24‏/02‏/2012

مؤتمر الدفاع عن القران في السليمانية جوابا على كل شبهة وطعن واتهام من لدن الجهلة والملحدين للطعن في كتاب الله

إعداد: شيخ فائق نامق
عقد (مركز الزهاوي للدراسات الفكرية) بالتعاون مع (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) مؤتمره العلمي الأول بعنوان (الدفاع عن القرآن) يومي 26-27/محرم /1433هـ، 22-23/ 12/ 2011م. في فندق (مةم و زين) في مدينة السليمانية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب من داخل وخارج كردستان.
استمرت أعمال المؤتمر يومين متتاليين، شارك فيه حوالي مائتي شخصية من الأساتذة والمتخصصين والعلماء والمثقفين والدعاة والمفكرين والإعلاميين، وفدوا على المؤتمر من داخل وخارج السليمانية، من محافظات؛ أربيل، ودهوك، والموصل، وبغداد، وكركوك، وكذلك من صنعاء اليمن، والسعودية..
عرض في المؤتمر خمسة عشر بحثاً، في أربع جلسات علمية؛ تضمنت أعمال كل جلسة عرض البحوث من قبل الباحثين، ومن ثم التعقيب عليها من قبل المعقبين المكلَّفين بكل بحث، ومن ثم فتح باب النقاش والحوار حول البحوث، وبعد الجلسة الرابعة اختتم المؤتمر بحفلة تكريمية للباحثين، مع قراءة البيان الختامي للمؤتمر..

الكلمة الافتتاحية
الدكتور (صباح محمد البرزنجي) رئيس (مركز الزهاوي للدراسات الفكرية) قال في كلمته الافتتاحية:
"أحييكم بتحية الإسلام والسلام؛ راجياً من المولى العلي القدير أن يكون حضوركم هذا بمثابة خدمة عظيمة لمسيرة أتباع القرآن، وجواباً كاملاً ومؤثراً على كل شبهة وطعن واتهام من لدن الجهلة والملحدين الذين ما فتئوا يحاولون إطفاء نور الله".
وأشار فضيلته إلى "أن مركزنا (مركز الزهاوي للدراسات الفكرية) قد تأسس بجهود عدد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية المحلية، من أجل خدمة الفكر والتصور الإسلامي، وإحياء المصادر الفكرية للتراث الإسلامي، وقد آلا على نفسه منذ البداية أن يركز على الموضوعات الفكرية والحضارية الأساسية، في عصر التحديات الفكرية والحضارية، كي نتمكن برؤية إسلامية، نابعة من القرآن الكريم والسنة الشريفة، من وضع النقاط على الحروف، بالعودة إلى التراث الثرّ لعلمائنا الكرام، والانتهال من معطيات العلوم الطبيعية والاجتماعية الحديثة، بلغة كردية عصرية، بغية البحث في البنية الفكرية والمعرفية للشريعة الإسلامية الغراء، وبالتعاون مع العلماء والمفكرين و الكتاب في الداخل والخارج".
وأضاف البرزنجي "أن عقد هذا المؤتمر في كردستان، بحضور نخبة فكرية وثقافية وعلمية، إن دلّ على شيء فإنّما يدل على حراك فكري حقيقي في الوسط الثقافي والعلمي، وهو خير إجابة لأولئك الرهط من مراهقي الكُتّاب والأقلام الشلاء، الذين توهموا أن بإمكان أنفاسهم القاصرة وأفكارهم المقلدة خلق جو غائم وضبابي حول رؤى هذا الشعب وتصوره فيما يتعلق بالإسلام والقرآن والشريعة".

ثمّ ألقى كلمة (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) ممثل المعهد، القادم من عمّان -الأردن (د. رائد جميل عكاشة)، ابتدأها بقوله:
"يطيب لي في بداية افتتاح هذا المؤتمر العلمي المبارك الموسوم بـ" الدفاع عن القرآن الكريم" أن أنقل إليكم تحيات الأستاذ الدكتور عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وتمنياته أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه، سائلين المولى أن يتكلل بالنجاح، ويكون بذرة خير لفهم ذاتنا وتحديد رؤيتنا والتمسك بهويتنا" مضيفا "إن أهم أهداف هذا الملتقى العلمي كامنٌ في صوغ رؤية علمية عملية للتعامل مع مفردات المؤتمر ومحاوره ومتابعتها، في ظل منظومة عمل جماعي؛ إذ إن المعنى الحقيقي للعمل الجماعي التجميعي كامن في ميزة الفضول من أجل الحصول على معرفة متنوعة من أصحاب العلم والتخصص". 
وقال عكاشة "ليس صحيحاً أن حبنا للقرآن الكريم مقولة سحرية نفتح بها مغارة العصر والتمكين دون أن نتكلف جهداً، بل يعني وضع حدٍّ للتعامل السحري مع الواقع، والانعتاقَ من أَسْر كلمات السحر والمفاتيح السحرية؛ وليس صحيحاً أن دفاعنا عن القرآن الكريم حُقنة يحقن بها المجتمع فيستعيدَ عافيته فوراً، فكما أنه ما من نهوض بلا ثمن وتضحية، فكذلك ما من إنتاج يؤتي أكله حالاً، وليس صحيحاً كذلك أن صنع الانتماء إلى القرآن الكريم عملية فوقية، يخططها المخططون فحسب، بل هو عملية تحتية كذلك؛ وضمن هذا المنظور الكلي، فإن مشاريع النهوض لا تملك إلا أن تكون مشاريع جماعية، دون الاستهانة بأي عمل فردي، وصولاً إلى الانعتاق من قيد الآخر".

أهداف المؤتمر
وعن هدف وبرنامج المؤتمر تحدث الأستاذ (حسين محمد ابراهيم) عضو المركز ومدير برنامج المؤتمر، بعد أن شكر فيها الحضور لتلبيتهم الدعوة، قدم شرحاً موجزاً حول برنامج المؤتمر، فقال: 
"نود أن نشير إلى أن هذا المؤتمر قد مرّ بكل الإجراءات اللازمة والمتبعة في انعقاد المؤتمرات العلمية، من الإعلان له، وقبول ملخصات البحوث، ورفض بعضها، وإرسال البحوث كاملة إلى المقومين المختصين، ومن ثم قبول خمسة عشر بحثاً منها، وكذلك أخذ التراخيص اللازمة لانعقادها..".
ولخص الأهداف المتوخاة لانعقاد المؤتمر بالقول:
1- الإطلاع على أحدث التطورات والمستجدات في مجال الدفاع عن القرآن الكريم، من النواحي العلمية والإعجازية والبيانية.
2- الإجابة عن الشبهات القديمة والزائفة المترجمة إلى اللغة الكردية من قبل بعض الكتاب المغرضين للقرآن، والتي قد أجيبت عنها قديماً من قبل الجهابذة من علمائنا الأفاضل.
3- مد جسور التعاون بين الجامعات والكليات والمعاهد الإسلامية، وخلق جو علمي رصين حول الدراسات القرآنية وعلومه.
4- توجيه الباحثين للبحث والدراسة في مجال الدفاع عن القرآن الكريم، ومدهم بالمصادر والبحوث، وتشجيعهم ونشر بحوثهم وأنشطتهم في هذا المجال.

وقائع المؤتمر
عُرض على المؤتمرين مقطعا مصورا، للـ (أ. د. مصطفى ابراهيم الزلمي) العالم الكردي المعروف، الأستاذ المتمرس في الشريعة والقانون، والذي منعه المرض عن الحضور من أربيل -كما أشار فضيلته إلى ذلك في مستهل حديثه- ومما قاله؛ 
"أيها السادة.. اللسان عاجز، والقلم قاصر عن تناول أي جزئيٍ من كليات القرآن بالبحث، لذا أكتفي بتقديم هذه النقاط القصيرة:
- القرآن دستور إلهي خالد، مُعَدِّلٌ للدساتير الإلهية السابقة، اقتصر على الكليّات، وخوّل العقل البشري في أكثر من خمسين آية قرآنية، بإرجاع الجزئيات إلى تلك الكليّات في ضوء متطلبات الحياة ومستلزماتها؛ وقد آن الأوان للرجوع إلى العمل بالقرآن.
- علينا جميعاً الوقوف بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ضد بعض الجهلة والمفسدين في الأرض، ممن ظهروا على مسرح بث الأفكار الفاسدة، والأقوال المسمومة في حق القرآن.
- من الضروري فتح المعاهد العلمية في كل مكان في العالم الإسلامي، وعقد المؤتمرات الفكرية، والاستعانة بوسائل النقل المرئية، والمسموعة، والمقروءة، لنشر الحقائق، وتفسير القرآن تفسيراً علمياً واقعياً، بعيداً عن التقليد والشعوذة والخرافات.
ثمّ ألقى (أ. د. محسن عبدالحميد) العالم العراقي المعروف، كلمة موجزة بليغة، تضمنت ذكريات جميلة وأخرى مرّة عاشها في مدينته السليمانية –كما قال- عندما كان يدرس في مدارسها في أربعينيات القرن الماضي..
ثمّ ألقى (د. محمود الصميدعي) كلمة ديوان الوقف السني العراقي الذي شكر المركز لدعوتهم إلى هذا المؤتمر، و مدح الإعلام الكردي والدعاة للقيام بمثل هذه الفعاليات العلمية، ثم تطرق إلى عظمة القرآن الكريم وكيفية تأثيره في وحدة المسلمين، وأرجع كل المآسي والطائفية التي جاءت على العراق وأهله إلى بُعدهم عن هذا الكتاب العظيم.. 

الجلسة العلمية الأولى 
الجلسة العلمية الأولى للمؤتكر ترأسها (د. هادي علي)، دكتوراه في العلوم السياسية، وكاتب إسلامي. وقدمت فيها ثلاثة بحوث، هي: 
* البحث الأول قدم من قبل (د. محمد جميل الحبّال) القادم من الدمّام في السعودية، وهو طبيب استشاري في الأمراض الباطنية، ورئيس قسم الرعاية الصحية المنزلية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وباحث في الإعجاز الطبي والعلمي في القرآن والسنة.. وكان بحثه بعنوان (القرآن شريعة كونية وكنز للعلوم يهدي إلى أبحاث جديدة). 
ومما قاله: "ونحن إذ نعيش في هذا العصر، نرى أن من الأساليب المهمة في الوقت الحاضر للدفاع عن القرآن الكريم وإظهار حقائقه وكنوزه، يكون في إظهار البرهان والخطاب العلمي، أو ما يسمى اصطلاحاً بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم".
* أما البحث الثاني فقدم من قبل (د. كاوه فرج سعدون) ماجستير في الأمراض الباطنية والصدرية، وهو طبيب اختصاص في الأمراض التنفسية في السليمانية.. وجاء بحثه تحت عنوان (الإعجاز العلمي بين القبول والرد).
ومما قاله: "منذ القدم أراد أعداء الإسلام إثارة الشبهات حول القرآن، ليحاولوا إبعاد الناس عن رسالته السامية؛ القرآن الكريم كتاب هداية، يوجه المؤمنين نحو الصراط المستقيم؛ فالله، بعلمه الذي وسع كل شيء، يعلم أن الإنسانية سوف تتقدم في علومها بشكل كبير، وتفتح أمامها الأبواب المغلقة، لهذا أشار في كتابه الكريم إلى جميع العلوم، لكي تتجدد معجزة القرآن الكريم في كل العصور والأزمان {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}.
* البحث الثالث كان للدكتور (جميل علي السورجي) المدرس في قسم أصول الدين، كلية العلوم الإسلامية في جامعة صلاح الدين في أربيل، تحت عنوان (الوحي، طبيعته، أنواعه، والرّد على الشّبهات المثارة حوله).
ومما قاله: "إنَّ الرّسالة تستلزم الوحي، فلا رسالة إلاّ ويرافقها وحي؛ ولم يكن سيّدنا محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- بدعاً من الرّسل، ولا أوّل نبيّ خاطب النّاس باسم الوحي، كما قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ..} وإنّ القرآن الكريم المنزَّل على محمَّد –صلّى الله عليه وسلّم- هو كلام الله تعالى، قد تحدّى الله تعالى به الجنَّ والإنس إلى يوم القيامة في أن يأتوا بمثله، بل بمثل أقصر سورة منه، وقد عجزوا ويعجزون، كما احتوى على معلومات تاريخيّة لم يسبق إليها، وأخبر بوقائع غيبيّة تحقّقت كما أخبر، واحتوى على حقائق كونيّة وطبّيّة ظهرت حقيقتها الآن، كما أنّه خالف العهدين القديم والحديث في كثير ممّا أتى به، كلّ ذلك يدلّ على أنّ القرآن كلام الله تعالى، وأنّه ليس لأيّ بشر دخل فيه لا النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- ولا غيره من الرّهبان وغيرهم.

الجلسة العلمية الثانية 
الجلسة الثانية ترأسها (د. محمد نوري البازياني) دكتوراه في الفكر الإسلامي، ورئيس مركز (هدى) للدراسات في أربيل.. وقد قدم فيها مقطع فيديو وثلاثة أبحاث؛ مقطع الفيديو الأول مرسل من قبل الشخصية الإسلامية المعروفة (أ.د. طه جابر العلواني) من القاهرة، في مصر المحروسة، وهو رئيس جامعة قرطبة حالياً، ورئيس جامعة العلوم الإسلاميَّة والاجتماعية سابقاً، ورئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي سابقاً.. ومما جاء فيه: 
"كنت حريصاً، الحرص كله، على أن أكون بينكم ومعكم في مدينة السليمانية، مدينتنا التي نعتز بها، ونفخر بتأريخها وبدماثة خلق أهلها، وكرمهم وحسن إسلامهم، وكفاحهم على سنين طويلة.. ولكن للصحة -كما يقال- أحكام.."، مضيفا "كتاب الله تعرض منذ اليوم الأول، لكثير من عمليات الرفض، والاستعلاء الجاهلي العربي، الذي لم يكن له ما يبرره إلا الجاهلية الجهلاء، ومحاولة الوقوف في وجه عمليات تحرير خلق الله وإخراجهم من الظلمات إلى النور.."
مؤكدا على أنه "ليس من قبيل الأسرار أن نعرف أن اللغة العربية، وقواعدها، ونحوها، وصرفها، وبلاغتها مدينة لكثير من علماء الكرد، الذين كان ينفق أحدهم عشرين أو ثلاثين سنة من حياته يدرس اللغة العربية ودقائقها، لأنه يريد أن يصل إلى معاني القرآن الكريم، ويريد أن يستجلي تلك المعاني التي أودعها الله تبارك وتعالى كتابه الكريم، القرآن المجيد..".
ثمّ قدم (د. دياري أحمد إسماعيل) دكتوراه في الجراحة، عضو المركز، وعضو (مركز كردسان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة) بحثاً بعنوان (دعوى تحريف القرآن)، والذي تناول فيه النصوص التي استدل بها أعداء القرآن على وقوع الزيادة والنقصان في القرآن.. ومما قاله: 
"يدرك أعداء الإسلام جيداً أن الهجوم على الوحي والقرآن، والتشكيك في صدق مصدر القرآن أقوى سلاح لهدم الإسلام.. ويتخذ الهجوم أشكالاً وعناوين مختلفة؛ ومن هذه الأشكال ادعاء الزيادة والنقصان في القرآن، وربما تلبسوا بلبوس الدفاع عن القرآن والبحث عن الحقيقة! ويلاحظ ظهور عدد من الجهات ومواقع الانترنيت وبعض الكتب، ومنها باللغة الكردية، يشككون في القرآن ويثيرون شبهة الزيادة والنقصان في القرآن.. بل حاول بعضهم محاولات مضحكة في كتابة كلمات على أنها تشبه القرآن".
* ثمّ قدّم الباحث (الأستاذ محمد حمه ميرزا)، وهو باحث وكاتب إسلامي، بحثه الموسوم (علوم القرآن وتاريخية النص؛ هل القرآن العظيم صنيع التاريخ..؟!). فتكلم عن التاريخية الشاملة، والتاريخية الجزئية، وتاريخية الأديان في الفكر الغربي، وتاريخية الأديان في الفكر العربي بشقّيه: (تطور الأديان) و(تشابه الأديان) وتكلم كذلك عن تاريخية القرآن وإخراج المعنى الدقيق لها، وأول من قال بالتاريخية عند العرب، وتكلم عن إدعاء العلمانية بأن التاريخية هي الحل! .
* ثمّ قدّم الباحث الثالث (د. محمد زكي البرواري)، دكتوراه في الدراسات الإسلامية، وهو أستاذ مساعد في كلية التربية، قسم اللغة العربية، جامعة زاخو، عضو جمعية الثقافة التاريخية لكردستان، بحثه الموسوم (المستشرقون وافتراءاتهم على الإسلام)، فعرّف الإستشراق والمستشرقين. ونشأة الإستشراق والمراحل التي مرت بها، وأسباب نشأة الإستشراق وآراء الباحثين فيها، وأهم الجهات والدول المعنية بالإستشراق.. كما شرح دوافع الإستشراق، وذكر طبقات المستشرقين وفئاتهم، وأهداف الدراسات الإستشراقية.

الجلسة العلمية الثالثة 
ترأسها الدكتور (نوري عبدالرحمن ابراهيم)، رئيس قسم الدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة زاخو.. قدمت فيها خمسة أبحاث، هي:
البحث الأول كان من قبل (د.إسماعيل ابراهيم البرزنجى)، عضو المركز، دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، مدرس في كلية اللغات، قسم اللغة العربية، جامعة السليمانية.. جاء بحثه تحت عنوان (مبادئ الشعر الجاهلي وشبهة تأثيره في القرآن)..
البحث الثاني قدم من قبل (الأستاذ نشأة غفور)، عضو المركز، رئيس (مركز كردستان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، وكان بحثه بعنوان (الظاهرة القرآنية.. إعجاز ورسالة).. ومما قاله: 
"إن أثر القرآن كبير على من يتلوه ويدرسه بعيداً عن الهوى والحقد والضغينة؛ فكما كان له الأثر في إسلام وإيمان العرب إبان نزوله وتلاوته من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد بقى هذا الأثر على مدار التأريخ.. وخاصة في وسط العلماء؛ وصدق الله حين يقول: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.. ثمّ سرد أسماء مجموعة من الذين دخلوا في الإسلام، مع أسباب هدايتهم، ومقاطع من أقوالهم.. 
* البحث الثالث قدم من قبل (الأستاذ فاضل محمد القرداغي)، الباحث والكاتب الإسلامي، وجاء تحت عنوان (إشارات القرآن إلى رمسيس الثاني كفرعون موسى).
البحث الرابع للدكتور (محمد شاكر الجاربوتي)، دكتوراه في الفقه المقارن بالقانون، رئيس قسم الدراسات الإسلامية، كلية العلوم الإسلامية، جامعة صلاح الدين، عضو الهيئة التأسيسية لمنتدى الفكر الإسلامي في إقليم كردستان، مدير تحرير مجلة التجديد (نوي سازي) الفصلية التي يُصدرها المنتدى، وكان بحثه بعنوان (الإسرائيليّات في التفسير. حكمها، آثارها، موقف المفسّرين منها). ومما قاله: 
"هناك جملة أسباب عملت على قبول الإسرائيليّات ودخولها في التفسير، منها ما يرجع إلى اعتبارات دينيّة، ومنها ما يرجع إلى اعتبارات اجتماعيّة، ومن أهم تلك الأسباب هو أنّ القرآن يتّفق مع التوراة والإنجيل في سرّد قصص الأنبياء، وأخبار الأمم الغابرة، ولكن مع اختلاف في كيفيّة السرد، حيث أن القرآن يسرّدها بشكل موجز وإجمالي مقتصراً في ذلك على مواطن بينما تسردها التوراة والإنجيل بشكل تفصيلي، فكان المسلمون يرجعون إلى أهل الكتاب لمعرفة هذه التفاصيل والجزئيّات بدافع حبّ الاستطلاع، لأنّ النفس تميل إلى استيفاء المعارف".
البحث الخامس قدم من قبل الدكتور (ئاراس محمد صالح)، دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، وهو مدرس في جامعة السليمانية، وكان بحثه بعنوان (كتابة وجمع القرآن وشبهات المستشرقين).

الجلسة العلمية الرابعة 
ترأسها (الأستاذ فاروق رسول يحيى)، الكاتب الإسلامي، ونائب رئيس (مركز كردستان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة) مترجم رسائل الشيخ سعيد النورسي إلى اللغة الكردية.. وقد قدمت فيها أربعة أبحاث، هي:
البحث الأول قدمه الدكتور (مصطفى جابر العلواني) أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمعهد العالي للتوجيه والإرشاد بصنعاء، جا بحثه تحت عنوان (أصول الفكر السياسي في الوحي لرّد المتربصين بالإسلام من المستشرقين)؛ وقد وصل في الخاتمة الى:
"الإسلام يتعرَّض مذ كان إلى تحدِّيات شرسة، منها ما كان من قبيل الشبهة المقصودة، أو من سوء فهم، أو من قلَّة تدبُّرٍ، وهو ما يدفع باتّجاه متابعة مصادره ولا سيّما الوحي: قرآناً وسنّةً، واستهداء هديهما، بما يحقِّق الفهم الصحيح لمنهج التوحيد، الذي جاء الوحي به، وبما يكوِّن خبرةً للردِّ على تلكم الشبهات وإساءة الفهم والقصور؛ ويخرجنا بالتالي عمّا ننتقد به المستشرقين، من تجاهل الوحي وعالم الغيب، وهو ما يوفِّر-بالتالي- أبرز عوامل بناء استراتيجية الردِّ عليهم، ممّا يتّصل بكلِّ ما يدخل في الإسهام ببنائها، عدا ما يكون من فهم الواقع، وإنزال تلكم القضايا المأخوذة من الوحي على الواقع الذي أمرنا القرآن والسنةُ بقراءته، والذي يعتمد العمل الإنسانيَّن المسؤول في إطار الإصلاح بوصفه المهمّة الأولى في خلافة الإنسان في الأرض.
البحث الثاني كان للدكتور (كريم أحمد الداودي)، عضو المركز، الكاتب والباحث الإسلامي، طبيب مختص في طب الأطفال، تحت عنوان (مقتطفات من أسرار القرآن وانتقادات أعداء الإسلام).
البحث الثالث قدمه (الشيخ محمد علي القرداغي)، المختص في المخطوطات، وكان بعنوان (نبذة عن المخطوطات القرآنية).
البحث الرابع قدمه (الأستاذ محمد رشدي عبيد)، الكاتب والباحث الإسلامي، رئيس تحرير مجلة )الإيمان( التي تصدر في أربيل، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وكان بحثه بعنوان (القرآن كيف نتلوه؟ وكيف نتدبره؟).. ومما قاله: 
"في دراستي بينت أولوية تدبر القرآن والتفكير في آثاره ومقتضياته وتداعياته وتأثيراته على الفكر والنفس والقلب دون الدخول في تأويلات باطنية وشطحات وجدالات غير نافعة والخروج بأجوبة لمواجهة زحمة الحياة وتعقيداتها وأسئلتها وتحدياتها.. وانشغالاتها الفكرية والنفسية والإعلامية وتحقيق الوحدة الفكرية والاجتماعية بين المؤمنين والمسلمين؛ وذلك يقتضي عدم حصر الفكر في قضايا شكل النص من التجويد فقط بل تخريج الحلول لواقعنا المعاصر وقضاياه دون زيغ أو جمود، وإذا كان التفسير من أولويات التعامل مع القرآن فلا بد أن يكون التفسير معاصراً على ضوء المستجدات الدلالية واللسانية والعلمية وقراءة لتأريخ العالم القديم والمعاصر ومذاهبه وطوائفه وبناه الفوقية والتحتية؛ ومما يحجب نور القرآن عدم التجرد أثناء القراءة من الأهواء والمذاهب التي تفرض أحياناً على التفسير والتأويل بحجة القراءة المعاصرة وتحكيم الفلسفة التي هي إنتاج إنساني قد يداخله الظن أو القصور".

اختتام المؤتمر
اختتم المؤتمر في اليوم الثاني بحفل أداره الدكتور (دياري أحمد إسماعيل) عضو المركز والذي تحدث فيه كل من (د. صباح محمد البرزنجي) و (د. رائد جميل عكاشة).. 
ثمّ ألقى (الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني) رئيس رابطة القراء والمجودين في الموصل، قصيدة بهذه المناسبة.. ثم ّقرأ البيان الختامي (أ. حسين حمه صالح) عضو المركز، رئيس قسم التأريخ في كلية التربية الأساسية في حلبجة، جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي لمؤتمر الدفاع عن القرآن
قام مركز الزهاوي للدراسات الفكرية، بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بعقد مؤتمره العلمي الأول بعنوان (الدفاع عن القرآن) في يومي 26- 27/ محرم/ 1433هـ، 22- 23/ 12/ 2011م. 
بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب من داخل وخارج كردستان في هذا المؤتمر، فضلاً عن احتفالية افتتاح المؤتمر، تم عقد أربع جلسات علمية، وقدم فيها (15 بحثاً) من قبل الأساتذة المختصين، وطرحت الملاحظات حول كل بحث من قبل المعقبين والمشاركين في المؤتمر؛ وبعد غربلة الملاحظات والبحوث، وصل المؤتمر إلى النتائج والتوصيات التالية:
إن القرآن الكريم منذ العهود المبكرة من نزوله قد تعرض إلى هجمات شرسة من قبل أعدائه ومنكريه، بشتى أنواع الأساليب. حيث لم يدخروا وسعاً لمحاربته بزرع التشكيك حوله في قلوب الناس؛ وبما أن القرآن الكريم منزل من لدن الحكيم الخبير، وهو الذي تكفل ووعد بحفظه، لذا فإن آيات القرآن هي التي تدافع عن القرآن، وترد على كل شبهة من قبل أعدائه.
إن القرآن الكريم نزل من رب العالمين، وقد أجمع عليه المسلمون قاطبة؛ لذا فان من الضروري على المسلمين أن ينظروا إليه نظرة تقديس ويهتموا به قراءةً وتفسيراً، ويظهروا مقاصده وأسراره، ويوضحوا جميع جوانبه الإعجازية.
إجلالاً للقرآن يجب أن تنعقد المؤتمرات والندوات والدورات حوله، لأجل أن يكون لدى المسلمين معلومات أكثر وتزداد معرفتهم به أكثر فأكثر.
يطلب المؤتمر من حكومة إقليم كردستان والبرلمان، ووزارات التربية والتعليم العالي والثقافة والأوقاف، أن تُعْنى بالقرآن وعلومه، عناية لازمة في جميع مستويات التعليم، وذلك من أجل تربية الأجيال على مفاهيمه ومعارفه.
يجب على كليات العلوم والمعاهد الإسلامية أن تهتم أكثر بدراسة القرآن؛ بوضع استراتيجيات وبرامج بحثية ودراسية معمقة، تعليماً وتعلماً ودراية.
يطلب المؤتمر من القنوات الإعلامية الإسلامية أن تخصص أوقاتاً أكثر لتقديم برامج متخصصة، لإظهار أسرار القرآن وبيان معجزاته؛ وعلى القنوات الإعلامية العلمانية أن توقف هجماتها على القرآن الكريم، وتتسم بالحيادية والموضوعية في كل ما يمس القرآن والسنة، لأن هذين المنبعين من أقدس المقدسات لدى الشعب الكردي المسلم، وأي مساس بهما يعد تجاوزاً على حقوق هذا الشعب.
تشكيل لجنة لتقصي وجمع كافة الشبهات وإحالتها إلى أهل الإختصاص لدراستها والرد عليها بصورة علمية.
وختاماً هذه الحملة التي بدأها من يسمون بالمثقفين الجدد والكتاب الحداثيون، ويحسبون أنهم قد أتوا بشيء جديد. يجب أن يعرفوا أنها بضاعة بالية، فقد قام أسلافهم منذ العصور المبكرة بطرح تلك الشبهات، ولم تأت بثمار تشفي غليلهم. فلا و لن يصلوا إلى مبتغاهم أبداً، بل بإذن الله تعالى تأتي الأيام بما لا تهواه أنفسهم. 
(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله.. فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).

هناك 4 تعليقات: