09‏/02‏/2012

تأملات في أسلوب التربية بـ( أحسن القصص ) 2-2 دروس وعبر من نماذج من القصص القرآني


صالح شيخو رسول


 أولا: قصة طالوت وجالوت (القيادة والجندية- القيادة في الأزمات- تمحيص الصف المؤمن...).
ثانيا: وصية لقمان لابنه: (القصة التربوية- إيجاد الشخصية المتميزة والمغناطيسية...).
ثالثا: قصة ذو القرنين (قصة الحضارة والعلم- العالمية الإسلامية...).
رابعا: قصة قارون (انهيار الرأسمالية- نهاية الاحتكار...).
خامسا: قصة الهدهد (الداعية الايجابي – ثقافة الداعية – التقرير الميداني- الحرص على هداية الناس...).......


 دروس وعبر من نماذج من القصص القرآني:
أولا: قصة طالوت وجالوت (القيادة والجندية- القيادة في الأزمات)
عدم التذمر من قبول الأوامر القيادية والسمع والطاعة لأوامرها.
عدم إهمال الفقراء والبعيدين عن الأضواء من الدعوة والاتصال بهم.
معرفة أساليب المواجهة، وكيفية مواجهتها وعلاجها ومعرفة أن  طريق الدعوة  يحتاج إلى اختبار وصبر. الأخذ بالعزائم والابتعاد عن الرخص.
عدم زعزعة الصفوف ببث روح الخوف والقلق والابتعاد عن الإشاعة بالتهويل والصياح.
عدم اعتماد العدد كمقياس النجاح والنصر، بل التوفيق الإلهي بعد الإيمان الثابت والراسخ.
معرفة مداخل الشيطان إلى النفس البشرية (المال، الطعام، الشهوة، الكسل، الشهرة، الخوف، الظهور، التكبر.. ..).
 ظهور قادة جدد في الأزمات بتسجيلهم مواقف بطولية مشرفة (وقتل داود جالوت).
عدم تضخيم عدد وعدة الطرف المقابل (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
الأخذ من شهوات الدنيا بقدر الحاجة (إلّا من اغترف غرفة بيده) وعدم الإسراف والتبذير في ذلك.
التكاتف حول القيادة والتي ترى فيها بأنها هي القادرة على تحقيق مصالح الجماهير.
معرفة أسباب السقوط، والحذر منها  مع تنوع أساليب الاختبار لتمحيص الصف المؤمن.
دراسة السنن الإلهية في الكون ودراسة قانون التدافع بين الحق والباطل.  
ثانيا: وصية لقمان لابنه: (القصة التربوية- إيجاد الشخصية المتميزة والمغناطيسية)
عدم ترك الأبناء بدون تربية وتوجيههم وإرشادهم نحو الأعمال الصالحة وعدم التشدد في التربية، بل التدرج في ذلك، وخاصة عند وصول الطفل إلى سن بلوغ والإدراك.
اختيار الكلمات التي تفتح مغاليق القلوب وتهيئ الأخر للاستماع الأمثل، وتجذبه نحو المتكلم والإنصات له، مع تكراراها مع اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب للنصح.
بيان قدرة الله تعالى العظيمة واللامتناهية في السموات والأرض والأنفس،دراسة صفاته العلى وأسمائه الحسنى لترسيخ مبادئ العقيدة الصحيحة.
التوجيه الأولي لتربية الطفل بعد العقيدة هو التوجيه إلى الأفعال التي تحسن السلوك ومنها الصلاة، لأنها من أهم العبادات التي تقربنا إلى الله تعالى وبها يدوم الاتصال، والصلاة نفسها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، إذا أقيمت بشكلها الصحيح.
التربية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يتطلب معرفة قواعد وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع دراسة فقه الأولويات وفقه الموازنات وفقه الواقع لأجل التأثير والتغيير.
تربية الأفراد على مواجهة الابتلاءات والصبر عليها لئلا يؤدي الابتلاء المفاجئ إلى الانحراف والسقوط والتواصي بين الأفراد بالصبر، والاستعداد النفسي لمواجهة الأزمات والتهيؤ لها قبل وقوعها.
معرفة وتشخيص حسنات المجتمع وكذلك سيئاته، والعمل على تشجيع الحسنات، وإزالة السيئات بدءاً بالأخف ضرراً وعدم الاصطدام مع المجتمع في أعمال غير شرعية كبروا عليها، ولهم فيها اعتقاد، بل التدرج في ذلك.
الابتعاد عن الرخص التي تقعد الداعي عن دعوته، وتقلل من همته، فإذا كان اتخاذ الرخص مسموحاً للبعض، فهو غير مسموح للقدوات ومن هم في المقدمة، بل عليهم أن يأخذوا بالعزائم مهما طال الابتلاء والمحنة.
الدعوة بالأسلوب الحسن وبالكلام اللين الرقيق اللطيف مع الابتسامة التي تفعل فعل السحر وعدم التكبر على الآخرين حتى ولو كانوا على غير منهجك، بل الرفق معهم ومحادثتهم وأنت تقبل بكل وجهك عليهم.
عدم الاستعجال في المشي والسير، بل التوسط والاعتدال في ذلك، سواء كنت ماشياً على قدميك أو سائقاً لسيارة، وينبغي مراعاة قواعد السير المشي، وعدم تقليد المتكبرين والبطرين في مشيهم وسيرهم. أو ليكن لك مقصد وهدف من سيرك.
الابتعاد عن التبختر والخيلاء والتكبر على عباد الله ـ بنعمة أنعمها الله عليك ـ بل التواضع وشكر الله تعالى على ذلك.
اعتماد النصيحة على الكلمة الطيبة والقصيرة والمفهومة، والابتعاد عن الملل والضجر والابتعاد الكلي عن رفع الصوت أثناء الكلام مع الآخرين وعدم مجادلتهم بجر الكلام إلى سياق آخر.
الابتعاد الكلي عن ذنوب ومعاصي الخلوات، فان الشاهد هو الحاكم مهما كان هذا الذنب صغيراً فان الله به عليم.
إذا منعت الدعوة إلى الله أو منع الأمر المعروف والنهي عن المنكر من قبل الرؤساء والكبراء (الملأ)، فإن التأثير في الناس سيكون بالخلق الحسن، وتقديم الإحسان وحسن التعامل مع الآخرين، وقد نسميه بالدعوة الصامتة.
 ثالثا: قصة ذو القرنين (قصة الحضارة والعلم- العالمية الإسلامية)
تصدي العالم والداعي المتمكن لإجابة أسئلة التحدي والمواجهة بأيسر وأسهل العبارات والإجابة في اللحظة والتو لا بعد فوات الأوان، وهذا يتطلب استكمال العدة من علوم ومعارف وجرأة في الكلام، مع معرفة طرق التعامل من الناس،والجواب على قدر السؤال لا الخوض في التفاصيل، أي الإيجاز والإطناب. 
نشر أصول الحضارة في كافة بقاع الأرض ليعم الخير الجميع، لا أن يحتكر في مكان ما؛ والسياحة في الأرض ولقاء الأقوام يؤدي إلى تلاقح الأفكار والخبرات والاستفادة من بعضهم البعض.
لا حكم إلا بقانون، لا بمجرد الشك أو الانتقام فيحكم بهوى النفس.القانون فوق الجميع وينفذ لا مجرد كلمات مرصوصة في عبارات يطبق على بعض ويستثنى البعض الآخر.
التمكين لا يأتي بمجرد العلم والادعاء بالخير والإصلاح؛ بل لا بد من ابتلاء وامتحان يختبر فيها صدق ايمان الجماعة، وقد يطول هذا الابتلاء.وللتمكين أسباب فمتى وجدت الأسباب كان التمكين في الأرض وقيادة الأمم، ألا أن هناك فرقا بين تمكين الكفار وتمكين المؤمنين وهو فقدان تمكين الكفار الأمن والبركة.
اتخاذ مبدأ الشورى في صنع القرارات وخاصة المصيرية، وهذا قمة الديمقراطية.والسماح بإبداء الرأي بطريقة هي أرقى من صور الديمقراطية الحديثة.
مساعدة الفقراء والمحتاجين والضعفاء وتفقد أحوالهم، وخاصة من قبل الحاكم الذي هو خادم لشعبه.ووجوب اتخاذ السجون لسجن المفسدين والظالمين إلى أمد.
على الحاكم العادل إعطاء أكثر مما يستحقه الشعب، طلب القوم سدا فبنا لهم ذو القرنين ردما وهو بناء أعظم من السد والعمل فيه بنفسه.
على الحاكم العادل أن يبعد المفسدين عن مواقع المسئولية والسلطة، لكي لا يأتوا على أموال الفقراء والضعفاء والمحتاجين، فيعم بذلك الفساد ويكون في كل شيء.
السعي إلى فض النزاعات وحل المشكلات نهائيا من دون تأخير أو تأجيل.
إعطاء ذو القرنين دروس حضارية شاهدة إلى يوم القيامة على أنه إذا صلح الرأس صلح باقي الجسد في السياسة وإدارة الحكم.
الاهتمام بجميع جوانب الحياة كان على رأس أولويات ذو القرنين (المعيشية والاجتماعية ....). والقضاء على البطالة وتشجيع العاطلين على العمل مع إيجاد فرص عمل جديدة باستمرار.
بيان أن عنصر الحديد المنصهر مع القطران (الكاربون) يعطيان تركيبة قوية جدا لا تتأثر بالزلازل والعوامل البيئية،وتسمى هذه المركبات اليوم في علم الكيمياء بالكاربيدات البينية لها صلادة عالية جداً تفوق صلادة الماس بكثير جداً مع درجات انصهار عالية تصل إلى حوالي الخمسة آلاف درجة مئوية لبعض أنواعها وهذه أيضا ً كانت طريقة لاكتشاف علم السبائك المعدنية. وهذا إعجاز علمي يسجله القرآن الكريم لذي القرنين.
عملية استخلاص الحديد وصهره ما زال يستخدم إلى الآن طريقة النفخ بالهواء من أسفل الفرن بعد وضع المواد الأولية في الفرن المبني  من الطابوق المقاوم للحرارة العالية ويسمى بالطابوق الناري .وهذا أيضاً إعجاز علمي يسجله القرآن الكريم لذي القرنين.
وضع دعائم الصناعة التي بها تتقدم الأمم وتزدهر.ونشر العلم والمعرفة بين الناس  مع نشر أصول العقيدة وخاصة الآخرة من دون مقابل.
الايجابية في الحكم، على الحاكم أن يستثمر مدة حياته أو حكمه في عمل ونشر الخير والإصلاح ومحاربة الفساد ببناء ووضع حواجز بين المفسدين والمجتمع.
ميلاد الحضارات لا تأتي بين عشية وضحاها؛ إلا بالصبر والتحمل واتخاذ الأسباب عندها يأتي التمكين، وينبثق ميلاد  فجر حضارة جديدة.  
رابعا: قصة قارون (انهيار الرأسمالية)
يمثل قارون اليوم مؤسسات وشركات الاحتكار ومنظمات التجارة  والاقتصاد التي تبتز أموال الفقراء والضعفاء من عباد الله بحجج واهية، أو مساعدتهم بشروط قاسية.وسيطرة فئة قليلة من الأثرياء على خيرات الملايين من الناس ومنعهم من العيش بأمان وطمأنينة، وما نلاحظه في أفريقيا وآسيا من جوع وفقر ومرض، وما سببه إلا الدول الغنية والحكومات الفاسدة والشركات الاحتكارية.
حماية المال العام وثروة الدولة باسم الأمن العام، أو الأمن القومي، أو باسم مصلحة الشعب، حيلة قديمة. وخداع السذج من الناس بتوظيف بعض العمال العملاء لحماية الممتلكات الخاصة باسم ممتلكات الشعب.
إلهاء الأنظمة الفاسدة جماهيرها بمناسبات:( فنية- حفلات، مهرجانات، بطولات، مسابقات) عند شعورها بالخطر، أو لغرض تمرير بعض القرارات، أو لإخفاء ما يجري خلف الكواليس.
الترف عامل من أقوى العوامل وأشدها تأثيرا في سقوط الأفراد والأمم والجماعات والدول، إلى هاوية الهلاك، وخاصة إن كان هذا الترف يبدأ من رأس السلطة السياسية والاقتصادية، فإن ساعة الهلاك تكون وشيكة.
نهاية قارون درس لكل دولة أو فرد أو حكم أو حزب أو مؤسسة، دكتاتوري، طاغي، متجبر ، على رقاب العباد إلى يوم القيامة.أهلك الله تعالى مال قارون معه لكي لا يفتن الذين من بعده ويتنافسوا على الدنيا، فيصبح في المجتمع قارونات عدة فينسوا الآخرة، وتكون دعوتهم أشد لتعلقهم بالدنيا.
العلم إن لم يرافقه التقوى يؤدي إلى الكفر والإلحاد.
ضرورة وجود جماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في المجتمع.
ضرورة وجود جماعة، أو مجموعة منظمة، أو مؤسسة خاصة تقول للغني، من أين لك هذا؟ وخاصة إن كان هذا الغني في موقع من مواقع السلطة، ولم يعرف عنه الغنى من قبل، ومحاسبته أمام القانون.  
تقوية الاقتصاد الداخلي والاكتفاء الذاتي، لمواجهة حالات التضخم أو العجز المالي، أو بسبب طوارئ السوق العالمية. والولوج في عالم التجارة والمال واجب مطلوب لتحقيق الكفاية المادية للفرد وللجماعة،ولأجل ذلك لابد من استثمار العقول النقية والتقية في ذلك.r
 المصادر:
د.سعيد عطية، الإعجاز القصصي في القرآن.
سيد قطب، التصوير الفني في القرآن.
ابن الجوزي، صفة الصفوة.
محمود القلعاوي، أساليب التربية الصحيحة.
الرازي، مفاتيح الغيب.
تفسير البيضاوي.
تفسير الماوردي.
تفسير اللباب لابن عادل.
تفسير السعدي.
تفسير أبو بكر الجزائري.
 تأملات الهسنياني، مجلة الحوار، أعداد مختلفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق