المحامية والمستشارة/ مريم عبد الرحمن
? نتحدث في هذه المقالة عن صفات مرتكب الجرائم الإلكترونية، التي تنوعت الدراسات حول تحديد المجرم، وشخصيته، ومدى جسامة جرمه، كأساس لتقدير العقوبة. ويكمن السؤال في حالتنا: كيف يمكن تقدير العقوبة، في حالة مجرم الكمبيوتر والإنترنت؟ وهل هناك أنموذج محدد للمجرم المعلوماتي؟ بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك أنموذج محدد للمجرم المعلوماتي، وإنما هناك سمات مشتركة بين هؤلاء المجرمين. ويمكن إجمال تلك السمات فيما يأتي:
1. مجرم متخصص، له قدرة فائقة في المهارة التقنية، ويستغل مداركه ومهاراته في اختراق الشبكات، وكسـر كلمات
المرور، أو الشفرات، ويسبح في عالم الشبكات، ليحصل على البيانات والمعلومات الموجودة في أجهزة الحواسب، ومن خلال الشبكات.2. مجرم يعود إلى الإجرام. فما يميز المجرم
المعلوماتي أنه يعود للجريمة دائمًا، فهو يوظف مهاراته في كيفية عمل الحواسيب،
وكيفية تخزين البيانات والمعلومات، والتحكم في أنظمة الشبكات في الدخول غير المصـرح
به مرات عدة. فهو قد لا يحقق جريمة الاختراق بهدف الإيذاء، وإنما نتيجة شعوره
بقدرته ومهارته في الاختراق.
3. مجرم محترف، له من القدرات والمهارات
التقنية ما يؤهله لأن يوظف مهاراته في الاختراق والسـرقة والنصب والاعتداء على
حقوق الملكية الفكرية، وغيرها من الجرائم، مقابل المال.
4. مجرم ذكي، حيث يمتلك من المهارات ما يؤهله
للقيام بتعديل الأنظمة الأمنية وتطويرها، حتى لا تستطيع أن تلاحقه وتتبع أعماله
الإجرامية من خلال الشبكات، أو داخل أجهزة الحواسيب. فالإجرام المعلوماتي هو إجرام
الذكاء، ودونما حاجة إلى استخدام القوة والعنف، وهذا الذكاء هو مفتاح المجرم
المعلوماتي لاكتشاف الثغرات واختراق البرامج المحصنة.
ويمكن إجمال القواسم المشتركة بين هؤلاء
المجرمين في عدة صفات، ولا يزال الخلاف حول مفاهيم الجريمة المعلوماتية، والجرائم
المستحدثة بصفة عامة قائماً، وذلك فيما يأتي:
1. عادة ما تتراوح أعمار تلك الفئة من
المجرمين ما بين 18 - 45 عاماً.
2. المهارة والإلمام الكامل، والقدرة الفنية
الهائلة في مجال نظم المعلومات. فمجرمي تلك الفئة ينتمون إلى طبقة المتعلمين
والمثقفين، ومن لديهم تخصصية التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي، والقدرة على اختراق التحصينات
والدفاعات التي تعدها شـركات البرمجة.
3. الثقة الزائدة بالنفس، والإحساس بإمكانية
ارتكابهم لجرائمهم دون افتضاح أمرهم.
4. الإلمام التام بمسـرح الجريمة، وبأدواته،
وبما يجنبهم فجائية المواقف التي قد تؤدي إلى إفشال مخططهم، وافتضاح أمرهم.
وتتعدد أنماط الجناة في الجريمة المعلوماتية،
فهناك (الهاكرز)، وهم عادةً مجرمون محترفون، يستغلون خبراتهم وإمكانياتهم في مجال
تقنية المعلومات، للتسلل إلى مواقع معينة؛ للحصول على معلومات سـرية، أو تخريب
وإتلاف نظام معين، وإلحاق الخسائر به، بقصد الانتقام أو الابتزاز، سواء كان من
الهواة أو المحترفين. وهناك (الكراكرز) وعادةً ما يستخدم مجرمو هذا النمط قدراتهم
الفنية في اختراق الأنظمة والأجهزة تحقيقاً لأهداف غير شرعية، كالحصول على معلومات
سـرية، أو للقيام بأعمال تخريبية. وهناك العابثون بالشفرات، ومؤلفو الفيروسات.
وقد يهدف المجرم
المعلوماتي من جريمته إلى تحقيق مكاسب مادية معينة، أو إثبات مهارته الفنية،
وقدرته على اختراق أجهزة الحاسب، وقد يرتكب مجرمو هذه الفئة جرائمهم بهدف التسلية
أو الترفيه، أو لمجرد الرغبة في الإضـرار بالغير؛ كالموظف الذي يتم فصله من
وظيفته، ويلجأ إلى الانتقام.
وهناك عدة خصائص للجريمة الإلكترونية؛ وهي:
1. جرائم ترتكب عبر شبكة الإنترنت، أو عليها.
2. أداة ارتكابها هو الحاسوب.
3. الجريمة الإلكترونية لا تعرف الحدود
الجغرافية، فهي كثيراً ما تكون ذات بعد دولي.
4. صعوبة اكتشاف الجرائم الإلكترونية
وإثباتها (الاسم المستعار، مقاهي الإنترنت، لا تترك أثراً مادياً، بسبب الحذف خلال
ثوان).
5. مرتكبها ذو معرفة فنية.
وللجريمة الإلكترونية مسميات؛ وهي:
1. جرائم الحاسوب والإنترنت.
2. جرائم التقنية العالية.
3. الجريمة الإلكترونية.
إذن، الهدف من الجرائم الإلكترونية؛ هي التمكن من الوصول إلى المعلومات
بشكل غير شرعي، كسـرقة المعلومات، أو الاطلاع عليها، أو حذفها، أو تغييرها، بما
يحقق هدف المجرم.
جميل
ردحذف