صلاح سعيد أمين
أعلنت المالية النيابية، في الفترة الماضية
القريبة، أن وزارة المالية لا تعرف حجم الإيرادات والنفقات العامة، ولا تعرف أيضاً
الحجم الحقيقي لموظفي الدولة!، ونشـرت هذه المعلومة في صحيفة رسمية ممولة من
الميزانية العامة!
عندما قرأت هذا الخبر، أصابتني الدهشة، وحاولت
أن أقنع نفسـي أن ما قرأته ليس خيالاً و لا وهماً، ولكن هيهات..هيهات!
هذه المعلومة، إن دلت على شيء فإنما تدل على حجم الكارثة التي يعاني منها المواطن المنكوب، وتدل أيضاً على
كل ما جرى ويجري من الفساد والدّمار والخراب في مفاصل الدولة.نقترب من عقدين على
التغيرات التي حصلت منذ 2003، ومرّرنا بدورات انتخابية عديدة، شاركت فيها قوائم
مختلفة وعدت بالتغيير الجذري في حياتنا، التي تفتقر إلى أبسط الخدمات؛ كالكهرباء،
والمياه الصالحة للشـرب!، والنتيجة: لجأنا إلى الشوارع، وهتفنا ضد الفساد المستشـري
في مؤسسات الدولة، واستشهد متظاهرون أبرياء، ومن ثمّ وعدت الحكومة بصـرف رواتب
لذويهم!
والسؤال هنا، هو: ماذا يقول مرشحو القوائم
المختلفة في الانتخابات القادمة، من نفس الكيانات والقوائم المشاركة الآن في
الحكومة وخارجها؟ وبماذا وعدوا المواطنين؟
أخبروهم بصـراحة:
إنهم جميعاً فشلوا في إدارة دولة أنعم الله عليها بخيرات كثيرة، وبثروة بشـرية
ضخمة تستحق كل الاحترام والتقدير، لا أن يلجؤوها إلى الشوارع والميادين!
أخبروهم بصـراحة: أن
لا يرشحوا أنفسهم مرة أخرى، وأن لا يسمحوا لأنفسهم أن يعتلوا المنصات في الحملات
الانتخابية، ليقطعوا وعوداً على عواتقهم، جرّبناها في العقدين الماضيين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق