02‏/04‏/2018

آراء العلامة (ناصر سبحاني) حول فهم التصورات والقيم الدينية

د. عمر عبد العزيز
تنويه
كلفتني إدارة مجلة الحوار أن أكتب حول المشروع الفكري للعلامة الأستاذ (ناصر سبحاني) رحمه الله، الذي وفقني الله لرفقته حوالي تسع سنوات، ولقد اخترت العنوان أعلاه، كونه يمثل المنطلق الفكري للمرحوم، وسوف أعرض –بمشيئة الله- بعض تصوراته ورؤاه، في حلقات، تتضمن الحديث عن أسس التصورات الدينية من منظور العلامة (سبحاني)، ورأيه حول المذاهب الفكرية والعقدية، وفي علم الكلام والمتكلمين، والفلسفة والفلاسفة، وكذلك رأيه حول أسس القيم الدينية، ومصادر معرفة الإنسان في نظره.. وبالله التوفيق.

مدخل عام
في بداية عرض التفاصيل تلك، لا بد من ذكر حقيقة سيكون للاطلاع عليها تأثير كبير على معرفة شخصية الأستاذ (سبحاني) وتميّزه، وهي: أنه لم يحدث له أي تغيير فكري مفاجئ في حياته، كما يتبادر إلى ذهن من قرأ ترجمة حياته بسطحيّة، بل من المؤكد أن فكره قد تبلور عقب تأثيرات وتراكمات بيئية وسياسية واجتماعية.. فولادته من أبوين صالحين، وترعرعه وسط عائلة ملتزمة، ونشأته في الريف الكوردي، حيث نزاهة الفطرة، وبراءة الفكرة، ونقاء السريرة، وروعة الخلق، من جانب، وظلم الحكم المحلي، وانعدام العدالة الاجتماعية، وتخلّف المؤسسات العلمية، من جانب آخر، وتبعات التطورات السياسية المتراكمة في حياته، من جانب آخر، كل ذلك قد أثر في صياغة شخصية (سبحاني)، وتركيبة فكره، وتصوراته..
ولقد اتسم فكره بالعمق والأصالة في المنهج، و(الأكاديمية) والمعاصرة في الأسلوب، كما تميّزت أبحاثه ودراساته وتناولاته، بالتجديد والجرأة، نوعاً وكيفاً، والتنوّع والكثرة، كمّاً ومقداراً.. لذا لا أظن مفكراً، في بلد كإيران، ستثير أفكاره جدلاً وسجالات في الأوساط العلمية والثقافية كـ(ناصر سبحاني)، الذي لم يُعرف كما هو لحد الآن، وأرجو أن يُعرف جانب من قدره بعد نشر هذه المقالات، متزامناً مع نشر عدد من نتاجاته الفكرية.
إن أفكاره ونظرياته - بكل تأكيد - ستقوّي وتغذي الجهود النقدية، وستفتح آفاق التجديد الفكري للكثيرين، على الأقل في المحيط العلمي الخاص ببيئته، أو لدى من سيقرأ عنه، ويتعرّف عليه، خاصة في الإطار الفكري الذي رسمته بصماته، والمجالات الثقافية التي تناولتها دروسه ومحاضراته. وأنا على يقين بأن الكتابات والأبحاث حوله- سواء تأييداً ودعماً ومناصرة، أو رداً ونقداً واعتراضاً- ستنهال عليه، وأن الحديث حول نظرياته سيتصدر مجالس أهل العلم والتحقيق، لا سيما إذا لم تتم الإحاطة بفكره، ولم يتم التعرّف عليه كما هو.
وسأتناول - بإذن الله -، في المقالات التي عزمت على تحريرها، نظرياته في ستة أمور مهمة جدّاً، تتعلق بصلب التصورات والقيم الدينية، بدءاً بتوضيح أسّ التصورات عنده، ورأيه حول المذاهب الفكرية، والعَقَديّة، ومروراً برأيه في الفلسفة والفلاسفة في الأمة الإسلامية، وعلم الكلام والمتكلمين، وانتهاء برأيه حول أسس القيم الدينية، ومصادر معرفة الإنسان، كما استقرأها هو من وجهة نظره القرآنية.

أساس التصورات الدينية في فهم العلامة (سبحاني)
أولاً/ منهجيته في تناول موضوع التصورات الدينية:
أستطيع الجزم بالقول بأن الأستاذ (سبحاني) قد انفرد- سواء من حيث الفهم والتصور، أو من حيث التناول والعرض والدراسة، والتأصيل القرآني- في تناوله لتحديد أسّ التصورات الدينية، فهو- رغم دراسته التقليدية في المدارس الشـرعية في قرى (كوردستان)- أستاذ في عرض مسائل العقيدة، برؤية قرآنية أصيلة، يزيّنها أسلوب عصري ممتاز.
 أما رؤيته فواضحة بعيدة عن الضبابية والغموض، وأما أسلوبه فمبسط بعيد عن التعقيد، على خلاف كثير مما ورد في كتب علم الكلام، وأحاديث المتفلسفين، والمتكلمين.
وكان هاديه وبرهانه- فيما وصل إليه، في ذلك المجال وغيره- كتاب الله سبحانه، بالدرجة الأساسية. لقد كان- رحمه الله- شديد التمسك بالاستشهاد بقوله سبحانه: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف/54]. ويرى أن هذه الآية- التي تحصـر مهمة الخلق والأمر في الكون، في الذات الإلهية- توضح أساس التصورات والقيم الدينية. والأولى أن ندعه يشرح لنا هذه الحقيقة. يقول- رحمه الله- بالنص: "إن مما لا يماري فيه من له بالدين علمٌ، أن أساس التصورات والقيم الدينية، العلمُ بأن ربنا تعالى: (له الخلق والأمر) [الأعراف/ 54]، فعلى ذلك تنبني، وإليه ترجع، كل تصورات المؤمن عن الله سبحانه والكون والإنسان والحياة، تلك التصورات التي قد هداه الله إليها، وكل قيمه التي قد جعلها الله له موازين يرجع إليها، فيما يَعرف وينكر، ويحبّ ويبغض، ويأتي ويذر. ومن ذلك- أيضاً- يجب أن ينطلق في البحث عن كل موضوع من المواضيع الدينية، وإليه ينبغي أن ينتهي، وإلا فإنه من الجهل يكون الانطلاق، وإلى الجهل يكون الانتهاء.."[1]
أما كيف يحصل الإنسان على التصورات عن الله - سبحانه - والكون والإنسان والحياة؟ وما هو الطريق إليها؟ فيقول في توضيح ذلك: "أما التصورات، فالطريق إليها الحياة في ظلال القرآن، حيث لم يترك كتاب الله صغيراً أو كبيراً إلا وجاء فيه ما ينبغي من البيان، فلم يبق للإنسان - من ثمة- إلا أن يلقي السمع إلى الهدى، يبيّن له كل ما لا بد لمن يريد أن يعبد الله حق عبادته أن يعرفه ويؤمن به"[2].
هكذا جعل (سبحاني) من كلام الله نبراساً أمامه، رافضاً أساليب المتكلمين- فضلاً عن المتفلسفين- المتأثرين بالمناهج اليونانية القديمة فيما يتعلق بالتصورات حول الكون والحياة والإنسان. وسأتناول، فيما يلي من المقالات، هذه الأمور بشـيء من الإيضاح بإذن الله، بنقل تصور الشهيد مباشرة تجاه تلك الأمور، وعرض موقفه الرافض للمناهج الفلسفية والكلامية التي أشرنا إليها.
  ثانياً/أساس التصور الديني حول الله سبحانه والإنسان والكون والحياة:
لقد حاول العلامة (ناصر سبحاني) أن يستجمع، عن طريق الاستقراء المباشر، جميع الآيات التي تتعلق بـ(الخَلْق)، ثم جميع الآيات التي تتعلق بما سماه القرآن بـ(التسوية) و(التقدير)، ثم (الهداية)، ومعاني كل منها، ليرسم خطوات ومراحل عملية الخلق، وما يليه في الكون والحياة، كمقدمة لوضع تصور ديني (قرآني) حول الإنسان، ووظيفته الأساسية في هذا الكون. يقول (سبحاني) - باختصار وتركيز- حول هذا الموضوع:
   "أراد الله - تعالى- أن تكون سماوات، وأرض، وأشياء بينهما، وهو عالم بتصميم ما أراد. فبدأ بتكوين المادة الأولى، فقال للماء: كُنْ، فكان. ثم جعل من ذلك الماء ما قد سمّاه الدخان. ثم خلق من ذلك الدخان السموات والأرض، وما بينهما، أي عيّن لكل سماء، وكل شيء قدراً، - وعن هذا يعبّر بعبارة (خلق) في أصل الوضع، و(برأ) – أيْ: فصّل، بسنن وضعها- مادة كلٍّ كما قدّر، و(صوّر) كلاً بصورة، و(سوّاه)، أي جعله مستوياً، هو وما كان في علمه من التصميم. و(قدّر) كلاًّ، أي أعطى مادته قدراً من القوة، والخاصية، تصير به إلى ما أراد. وبعد أن أعطى ربنا الذي له الخلق كلّ شيء خلقه، (هدى) كلاًّ، وبيّن له سبيلاً يسلكها، لا يعوقه عن سلوكها غيره، بل لا يكون بالسالكين- وهم من الكثرة بحيث لا يحصيهم إلا الله- إلا التعاون في المصير إلى الله. فإن صيرورة كلّ مخلوق، وحركته، التي يريدها الله- تعالى- منه، ليست إلا أمراً ناشئاً عمّا قد أعطي من الخلق، ولم يُعطَ مخلوق من المخلوقات من الخلق إلا ما يتناسق وسائر المخلوقات، مما لا يتأتى منه غير تعاون السالكين الصائرين. قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر/٢٤]، وقال: {الذي خلق فسوى. والذي قدّر فهدى} [الأعلى/ ٢ –٣][3].
   ولا شك في أن (سبحاني) استند على القرآن الكريم في إثبات هذه القضايا التي أوردها، بدءاً بـ(الخلق)، وانتهاءً بـ(الهداية). فلقد ورد ذكر الخلق في أكثر من مائتي موقعاً في القرآن، معظمها لإثبات خالقية الله، وأن الله سبحانه: (يبدأ الخلق)، الآيات: (4) و (24) يونس، و(64) النحل، و (11) و(27) الروم)، وآيات أخرى بصيغ أخر، تؤكد على القضية نفسها، كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [العنكبوت/١٩]، وقوله: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌﱠ} العنكبوت/20، وقوله: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة/ ٧] وغيرها.
يقول العلامة (سبحاني)، في سياق قصة خلق آدم عليه السلام: "لما شاء الله- سبحانه- أن يخلق الكون، قدّر بعلمه ما قدّر، تقديراً يناسب عظمته، ويناسب عملية الخلق الذي أراده.. ثم قضى ما قدّر، أي نفّذ العملية، فبدأ بخلق المواد الأولى، ثم خلق ذرات الكون، والسموات والأرض، وما بينهما، كل ذلك في ستة أيام- أي في ست مراحل زمنية خاصة، وليست كأيامنا- يوضح القرآن نفسه هذا في بعض آياته، فيقول مثلاً: {َيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج/ 47]، والألف أيضاً للكثرة، لا للتحديد[4]. ثم خلق الله الإنسان في اليوم الأخير- أي المرحلة الزمنية الأخيرة- وهذا دليل على أن الله هيأ للإنسان، وحضّـر له كل المستلزمات التي تتطلبها مهمة الخلافة التي أنيط الإنسان بها[5]. أما بدء الله ـ سبحانه ـ بتكوين الماء (المادة الأولى)، فمستنده فيه قوله ـ تعالى ـ : {هوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد/٤]، مرتبطاً بقوله في آية أخرى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [هود/٧]، فهذه الآية الثانية تؤكد أن خلق الماء قد سبق خلق السموات والأرض، حيث كان عرشه ـ جلّ وعلا ـ عليه، كينونة لا يعلمها إلا هو، فضلاً عن آيات أخر تؤكد أسبقية الماء، كقوله ـ تعالى ـ : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء/٣٠، وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ} [النور/٤٥].
أما دليله على أن السموات خُلقت من الدخان بعد الأرض، فقوله - تعالى-: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت/٩]، إلى قوله بعد ذلك: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت/١١-12][6]. ودليله على أن الله قد هدى كل ما خلق، وبيّن لكل مخلوق سبيلاً يسلكها، فآيات كثر، منها قوله –تعالى-: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت/١٢]، وقوله: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان/ ٢]، وقوله جل جلاله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} [الأعلى/١-٣][7].
إن حقيقة إثبات خالقية الله للكون، وما فيه من الحياة والمخلوقات، ترد النظرية المادية التي تعد أقدم نظرية تاريخية شغلت أذهان الناس قروناً، هذه النظرية العقيمة التي تدّعي أزلية المادة جزافاً، ودون أيّ سند علمي. وكذلك تردّ وتنقض نظرية التطور - التي روّج لها الملحدون عقوداً وملئوا بها المناهج الدراسية-، أمام الحقيقة القرآنية التي تثبت حداثة المادة، ومخلوقيتها. فالقوانين الفيزيائية والكيميائية الحديثة - قاطبة - تعارض النظرية المادية من الأساس، فلقد عجز العلم الطبيعي - بكل أقسامه، وجميع مختبراته، وأعاظم أنصاره - عن تفسير سرّ الحياة في خلية واحدة، لأيّ كائن حي، وعجز عن شرح كيفية تشكل (بروتون) واحد، فضلاً عن أسرار الإنسان المدهشة، وسعة الكون اللامتناهية، وما فيه من أسرار قد عجزت العلماء عن إحصائها وعدّها.
ولقد "أجريت حفريات وتنقيبات كثيرة جداً، منذ منتصف القرن التاسع عشـر وحتى الآن، ولكن لم يعثر على أي من هذه الأشكال الانتقالية التي تتخمنها النظرية الداروينية. وقد أثبتت المتحجرات، التي تم الحصول عليها نتيجة الحفريات، عكس ما كان يتوقعه الداروينيون"[8].
ولو طالعنا الحقائق العلمية، التي أكّدتها التجارب المختبرية والمشاهدات العلمية  - لا سيما في العقود الأخيرة - كنظرية التمدّد الكوني، وسعة الكون وسرعته، أو كجاذبية الأرض، وقوتها، وما فيها من أسرار الجبال الشاهقة، والبروج السماوية العالية، والمحيطات الهائلة، وتأثيرها على حفظ توازن الكرة الأرضية، وحركة النجوم، والشموس، ومداراتها، ودقة التوازن في المجموعة الشمسية، أو سرّ الحياة في الخلية الحية، وأسرار الحامض النووي (D.N.Aالذي أدهش العلماء، وكذلك مثل الانسجام المذهل بين (الألكترون) و(البروتون)- لو طالعنا تلك الحقائق المليئة بالدقة والجمال والنظام والكمال، لتيقّننا بأن التصور الديني، الذي لخّصه (سبحاني) فيما نقلناه، هو وحده التصور الصحيح تجاه الكون الرحب وما فيه، ولرأينا مصداقية قوله سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَـرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك/ ٣ – ٤].
ثالثا/ التصور الديني حول الإنسان ووظيفته في الكون:
أما التصور الديني حول الإنسان - في نظر العلامة (سبحاني)- فهو أنه من نوع المخلوقات التي أعطيت قدرتين عظيمتين، تتمثلان في قوتي (العلم) و(الإرادة)، واللتين بهما يتميز الإنسان عن المخلوقات الأخر التي لم تعط ذلك. يقول في ذلك: ".. بعد أن بيّنا المراد من قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}، مشيرين إلى أن (الخلق) هنا مستعمل في جميع ما ذكر من تعيين (القدر) و(البرء) و(التصوير) و(التسوية) و(التقدير)، وأن (الأمر) عبارة عما عُبّر عنه في بعض الآيات بـ(الهداية)، نقول: إن أمره - تعالى- على قسمين: فإنه - تعالى- جعل المخلوقات في عطاء القدرات فريقين: فريقاً لم يعط أحد منها- فيما أعطاه- قوة يتصور بها أكثر من سبيل واحدة، أو يختار بها واحدة من السبل المتصورات، أيْ لم يعطه علماً ولا إرادة. وفريقاً جعل لهم قوة العلم وقوة الإرادة. فأما ما ليس متحلّياً بالقوتين، فليس أمره إلا أمر تكوين وتسخير، وأما ذوو العلم والإرادة- وهم قليل مما خلق، ومنهم البشر- فمع كونهم مشتركين مع الأولين في كونهم مأمورين- فيما لا يتعلق بالعلم والإرادة- أمر تسخير، يكونون مخاطبين- في دائرة العلم والإرادة- خطاب تشـريع، ومأمورين أمر ابتلاء، (وكما يعبّر عن مطلق الأمر بالهداية، يعبّر عن أمر التسخير، بالهداية التسخيرية، وعن أمر الابتلاء بالهداية التشريعية)[9]. أما عن كيفية قوة العلم لدى الإنسان، ومم تتكون؟ وقوة الإرادة لديه، وماهيتها، وأين تقف من قوة العلم؟ فالحديث عنها- لدى (سبحاني)- ذو شجون، وستكون لنا عودة في إلقاء الضوء عليها في مقال خاص، إن شاء الله.
وحول خصوصيات مخلوقات الكون - ومن بينها الإنسان- يقول العلامة (سبحاني): "لما خلق الله الذرات الأولية للكون، أعطى لكل عنصر منها مهمات خاصة به، لكي يتحرك نحو الكلام وفق تلك السمات والخصوصيات. فمثلاً: أعطى خصوصية لعنصـر (الأوكسجين) و(الهايدروجين)، بحيث إذا التقى ذرتان من الثاني، مع ذرة عنصـر من الأول، في ظروف خاصة، ينتج عنهما عنصـر جديد أكمل منهما، وهو (الماء). وهكذا تكوّن من مكونات العناصر الأساسية جميع أنواع المعادن والمخلوقات في الكون، إلى أن استقرت الأرض على ما هي عليه من الحالة القائمة، وبقي للإنسان أن يقوم بدوره لإعمارها. فمثلاً: لم تبق مرحلة أخرى لمادة مثل (البترول)، النفط الخام الذي في جوف الأرض، كي يتحوّل إليها، بمعنى أنه لو بقي النفط الخام آلاف السنين، فلا تتحول من تلقاء نفسها إلى مادة أخرى أكثر تطوّراً، كأن يصير مادة (بلاستيكية) مثلاً. وكذلك الحال بالنسبة للحديد، وغيره من المعادن.. ثم، لما كان لله الخالق سبحانه الكمال المطلق، فلا بد أن يتحلى مخلوقه، المأمور بخلافته، بالكمال المناسب له. وفي هذا المقطع والسياق من عمر الكون، خلق الله الإنسان موكلاً إليه مهمة الاستمرار في عملية التقدّم نحو الكمال، بما أودع فيه من القوى والاستعدادات، وهيأ له المستلزمات في ذاته، جسماً وروحاً وإرادة".
ولقد ذكر الله، في سورة البقرة، ذلك التسلسل الزمني، وتلك المراحل، بوضوح، لما قال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [ البقرة/٢٩]، وقال سبحانه بعد ذلك مباشرة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُ ما لا تعلمون} [البقرة/٣٠][10]
واستكمالاً لرؤيته حول خلق الإنسان، وبالتالي تحديد تصوّره المستنبط من القرآن حول أول بشر خلقه الله، وهل كان قبل (آدم) - عليه السلام - جنس آخر من البشر، أو شبيه له، أرى من الضروري نقل جانب مما قاله (سبحاني) في هذا الموضوع، على ضوء بعض الآيات القرآنية. قال رحمه الله: "ظاهر القرآن يوحي بأنه لم يكن هناك جنس آخر من نوع البشـر قبل آدم، بالخصوصيات الموجودة الآن في بني آدم. كما أن ظاهر القرآن لا ينفي- في الوقت نفسه- وجود نوع آخر من البشر، ولكن بخصوصيات غير خصوصيات هذا الإنسان من ذرية آدم". أما حول ما يقال بأن قول الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة/٣٠]- في سياق ذكر جعل الله خليفة له في الأرض- دليل على أنه كان هناك نوع آخر من جنس البشـر قبل آدم، وإلا كيف علموا أن الإنسان سيقوم بالفساد وسفك الدماء.. فيعالجه الشهيد (ناصر) بسهولة بالغة، قائلاً: "لدرك أية حقيقة في القرآن الكريم، لا بد من استجماع كل الآيات التي تتحدث عن تلك الحقيقة المبتغاة. ولقد ذكر الله قصة خلق آدم عليه السلام في سبع سور في القرآن الكريم"[11].. وذكر في تلك السور أنه سيخلق بشراً من طين، وأنه ينفخ فيه من روحه، مما ينبئ بأنه – سبحانه - قد تحدّث مع الملائكة عن طبيعة هذا المخلوق الجديد الذي سيتكون من الجسم والروح. ومن هنا استنبط الملائكة أن طبيعة ذلك المخلوق ليست نورانية مثلهم، بل أنه فيه من الخصائص المادية التي قد تجعله يفسد ويسفك الدماء"[12].
ولقد استخلص (سبحاني)- بعد عرض استقرائي لحقيقة الخلق- تصوّره عن الكون قائلاً: "هكذا جاءت السموات والأرض، وما بينهما، جهازاً واحداً، متعدد الأجزاء، متكاملاً، لكل جزء من أجزائه المسخّرة حركة تناسبه في خلقه وبرئه وتصويره وتسويته وتقديره، وتتناسق -كذلك- مع حركات سائر الأجزاء (وذلك أنه لم يُعطَ جزء من الأجزاء من القوة إلا ما يناسب ما أعطي غيره، وحركة كل جزء ناشئة من قوته، ولا تكون الحركات الناشئة من القوى إلا متناسقة)، حركة إلى مصير، يتكون منه ومن مصائر سائر الأجزاء، مصير جهاز هذا الكون المتألف المتّوحّد"[13]..
   رابعاً/ ركائز التصور الإسلامي في تحديد العلاقة بين الإنسان وغيره:
حول تنسيق العلاقة بين الإنسان وغيره، ونوع العلاقة بين الله الخالق الآمر سبحانه، والإنسان المخلوق المأمور، من جانب، والحكمة من حياته، وعلاقته مع الكون الذي حوله، من جانب آخر- رأى (سبحاني) - من خلال عملية استقرائية قام بها - أن التصور الإسلامي يرتكز على أربع ركائز، هي: "1-علاقة الإنسان مع الله 2- علاقة الإنسان مع نفسه 3-علاقته مع الكون 4- تصوره لمفهوم الحياة".. وتوضيح ذلك كما يلي:
1ـ إن العلاقة بين الله والإنسان ترتكز على قاعدة أن الله هو الخالق الآمر، وأن الإنسان هو المخلوق المأمور، بناء على ما ورد في قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف/ ٥٤]، وذلك بالعبودية الخالصة لله سبحانه، وهي- كما عرّفها العلامة (سبحاني): "إطاعة أمر الله في استخدام ما قد وهب من القوى والطاقات، واستعمال ما قد آتى من النّعم والأسباب"[14]. ثم بعد العبودية تلك، تأتي الاستعانة، التي هي الشطر المكمل لما على الإنسان تجاه ربّه.
2- أما علاقة الإنسان مع نفسه: فتنبني على أساس أنه بما أن هناك عنصـرين في داخل الإنسان، وهما عنصرا الخير والشر، فلا بد للإنسان- بعد أن اتضحت له كلتا القوتان، ولكي تنمو فيه قوة الخير، وتخبو فيه صفات الشر- أن يسعى لتزكية نفسه، كي تتغلب قوة الخير فيه على قوة الشر، وبذلك تتصف بالصفات الربانية. إذاً علاقة الإنسان مع نفسه ترتكز على (التزكية)، بمعنى تخلية نفسه من آثار قوة الشر، وتحليتها بالصفات الحسنة.
3- أما علاقة الإنسان بالكون: فترتكز على أساس أن جميع ما في الأرض، وما في السماوات، مسخّر لخدمة الإنسان، لكي يقوم بواجب الخلافة المنوطة به. (من هنا يتبين خطأ بعض المقولات التي وفدت إلى مجتمعاتنا من الغرب، كقولهم: (غضب الطبيعة)، أثناء حدوث بعض الكوارث، أو مقولة (قهر الطبيعة)، أثناء بعض الانتصارات العلمية أو الاكتشافات المهمة، كأنه هناك صراع بين الإنسان والكون، فيغلب الإنسان الكون أحياناً، وأحياناً يغلبه الكون. بينما يؤكد القرآن الانسجام التام بين الكون والإنسان، لكي يستفيد الإنسان مما فيه لأداء مهمته.
4- أما التصور القرآني لمفهوم الحياة: فيعني أن الإنسان مكلف بواجب الخلافة في حياته. والخلافة تعني: تلقي المنهج الإلهي، والالتزام به- سواء فيما يتعلق بنفسه، أي: فيما يتعلق بتزكيته، أو فيما يتعلق بالأرض، بإعمارها. هذه هي الحياة (في التصور القرآني)، وبهذا يكون للإنسان الجزاء الحسن، إن التزم بذلك، والعقاب، إن لم يلتزم به. وبعبارة أخرى: مفهوم الحياة يساوي الابتلاء الذي يخلف عُقْبَيَيْنِ لا ثالث لهما: إما الثواب، وإما العقاب"[15].
وإلى لقاء آخر، ومقال جديد حول رأي العلامة (سبحاني) في المذاهب الفكرية والعقدية، وحركة ترجمة العلوم اليونانية إلى العربية، ونشوء الفِرَق في التاريخ الإسلامي، وملابسات نشوئها، وموقف العلامة (سبحاني) من الحكم على الفرق والمذاهب.



[1]ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، السليمانية (العراق)، مؤسسة برهم، ط1، 1428ه/ 2007م، ص: 14. وأكد على المفهوم نفسه في: أسس التصورات والقيم، ص: 11، وأماكن كثيرة من رسائله ودروسه.
[2] ناصر سبحاني، الابتداع في الدين، السليمانية، مؤسسة برهم، ط1، 1430ه/ 2009 م، ص: 11.
[3] المصدر السابق: ص: 14.
[4] فسر القرطبي اليوم– في الآية- بأنه ".. ليس بيوم يستوعب نهاراً بين ليلتين، لأن ذلك ليست عند الله، والعرب قد تعبّر عن مدة العصر باليوم". وما قاله العلامة (سبحاني) قريب من هذا. انظر: القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1416ه/ 1995 م، 14/88.
[5] ناصر سبحاني، دروس حول قصة آدم عليه السلام، (صوتيات في 8 ساعات). سنندج (إيران)، 1985م.
[6] حول أصل الكون، وخلق السموات والأرض، ومنشئهما، وحقيقة الماء والدخان، تقترب النظريات العلمية من الإشارات القرآنية إلى حد كبير. فحول منشأ الماء، هناك نظرية علمية تفيد بأن الماء أتى إلى الأرض من خارج الكرة الأرضية، من خلال تفاعلات بين جسيمات ذات طاقة تحتوي على ذرات (هايدروجينية)، مع (ألكترونات) في جو الأرض، حيث يتصور العلماء الطبيعيون بأن المحيطات تشكلت على إثر ذلك. قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} المؤمنون/ 18. ونظرية أخرى ترى أن الماء أرضية المنشأ، نشأ إثر انصهارات حدثت بعامل حرارة التفكك الإشعاعي. (ينظر للمزيد: يوسف الحاج أحد: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، دمشق، دار ابن حجر، ط2، 2007م، ص: 30-431). والنظرية الأولى قريبة مما قاله معظم المفسـرين في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ..} هود/٧، نقلا عن ابن عباس من" أن الماء كان على متن الريح". ينظر مثلاً: الطبري، في تفسيره: جامع البيان،5/12، والقرطبي، في الجامع لأحكام القرآن، 9/8، والزمخشـري، في الكشاف، بيروت، دار المعرفة، ط2، 1426ه/2005م، ص: 477، وابن الجوزي، في تفسيره: زاد الميسـر، بيروت، وابن حزم، 1423ه/2002م، ص643.
أما حول نظرية الخلق عموماً: فاتضح من خلال  دراسة طبقات الأرض والمتحجّرات - في العقود الأخيرة- أن كل الكائنات الحية قد ظهرت في وقت واحد، فلقد ظهرت الكائنات الحية - التي اكتشفت في طبقة العصـر الكاميري- فجأة في سجل المتحجرات، أي ليس لها أسلاف سابقون، مما يفنّد نظرية التطور بالكامل. ينظر لذلك: هارون يحيى، خديعة التطور، دار آرامشتر، إسطنبول، 1424ه/ 2003م، ص48. 
[7] ناصر سبحاني، دروس حول قصة آدم عليه السلام، (في8 ساعة). سنندج (إيران)، 1985م.
[8] هارون يحيى، الروعة في كل مكان، أسطنبول، دار نشر آرامشتر، 2003م، ص: 134.
[9] ناصر سبحاني، أسس التصورات والقيم، ص: 16.
[10] ناصر سبحاني، دروس حول قصة آدم وخلق الإنسان، (8 ساعة).
[11] الصواب أن ذكر آدم عليه السلام، وقصته، قد ورد بصورة مباشرة - أي بذكر كلمة آدم- في تسع سور، هي: البقرة، وآل عمران، والمائدة، والأعراف، ومريم، والإسراء، والكهف، وطه، ويس. عدا ما ورد عنه في سور أخرى من دون ذكر اسم آدم، كسور: الحجر، و ص، والسجدة، وغيرها.
[12] ناصر سبحاني، دروس حول قصة آدم وخلق الإنسان، (8 ساعة).
[13] ناصر سبحاني، الولاية والإمامة، ص: 20.
[14] المصدر نفسه، ص114.
[15] ناصر سبحاني، دروس حول قصة آدم وخلق الإنسان، (8 ساعات).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق