01‏/03‏/2015

معركة بلاط الشهداء (تور ــ بواتييه) نظرة جديدة*

وليام واتسن**
تعريب***: د. ناصر عبد الرزاق الملا جاسم
مدير وحدة الدراسات الاستشراقية كلية الآداب - جامعة الموصل
المقدمة:
مكانة المعركة في الكتابة التاريخية الغربية
احتلت معركة بلاط الشهداء (تور - بواتييه) لأمد طويل من الزمن مكانة مهمّة في الكتابة التاريخية الغربية، فقد كتب المذيل الكارولنجي في القرن الثامن أو التاسع الميلادي على تاريخ فريديجر: لقد حقق شارل مارتل النصر الشهير على الغزاة المسلمين لمملكة الفرانك بمعونة المسيح(1). ومضى المؤلفون من رجال الكنيسة طوال ثمانية قرون يؤكدون الطبيعة الإعجازية لانتصار شارل(2). وفي بداية القرن الثامن عشر، تلقّف المؤلفون العلمانيون عملية المبالغة بأهميّة المعركة، فقد كتب (إدوارد جيبون)، على سبيل المثال، في 1776 قائلاً:
إن خطّ النصر قد امتدّ لألف ميل من صخرة جبل طارق إلى شاطئ اللوار، وإن قطع مسافة مساوية كان سيحمل المسلمين إلى حدود بولندا ومرتفعات اسكوتلندا؛ إن الراين ليس أكثر صعوبة من النيل أو الفرات، والأسطول العربي لربّما كان أبحر بدون معركة بحرية إلى مصب 
التايمز. ولربما كان تفسير القرآن الآن يعلّم في مدارس أكسفورد، وتلاميذها قد يتظاهرون لتلقين الناس قداسة وحقيقة الوحي المحمديّ(3). 
وبالطريقة نفسِها، كتب السيد والسيدة (كيزو دي ويت) في 1869:
كان كفاحاً بين الشرق والغرب، الجنوب والشمال، آسيا وأوروبا، الإنجيل والقرآن؛ ونحن نقول الآن، وفق نظرة عامّة وشاملة  للأحداث وللشعوب والعصور، إن حضارة العالم تتوقّف على نتيجته(4).
إلا أن (ايرنست ميرسيه) كان أوّل من قدّم التقييم الموضوعي للمعركة في مقالة نشرها في 1878، وحاول (ليون ليفليان) و(تشارلز سامران)، ولكن دون أن يحالفهما النجاح، تحديد مكان المعركة في بحث نشراه عام 1938(5) ، أمّا (موريس ميرسيه) و(اندريه سيجوين) فهما أصحاب الدراسة الأولى التي كرّست كليّا للمعركة في 1944، وعنوناها بـ(شارل مارتل ومعركة بواتييه). واستخدما فيها المصادر اللاتينية والعربية بصورة مقارنة(6). أمّا (ميشيل بودو) فبعد أن تفحص الجزء الأول من كتاب (البيان المغرب في أخبار المغرب) لابن عذاري، وأغفل الجزء الثاني، فنراهُ، في عام 1955، يقدّم ترتيباً زمنياً خاطئاً لمجريات الفتح الإسلامي للأندلس، في بحث حمل عنوان (الموقع والتحديد الزمني لأول انتصار مهم لشارل مارتل على المسلمين)(7).
وما يزال التحديد الخاطئ الذي قدّمه المؤرخ (بودو) لتاريخ وقوع المعركة  (733م) ما يزال يستخدم إلى يومنا هذا من قبل اولئك الذين لا يرجعون إلى المصادر الأوّلية. وخلال العقود الماضية تم تنقيح وجهات النظر الشائعة عن هذه المعركة، مما أدّى إلى التقليل الواعي من أهميتها في الكتب الدراسية المخصصة للتاريخ الأوروبي والإسلامي الوسيط(8).
في هذه المقالة أنوي اقتراح أجوبة للأسئلة الأربعة الأكثر أهمية التي تتعلّق بمعركة تور بواتييه، التي لم يقم المختصون بالدراسات الفرنجية والإسلامية بتقديم أجوبة شافية عنها وهي: ما الذي حفّز المسلمين للتحرّك شمال البرينييه؟ ماذا تقدّم المصادر اللاتينية والعربية عن مجريات المعركة؟ متى بالضبط وأين حدث اللقاء؟ هلّ بالإمكان تحديد الأهمية التاريخية الحقيقية للمعركة؟

الدوافع التاريخية والجغرافية للعمليات الإسلامية شمال البرينييه
لاحظ المؤلفون الرومان المبكرون مثل قيصر وسترابو بأن إقليم اكويتين يتمتّع بما يميّزه عن  بقيّة بلاد الغال، فنص قيصر في الحرب الغالية المتعلّق بتقسيم بلاد الغال إلى ثلاثة أقسام أو أجناس (السلت، والاكويتين، والبلجاي) دليل على أن الاختلافات الاثنوغرافية كانت ظاهرة في القرن الأول قبل الميلاد(9). فمع غياب حدود طبيعية شاخصة عزلت اكويتين عن بقية مناطق الغال إلا أن من الواضح أنّ اكويتين كانت وحدة جغرافية متماسكة في أوائل القرن الثامن بعد الميلاد. ويتضح هذا التماسك الإقليمي جزئياً في ظهور تراث له خصائصه لحكم الأمراء فيها، وهو تقليد غاب بوضوح عن منطقة لانجدوك الواقعة إلى الجنوب. ويطلق ميتشل روش على السنوات بين 719-721 م, بأنها "أوج استقلال اكويتين" نتيجة لنوع من الاستقلال مارسته عائلة أمراء اكويتين في طولوشة(10).
اشتملت منطقة لانجدوك بشكل كبير على المحافظة الرومانية القديمة سبتمانيا، التي حملت هذه التسمية تكريماً لمحاربي الفيلق الروماني السابع الذي استقرّ على مقربة من بيزيري(11). إلا أن هذه المنطقة افتقرت إلى الوحدة السياسية والعرقية التي امتلكتها اكويتين. ففي القرن الثامن، وقبل الحملات الإسلامية، كانت سبتمانيا قليلة السكان، معزولة ثقافياً، ومنطقة راكدة اقتصادياً فيها بضعة اديرة بارزة (انيان)، وحِصْنان حدوديّان مهمّان هما نيمس وقرقشونة، ومدينة على قَدْرٍ من السّعة هي (ناربونة). ومع أن اكويتين بدت أكثر تماسكاً من الناحية السياسية من لانجدوك إلا أنها كانت أيضاً معزولة اقتصادياً، كما يُستشفّ من قلة الأدلة الآثارية التي تعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين عن وجود تجارة مع الشمال أو مع موانئ البحر الأبيض المتوسط(12).
عمد الرومان عندما حكموا هذه المناطق في القرون السابقة إلى ربط معظم بلاد الغال بشبه الجزيرة الايبيريه من الناحية الاقتصادية. وفضلاً عن هذه الروابط الاقتصادية، فقد عزّز محاربو القوط الغربيّون الروابط العسكرية والسياسية عندما استوطنوا اكويتين، ولانجدوك، وشبه الجزيرة الايبيرية في القرن الخامس. ثم كان أن عانوا من انتكاسةٍ شديدة على أيدي جيش كلوفيس ملك شمال بلاد الغال الفرنجي، وذلك عندما عبر نهر اللوار وهزمهم هزيمة حاسمة في فويه، فقتل ملكهم (الاريك الثّالث) وانتزع تولوز منهم. فضلاً عن ذلك، فقد انتزع البيرغنديون حلفاء الفرنج منهم مدينة ناربونة(13).
إلا أن القوط الغربيين استعادوا ثانيةً ناربونة بمساعدة ثيودريك ملك القوط الشرقيين، الذي كان حفيده أمالريك وريثاً لعرش القوط الغربيين. وأصبحت ناربونة عاصمة مملكة القوط الغربيين لعشرين عاما (511-531)، وأثناء ذلك الوقت، كانت أراضي القوط الغربيين "تابعة للقوط الشرقيين، وتحكم من قبل حكّامهم"(14).  وقد انزاح القوط الغربيون جنوب البرينييه على أيدي الفرنج بعد بضع سنوات من وفاة ثيودوريك عام 526، وأصبحت شبه الجزيرة الايبيريه، منذ ذلك الوقت، قاعدة ملك القوط الغربيين.
وقد بقيت سبتمانيا ثغراً للقوط الغربيين إلا أن الفرنجة نازعوهم السيادة عليها بين الحين والآخر وتكرّرت ثورات السكان الغاليين ضد السلطة المركزية في طليطلة(15). وقد بقيت في سبتمانيا  حاشية صغيرة من المقاتلين ورجال الدين، منذ العقد الثالث للقرن السادس وحتى زوال ملكهم. وكان قصر فترة خدمة هذه الحاشية في سبتمانيا يُظهر بأن خدمة الملك فيما وراء البرينييه لم تكن مرغوبة قياساً بالخدمة في شبه الجزيرة الايبيرية. ويعزى اضمحلال الوجود القوطي فيها جزئياً إلى العداء الذي يكنه الغاليون للقوط. إلا الروابط مع سبتمانيا تعزّزت، على أي حال، في عهد الملك ريكارد على أثر اعتناق القوط الغربيين المذهب الكاثوليكي في عام 589م وتخليهم عن الآريوسية، وقد تجلّى ذلك في تولي أساقفة القوط غالبية أسقفيات سبتمانيا(16).
وبفعل الروابط التي أقامها الرومان والقوط الغربيين بين شبه الجزيرة الايبرية ولانجدوك، فإن الأراضي شمال البيرينيه يمكن أن تكون مهدّدة فعلياً بالمشكلات نفسها التي واجهت القوط الغربيين في شبه الجزيرة الايبرية. تلك كانت، في الحقيقة، الحالة في عام 711م عندما تعرّض جيش القوط الغربيين للهزيمة على يد جيش المسلمين القادم من شمال إفريقيا، والذي كان مؤلفاً من العرب والبربر، وتحت قيادة قائد أموي (من الموالي) هو طارق بن زياد. بالرغم من أن الكثير من التفصيلات التي قدّمها المؤرِّخون العرب اللاحقون عن استيلاء المسلمين على شبه الجزيرة الايبيرية قد وضعت موضع الشك من قبل العديد من العلماء، فإننا نعرف بانّ زهرة الجيش القوطي قد هزمت في معركة حاسمة واحدة هي معركة سهل البرباط، وأن ملكهم (لذريق) رودريك (710-11)، قتل في المعركة(17). 
بدأت الموجة الأولية للفتح في ربيع وصيف عام 711م تلتها قوة أكبر بإمرة سيد طارق السابق، الأمير الأموي موسى بن نصير. وبهزيمة الجيش النظامي للقوط وموت ملكهم، فقدوا الكثير منهم العزيمة على مقاومة المسلمين. وحطمت المراكز الحضرية التي قاومت الفتح الإسلامي بمساعدة نبلاء القوط الساخطين أنفسهم ومعهم جاليات يهودية محليّة نتيجة المعاناة من القيود الاقتصادية والاجتماعية التي فرضها عليهم ملوك القوط المتأخّرون(18).
وقد ترسّخت سلطة الخلافة الأموية في دمشق بقوة في شبه الجزيرة على يد جيش موسى،  وصحب ذلك استيطان جماعات ضمّت العديد من البربر ونخبة عربية صغيرة من الجنود والفقهاء والتي جلبت المظاهر الثقافية الإسلامية إلى شبه الجزيرة الايبيرية، وتم إعادة تنظيمها لتُصبح ولاية الأندلس. وكانت، في هذه المرحلة المبكّرة من الاستقرار الإسلامي ثغراً متقدّماً غير مهم، وبالأحرى ثغراً بعيداً عن الخلافة الأُموية، تلك الإمبراطورية العربيّة التي كانت تمتدّ من إيران إلى الأطلسي، وعاصمتها هي المدينة السورية النشطة دمشق. أما اسم "الأندلس" فيعتقد، عموماً، بأنه اشتقّ من الوندال، القبيلة الجرمانية المبكّرة المتنقلة التي بقيت لأمدٍ من الوقت في جنوب شبه الجزيرة الايبيرية قبل مواصلة تنقلها واستقرّارها في النهاية في الساحل الإفريقي الشمالي. 
وهرب بعض القوط الغربيين ممن رفض الإذعان للمسلمين إلى منطقة استورياس الجبليّة في القسم الشمالي الغربي لشبه الجزيرة، الذي جاءت منه المقاومة المبكّرة الأقوى ضد المسلمين، من قبيل نجاحات القائد بلاي حوالي (717-718م)، والملك الفونسو الأول (739-757م). في حين عقد نبلاء قوط آخرون معاهدات منفصلة مع المسلمين مثل تلك التي وقعها الأمير ثيودمير أمير ميورقة عام 713م، والتي أتاحت له الاحتفاظ بإمارته ككيان مسيحي تحت السيادة الإسلامية. ونتيجة لذلك أشار المؤلفون العرب إلى ميورقة دائماً كتدمير (حسب لفظ عربي لاسم الأمير ثيودمير(19). وفضلاً عن استورياس التي لم يأخذها المسلمون، فإن المنطقة الأخرى الوحيدة من مملكة القوط الغربيين التي بقيت خارج سلطة المسلمين عندما غادر موسى متجهاً لدمشق في 714م، كانت سبتمانيا.
وفي سبتمانبا كان القوط من أتباع الملك السابق ويتزة (غيطشة) (700-710م)، قد تأرجحوا في ولائهم لرودريك، عندما أقرّوا بأن صاحب الحق الشرعي في الحكم هو اخيلا ابن غيطشة  بدلاً من رودريك. بالرغم من أن بعض أتباع بيت غيطشة قد أقرّوا السيادة الإسلامية على سبتمانيا في عام 714م (بضمن ذلك أبناء غيطشة الثلاثة، الذين تعهّدوا بالالتزام ببنود مُشابهة لتلك التي وقّعها ثيودمير)، فإنّ العديد من القوط في سبتمانيا قد تمرّدوا ضدّ الأُمويين وجعلوا أحدهم هو اردو ملكاً لهم(20).
ومن المحتمل أن بعوث المسلمين الأولى قد انطلقت عبر البرينييه في عامي 717م و719م رداً على هذه التطورات. فبعد أن توجّه موسى إلى دمشق في 714م، انشغل ابنه عبدالعزيز بصورة رئيسة بتعزيز وجود المسلمين في الأندلس حتى اغتياله في عام 716م. لقد دفعه اهتمامه بمشكلات الأندلس لإهمال أمر اردو(21). وفي 717م، على أية حال، قاد خليفة موسى في الأندلس الحر الثقفي قوة صغيرة صوب سبتمانيا، الغرض منها ببساطة هو استكشاف المنطقة. وأجلت الحملة الإسلامية التالية إلى سبتمانيا لعامين قادمين لأن التوتّر بين العرب والبربر في الأندلس قد أبقى السلطات الأُموية منشغلة بالمصاعب الداخليّة.
إلا أن حُكم اردو واستقلال القوط في سبتمانيا قد انتهى، على أية حال، في 719-720م عندما استولى الوالي الأُموي السمح بن مالك الخولاني على مدينة ناربونة، وحوّلها إلى مدينة إسلامية، فدخلت في فلك سياسة الخلافة الأموية والحيّز الثقافي لمسلمي الأندلس الذين استقروّا هناك. وبالرغم من وفاة السمح أمام أسوار تولوز في عام 721م، فإن حاميات القوط التي كانت تسيطر على حصون لانجدوك الرئيسة في نيمس وقرقشونة قد استسلمت في عام 724م على يد الوالي عنبسة بن سحيم الكلبـي. وقد أنهت هذه الفتوحات مملكة القوط الغربيين كلياً وأعطت المسلمين عدداً من قواعد الانطلاق للتوسّع قدماً صوب الشمال. وفي الحقيقة، في السنة التالية مباشرةً لسقوط قرقشونة ونيمس، قام عنبسة بعمليات عسكرية جريئة بعيداً إلى الشمال في وادي نهر الرون حتى وصل مدينة اوتون.  
وبعد وفاة عنبسة فجأة في 725م، تعاقب ستّة أُمراء على ولاية الأندلس، فانفصل بعض المسلمين في شمال الجزيرة الايبيرية عن ولاية الأندلس الأُموية لخمس سنوات (725-730م)، انشغل فيها ولاة الأندلس في الصراع الداخلي على السلطة(22). وقد انعكست هذه الاضطرابات، كما يبدو، على مسلمي لانجدوك، مع أنهم لم يكونوا يرغبون ظاهراً بالانشقاق عن ولاية الأندلس الأموية(23) فقد استقرّ زعيم بربري اسمه منوسة في ليفيا في سردانيا، وكان يسعي لتعزيز استقلاله عن الأندلس. ولتحقيق ذلك عقد في عام 729م تحالفاً مع الأمير اودو أمير اكويتين لكي يقوّي مركزه. ويرى ميتشل روش بأنّ المعاهدة بين منوسة واودو من قبيل المعاهدات التي وقّعت مع زعماء القوط أثناء استيلاء المسلمين على مملكة القوط(24).
ولما كان اودو قد سبق أن دخل في تحالف مع الميروفنجيين، أشار بعض مؤرخي الفرنج إلى أن تحالف اودو ومنوسة كان بالنسبة للملك الميروفنجي شارل الكبير محاولة لإلغاء المعاهدة بين اكويتين والفرنج (بالرغم من أن ذلك لا أساس له البتة)(25)، لكن سرعان ما دفع  كل من منوسة واودو، على أية حال، ثمن تحالفهم. فقد غزا جيش الفرنجة اكويتين في مناسبتين منفصلتين في عام 731، وحصد كثيراً من الغنائم، وأذلّ اودو بصورة كبيرة(26).
المصدر اللاتيني الرئيس عن هذا التحالف هو حولية عام 754م التي أفادت أن منوسة قد تزوج ابنة اودو لتقوية التحالف بينهما(27)، ووفقاً لهذا المصدر فقد غزا أمير الأندلس المنطقة التي يحكمها منوسة بعد مدة قصيرة، فأجبر البربري المتمرّد على الانتحار، وأرسلت ابنة ادو سيئة الحظ مع راس منوسة إلى دمشق(28).  وقد أيّد المقري بعض تفاصيل هذا العمل، فكتب "ولي بعده" حذيفة بن الأحوص "هيثم بن عبيد الكلابي... وغزا أرض منوسة فافتتحها ثم توفي في عام 113هـ (730م)"(29). وعلى الرغم من نجاح الهيثم في القضاء على منوسة فإن فترة حكمه كانت قصيرة. وعجز عن كبح الرغبة بالاستقلال التي كانت تعتري المسلمين في شمال الأندلس. وقد بقيت منطقة الحدود بين شمال الأندلس وإقليم اكويتين مشكلة للقيادة الأُموية لعقودٍ من الزمن بعد هزيمة منوسة.     
لقد تمت تصفية النزاع الداخلي على السلطة في الأندلس عام 730م عندها عزم الأمير عبدالرحمن أن يصلح الوضع السياسي القلق على طول حدوده الشمالية، فسرعان ما جرّد حملةً صوب اكويتين لضمان أن لا يعود الأمير الاكوتيني قادراً بعد ذلك على إغراء المسلمين في الشمال للانفصال عن الأُمويين. لم تكن حملة عبدالرحمن تستهدف أن تكون مجرّد غارة لدار الحرب، ولا هي محاولة لغزو العالم المسيحي بمجمله، وإنما كانت غايتها إزالة الخطر الاستراتيجيّ الذي كان يمثله اودو على المسلمين في شمال الأندلس.

نشاطات عبدالرحمن وفقاً للمصادر اللاتينية والعربية:
خرج عبد الرحمن في 732م باتجاه الشمال الغربي عابراً البيرينيه عبر خلال ممرات رونشفاله.  وكان السمح قبل عقد من الزمن قد سلك الطريق الأقصر من ناربونة إلى العاصمة الاكويتينية تولوز (طولوشة). ومما لا شك فيه أن قرار عبدالرحمن باتخاذ الطريق الشمالي الغربي في عام 732م يستند جزئياً إلى الفشل الذي تعرّض له السمح بفعل أسوار تولوز. من جانب آخر قد لا يكون عبدالرحمن واثقاً من ولاء المسلمين في ناربونة، فتمرّد المسلمين في شمال الجزيرة الايبيرية بقيادة منوسة على الأُمويين في الأندلس قبل عام 732 جعل عبدالرحمن يتوجّس خيفة أن يكون مسلمي ناربونة غير متعاونين عندما يجتاز بجيشه أراضيهم.
لقد دوّن عددٌ من المؤرّخين المسلمين واللاتين تفاصيلَ الحملة؛ ويشدّد كلا المصدرين على كَوْن الحملة ذات مرحلتين: مرحلة تقدّم المسلمين نحو بوردو وما نتج عنها من هزيمة جيش اودو الاكوتيني، ثم زحف المسلمين صوب تور، ومن بعدها هزيمة جيش عبدالرحمن في المعركة بين تور وبواتييه على يد الفرنج. ووفقاً لأقدم المصادر العربية التي بين أيدينا، وهو كتاب "فتوح مصر" لابن عبد الحكم (تقريباً 803-871) فإن عبدالرحمن "كان رجلاً صالحاً فغزا... افرنجة وهم أقاصي عدو الأندلس فغنم غنائم كثيرة وظفر بهم"(30).  وقد حقّق نصراً سريعاً على جيش اودو قبل بوردو ثم قام بمهاجمة المدينة. ويذكر ابن عبدالحكم أن عبدالرحمن قد حصد مغانم كبيرة بضمنها أحجار كريمة ومواد مصنوعة من الذهب(31).
وقد جرى وصف دمار بوردو في اللفائف المذكورة سابقاً الموجودة في حوليتين رهبانيين لاتينيين أعدّتا في القرن التاسع؛ حولية انيان وحولية مويساك. وفضلاً عن حولية فريدجر المشار إليها سابقاً. أوردت حوليتا انيان ومويساك النصّ نفسه، واطلقتا على عبدالرحمن تسمية "Abderaman، ملك إسبانيا". ووفقاً لهذا النص فإن "عبدالرحمن زحفَ مع جيشٍ كبير من المسلمين من بمبلونة عبر البرينييه، واحتلّ بوردو ثمّ جمع اودو جيشه لمقابلة المسلمين على شاطئ الدوردون، فعبر نهر الجارون، لكنه وصل متأخراً جداً كما يبدو لإنقاذ بوردو"(32). ويخلط صاحب حولية فريدجر بين عبدالرحمن ومنوسة، فتذكر الحولية أن اودو هو من أغرى المسلمين للقدوم إلى الشمال نتيجة للتحالف بين مسلمي الأندلس وأمير اكويتين (الذي حمل هنا لقباً أقلّ شهرة أي الدوق). ويسجّل صاحب حولية فريدجر بأنّ كنائس بوردو أحرقت وذبح سكانها من قبل المسلمين(33).
لقد وردت معركة بوردو في حوليتي انيان ومويساك، وكلتاهما تقدّمان الروايةَ نفسَها: هزم جيش اكويتين هزيمة ساحقة ووقعت فيه إصابات عديدة، مما دفع اودو للهروب شمالاً إلى مملكة الفرنجة(34). وذكرت حولية عام 754م معركة بوردو أيضاً، وصرّحت بأنّ إصابات الاكويتينيين في اللقاء كانت بالغة جداً فـ"الله أعلم فقط كم عدد الموتى"(35).
وبعد الانتصار على جيش اودو، تقدّم المسلمون عبر اكويتين، بهدف القبض على اودو. وتصف حوليات انيان وفريدجر النهب العام الذي رافق تقدّم المسلمين شمالاً خلال اكويتين، وتتضمّن حولية 754م إشارة إلى أن المسلمين دمّروا "القصور" وبمعنى آخر: "الحصُون"، وأحرقوا الكنائس في طّريقهم، متوقّعين أنها ستكون مراكز المقاومة المحتملة في المستقبل، وكذلك لإحباط معنويات العدو(36). وتذكر حولية فريدجر أنّ المسلمين استهدفوا كنيسة سانت هيلاري بشكل محدّد في بواتييه أثناء تقدّمهم شمالاً(37). وفي وقتٍ ما أثناء الحملة، عرف المسلمون بوجود المزار الغني لسانت مارتن في تور، فنووا نهبه. وقد وصف ابن عبدالحكم الكميات الضخمة من الغنائم التي أخذت في بوردو. وبلا شك فإن الغنائم أخذت تتضخّم بشكل مستمر في اكويتين (ومثال ذلك، في بواتييه)، وعلى ما يبدو فإن هذا الوزن الإضافي قد أبطأ من تقدّمهم. وفي هذه الأثناء استطاع اودو إنذار حاجب الميروفنجيين شارل الكبير بالتهديد الإسلاميّ، فجمع شارل الجيش الفرنجي لمقابلة عبدالرحمن قبل أن يصل مدينة تور. ومن منظور شارل، فإن المسلمين لم يكونوا يهدّدون فقط بتدمير وتحطّيم أكثر مزارات المملكة الفرنجية قداسةً (وأيضاً الأعظم لدى المسيحية اللاتينية ككل)، لكن عبدالرحمن كان يتحدّى أمن المملكة الفرنجية. ولأن شارل كان الحاجب الأكبر لمملكة الميروفنجيين، وأكثر الأمراء قوة وتأثيّراً في عصر ملوك الميروفنجيين "الملوك طويلي الشعر" الذين قيل إنهم أصبحوا "ملوكاً بلا عمل"، لذا كان من الطبيعي أن يُصبح شارل الرجل المناسب لقيادة جيش الفرنج في الميدان ضدّ المسلمين.
وصفت المعركة بين شارل وعبدالرحمن في عددٍ كبير من المصادر اللاتينية والعربية؛ فيشير ابن عبدالحكم إلى التوسّع الشمالي لعملية عبدالرحمن في مملكة الفرنجة بوصفها عملية منفصلة(38). يقول ابن عبدالحكم: "ثم خرج إليهم غازياً فاستشهد وعامة أصحابه"(39). كتب المؤرّخ العربي الكبير ابن الأثير (1160-1233)، في تاريخه الحولي للعالم (الكامل في التاريخ) عن المعركة ناقلاً عن ابن عبدالحكم قوله إن عبدالرحمن "غزا افرنجة وأوغل في أرضهم"(40). 
وعندما يوصف أحد في الأدبيات الإسلامية بأنه غاز، فإنه يمكن أن يكون مقاتلاً في الرُبط والثغور ضدّ الكفّار، "أو انشغل في غارات على غرار الممارسة البدوية القديمة"(41). ويمكن للمرء أن يتخيّل أنّ كلتا السمتين للغازي كانت موجودة في جيش عبدالرحمن، وإن كلاً من ابن عبدالحكم وابن الأثير يصف عبدالرحمن بأنه كان "رجلاً صالحاً"(42). ومرّةً أخرى فإن ابن الأثير يتبع ابن عبدالحكم فيكتب إن عبدالرحمن خرج غازياً في بلاد الفرنج "فقتل هو ومن معه شهداء"(43).
هذه الفكرة تكرّرت لدى المؤرّخ المغربي ابن عذاري المراكشي في القرن الثالث عشر، الذي ذكر المعركة في تاريخه (البيان المغرب). وحسب ابن عذاري فإن عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي "غزا الروم واستشهد مع جماعة من عسكره... بموضع يعرف ببلاط الشهداء"(44). هذا البلاط أو الـ(طريق) شخصه ليفي بروفنسال وآخرون بالطريق الروماني الذي يوصل بين بواتييه وتور(45).
اعترض الفرنج المسلمين على هذا الطريق على مسافة قصيرة من بواتييه في موقع معروف. قُدمت تفاصيل هذه المعركة التي تسمّى بمعركة تور - بواتييه حصرياً في المصادر اللاتينية بينما سكتت المصادر العربية عن جوانب معينة منها. احتوت حوليتا انيان ومويساك الرواية نفسها: التقى شارل وجيشه الكبير المسلمين في منطقة سوبربيو بكتافنسي (أي ضاحية بواتييه) وأوقعوا بهم مقتلة عظيمة، ومن بقي على قيد الحياة هرب إلى الأندلس(46). أمّا حولية فريدجر فتضمّ نصاً أغزر تفصيلاً عن المعركة: فقد "قتل الفرنج عبدالرحمن في عملية عسكرية والتفوا باتجاه خيم المعسكر الإسلامي، كما يفترض، لاسترداد الكنوز والنفائس التي كانت قد أخذت من كنائس اكويتين"(47). أمّا حولية 754م فتصف المعركة بأكبر قَدْر من المعلومات بما يفوق أي مصدر لاتيني أو عربي آخر: "انسحب الفرنج  إلى ساحة كبيرة، فأصبحوا مثل "البنيان المرصوص"(48). ألقى المسلمون بأنفسهم على الفرنج في الساحة في عدة محاولات ليحطموا صفوفهم ولكن دون جدوى، فقتل العديد من المسلمين بالسيوف الفرنجية(49). لكن الهجوم الإسلامي، على أية حال، توقّف عندما دخل الليل. وكان انضباط الفرنج وعزيمتهم عالية كما يبدو، وأكثر بكثير من المسلمين. وبدا لكشافي الفرنج في الصباح التالي بأنّ المعسكر الإسلامي كان قد أخلي بسرعة أثناء اللّيل، مخلفاً في المخيم الكثير من الغنائم(50).

تاريخ المعركة
لم تتضمّن حوليات عام 754م وفريدجر تحديد تاريخ المعركة، لكن حوليتا انيان ومويساك قد حدّدته بعام 732م، وضمن التفاصيل المختصرة التي وردت في حوليات كنسية أخرى مثل حولية سانت اماند حدّد تاريخ المعركة بصورة أدق فضمن حوادث سنة 732م تقول "قام كارل بحملة ضد السراسين في اكتوبر"(51)، أمّا حولية بيتافياني فأكثر تحديداً، حيث تضيف كلمة (السبت) إلى الروايةِ نفسِها(52). وفي حوليتي لورش والمانيا يرجع نص الرواية إلى سنة 732م: حارب شارل السراسين وانتصر عليهم في يوم السبت من شهر اكتوبر(53). لذلك فإن هناك إجماعاً لدى أغلب المصادر اللاتينية على أن المعركة حدثت يوم السبت في اكتوبر/ تشرين الأول عام 732م.
ويجعل اثنان من المصادر العربية المعركة في 732م. ومع أن ابن الأثير الذي لا يذكر مصادره، فإنه كتب في (الكامل) إن بعض المؤرخين العرب وضعوا المعركة في 113هـ. (731م)، "ثم خرج غازياً ببلاد الفرنج هذه السنة، وقيل سنة أربع عشرة وهو الصحيح"(54). أما ابن عذاري فيصرّح في الجزء الأول من البيان بأنّ المعركة حدثت في 115 هـ. (733م)، لكنّه يصحّح التاريخ في الجزء الثاني من كتابه فيجعله رمضان من عام 114 (تشرين الأول / اكتوبر - تشرين الثاني 732م)(55). وتأسيساً على هذا الدليل، حدّد ليفي بروفنسال تاريخ المعركة بين 25 - 31 اكتوبر/ تشرين الأول عام 732م، في حين كان ميتشل روش أكثر تحديداً عندما جعله 25 اكتوبر/ تشرين الأول 732م(56). وهذا التحديد مقبول عندما يدرك المرء أنّ الدليل المتضمّن في المصادر العربية واللاتينية يتفق عند هذه النقطة.

الخلاصة: القيمة الحقيقية للمعركة
بعد تفحص دوافع التحرّك الإسلامي شمال البريينه، يستطيع المرء أن يحدّد أهمية الصدام بين المسلمين في الأندلس والفرنج في تور - بواتييه، ولا سيّما عندما يقدر المرء الاهتمام الذي أبدته المصادر العربية بحق الفرنج، والتوسّع الإسلامي الناجح في غيرها من الأماكن في العصور الوسطى، لقد كان عبدالرحمن واقعاً تحت إغراء الغنائم، والرغبة بالقبض على أودو، فضلاً عن الرغبة بالقضاء على أكبر عدد ممكن من أعداء الإسلام، لذلك وسّع عملياته العسكرية صوب المملكة الفرنجية، لم تكن عمليته مجرّد غارةٍ، ولا هي جانب من مشروع ضخم لغزو المسيحية، لكنها كانت محاولة فاشلة لإزالة الخطر الاستراتيجي على الحدود الشمالية للأندلس. فضلاً عن ذلك فإن المعركة لم تقرر مصير الصراع المسيحي في افرانجيا. الأهم من ذلك فإن المعركة جاءت بعنصر جديد إلى ساحة الصراع، ألا وهو الجيش الفرنجي الذي بدأ حملةً هجومية ضِدّ القواعد الإسلامية جنوباً بعد سنوات قليلة من انتصار شارل في المعركة، واكتسب لنفسه لقب مارتل (المطرقة)(57).
لقد أولى العرب أهميةً كبيرة لمواجهتهم الفرنج أكثر من اهتمامهم بأي أمة أوروبية، خلا البيزنطيين. ولقد حفلت الأدبيات العربية بالعديد من الإشارات للفرنج في العصور الوسطى، فقد حفظ لنا الجغرافي البغدادي المسعودي (ت 956) قائمة بأسماء 16 ملكاً فرنجياً (تفحصها المؤرخ برنارد لويس) فضلاً عن إشارات مختلفة إلى الصدامات العربية الفرنجية في كتابه (مروج الذهب)(58).
وأورد المؤرخ العراقي ابن الأثير (ت 1233م) الكثير من الإشارات إلى الفرنج في كتابه (الكامل في التاريخ)، وأنه ميّز بين النصارى اللاتين وبين الإغريق، فهؤلاء من الروم البيزنطيين، وأولئك من الفرنج(59). ودخلت كلمة "الفرنج" الأدب العربي في القرن الثامن للدلالة على "الفرانك"، ولاحقاً باسم (الفرنسيين) بصورةٍ خاصّة، والأوروبيين بصورةٍ عامّة. وتواصل ذكر الفرنج في اللغة العربية الفصحى، فنجد أن فعل تفرنج (جذره ف ر  ن ج) أصبح بمعنى"تأورب"، وأن صفة متفرنج تعني متأورب، والفرنج تعني "الأوروبيين"، والفرنج وبلاد الفرنجة تعني "أوروبا". وهكذا فإن هناك من الأسباب ما يجعل معركة تور - بواتييه من بين أهم الحوادث في التاريخ الفرنجي عندما ينظر المرء إلى نتائج المعركة على ضوء السجل المدهش والناجح للهيمنة الثقافية والسياسية الإسلامية على الحدود الشرقية والغربية للعالم الروماني. لقد أدّى الزحف السريع للمسلمين في فلسطين، وبلاد الشام، ومصر، وساحل شمال إفريقيا حتى المغرب، في القرن السابع، إلى فرض دائم للثقافة الإسلامية على مساحة واسعة من الأراضي المسيحية غير العربية.
سقطت دولة القوط بيد الفاتحين في معركة واحدة هي معركة سهل البرباط في 711م، بينما احتاج الإسبان إلى سبعة قرون طويلة لاستعادتها. وإن عملية الاسترداد لم تنتهِ إلاّ عام 1492 قبل أشهر قليلة من تلقي كريستوف كولومبس الدعم الرسمي للقيام برحلته عبر المحيط الأطلسي. فلو تعرّض شارل مارتل في بواتييه إلى هزيمة، كتلك التي تعرّض لها الملك رودريك في سهل البرباط، لكان من المشكوك فيه أن تقوم للملوك "الذين لا فائدة منهم" قائمة، إذا عجز عن ذلك الحاجب الأكبر. ومما لا شك فيه أن شارل كان بداية الخط الكارولنجي الذي أوجد الملك شارلمان، وفي ضوء ذلك يستطيع المرء أن يقول، بنوع من التأكيد: إن التاريخ اللاحق للغرب كان سيسير على خطوط مختلفة لو انتصر عبدالرحمن في معركة تور - بواتييه في 732م.
---------- 
الهوامش:
*The Battle of Tours-Poitiers Revisited
William B. Watson
Providence: Studies in Western Civilization v.2 n.1 )1993(.
**البروفيسور وليم واتسن: أستاذ التاريخ الوسيط في جامعة ايماكولاتا في مدينة نيويورك. حصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخ العصور الوسطى عام 1990، بأطروحة عنوانها:
المطرقة والهلال: الصلات بين المسلمين في الأندلس والفرنجة وخلفائهم في ثلاثة موجات من التوسع الإسلامي في فرنسا.
من بين مؤلفاته المنشورة:
شارة الألوان الثلاثية والهلال، فرنسا والعالم الإسلامي (2003).
ومن أبحاثه:
ابن الأثير والروس: ترجمة وتعليق.
التصورات العربية عن اعتناق الروس للمسيحية.
(***) هذه الترجمة مهداة لذكرى السيد مثنى يعقوب يوسف (رحمه الله) الذي كانت ترجمة هذا النص بمناسبة مناقشة رسالته للماجستير قبل نحو عقد من الزمن في كلية التربية/ جامعة تكريت.
 (1) The Fourth Book of the Chronicle of Fredegar with its Continuations, ed. J. M. Wallace–Hadrill (London, 1960), 90.
(2) Maurice Mercier and Andre Seguin, Charles Martel et la bataille de Poitiers (Paris, 1944), 55-56.
(3) Edward Gibbon, The Decline and Fall of the Roman Empire, (New York, 1974), 6:16.
(4) M. Guizot and Mme. Guizot De Witt, A History of France (New York,1869),1:154.
(5) Ernest Mercier, "La bataille de Poitiers et les vraies causes du recul de l'invasion arabe," Revue Historique 7 (1878),1-13; Leon Levillain and Charles Samaran, "Sur le lieu et la date de la bataille dite de Poitiers de 732, " Bibliotheque de 1'Ecole de Chartres 99 (1938), 243-67.
(6) Evariste Levi-Provencal wrote (I believe unjustly) in Histoire de I'Espagne omusulmane (Paris, 1950,1: 60, n. 3: "une etude recente, mais sans grande portee."
(7) Michel Baudot, "Localisation et datation de la premiere victoire remportee par Charles Martel contre les Musulmans," Memoires et documents publies par la Societe de 1'Ecole de Chartres 12, i (1955), 93-105.
(8) أول من لفت انتباه العلماء الناطقين بالإنكليزية إلى بحث بودو هو لين وايت جونيور الذي ارتكز ببعض نظرياته عن التقنية والتحوّل الاجتماعي في العصر الوسيط (اوكسفورد 1962) على تفسيرات بودو الخاطئة، انظر على سبيل المثال تعليق وايت على ركاب الخيل في الصفحات 2-12. وقد تصدّى ميشيل روش لمقالة بودو في
Les Aquitains ont-ils trahi avant la bataille de Poitiers?,” Le Moyen Age 74 (1968),5-26.
وينظر أيضاً تعليقات كل من:
Donald A. Bullough in “Europae Pater: Charlemagne and his achievement in the light of recent scholarship,” English Historical Review 85 (1970), 73 and 85; Bernard S. Bachrach, “Charles Martel, Mounted Shock Combat, the Stirrup, and Feudalism,” Studies in Medieval and Renaissance History ed. William M. Bowsky, 7 (1970), 50-51.
(9) Michel Rouche, L'Aquitaine des Visigoth aux Arabes. 418-781: Naissance d'une region (Paris, 1979), 11-15.
(10) Ibid, 113
(11) Edward James, "Septimania and its Frontier: An Archaeological Approach," in James, ed. Visigothic Spain: New Approaches (Oxford, 1980), 223.
(12) Ibid, 226, 239-40.
(13)  Joseph F. O'Callaghan, A History of Medieval Spain (Ithaca, 1975), 41.
(14) Ibid.
(15)  E. A. Thompson, The Goths in Spain (Oxford, 1969), 216, 218-28.
(16) Ibid, 226; James, "Septimania," 225.
(17) Thomas F. Glick, Islamic and Christian Spain in the Middle Ages (Princeton, 1979), 14 and 32.
(18) Eliyahu Ashtor, The Jews of Moslem Spain (Philadelphia, n.d.), 10-24; Bernard S. Bachrach, Early Medieval Jewish Policy in Western Europe (Minneapolis, 1977), 24-26; Allan H. Cutler and Helen E. Cutler, The Jew as Ally of the Muslim (Notre Dame, 1986), 93; Evariste Levi-Provencal, Histoire 1:80-81; William Montgomery Watt and Pierre Cachia, A History of Islamic Spain (Edinburgh, 1977), 12.
(19) Watt and Cachia, History, 17,19, 25; Glick, Islamic and Christian Spain, 14.
(20) . Ibid, 12; Thompson, The Goths, 251; Arthur Zuckerman, A Jewish Princedom in Feudal France, 768-900 (New York, 1972), 11.
(21) Watt and Cachia, History, 15.
(22) Levi-Provencal, Histoire, 1:60-61,  n.l; Michel Rouche, L'Aquitaine,113-14; Idem, "Les Aquitains, " 5-26.
(23) Ibid.
(24) Rouche, "Les Aquitains," 11.
(25) Rouche, L'Aquitaine, 113.
(26) Ibid, 113.
(27) Cronica Mozarabe de 754, ed. Jose Eduardo Lopez Pereira (Zaragoza, 1980), 96-99.
(28) Ibid.
(29) AI-Maqqari, Analectes sur 1'histoire et la litterature des Arabes d'Espagne par al Makkari, ed. R. Dozy, G. Dugat, L. Krehl, and W. Wright (Amsterdam, 1967), 216.
(30) ابن عبد الحكم، فتوح مصر، تحقيق، شارل توري (نيوهافن، 1922)، ص216.
(31) المصدر نفسه.
(32) Annals of Aniane, in Claude Devic and Jean Vaissette, eds. Histoire generale du Languedoc (Toulouse, 1875), 2:2:5; Chronicle of Moissac, MGH SS 1:291.
(33) Chronicle of Fredegar, ed. J.M. Wallace-Hadrill, 89-90.
(34)Annals of Aniane, 2:2:5; Chronicle of Moissac MGH SS 1:291.
(35) Cronica Mozarabe, 98-99.
(36) Annals of Aniane, 2:2:5; Chronicle of Moissac, MGH SS 1:291. Cronica Mozarabe, 98-9.
(37) Chronicle of Fredegar, 89-90.
(38) ابن عبد الحكم، فتوح مصر، ص217.
(39) المصدر نفسه.
(40) ابن الأثير، الكامل في التاريخ (بيروت، 1985)، 5/174.
I. Melikoff, “Ghazi;” Encyclopaedia of Islam, ser. 2,1043-44. (41)
(42) ابن عبد الحكم، فتوح مصر، ص217؛ ابن الأثير، الكامل، 5/174.
(43) ابن الاثير، الكامل، 5/174.
(44) Ibn Idhari al-Marrakushi, Histoire de 1Afrique et de I’Espagne intitulee al-bayano 1–Maghrib, ed. E. Fagnan (Algiers, 1901), 1:49.
(45) Levi-Provencal, Histoire,1:62; Mercier and Sequin, Charles Martel, 17-1
(46) Annals of Aniane, 2:2:5; Chronicle of Moissac, MGH SS 1:291.
(47) 47. Chronicle of Fredegar, 89-91.
(48) Cronica Mozarabe,100-01.
(49) Ibid.
(50) Ibid.
(51) Annals of St. Amand, MGH SS 1:8.
(52)Annales Petaviani, MGH SS 1:9
(53) Annals of Lorsch, MGH SS 1:24; Annals of Alemannia, MGH SS 1:24.
(54) ابن الأثير، الكامل، 5/174.
(55) Ibn Idhari, Histoire,1:49; 2:39.
(56)  Levi-Provencal, Histoire,1:62; Rouche, “Les Aquitains;” 26.
(57)  كان هدف زحف شارل اللاحق جنوباً على امتداد نهر الرون في عام 737م هو لإزاحة المسلمين من قواعدهم في ليون، وافنيون، وقرقشونة، ونيمس. وفي الوقت الذي نجح فيه بصورة حاسمة في تأسيس السيطرة الفرنجية على وادي الرون، فإنه كان عاجزاً عن الاستيلاء على ناربونة. لكن ابنه بيبين الثالث (القصير) نجح في الاستيلاء على ناربونة بمساعدة السكان المسيحيين الأصليين (عام 759م)، وبعد ذلك وبعد ضعف قوة الكارولنجيين في  النصف الثاني من القرن التاسع أعيد تأسيس قاعدة إسلامية أندلسية أخرى في فرانسيا عند موقع بروفنسالي ساحلي يعرف باسم فراكسنتيوم في المصادر اللاتينية (وجبل القلال في المصادر العربية). إن سهولة تأسيس هذا الموقع في بروفانس في عام 888م والأمد الطويل الذي صمد بأيدي المسلمين (نحو قرن من الزمن) هو علامة على قلة فعالية المقاومة المسيحية في أواخر القرن التاسع في المناطق التي كانت بأيدي الكارولنجيين في السابق. وفي عام 972م تمكّن القادة المحليون من إزالة آخر موقع إسلامي في المنطقة تحت قيادة الكونت وليم ارلس (ومن هنا استمدّ لقب المحرّر)، ينظر:
Charles Pellat, “Les Sarrasins en Avignon,” in En terre d’Islam 1944/ 4 (Lyon, 1944), reprinted in Etudes sur 1histoire socioculturelle de 1Islam (London, 1976); William E. Watson, “The Hammer and the Crescent: Contacts Between Andulusi Muslims, Franks, and Their Successors in Three Waves of Muslim Expansion into Francia,” (Ph.D. dissertation, University of Pennsylvania, 1990), 61-97; Gonzague De Rey, Les invasions des sarrasins en Provence (Marseilles, 1971); Philippe Senac, Provence et piraterie sarrasine (Paris, 1982); Bruno Luppi, l Sarraceni in Provenza in Liguria a nelle Alpi occidentale (Bordighera,1973); Stephen Weinberger, “Peasant Households in Provence: ca. 800-1100,” in Speculum 48 (1973).
  (58) ernard Lewis, “Mas udi on the Kings of the Franks;” Al-Mas udi Millennary Commemoration Volume (Aligarh, 1960), 7-10; Idem, The Muslim Discovery of Europe (New York, 1982)139-40.
(59) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج6، ص520-521.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    كيف يمكن الحصول على نص رسالة الماجستير كاملا للأستاذ المثنى يوسف رحمه الله؟

    ردحذف