24‏/02‏/2012

الحوار ترصد ظاهرة انتشار تداول المنشطات الجنسية القاتل الخفي يغزو العراق



دهوك – عماد ابراهيم
 تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة انتشار بيع المنشطات الجنسية والرياضة من دون وصفة طبية؛ حيث تعمل الصيدليات في العراق على بيع الدواء من دون وصفة طبية، وهو مخالف للنظام المعمول به عالميا بسبب ما يشكله ذلك من مخاطر على حياة الناس، فلوصف واستخدام الدواء قواعد مرعية لابد ان تأخذ بنظر الاعتبار، ومن اخطر انواع الدواء ذاك المتعلق بالمنشطات الجنسية والرياضية، والتي يستورد معظمها القطاع الخاص لحساب الصيدليات الأهلية .


وقد أدركت وزارة الصحة العراقية هذا الامر، فأعلنت يوم الثلاثاء الموافق 10-1-2012 عن البدء بتقليص بيع المنشطات الجنسية في الصيدليات من دون إشراف طبي .
وقال المفتش العام في الوزارة عادل محسن في تصريح صحافي إن  "وزارة الصحة قررت منع تداول المنشطات الجنسية بسبب الآثار السلبية التي تتركها إذا استعملت من دون استشارة طبية، حيث أصدرت أمرا تمنع فيه تداول الأدوية المنشطة للجنس ما لم يتم صرفها عبر الإشراف الطبي وخاصة تلك التي تستوردها مذاخر القطاع الخاص"، مضيفا ان "الوزارة قررت ايضا منع تداول المنشطات الرياضية في الصيدليات العراقية ومحاسبة الصيدليات التي تقوم ببيع تلك المنشطات".
وكانت صحيفة أنحاء الإلكترونية ذكرت في وقت سابق أن وزارة الداخلية العراقية اعتقلت عصابة من 3 أشخاص تتاجر بمنشطات جنسية تحتوى على مواد تسبب السرطان في بغداد.
وأكد مدير مكافحة الجريمة الاقتصادية العميد حسين الشمرى, ورود معلومات من وزارة الصحة تفيد بأن هناك عصابات تدخل أدوية أبرزها أدوية منشطات جنسية تحوى على مواد مسرطنة، لافتا إلى أن هذه الأدوية مجهولة المنشأ وتدخل البلاد بصورة غير شرعية عن طريق مهربين من إقليم كردستان العراق؛ وقد اعترفت العصابة بوجود عدد آخر من الأشخاص وجهات تتعامل معهم.
هذه المعلومات جعلتنا نتساءل عن حقيقة الأمر؛ وما هي أبعاده، فكانت لمجلة الحوار هذا التحقيق في مدينة دهوك، حيث اكتشفنا ان جذور المشكلة موجودة في هذه المدينة الكردستانية العراقية الجبلية الصغيرة..!.
أنواع المنشطات
البداية كانت مع أحد الصيادلة العاملين في المدينة؛ وفضل عدم الكشف عن أسمه نظرا لحساسية الموضوع، حيث أكد لمجلة الحوار ان بيع المنشطات منتشر بشكل كبير جدا، وان الصيدليات تبيع هذه الادوية دون وصفة، وهو احد اسباب انتشارها بين الشباب!.
 الحوارـ برأيك وأنت صيدلاني، ما هو السبب وراء انتشار هذه العقاقير؟.
-العقاقير الطبية في الوقت الحاضر، بشكل عام تـُصرف بداعي وبغير داعي، والسبب الحقيقي هو المواطن بشكل أساسي، والجشع الذي يعشش في قلوب البعض من الصيادلة أيضاً، حيث أن المواطن يستصعب زيارة الطبيب ودفع أجور المعاينة (العالية نسبياً)، وبعد ذلك يقصدون الصيدلية لشراء الدواء (المعروف مسبقاً لدى بعض المرضى)، هذا ما يدفع ببعض المرضى لاختصار الطريق والتقليل من المصاريف بقصد الصيدلية مباشرة من دون اللجوء إلى الطبيب، وهذا خطأ جسيم الخطورة، وأما الجزء الثاني والمتعلق بجشع بعض الصيادلة بقيامهم ببيع الدواء بوصفة أو بغير وصفة، فإنه يتعلق بهدف واحد فقط وهو البيع، والبيع فقط؛ حيث أن بعض الصيادلة وللأسف تحولوا إلى تجار.
الحوارـ ما هو السبب الذي يدفع بالصيادلة إلى بيع الدواء بهذه الطريقة التي ذكرت؟ مع خطورة انتشار مثل هذه العقاقير؟.
-السبب اقتصادي بحت، (تجارة)! لأن الكل يريد أن يعيش ويربح في هذا الزمن الصعب، وكل يلقي باللوم على غيره، فهذا يقول إن لم أبـِع الدواء أنا بهذا الشكل سوف يبيعه غيري، والمواطن أصبح يختصر الطريق على نفسه في الحصول على العلاج، فأصبح يقصد الصيدلية مباشرة من دون اللجوء إلى الطبيب أولاً، وهذا هو الخطأ والخطر الكبير من قبل كِلا الطرفين، المواطن والصيدلي على حد سواء.
وإذا أردت القول بخطورة هذه العقاقير، فأنت مُصيب، فإن في هذه العقاقير من الخطورة بمكان كبير، هذا بالإضافة إلى أن تناول أي عقار طبي ومهما كان بسيطاً (في رأي المواطن البسيط) فإنه عبارة عن مركب كيماوي لايجب تناوله إلا بعد مشورة طبية من قبل طبيب مختص، أما هذه العقاقير فهي قد تصلح للبعض ولا تصلح للبعض الآخر إلا بعد تدخل الطب في التعريف بطريقة الاستعمال، إذ لا يمكن تناولها كيفما أتفق؛ ومن شأن الأطباء ذوي الاختصاص أن يشرحوه.
ولمعرفة أنواع المنشطات المتوفرة في السوق قصدنا أحد مداخر الأدوية التي توزع للسوق، والذي وصلنا محدثنا الصيدلاني، وقد رفض صاحب المذخر الكشف عن هويته كذلك، وعند سؤالنا عن الانواع التي توزع في السوق من هذه المنشطات قال:
الفياغرا، وملك النمر، والخرتيت، وكذلك البخاخ التايلندي الذي يبلغ سعره (5) آلاف دينار، و(عناصر الشهوة) من إنتاج مركز بحث الأحياء والأدوية في (هونغ كونغ ) ويحتوي على (8) كبسولات، وتباع بـ(8) آلاف دينار للعلبة الواحدة، وهناك حبوب أخرى تحمل اسم (الماكس مان)، وكذلك البخاخ الموضعي للرجال والنساء، والذي يبلغ سعره (8) آلاف دينار.
ويضيف "هناك طلبا متزايدا من قبل النساء على القطرة الموضعية المعروفة بـ(سائل العذراء) الذي يفترض أنه يساهم بزيادة الشهوة عند النساء، ويستعمل لإزالة الافرازات المهبلية المخفية، ويبلغ سعرها (4) آلاف دينار كذلك تستخدم بعض النساء باودر (جلي)، ويبلغ سعره (15) ألف دينار.
كما أن هناك أنواع الطلب عليها بنسبة أقل مثل؛ ألسبري المقوي والمؤخر، والجيل المقوي، والصوابين المقوية.
مضار المنشطات
وعند سؤال ضيفنا الصيدلاني عن سبب انتشار هذه الأدوية وأعراضها الجانبية قال:
بسبب الدعاية التي يقوم بها أشخاص فيما بينهم، قد يكون استعملها شخص ما وتحسنت حالته الجنسية لاسباب نفسية لا علاقة لها بالدواء، فيقوم بالدعاية للدواء بين الشباب، وهذه الادوية فيها نشرات دعائية مبالغ فيها تشرح فوائد الدواء وآثاره والتي لم تثبت علميا صحتها، وأكثر هذه الادوية مصنع من قبل شركات وهمية!.
هذه الأدوية لها تأثيرات جانبية على كل أعضاء الجسم كالصداع الشديد، وحرقة المعدة، والعشو، وأحيانا العمى الوقتي، ونزف في العين، وآلام المفاصل، والكثير من المضاعفات الوقتية، وتولد لدى الشاب شعورا بالنقص، وتعلقه بها يؤدي به إلى الإدمان،  ومن ثم يصاب بمرض العنة النفسية، فضلا عن كون هذه الأدوية تتعارض مع أدوية القلب، والتي تؤدي بمن عنده مشاكل في القلب في بعض الأحيان إلى الموت.
رأي الطب
هذا الكلام وهذه المخاطر المتعلقة بالمنشطات دفعنا للتوجه إلى الطبيب الاختصاصي بهذه الأمراض (الدكتور طلال شنكالي) أخصائي الأمراض الجلدية التناسلية في مدينة دهوك ومعاون مدير مستشفى آزادي العام بالمدينة، حيث كان لنا معه هذا الحوار:
الحوارـ بصفتكم اختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية، لمن تصف هذه العقاقير؟.
- في البداية أريد أن أوضح بأن المراجعين للعيادة والمستشفى الذين يشكون من أمراض تناسلية هم على نوعين، الأول نفسي والثاني عضوي، وكلا النوعان قد لا يحتاجان للكثير من هذه العقاقير لتحسين الحالة الجنسية لديهم، ولكن سبب استعمالهم لها يعود لأسباب كثيرة، فإذا أردنا الحديث بشيءٍ من التفصيل عن ذلك، فالمراجعين الذين يشكون من حالات نفسية أيضا ينقسمون لعدة أقسام ومنهم المتزوجون باكراً جداً، وهذا ما نجده في القرى أكثر من المدن، وأيضا القلق النفسي الذي يصاحب ليلة العرس، وكذلك العادات والتقاليد السلبية التي قد ترافق العريس في ليلة العرس؛ وأرى بأن ذكر هذه الحالات يكفي، وكل منها له علاجه الخاص والذي يكون في أغلب الأحيان علاجا نفسياً فقط ولا دخل للمنشطات فيه على عكس ما يفهمه المواطن البسيط في اللجوء إلى المنشطات بشكل سريع، والغالبية منهم يتجاوبون مع العلاج النفسي بسرعة.
أما القلة الذين يعانون من أمراض عضوية فنقوم بالتعامل معهم بالتدرج من البسيط نحو الصعب وهذا الأمر يتطلب منا تطبيق كل ما تعلمناه في سني الدراسة الطبية المضنية، ويتطلب من المريض الصبر والصدق معنا في كل ما يتعلق بحالته الصحية، وفي هذه الحالة أيضا لا نتعامل مع العقاقير بشكل مباشر إلا بعد التأكد من الحاجة وكمية العلاج ونوعيته كي نحقق النجاح في عملنا ونحقق أغلى أمنية للإنسان بعد الزواج، ألا وهي الحصول على الأطفال.
الحوارـ مم تتكون هذه العقاقير؟ وما عملها؟.
-في الغالب هي مواد كيماوية، ومنها ماهو طبيعي ومنها العضوي (الهرمونات)، وكل هذه المواد وظيفتها تنشيط القلب لدفع كمية أكبر من الدم إلى الجهاز التناسلي مما يؤدي إلى زيادة الضغط هناك فيولـّد الزيادة في الرغبة الجنسية، والأدهى في هذا الأمر أن هناك أدوية وعقاقير غير معروفة المناشيء تدخل إلينا حاملة معها ما تحتويه من مواد لا نعلم مدى فائدتها من خطورتها، وعلى العموم، فمن منبركم مجلة الحوار أناشد الجهات المسؤولة البحث وراء هذه الأدوية ومصادرها وهل هي موثوقة أم لا.
الحوارـ قلتم بأن الأمر يتعلق مباشرة بالقلب، فهل من خطر على مرضى القلب من جراء تناول هذه العقاقير من غير مشورة طبية؟.
-بالتأكيد.. فهناك خطر كبير على الحياة من جراء استخدام عقاقير منشطة من دون مشورة طبية وخاصة القوية منها والتي قد تتسبب بمضاعفات خطيرة على القلب المريض، لهاذ السبب أنا أنصح بالابتعاد عن المنشطات، وكذلك أنصح بعدم تناولها إلا بعد مشورة الطبيب وبالكمية التي يحددها؛ لأن الطبيب قد يجد في بعض الفيتامينات ما يغني عن هذه العقاقير (لبعض الحالات)، وكل ذلك من أجل السلامة أولا وأخيرا.
الحوارـ برأيكم، ماهو السبب وراء انتشار هذه العقاقير في الفترة الأخيرة؟.
-في الحقيقة ..لاتوجد إحصائية دقيقة ومعتمدة لدينا حول مدى انتشار تناول هذه العقاقير في مدينة دهوك، ولكن السبب في عدم وجود هذه الإحصائية هو لجوء المرضى (المشترين) إلى الصيدلية مباشرة من غير المرور بالطبيب المختص، وهذا بدوره يقودنا إلى سبب آخر من أسباب عدم لجوء المرضى بالأمراض الجنسية إلى الطبيب، بسبب الخجل، الذي يعاني منه الكثيرون في مجتمعنا الشرقي، فالبعض لا يدري بمهمة الطبيب إلى أي مدى تصل، فمهمته بالإضافة لوصف العلاجات، تكوين قاعدة بيانات حول انتشار مرض ما، والعلاجات الموجودة والتي توصف له، ولهذا السبب قلت لكم بأنه لا توجد الآن لدينا أية قاعدة بيانات موثوقة حول مدى انتشار هذه العقاقير، مع أنني لا أنكر انتشارها النسبي.
الحوارـ ما هي النصيحة التي توجهها إلى كل من الصيادلة ومستخدمي هذه العقاقير على حد سواء؟.
-بداية أقول لكل من يجلب أي دواء إلى بلده بأن يعتني باختيار النوعية الجيدة ذات المصدر الموثوق؛ ومن بعد ذلك يتم عرض عينة منها على لجنة في مديرية الصحة لغرض معاينتها، كما أنصح بعدم تعمد وضع صور فاضحة تخدش بالحياء لأننا شعب (ملتزم) ولان ديننا وعاداتنا وتقاليدنا تحضنا على الحياء، كما لا أنسى بأن أوجه كلمات إلى الشباب بعدم اللجوء إلى المنشطات لأنها قد تؤثر عليهم في المستقبل. وآخر نصيحة أوجهها إلى كل من يرى بأن لديه أية مشكلة صحية فيما يتعلق بالأمراض الجنسية بأن يسارع بمراجعة طبيب مختص لكي يتمكن من التغلب على الحالة المرضية بأسرع وقت ومن دون اللجوء إلى طرق ملتوية قد يسلكها البعض ويدفعون غيرهم إليها.
5000 علبة فياغرا شهريا
لعل هذا التحقيق وقف عند مدينة دهوك كنموذج؛ لكن المعلومات تؤكد أنها مشكلة عراقية بامتياز ما يدعوا إلى ضرورة انتباه المسؤولين اليها، ووسائل الاعلام، فقد ذكرت مجلة أقلام حرة العراقية الالكترونية نقلا عن مذخر الفرات الأوسط للأدوية والمستلزمات الطبية بأنه يجهز (50) صيدلية تقريبا بمادة الفياغرا وبأنواعها الأمريكية والسويسرية والهندية، كما يقول الصيدلاني وليد خالد جلال صاحب المذخر بأن هناك صيدليات تصرف (500) علبة من الفياغرا، وان اقل صيدلية تصرف (50) علبة من هذه المادة شهريا، وان تزايد الطلب عليها بهذه الكميات المخيفة يأتي بعد عام 2003 ، والسبب كما يقول بسبب رخص أسعارها وكثرة الشركات المصنعة لها! وسانده في ذلك صاحب مذخر الغدير أحمد هليبص علي، وقال " إن الطلب متزايد على الفياغرا من قبل الشباب وخاصة الذين يتعاطوها في ليلة الزفاف، وما بعدها فضلا عن أن هناك طلبا على مستحضرات أخرى مثل ألسبري المقوي والمؤخر، والجيل المقوي، والصوابين.




هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ...ممكن تزويدي بالوثائق العلمية المعتمدة في هذه الدراسة علما باني ممكن اساعدكم في التحري والكشف عن تركيبها الكيمياوي وفحصها حيث اني باحث كيمياوي في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية ولدية خبرة 6 سنوات في مجال الادوية ...ارجو التعاون المتبادل خدمة منا للصالح العام ..مع التقدير..وادناه البريد الالكتروني الخاص بي
    ahmed_198232@yahoo.com

    ردحذف