02‏/04‏/2018

لمحة عن حياة الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين) ونتاجاته الفكرية والأدبية والسياسية


د. عبد اللطيف ياسين
بعد الانتفاضة الكوردية في بداية التسعينيات من القرن المنصرم، وتغير هيكلة السياسة في العراق، وبروز وجوه جديدة على الساحة، لم تكن كوردستان بمعزل عن هذه التغيرات والتحولات، إن لم أقل إنها كانت منبع وبداية التحولات والتغيرات.. كانت التحولات السياسية والضغوطات جميعها تمارس على أرض كوردستان، فأول انتخابات - بعيداً عن متناول الحزب الحاكم في بغداد - جرت في كوردستان، في 19/5/1992، وتشكيل أول كابينة وزارية أيضاً كان في كوردستان، وإطلاق اسم أول كيان سياسي، وبنائه، كان أيضاً في كوردستان، إذ أصبحت كوردستان إقليماً شبه مستقل، وتحت رعاية دولية، وبمباركة عالمية..
والحديث هنا عن الوجوه السياسية المؤثرة على الساحة.. فهناك الكثيرون مِمّن كان لهم دور وحضور سياسي، قبل وبعد الانتفاضة عام 1991، وكانوا معروفين على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأصبحوا – بعد الانتفاضة - ذا أثر
فعّال وحضور مهيب.. ومن بين هذه التحوّلات السريعة، والكبيرة، والكثيرة، تمّ إعلان حزب جديد باسم (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) في 6/2/1994.. جديد في كل شيء؛ في اتجاهه، وتصوراته، وشخصياته، وتاريخه، وأسلوب تعامله مع الواقع السياسي.. هو جديد بكلّ ما تحمله الكلمة.. ومن أكثر الشخصيات التي كان لها دور فاعِل ومؤثر في بناء هذا الحزب، وقاد مسيرته لأكثر من عشرين عاماً، الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين)..
وبعد سقوط النظام العراقي (عام 2003) اتسعت دائرة العمل السياسي، وذهب الأستاذ صلاح الدين إلى (بغداد)، وأصبح أحد أعضاء (مجلس الحكم) في عهد (بول بريمر).. وقد ذكره (بريمر) في كتابه، - وقد تناولت هذا الموضوع في مقال مستقل – وقد كتب الأستاذ صلاح الدين بعد ذلك كتاباً بعنوان (محطات سياسية)، وهو الكتاب الذي يُلخّص حياته في تلك المرحلة، وما بعدها.. وبعد هذا أصبح نجم الأستاذ صلاح الدين يلوح في الأفق، بسبب معرفته من قبل الأمريكيين، والتحالف الدولي، والدول الأجنبية الأخرى، ناهيك عن دول الإقليم، حيث العلاقة كانت أكثر نصوعاً، لأسباب نوردها في مكانها.
في المؤتمر السادس (مارس 2016) لم يرشح نفسه لقيادة الحزب، واختار المكوث والاعتكاف على التأليف والكتابة. ومضت الأعوام الأربعة، وحان موعد المؤتمر السابع، ورشّح نفسه، وعاد أميناً عاماً.. هذا، بعد أن جلس على كرسيه ثمانية عشر عاماً، واستأنف العمل السياسي، وقاد الحزب تحت شعار جديد في 1/6/2016م، وكانت الأهداف والجهود تسير نحو أهداف ثلاثة:
الأول: الحفاظ على وحدة الحزب، بعد أن تعرّض لهزّات عنيفة، واهتزازات مُربكة، في مسار الحزب، على الصعيد الحركي.
ثانياً: ضم الإسلاميين وجمعهم تحت قبّة واحدة، وعنوان واحِد، بعيداً عن الانحراف والانزلاقات الفكرية، وتجنيب الحركة الإسلامية من الاستدراج إلى دائرة التطرّف والغلوّ والعنف.
ثالثاً: المصالحة الوطنية، ولمّ شمل البيت الكوردي، وتوحيد الصفوف أمام الآخر.


هذه النقاط الثلاثة لا تقل حملاً ووزناً من جبال راسيات، لأنها تتعامل مع سايكولوجية الفرد الكوردي، التي أصبحت عرضة لآلاف الصدمات والاهتزازات والتعرية والمدّ والجزر، حيث اختلطت مع فهم الكوردي للحياة والحرية. ففي جميع النقاط يتعامل الأستاذ مع نفسيّة الفرد الكوردي، بكلّ ما تحمله من الترسّبات الزمنية التي أثقلت كاهله.
أصبح الأستاذ يتعامل مع تاريخ شعبٍ هزّه غدرُ الصديق، وخيانة الأخ، وصدمه الجوعُ على أرضهِ الغنيّة بالثروات، وعبوديته على أهازيج الحريّة المسلوبة، والتبعية على صفيح الاستقلال المزعوم. فالمواطِن الكوردي وجد نفسه - في هذهِ الأجواء المشحونة - مكسور الجناح، مهضوم الحقوق، فاقد الثقة، وقد تلطّخت صورته بألوان غامقة، حتى أنّك لا تجد فرداً كوردياً قد تربّى بمعزل عن هذه الالآم .
ونحنُ إذا بدأنا بدراسة شخصية الأستاذ صلاح الدين، نرى أننا أمام شخصٍ هادئ الطبع، قليل الكلام، والطعام، يزن كلامه، ويقيس خطواتِه، ويبيّن اتجاهه في الجلسات والمجالس والاجتماعات. وكثيراً ما أصف كلماته بأنها لبنات توضع بعضها إلى بعض، ولا تستدرك الصورة إلا في حال إتمام الموضوع. وفي سياقات الحديث، قد يحب أحد جلسائه أن يضيف تعقيباً أو توضيحاً لأمر ما، ولكن يتفاجأ عندما يسمع الأستاذ يضيف أو يبيّن ما دار بخلده.
ودراسة شخصيةٍ كشخصية الأستاذ تفرض علينا، من الناحية العلمية والأكاديمية والتوثيقية، أن نلمّ بجميع الجوانب، بدءاً من النشأة، والدراسة، والبيئة الاجتماعية والفكرية والعلمية والسياسية. ودراسة المحطات التي نزل بمنزلها، كتكملة الدراسة، والهجرة إلى إيران، ولقاءاته مع شخصياتٍ بارزة، ودوره في تربية الإنسان، وبعد ذلك الانتفاضة الكوردية، وإعلان الاتحاد الإسلامي، وإنجازات هذا الحزب في العملية السياسية والاجتماعية والفكرية، وأثر الأستاذ على هذا الحزب.
ولكننا لن نستطيع أن نوفي هذه الجوانب جميعاً حقها، ولذلك سأسعى في هذا المقال إلى التعريف بجانب من جوانب شخصيته، هو الجانب الأدبي. فهو يتميّز بكونه كاتباً مُتمرساً، وله مشوار أدبي، وإنتاجات ثرية، ومؤلفات معمّقة، وفي مجالات واسعة. وفي هذا المقال أستعرض الكتب التي ألفها الأستاذ، وتم طبعها، أو الجاهزة للطبع.
 1- مولانا الرومي[1]: لا أعتقد أن هناك - من بين النخبة المثقفة على صعيد العالم - أحداً لا يعلم من هو مولانا الرومي.. وعندما نرى أحد القادة السياسيين للعمل الإسلامي يُؤلّف كتاباً عن حياة شخصية عالميّة كمولانا الرومي، والاتجاه الفكري له، فهذا يدلّ على سعة الثقافة، وعُمق الرؤية، ورقاقة القلب.. فمحور أفكار الرومي تعبير عن إنسانية الإنسان، والغور في أعماقه، والانسياق مع تطلعاته.. فهو الصوفي الإنساني. ولا نستغرب عندما نرى الأستاذ يمضي بعيداً مع آفاق أشعار الرومي - رحمه الله-، حتى أنني كثيراً ما أحس بأني أتعامل مع صوفي، أثناء تعاملي اليومي مع الأستاذ صلاح الدين.
     2- كشكول[2]: وهو عبارة عن ملاحظات وانطباعات ذاتية فكرية ودعوية وسياسية واجتماعية. وقد كتبه في الفترة التي تلت امتناعه عن ترشيح نفسه في الدورة السادسة للمؤتمر العام للحزب، واعتكف على القراءة والكتابة والتأمّل لمدة أربع سنوات .. وهو     - كما جاء في ديباجة الكتاب- يتضمّن الانطباعات الذاتية لمواضيع متفرقة سياسية واجتماعية وفكرية.. وهو يؤكد أن كل ما جاء في الكتاب هو تعبير عن الآراء الذاتية، وأنه يعبّر عن رؤيته، وهو يتوقع وجود مخالفين لما ذكره في هذا الكتاب.
    3- ملا محمدي خورمال: وهو سيرة والد الأستاذ، وهو رجل تمتع بنفوذ اجتماعي، ومكانة علمية، في منطقة حلبجة، وبعض مناطق كوردستان إيران.. ومَنْ لديه أي سؤال أو إشكال في معرفة شخصية الأستاذ، فإنه عند قراءة هذا الكتاب يتوضّح الغبش، ويزول الاستفهام، بالرغم من أنّ الأستاذ قد عاش بعيداً عن أبيه، لأسباب دراسية وسياسية، إلا أنه تأثر به تأثراً بالغاً، ولا يزال الأثر جلياً وواضحاً.
   4- بێ زمانان دێنه زمان (ونطقت المخلوقات): تاريخ تأليف هذا الكتاب يعود إلى أوائل السبعينيات، إن لم أقل نهاية الستينيات.. يحتوي على عرض سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - على لسان 30 من المخلوقات، ومن زوايا متعدّدة، بعدد الحيوانات المشاركة، والكل يدلو بدلوه في وصف النبي - عليه الصلاة والسلام -، وشمائله.
   5- لەسەر زمانى گيانداران (على ألسنة المخلوقات): في هذا الكتاب الصغير، نوع من الدراسة السيكولوجية والسيوسولوجية، فهو يقوم باستنطاق الحيوانات، معبرين عن الإنسان بكل ما يحمله من النوازع والدوافع والآلام واللذة وتمجيد الذات وطغيان الأنا على الآخرين وغمطهم. وهذا الكتاب فيه نوع من المحاكمات، والتوثيق، والبرهان التطبيقي، على الذي ذكرناه من نوازع ودوافع.. وهذا ما يجعلنا بدورنا نتلمّس جمال التعبير والدقّة في هذا الكتاب، وتعريف الأستاذ كاتباً وأديباً.. ولو لم تسبق السياسة إلى هذه الشخصية، لعرف أديباً بارِعاً، ولدخل اسمه في سجل الأدباء الكورد، ولكن شغلته السياسة، وأبعدته عن الأدب والإبداع في فنون الكتابة.
6- سعيد النورسي[3]: وهذا الكتاب دراسة لجانب مهم من حياة الإمام النورسي، ألا وهو المحاكمات والمرافعات والمطابقات المتنوعة في حياته - رحمه الله -.. وهو مؤشّر آخر على الآفاق الفكرية والدعوية والعلمية والتربوية للأستاذ صلاح الدين.
7- ﭘﻪيامەكان، أي: الرسائل[4]: عبارة عن 100 رسالة من الرسائل التوجيهية، كإرشاداتٍ عامّة، وتذكرة، وتوجيه، وتعبئة لمسيرة الاتحاد الإسلامي الفكرية والحركية والسياسية وترشيدها.. فالأستاذ صلاح الدين ينظرُ إلى الاتحاد الإسلامي بوصفه منطلقاً فكريّاً وانطلاقة حركية فاعِلة.
8- أحمد مفتي زاده[5]: الحديث عن هذا العالم والسياسي والفقيه والمفكّر، يعني الحديث عن مرحلتين زمنيتين تحمل في طياتها زمن الشاه وزمن الثورة الإسلامية في إيران. في كلتا المرحلتين كان مطارداً، ومسجوناً فيما بعد.. فأحمد مفتي زاده‌ كان قائدا معروفاً، ورمزاً إسلاميّاً وقوميّاً، برز في إيران أثناء حكم الشاه قبيل الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وكان أكثر السنة تأثيراً في إيران، ويعد الزعيم الروحي لأهل السنة.. واشتهر بين الكورد بعد أن أصبح مطارداً من نظام الشاه، لمطالبته بحكم ذاتي للكورد في إيران. وكان للأستاذ صلاح الدين علاقة وطيدة مع هذا الرجل الكبير.. وهنا نستلهم صورة واضحة عن شخصية هذا الرجل، كونه يحتك مع شخصيات عديدة؛ فنرى فيه مولانا الصوفي والأديب، والنورسي المفكّر والرجل القرآني، ومفتي زاده السياسي المناضل والعارف الرباني. ولا عجب عندما نقرأ الكتب التي كتبت عن حياة العلامة مفتي زاده، نرى الجانب الآخر المؤدّي إلى تكامل الصُورة عن شخصية الأستاذ.
9- محطات سياسية: هذا الكتاب عاش كاتبه في مخاض ولادة عراق جديد. وعاصر فترة حسّاسة من تاريخ العراق، حيث مثلت نهاية حقبة تاريخية، وبداية حقبة أخرى. حقبة بشّرت بمستقبل رُسمت معالمه، واختيرت وجهته. وقد واكب الكاتب هذا التاريخ، كما واكب فترة حكم الحاكم المدني الأوّل للعراق - بعد سقوط النظام العراقي الحاكم - (بول بريمر)، صاحب الكتاب الموسوم (عامٌ قضيتُه في العراق)، وهو كتابٌ جدير بالقراءة والدراسة، وفَهْمِ ما جاء بين سطوره، وما وراء جمله، فهو المقدمة والخارطة الإيمائية، والإيحائية، لتوجيه العراق في أيامه القادمة..
والكتاب يعبِّرُ عن رؤية الاتحاد الإسلامي الكوردستاني، متمثلاً في شخصية السيد الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، وهو - كما واضح من مضمون الكتاب - يحافظ على المنهجية، والوسطية، والاعتدال. فالاتحاد الإسلامي تحدّث - ومنذ زمن ليس بالقليل - عن هذه المفاهيم، قبل وبعد الإعلان، من جانبه الفكري والنظري. وقد حوَّل هذه المفاهيم إلى الواقع التطبيقي، والمعاشي، في مشواره القصير، تقديراً لمن سبقه.. فقد كانت مساحة هذه الحركة مؤطّرة وضيّقة، وكانت تجربة سقوط النظام، وفتح بغداد أمام القادة الكورد، ومن ضمنهم الأستاذ الأمين العام، تجربة جديدة.. لقد أصبح لدى الاتحاد الإسلامي الكوردستاني مساحة أكبر لممارسة هذه المفاهيم وتطبيقها، فقد كان إنجازاً آخر مِنَ الإنجازات التي حقّقها الاتحاد الإسلامي الكوردستاني منذ إعلانه إلى سقوط النظام، وبعد سقوط النظام أصبحت الساحة أكثر مساحة ونشاطاً، وكان من الطبيعيّ أن يقوم الاتحاد الإسلامي الكوردستاني بأداء دور أكثر فاعلية وإيجابية، وعلى جميع الأصعدة.
هذا عرضٌ سريع ومقتضب لبعض مؤلفات الأستاذ صلاح الدين، وله كتب غيرها، وأخرى تحت الطبع، أرجو أن تسنح لي الفرصة لعرضها في مقام آخر..
*    *    *
عندما ننظر إلى كتب التاريخ عن الحركة الكوردية، نجد أن الكثير قد كتب عن شخصيات كوردية، كالأستاذ مام جلال، والأستاذ عزيز محمد، والأستاذ مسعود البارزاني، وغيرهم، ممن أفضوا إلى ربهم، وممن لا يزال على قيد الحياة. ولكن الأستاذ صلاح الدين، لأسباب موضوعية وذاتية نرى شحاً في ذكر اسمه، وذلك - كما قلت - لأسباب موضوعية، كونه شخصية إسلامية تربوية دعوية فكرية.. ومن جانب آخر، طبعه الميال إلى السكوت والهدوء، وتربيته الأسرية، كل هذا أسهمَ في بناء هذه الشخصية. ومع أنني لم يكتب لي السفر معه إلى البلدان المجاورة، أو غيرها، إلا أن رفاق سفره أكّدوا - وعن طريق التواتر - أنه شخص مرحب به، فمثلاً عندما زار إيران رُحب به بين الكورد السنة بحفاوة بالغة، وكذلك بين الشخصيات الإيرانية الثقافية والفكرية والعلمية، الشيعية والسنية.. وكذلك كان حاله في الجمهورية التركية، كان مرحباً به، على الرغم من وجود عتاب لأنه كان أحد الذين قادوا مسيرة الاستفتاء، ومع هذا كانت مكانته محفوظة بين الأتراك. نستطيع أن نقول: - ومن خلال وظيفتي في المكتب، ومشاركتي في كثير من الجلسات، واستقبال الوفود - إن له شخصية قوية وهادئة في طرح الصورة عن الواقع، ومن ثم طرح وجهة نظره في مسألة ما، وثم آلية التعامل مع المسألة المذكورة، والمقابل يترقّب وينتظر كلماتِه وجمله.
الهوامش:




1- محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري (بالفارسي: جلال الدين محمد بلخي) (604 هـ - 672 هـ =1207 - 1273 م)، عرف أيضا باسم مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي، شاعر، عالم بفقه الحنفية، والخلاف، وأنواع العلوم، متصوّف (ترك الدنيا والتصنيف)، كما يقول مؤرخو العرب. وهو عند غيرهم: صاحب المثنوي المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة المولوية، المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين. ولد في (بلخ في أفغانستان، وانتقل مع أبيه إلى (بغداد)، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية، حيث نزل أبوه. ولم تطل إقامته، فقد قام أبوه برحلة واسعة، ومكث في بعض البلدان مدداً طويلةً، وهو معه، ثم استقرّ في (قونية) سنة623 هـ، في عهد دولة السلاجقة الأتراك. وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه، وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ، ثم ترك التدريس، والتصنيف، والدنيا، وتصوّف سنة 642 هـ أو حولها، فشغل بالرياضة، وسماع الموسيقى، ونظم الأشعار، وإنشادها. تركت أشعاره، ومؤلفاته الصوفية - والتي كتبت أغلبها باللغة الفارسية، وبعضها بالعربية - تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي، وخاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية. وفي العصر الحديث، ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم، ولقيت صدًى واسعاً جداً، إذ وصفته الـ(بي بي سي) سنة 2007 م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة. حين وفاته عام 1273م، دفن في مدينة قونية، وأصبح مدفنه مزاراً إلى يومنا. وبعد مماته، قام أتباعه، وابنه (سلطان ولدبتأسيس الطريقة المولوية الصوفية، والتي اشتهرت بدراويشها، ورقصتهم الروحية الدائرية، التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة.
[2]- طبعة 2017.
[3]- سعيد النورسي المعروف بـ(بديع الزمان النورسي)، وهو عالم مسلم كوردي، من عشيرة أسباريت (1877 - 23 آذار 1960)، أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره. ولد في قرية (نورس) ببلاد الكورد، في فترة (الخلافة العثمانية). لقد مرّت حياة بديع الزمان سعيد النورسي بطورين، أو كما كان يفضل أن يسميهما: مرحلة (سعيد القديم)، ومرحلة (سعيد الجديد).
[4]- طبعة 2018.
[5]- العلامة أحمد مفتي زاده‌ (1933-1993)، كان أحد المفكرين والساسة الدينيين السنة المؤثرين بين الكورد في إيران. عرف بدوره القيادي في مطالبته بحقوق الكورد القومية، وحقوق السنة الدينية، في إيران، أثناء الثورة الإسلامية في إيران. قاد مفتي زاده‌ إحدی التشكيلات السياسية الكوردية الأساسية الثلاث في إيران، أثناء الثورة الإسلامية. ولد في عائلة متدينة عريقة، وكان والده وعمه من أكابر علماء الدين السنة في كوردستان إيران. هذا، وقد فشلت مفاوضات مفتي زاده‌ مع النظام الإسلامي في إيران، وانتهت المفاوضات بإصدار السلطات أمراً باعتقاله، ومجموعة من قادة الحركة التي كان يقودها. توفي مفتي زاده‌ بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه عام 1993، بسبب التعذيب، وسوء المعاملة، اللذين تعرّض لهما أثناء فترة اعتقاله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق