03‏/10‏/2017

الكورد ضحية جهل المسلمين بالإسلام

محمد واني
الإسلام أعطى الحقوق للأمم والأفراد على حد سواء، ولم يفضل أمّة على أمّة، أو إنساناً على إنسان، أو إثنية على إثنية إلا بالتقوى، المسلمون الأوائل ولحين ظهور الاستعمار الغربي، وهيمنته على منطقة الشرق الأوسط قبل 100 عام، بإرثه العنصـري النيتشوي، وعقيدته النازية الشوفينية، ونوازعه السياسية الفاشية المدمرة، ومن ثم تقسيمها إلى دويلات وكانتونات قائمة على أساس عرقي وعنصـري، تربطها علاقات يسودها التناحر والتباغض والحروب الدائمة والمستمرة.. هؤلاء المسلمون أدركوا هذه الحقيقة، وطبقوها على أرض الواقع، فلم يكونوا يفرّقون بين الكوردي والعربي، والتركي والبربري، في تولي أمور السياسة، ومناصب الدولة العليا.. فها هو قائد كوردي مثل (صلاح الـدين الأيوبي) يقود المسلمين، بعربهم وكوردهم، وعجمهم وتركهم، لمحاربة الصليبيين. وكذلك الأمر بالنسبة لـ(طارق بن زياد) الأمازيغي، و(محمد الفاتح) التركي، وغيرهم الكثير، ممن قادوا المسلمين
في مشارق الأرض ومغاربها، دون أن يكون لديهم تحفظ على العرق واللون.
وكنا قد رأينا كيف أن حزباً إسلامياً عريقاً، في بداية تأسيس العراق الجديد عام 2005، اعترض بشدة على تولّي (جلال طالباني) لرئاسة جمهورية العراق، لأنه كوردي، وكان يفضل العرب السنة لهذا المنصب، لأنه أحق بالرئاسة من الكوردي!  هذه النظرة الدونية العرقية لم تكن موجودة في البلدان الإسلامية قبل مجيء المستعمرين الغربيين، وتقسيمهم لها وفق اتفاقية (سايكس بيكو) الجائرة، التي وزّعت الأمة الكوردية على تركيا وإيران وسوريا والعراق، وكبلتها بقوانين محلية (داخلية)، وعالمية (أممية) قاسية، ما أنزل الله بها من سلطان، وهي ما تزال تئنّ وتعاني دون أن يبدي المجتمع الدولي أدنى تجاوب مع مطالبها المشـروعة، والفرصة الوحيدة التي سنحت لها لتستنشق هواءالحرية، وتستعيد بعضاً من كرامتها المهدورة، كانت بإجراء (الاستفتاء) لمعرفة رأي الشعب في إقليم كوردستان حول البقاء أو الانفصال عن العراق، وهو أبسط الحقوق الطبيعية التي كفلتها كل الشـرائع السماوية والأرضية، ولكن الدول الإقليمية والدولية استكثرت عليه هذا الحق، وعارضته بشدة، وهددت باستعمال القوة لإفشال العملية.. وما يحز في النفس كثيراً، أن نظاماً يدّعي الإسلام، مثل النظام التركي، ورئيساً يزعم أنه يمثل الإسلام، ويراعي حقوق المسلمين، كالرئيس (رجب طيب أردوغان) يقف بشدة بوجه الكورد في سعيهم للتخلص من العبودية، مع أن إقليم كوردستان يعتبر من الناحية الاستراتيجية مجالاً حيوياً مهماً لتركيا، وسداً منيعاً أمام التمدد الإيراني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق