03‏/10‏/2017

الكورد يقررون مصيرهم في استفتاء شعبـي على استقلال كوردستان

تقرير: سرهد أحمد
توجه مواطنو إقليم كوردستان، يوم الاثنين الموافق 25/9/2017 إلى صناديق الاقتراع، للاستفتاء على استقلال إقليم كوردستان عن العراق.
وكانت القيادة السياسية الكوردية قد حددت موعد الاستفتاء قبل ثلاثة أشهر، في ظل شبه انقسام داخلي، حيث رفضت كل من (حركة التغيير) و(الجماعة الإسلامية)، بالإضافة إلى تيار مدني يسمي نفسه (جبهة لا) الاستفتاء، واصفين توقيت إجرائه بـ(غير المناسب).
في المقابل دعم (الاتحاد الإسلامي) و(الحزب الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني)، مع أطراف سياسية أخرى، مشـروع الاستفتاء، مؤكدين تمسكهم به كخيار وفرصة أخيرة لإقامة الدولة الكوردية.
وعلى المستوى الاقليمي، رفضت حكومة بغداد بشدة إجراء الاستفتاء، وتدعم توجهها هذا، كل من إيران، الحليف الأبرز للعراق، وكذلك تركيا، رغم أن الأخيرة ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية متنامية مع الإقليم، لكنها تهدد بإجراءات عقابية إذا أعلن الكورد دولتهم المستقلة في هذا الجزء الجنوبي من كوردستان الكبرى.
وعلى المستوى الدولي، رفض مجلس الأمن الدولي خطوات إقليم كوردستان نحو الاستقلال، وطلب في قرار صدر عنه عقب اجتماع يوم الجمعة الموافق 22/9/2017، القيادة الكوردية بالتخلي عن الاستفتاء، والشروع في حوار جاد مع بغداد لمعالجة الأزمات العالقة.
وسبق ذلك عرضاً تقدم به مبعوث الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي لمحاربة داعش: (بريت ماكغورك)، خلال اجتماعه بـ(مسعود البارزاني)، بحضور ممثلين عن بريطانيا وفرنسا، وتضمن تأجيل الاستفتاء في مقابل بدائل، ومنها الاتفاق مع بغداد برعاية دولية.   
ورافق الرفض الغربي للاستفتاء موقف مماثل من جامعة الدول العربية، وتلا ذلك موقف سعودي يدعو الإقليم للاستجابة للمطالب الدولية والتراجع عن الاستفتاء، بغية قطع الطريق أمام ظهور مشكلات وصراعات في العراق والمنطقة.
من جانبها أكدت القيادة السياسية الكوردية، ممثلة في (المجلس الأعلى للاستفتاء)، على أن البدائل المطروحة لا ترقى إلى مستوى عملي، ولا تقترن بضمانات دولية، مشددة على أن لا رجعة عن الاستفتاء، وستجري العملية في موعدها المقرر.
وبعث (المجلس الأعلى للاستفتاء) وفداً إلى عدة دول أوروبية  لحشد دعم القادة الغربيين، وسبق ذلك إرسال وفد إلى بغداد، لإبلاغها رسمياً بالموقف الكوردي، والقبول من جانبها بهذا الموقف.
ويعبر إقليم كوردستان باستمرار عن امتعاضه لعدم التزام حكومة بغداد بمسؤولياتها تجاه الإقليم، ويتهم بعض الأطراف السياسية العراقية بالإخلال بمبدأ الشراكة والتوافق في إدارة العراق.
ولجأت الحكومة الاتحادية قبل ثلاثة أعوام إلى قطع مستحقات الإقليم المالية من الموازنة العامة، بشكل تسبب بأزمة اقتصادية خانقة، مع وجود حالة حرب ضد (داعش). ورغم جولات من المفاوضات خاضتها وفود كوردية لثني بغداد عن سياساتها العقابية، لكنها لم تثمر عن شيء، ما شكّل بالنتيجة قناعة لدى القيادة السياسية الكوردية بأن الوقت قد حان لفض الشـراكة غير المثمرة مع بغداد، والتوجه نحو الاستقلال في دولة ذات سيادة.
ورغم تزايد التهديدات الإقليمية والضغوط الدولية، إلا أن الموقف الرسمي والشعبـي الكوردي متماسك، إذ اتفق الجميع على أن التراجع عن الاستفتاء هو انتحار سياسي، ووأد لحلم إقامة الدولة الكوردية.
وشهدت غالبية المدن الكوردستانية تجمعات جماهيرية حاشدة دعماً للاستقلال، آخرها كان في (أربيل)، حيث حضـرها الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين) الأمين العام لـ(الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، يوم الجمعة الموافق 22/9/2017، إلى جانب قيادات سياسية كوردية، يتقدمهم السيد (مسعود البارزاني) رئيس (الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، والسيد(كوسرت رسول علي) النائب الأول لسكرتير (الاتحاد الوطني الكوردستاني)، وعدد آخر من المسؤولين الحزبيين والحكوميين.
ويدعم (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) وأمينه العام الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين)، بقوة، إجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان عن العراق، وإقامة الدولة الكوردية.

وكان الأستاذ الأمين العام قد قال في رسالة تهنئة وجهها إلى مسلمي كوردستان والعالم، بمناسبة ذكرى هجرة الرسول المباركة، وحلول العام الهجري الجديد: إن الوقت قد حان ليعترف المجتمع الدولي والدولة العراقية بحق الكورد في تقرير مصيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق