صلاح سعيد
أمين
قبل أكثر
من عامين، وتحديداً في العاشر من حزيران 2014، احتل تنظيم الدولة (داعش) مدينة
(الموصل)، ثاني أكبر مدن العراق، في غضون أيام قليلة!
ركع
الجيش العراقي أمام مجموعة قليلة من عناصر (داعش) لا يتجاوزون 300 مسلحاً! أمّا
أفراد الجيش العراقي، فقد تركوا ساحات القتال، وألقوا أسلحتهم، ولجأوا إلى جهات
آمنة، خوفاً من مصرعهم وابتلاعهم من قبل تلك العناصر الإرهابية المهاجمة.
في
وقتها، أعلن المسؤولون البارزون في إقليم كوردستان، أنهم على علم أن (داعش) يحاول
الاقتراب من (الموصل)، وقاموا بإنذار الحكومة المركزية ببغداد، والتي كان يترأسها
آنذاك (نوري المالكي)، بما يدور في مخيّلة (داعش). لكن الحكومة ببغداد لم تحمل
إنذار الإقليم محمل الجدّ.. وحدث ما حدث..
طبعاً،
بعد سقوط الموصل، تشكّلت لجنة لتقصي حيثيّات السقوط، وكشف المستور فيما يتعلق بذلك
الملف! وللأسف الشديد نحن في هذا البلد المنهك حتى النخاع، تعوّدنا على تشكيل
اللجان لتقصّي مجريات الأمور، وكأن البلد يعيش في فراغ دستوري ومؤسساتي، وعندما
نسمع بتشكيل لجنة لمسألة ما، ندرك ذاتياً أن ذلك لا يعني غير دفن الحقائق
المتعلّقة بالمسألة ووأدها!
اللجنة
المشكّلة لسقوط الموصل، والمدينة على وشك التحرير الكامل، لم تعلن لحد الآن عن
نتائج تقصّيها للرأي العام العراقي، ولا زال الشارع العراقي ينتظر بفارغ الصبر ما
ستعلن عنه اللجنة.. وليس من السهل أن ينسى الشعب العراقي ما آل إليه الوضع في
البلد نتيجة سقوط الموصل وتسليمها لداعش.
ولذلك،
سيبقى ملف سقوط الموصل حيّاً في ذاكرة كل إنسان شريف في العراق! فسقوط الموصل لا
يعني فقط سيطرة مجاميع مسلحة على مدينة كبيرة بحجم محافظة نينوى، وخضوع أفراد جيش
مدرّب، بكامل عدّتهم وعتادهم، أمام تلك المجاميع، وإنما هو يحمل في طياته خفايا
كثيرة وخطيرة! ويجب على من يشار إليه بالبنان، في هذا الملف، أن يتحمّل ما يقع على
عاتقه من المسؤولية.
بدأت
حكاية سقوط الموصل في منتصف 2014، ولن تنته إلى أبد الآبدين، حتى لو أعلنت اللجنة
نتائج تقصّيها، ونال المسؤولون جزاءهم العادل على تقصيرهم فيما يقع على عاتقهم..
لأنّ ذاكرة التاريخ، والشعوب، لا تنسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق