتقون،
قال تعالى: {أَلَآ إِنَّ أَولِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم
يَحزَنُونَ. ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} يونس/62- 63.
وتبين كذلك أن الأولياء ليسوا فئة متميزة، بمعنى أن لهم ولاية خاصة، وأنه تظهر على
أيديهم الكرامات والخوارق؛ كسباً وبحثاً. ولكن تبقى هنا - في هذا الإطار المتصل -
أسئلة ملحّة، وهي: ما الكرامة التي شاعت بين الناس بأنها تظهر على أيدي الأولياء؟
وكيف تتميز عن غيرها من الأمور الخارقة للعادة؟ وهل هي كسبية يسعى للوصول إليها من
يسمون الأولياء؟ أو هي إكرام إلهي ينعم الله به على عباده المتقين، دون أن يسعوا لها؟
هذه الأسئلة وغيرها، سنجيب عنها ضمن التحقيقات
العلمية المتميزة التي قام بها العلامة سبحاني في مباحثه حول الولي والولاية والكرامة، مع مقارنة بعض ما قالـه مع ما قاله
غيره من العلماء.
الكرامة في اللغة والاصطلاح:
1- أصل الكرامة من الكَرَم، وهو ضد اللُّؤم([23]). وهو وصف
"إذا وصف الله به تعالى، فهو اسم لإحسانه وإنعامه الظاهر. قال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل/٤٠.
وإذا وصف به الإنسان، فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة
التي تظهر منه. وكل شيء شَـرُفَ في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى: {فَأَنْبَتْنَا
فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} لقمان/ ١٠. والإكرام والتكريم: أن يوصل إلى
الإنسان نفعاً لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما
يوصل إليه شيئاً كريماً، أي شريفاً"([24]). أما الكرامة،
فهي اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة.
2 - أما حول استعمال الكرامة كمصطلح يطلق على أمر خارق للعادة،
فلقد حدث له ما حدث بحق المصطلحات الأخرى الواردة في القرآن، كمصطلحات: الوليّ
والأولياء والولاية، وغيرها من الألفاظ التي نقلت إلى معان جديدة - عمداً أو جهلا
- واستبعادها عن مدلولاتها اللغوية، وما تعنيه في لغة القرآن. ولا ننسـى أن هذه
الظاهرة ليست جديدة، بل لقد ابتليت أجيال من المسلمين بها، حتى إن كثيراً من
المحققين يرون أن " كثيراً من المفسّـرين يفسـرون كلمات القرآن بالاصطلاحات
التي حدثت في الملة بعد القرون الثلاثة الأولى"([25])،
ثم يمثلون لذلك بلفظ (الولي) و(الأولياء). فمعنى الأولياء في القرآن: أنصار دينه
من أهل الإيمان والتقوى، ولكنهم قد اصطلحوا بعد ذلك على أن الأولياء صنف من الناس
تظهر على أيديهم الخوارق، ويتصرفون في الكون بما وراء الأسباب. وهذا معنى لم يعرفه
الصحابة([26]).
وها هو صاحبنا - ناصر سبحاني - قد عبّر عن هذه
النكتة بعبارة أخرى فقال: "إن هذه الألفاظ (يقصد الولي والأولياء والكرامة)
قد أصبحت في هذا الزمان - كدهور خلت - تُستعمل في معانٍ، لا يخفى على ذي لبّ بريء
من العصبية كونها أجنبية عن كتاب الله، فإن الأولياء - بزعم الناس - جمع من
المؤمنين يُعدّون بالأصابع، ولهم صفات مميزة، إن تسأل أولئك عنهم تجدهم عاجزين عن
تبيينها"([27]).
وأكد على الأمر نفسه في شـرحه لبعض أسماء الله الحسنى، كاسمي (الولي) و (الوالي)،
فأشار إلى أن مصطلح (الولي) من المصطلحات العظيمة في القرآن، التي حدث بحقها ظلم
كبير، حيث لا يعني الولي في القرآن أكثر من أنه اسم من أسماء الله المنعم على
عباده بالكرم، من جانب. كما أنه أطلق على المؤمن التقيّ، بدلالة قوله تعالى:
{أَلَآ إِنَّ أَولِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ.
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}يونس/٦٢ـ ٦٣. بينما استقر في أذهان بعض المسلمين أن الأولياء
أشخاص مرموزون بخصوصيات وخصال مبهمة، وأن الولاية - التي لا تعني إلا التقرب
إلى الله بالإيمان والتقوى - أصبحت حرفة لدى
بعضهم. فمثلاً يُقال: إن فلاناً كانت له يد طولى في الولاية، دون تبيين
ماهية الولاية، ومفهومها، ومدلولها. ولا يقصدون بذلك إلا صدور أمور خارقة للعادات،
فمن صدر منه قدر أكبر من الخوارق، كانت مرتبته في الولاية أعلى"([28]).
3ـ يبقى القول: إن علماء السلف قد تحدثوا عن موضوع الكرامة
والولاية، وأكدوا أن أهل السنة يصدّقون بالكرامة كأمر خارق يظهره الله على يد
عباده من المؤمنين المتقين، ولم ينكر أحد من الفرق الإسلامية ذلك، إلا بعض من
يسمون بفلاسفة الإسلام، وبعض المعتزلة، محتجين بأن إثبات الكرامة يوجب اشتباه
الولي بالنبيّ، وهو زعم باطل، وقول واهٍ، كما هو بيّن. علماً أن من المعتزلة من
أنكر معجزات الأنبياء، فكيف بالكرامات، كالنّظّامية المنسوبة إلى أبي إسحق
النظّام؟([29])
معنى الكرامة لدى العلامة سبحاني:
لا شك أن صلاح المؤمن ليس مقروناً بظهور
الخوارق والأمور الغريبة على يديه، لأنه قد تظهر لأهل الفسق والمعاصي - بل لأهل
الكفر والخارجين عن الملة - بعض أعمال الشعوذة
والسحر، من باب الاستدراج. ولهذا ثبت في الواقع أن الكرامة لا تأتي لمن
يبحث عنها ويهواها، أو يباهي بها - إن وقعت له - بل إن همّ المؤمن التقيّ هو رضوان
الله سبحانه، والتزوّد للآخرة، والحرص على أجر يوم الدين. حتى أن بعض العلماء
يرون: "أن صاحب الكرامة لا يستأنس بها، بل إن بدر منه شيء خارق، أصبح خوفه من الله أشد وأقوى، خوفاً من أن يقع في
الاستدراج"([30]). ولقد أكد
القرآن الكريم أن الله سبحانه يستدرج المكذبين بآيات الله
من حيث لا يعلمون، فتنة وامتحاناً. قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ
بِـَٔايَٰتِنَا سَنَستَدرِجُهُم مِّن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ} الأعراف/١٨٢.
ولقد ثبت في السنة
الحديث عن بعض الكرامات، مثل: قصة عابد بني إسرائيل الشهير بجريج العابد([31])،
لما اتهم بالزنا، فتكلم صبي رضيع ببراءته. وكوجود فاكهة العنب عند الصحابي خبيب،
حين أسرته قريش وحبسته([32])،
كما ورد في (صحيح البخاري). ولكي يتمكن المؤمن من التفريق بين الكرامة وغيرها - من
الأمور الخارقة، التي قد تكون من إبليس والشياطين وخِدَعهم - حقق الشهيد في كثير
من دروسه في الأمر، بدءاً بتعريف الكرامة،
ومفهومها الحقيقي، ثم بذكر علاماتها الفارقة، وخصائص أصحابها، مؤكداً على
أن الكرامة ليست إلا نعمة من الله، يكرم بها عباده المتقين، قد تكون مغايرة بعض الشـيء عن النعم الأخرى، التي يتفضل
بها على عامة الناس. وموضحاً أن أصل خرق العادة مظهر من مظاهر الكرامة عند
الله، وليس هي الكرامة بعينها.
ولقد عرف
الشهيد ناصر الكرامة بالمعنى القرآني بأنها: "تكريم من الله سبحانه لعبد من
عباده، بسبب إيمانه وعمله الصالح، إلى حدّ قد يقع على يديه أمر خارق للعادة".
وبهذا يفرق الشهيد بين الكرامة وبين بعض الأعمال الخارقة، قائلاً: "إذن،
الإيمان والعمل الصالح هما الفارق بين الكرامة للمؤمنين وغيرها من أعمال السحر
والشعوذة، التي قد تحدث على أيدي بعض الناس من غير المؤمنين، أو من غير المؤمنين
المتقين"([33]). ثم استنبط
من قوله تعالى:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
الحجرات/١٣، أن الكرامة - وهي كون العبد
كريماً عند الله - أمر يعرف بالتقوى، فمن كان متقياً، فهو كريم عند الله،
وكل المؤمنين متقون، فكل المؤمنين كرماء عند الله، فأشدهم إيماناً واتقاءً، أكرمهم عنده، وأكرمهم عنده أتقاهم. ومن لم
يكن ذا كرامة عنده، فليس بمؤمن.
وحول أثر تلك
الكرامة على عبد من العباد، يرى سبحاني أن تبوّء تلك المنزلة - عن طريق الإيمان والتقوى - تمهد لصاحبها نيل بعض النّعم، قد تكون
مغايرة لنعم غيره، ولكن - في الغالب - لا يمكن نيلها إلا عن طريق الأخذ
بالأسباب.
ثم يعلن عن إيمانه بالكرامة - أي ببعض الأمور
الخارقة الخارجة عن الأسباب بوضوح - فيقول: "وقد يقع أن تحصل نعمة ظاهرة أو
باطنة في الدنيا، من غير أخذ بسبب من الأسباب، وبصورة خارقة للعادة، لبعض أولياء
الله المؤمنين المتقين. يقول تعالى في شأن مريم الصديقة: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا
قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ} آل عمران/٣٧.. فالخارق للعادة مظهر من مظاهر الكرامة عند الله، وليس هو
الكرامة، كيف والكرامة - كما قلنا - لازمة للإيمان، عامة لكل المؤمنين، والخارق
للعادة لا يحصل إلا لقليل من المؤمنين؟ وتبيّن لك بهذا (أي بكون الخارق لا يحصل
إلا لقليل من المؤمنين) - مع أن الولاية عامة لهم جميعاً - بطلان اعتقاد أن حصول
الخارق قريب من اللازم لكون العبد وليّاً لله"([34]).
ولم يُخْفِ سبحاني أن لكل أمر خارق للعادة سبباً خفيّاً، يمكن الحصول عليه والأخذ به في تحقيق
مسَبَّبه. ولذا، فإن كان الأمر حاصلاً دون الاكتساب والأخذ بالسبب الخفيّ،
عُدّ ذلك الأمر من مظاهر الكرامة، وإلا لم يدلّ إلا على كون صاحبه متمكناً من
الأخذ بسببه الخفيّ. ولقد جعل من ذلك ضابطة مهمة لمعرفة الكرامة بالأولياء، وليس
معرفة الأولياء بالكرامة، بمعنى أنه لا يعرف الأولياء بالخوارق، بل كون صاحبها
ولياً، هو الذي يثبت كون الأمر الخارق كرامة"([35]).
[1] الرازي، مختار الصحاح، مادة ولي، ص: 736. والفيروز آبادي، القاموس
المحيط، مادة ولي، ص: 173.
[2] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص: 887.
والفراهيدي، العين، ص: 1068.
[3] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص: 885.
[4] الرازي، مختار الصحاح، ص: 736. والفراء، معاني القرآن،
1/418.
[5] ابن الأثير، مجد الدين، محمد الجزري (ت: 606هـ/1209م)، النهاية
في غريب الحديث والأثر، تحقيق: على ابن حسن الجزري، الرياض، دار ابن الحلبي،
ط5، 1430هـ/ 2009م، ص990.
[6] الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص: 1732.
[7] الراغب الأصفهاني، مفردات القرآن، ص: 885.
[8] يقول الرازي: "الوسمي مطر الربيع الأول، لأنه يسم الأرض
بالنبات، نُسب إلى الوسم". الرازي، مختار الصحاح، ص: 721.
[9] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 28.
[10]
ينظر: ابن الجوزي، زاد
المسير، ص: (563) وغيره في تفسير الآية. وهناك قراءة شاذة لحمزة، بكسر
واو الوِلاية في الآيتين، لم يعتدّ بها جمهور أصحاب القراءات. (ينظر: المصدر نفسه
ص: (563).
[11] الشوكاني، فتح القدير، ص: 632.
[12] محمد رشيد رضا، تفسير المنار، 3/45.
[13] ينظر لتفاصيل هذا الموضوع: ناصر سبحاني، أسس التصورات والقيم،
ص: 1318.
[14]
لقد فسّر سبحاني بدقة معنى الإيمان والتقوى فقال: "الإيمان: جَعْلُكَ الله
سبحانه يأمن التكذيب والتولّي، بتصديقه والاعتراف به،
وبما جاء من عنده. وذلك بالعلم بحقانية ما له، والتسليم لذلك. والتقوى: اتقاء خلاف
ما يستلزمه العلم بالحق، والتسليم له، أي: اتقاء خلاف مقتضى الإيمان. (ناصر سبحاني،
الولاية والإمامة، ص: 28، الحاشية).
[15] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 28-29.
[16] ناصر سبحاني، دروس حول أسماء الله الحسنى، معنى اسم الله
(الولي). وانظر: نظرة حول المفردات والمفاهيم القرآنية، للشهيد سبحاني، ص:
64.
[17] الزمخشري، الكشاف، ص: 1019.
[18] ابن كثير، تفسير القرآن الحكيم، سورة الأحزاب في تفسير
الآية (71). والأثر ورد في: الزهد، لأحمد بن حنبل، رقم الحديث (47)، ومكارم الأخلاق
لابن أبي الدينا، رقم الحديث (5).
[19] راجعت لتفسير هذه الآية ـ كمثال لما قلته ـ تفاسير جامع البيان
للطبري، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وزاد المسير لابن الجوزي، والكشاف
للزمخشري، وفتح القدير للشوكاني، فلم يشيروا إلى موضوع الولاية وأهميتها،
وغير ذلك من المفاهيم التي أشار إليها صاحبنا سبحاني.
[20] محمد رشيد رضا، تفسير القرآن الحكيم، الشهير بتفسير
المنار، 3/44.
[21] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، مؤسسة برهم، السليمانية،
ص: 32.
[22] ينظر: ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 28.
[23] ينظر: الفيروز آبادي، قاموس المحيط، 1489. والرازي، مختار
الصحاح، 586.
[24] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، 707.
[25] محمد رشيد رضا، تفسير المنار، 1/22.
[26] المصدر نفسه، 1/22.
[27] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 57.
[28] ينظر: ناصر سبحاني، دروس حول أسماء الله الحسنى، الدرس
السابع.
[29] النظامية: فرقة من المعتزلة تنتسب إلى أبي إسحق، إبراهيم، بن
يسار، المعروف بالنظام، توفي ما بين (221 و223هـ). ينظر: البغدادي، الفرق بين
الفرق، ص: 93.
[30] ينظر: فخرالدين الرازي، التفسير الكبير، 5/692.
[31] ينظر: صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب (48)،
برقم (3436).
[32] هو خبيب، بن عدي، الأنصاري، صحابي، مدني، أسـرته قريش لما حاول
الالتحاق برسول الله.
[33] ناصر سبحاني، نظرة حول المفردات والمفاهيم القرآنية، ص:
22.
[34] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 57-58.
[35] ينظر لتفصيل ذلك، المصدر نفسه، ص: 58-59.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق