24‏/02‏/2012

انتشار عمليات التجميل بين مقتضيات الموضة وضرورات الظروف

تحقيق : لقاء هادي الصوفي



انتشرت في الأعوام الأخيرة في العراق عمليات التجميل بشكل واسع لاسباب عديدة؛ منها ما يتعلق بالتماشي مع الموجة التي تجتاح المنطقة والعالم حيث أصبحت هذه 
العمليات تجارة رابحة تدر مليارات الدولارات،  والمعروف أن عمليات التجميل بدأت في العراق في الستينات في بغداد؛ وتطورت هذه العمليات في السبعينات على يد نخبة من الأطباء العراقيين البارزين والمميزين الذين أعطوا لهذه المهنة بهرجها ونظارتها وبريقها، والذين عملوا بجد لكي تكون هذه الجراحة فرعا مهما من الجراحة العامة.
ونظرا لأهمية هذا الموضوع وانتشاره الواسع في العراق وإقبال الكثير من الشباب والشابات على هذه العمليات بسبب تقدم الطب بكل فروعه وهذا الفن خصوصا، أو لأنها أصبحت موضة بين الشباب والشابات اقتداء بالفنانين والفنانات الذين غزوا بيوتنا عبر شاشات التلفاز، حيث أصبحنا نرى الفنانات كأنهن شكل لامرأة واحدة من حيث رسم الخدود والشفاه وبعض الملامح الأخرى، لما يبدو عليهن من قسمات وجه واحدة، بل وصل الأمر بهم أنهم أصبحوا يتنافسون ويتسابقون لتقليد هؤلاء.
 ولهذا السبب ارتأت مجلة الحوار أن تجري تحقيقا حول هذا الموضوع، حاورت فيه مختصين، وعلماء دين، حول هذه العمليات لمعرفة حكم الشرعية.
 البداية كانت مع الدكتور احمد حسين  صالح-استشاري جراحة التجميل بالليزر، الذي قال:
الحوار-انتم تجرون عمليات تجميل كثيرة باستخدام الليزر برأيك ما هي غاية الشباب من إجراء هذه العمليات؟.
-أصبحنا في ثقافة عصر الصورة، والكل يريد ويبحث عن الصورة في عين الآخر، وعن الرضى عن النفس، فالفتيات والشباب يجرون هذه العمليات اقتداء بالموضة؛ وهم أيضا يريدون أن يبدون اصغر سنا، لذا أرى انه لا حرج بهذه العمليات.
الحوار-ماهي أسباب العمليات التي تجرونها؟.
-هناك أسباب عديدة تقف وراء عمليات التجميل؛ من أهمها الاشخاص المصابين في العمليات الإرهابية بسبب المفخخات، وعمليات التشوه الخلقية، فغالبية مرضاي العام الماضي كانوا ضحايا التشوهات الناجمة عن التفجيرات، لكن الزبائن تغيروا وأصبح اهتمامهم منصبا على عمليات تجميل تمنحهم ثقة أكبر بأنفسهم .
وأكثر العمليات إقبالا عدا ذلك هي عمليات تصغير الأنف، وتكبير الصدر والثدي، وشد البطن، وشفط الدهون، ينتابني شعور عندما اذهب صباحا إلى العمل واستقبل نوعين من المرضى النوع الأول المرغمة على إجراء هذه العمليات لإزالة التشوهات التي حصلت نتيجة التفجيرات، والنوع الثاني هو الساعين إلى إشباع رغباتهم في إجراء عملية تجميلية لأشكالهم وهؤلاء ليسوا بحاجة الى جراحة إنما إلى طبيب نفسي لكي يتمكنوا من كسب ثقتهم بأنفسهم وتقبل هيئتهم كماهية.
البعد النفسي والاجتماعي للعمليات
حديث الدكتور احمد حسين جعلني اشعر أن للموضوع أبعادا نفسية واجتماعية، ولمعرفة التحليل الاجتماعي والنفسي للظاهرة التقيت عبر الانترنت بالأخصائية الاجتماعية سعاد عمر وكان لي معها هذا الحوار.
الحوار- كيف تفسرين ظاهرة التصاعد المتزايد لعمليات التجميل بشكل عام وخصوصا بين النساء بشكل خاص؟.
- بالفعل قد انتشرت مؤخرا ظاهرة عمليات التجميل وخاصة بين النساء؛ وأنا اعتقد أن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة الخطيرة هي؛ قلة الثقة بالنفس، والفراغ الروحي الذي يعانيه شبابنا وشاباتنا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى عامل مهم جدا وقد ساعد على تصاعد وازدياد عدد المقبلين على عمليات التجميل وهو هوس التقليد!! فكما تعلمين أهمية الإعلام والتلفزيون وتأثيره على أفكار ونفوس الناس وللأسف عن طريق برامجه وما يعرضه من فنانين ومشاهير وتركيزه على أهميه الجمال وتصوير الجسد كسلعة؛ والاخطر عرض طرق وأساليب التجميل وتسهيلها وتبسيطها وتوفيرها بمتناول جميع شرائح المجتمع.
الحوار- بعض الأشخاص يجرون عمليات تجميل متتالية، وتذكر بعض التقارير أن بعضا منهم لايشعر بالرضا عن النتيجة؛ وسرعان ما يعاود إلى إجراء عملية ثانية، هل يمكن تصنيف هذه الظاهرة في إطار الحالة المرضية؟ وما هو العلاج لها؟.
-أما عن الأشخاص الذين تتكرر محاولاتهم أنا كأخصائية لا يمكنني الجزم بان التكرار وعدم الرضا هي حالة مرضية، لكن يمكن تفسيرها بان اغلب عمليات التجميل لاتكون على هوى المريض، أو على مستوى توقعاته! فيؤدي ذلك إلى إحباطه وبالتالي محاولته إصلاح ما افسده، لكن للأسف هناك بعض الأشخاص إما عن غير رضا؛ أو لشعورهم برغبة بالمزيد من التجميل يعني طمع بالتغيير إلى الأجمل بعد أن كسر حاجز الخوف وأجراها المرة الأولى، فقد يكررها مرات عديدة طمعا منه للحصول على شكل أكثر جمالا ومثاليه متحملا آلام ومخاطر هذه العمليات، وهنا تكمن الخطورة حيث يصبح لدى المريض هوس شبيه بالإدمان أو القلق حيال شكله والرغبة المستمرة بالتحسين.
الحوار- ما هي المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق القائمين على هذه العمليات في ظل الربح الفاحش الذي حول عمليات التجميل إلى تجارة تدر الملايين؟.
- للأسف أن كثير من الأطباء والتجميليين هم تجار؛ ان واجبهم أن لا يقوموا بمثل هذه العمليات الخطرة والتي من المتعارف أنها لن تنتهي عند حد معين، عليهم نصح المرضى المتوجهين لهم وبكل أمانة وتوضيح سلبيات ومخاطر هذه العمليات وعدم تشجيعها، أنا شخصيا لست ضد عمليات التجميل ولكن هناك ضرورات لها وحاجات، أما بقصد التغير والتشبه بفلان وتجميل لا محل له ولا ضرورة فاعتقد قبول الإنسان لشكله الطبيعي أفضل بكثير من الاستمرار بهذه الدوامة التي لا تنتهي بها الا بأمراض وآلام وعواقب نفسية مثل القلق المستمر وعدم الرضا والهوس وغيرها.
الحوار- ما هو الدور الذي تقترحي أن تقوم به وسائل الإعلام لتوعية المجتمع بالجوانب الايجابية والسلبية لعمليات التجميل؟.
- ذكرت أن وسائل الإعلام قد ساهمت بشكل كبير في الترويج لهذه العمليات وانتشارها وتعزيز فكرة الجمال والتغيير وملاحقة الصرعات والموضة وغيرها؛ ما ادى الى ضحايا كثر لهذه العمليات!! الواجب أن يكون إعلامنا واعيا بمخاطر هذه السلع وهذه الظاهرة، والتنبيه لها والقيام بتوعية المشاهدين لمخاطر هذه العمليات وسلبياتها وآثارها على عقول وأجساد وأفكار الناس وحتى على دخلهم، فهذه العمليات يصرف عليها أرقام فلكية من النقود والتي يمكن استثمارها واستهلاكها بطرق أخرى أكثر فائدة، يحب تسليط الضوء على خطورة انتشار هذه العمليات والتي كانت قديما من الكماليات في الحياة، إنها حرب ثقافيه خطرة لايجب التهاون بها وتسميم عقولنا بالتقليد والهوس بالتغيير والتجميل، ماهو إلا شكل من أشكال الاستعمار والتراجع الفكري، وهنا وظيفة إعلامنا، الموضوع كبير جدا ومهم حاولت قدر الإمكان تلخيصه والتركيز على أهم النقاط.
موقف الشريعة الإسلامية
واضح أننا كلمنا توغلنا في ثنايا الموضوع يتشعب بنا أكثر، فإذا كان لعلم النفس والاجتماع رأيه الخاص، فإن للأديان السماوية التي تحكم حياة غالبية البشر موقفها كذلك، فالاديان السماوية التي يدين بها اكثر البشر (المسيحية، واليهودية، والاسلام) تحفظت على تغيير خلق الله، وللشريعة الاسلامية موقفها المميز، حيث أنها منهج حياة، ولديها أرث تأصيلي غزير  جدا، ولذلك كان موقف الإسلام من الأمر مميزا، ومفصلا، وللتعرف على هذا الموقف التقيت في اربيل بالشيخ الدكتور (محمود محمد علي) مساعد عميد معهد العلوم الإسلامية وكان لي معه هذا الحوار الشيق المفصل:
الحوار-هل يمكن أن نعرف حكم الشرع في عمليات التجميل بشكل عام التي تتعلق بتغيير شكل وهيئة بعض أعضاء الجسم؟.
-يقصد بعمليات التجميل: مجموعة العمليات التي تتعلق بالشكل والتي يكون الغرض منها المبالغة والإفراط في تحسين المظهر دون وجود دوافع ضرورية أو علاج عيوب طبيعية أو مكتسبة شوهت الخلقة في ظاهر الجسم البشري تؤثر في القيمة الشخصية أو الاجتماعية للفرد.
مثال العيوب الطبيعية: التصاق أصابع اليدين والرجلين والشفة المفلوجة وغيرها. ومثال العيوب المكتسبة: العيوب التي تنشأ من الحوادث والحروق.
ومن هذا التعريف ندرك أن عمليات التجميل تنقسم إلى قسمين:
عمليات ضرورية، وعمليات اختيارية.
أما فيما يتعلق بالسؤال فأقول: إن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وصوره في أحسن صورة وأفضل هيئة، وأودع فيه غريزة حب التزين والتجميل، ودعا إليها عن طريق رسله وأنبيائه فقال{يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}و{قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}.
ففكرة الجمال في الإسلام معتبرة إذا لم تؤدي إلى مفسدة، والإسلام شرع التزين والتجميل للرجال والنساء جميعا، فالجمال أمر فطري والإسلام لا يعارض الفطرة السليمة ولا يشرّع لها ولكن يوجهها حتى لا تنحرف عن مسارها التي خلقها الله عليها.
وهذا الأمر الفطري مركوز في الإنسان عموما والنساء خصوصا، لذلك الشريعة الإسلامية وسعت من دائرة الجمال والتزين للنساء أكثر مما وسعته للرجال فأباح لهن لبس الحرير والتحلي بالذهب، وإذا كانت الزينة بالنسبة للرجال من التحسينيات والكماليات في نظر الشرع؛ فإنها بالنسبة للنساء من الحاجيات، من اجل إشباع داع الغريزة التي غرزت في كيان المرأة أولا و من اجل الحفاظ على عش الزوجية ثانيا.
لكن الإسلام لم يطلق العنان لتلك الغرائز والرغبات، بل دعا إلى ضبطها بمقتضى الهدي الرباني، فحدد للزينة حدودا، وحرم منها أشياء، منعا للمفسدة ودرءا لتشويه الفطرة.
فقد حرم الإسلام بعض أشكال الزينة؛ كالوشم والوشر والنمص وغير ذلك  لما فيها من الخروج عن الفطرة والتغيير لخلق الله والتدليس وغير ذلك.
وليست المحرمات في مجال الزينة مقتصرة على هذه الأشكال وإنما نص الشارع عليها لينبه على نظائرها، باستخراج عللها ثم قياس الأمور المشابهة عليها.
ويمكن هنا أن نشير إلى الضوابط والقواعد العامة التي تحكم عمليات التجميل في الشريعة الإسلامية.
1-الجراحة تعذيب وإيلام للإنسان الحي، فلا تجوز إلا لحاجة أو ضرورة.
2-ان لا توجد وسيلة اخرى تقوم مقام العملية في سد الحاجة أو دفع الضرورة.
3-أن يغلب على ظن الطبيب نجاح العملية، فلا يجوز له اتخاذ جسم الإنسان محلا لتجاربه.
4-أن لا يكون فيها تغيير للخلقة الأصلية المعهودة، فلا يجوز تغيير هيئة عضو بالتكبير أو التصغير إذا كان في حدود الخلقة الأصلية.
5-أن لا يكون فيها تدليس وخداع، فلا يجوز للمرأة العجوز إجراء عملية جراحية بقصد إظهار صغر السن.
6-أن لا يترتب عليها ضرر أكبر كتلاف عضو.
7-أن لا يكون بقصد تشبه أحد الجنسين بالآخر (الذكر والأنثى).
8-أن لا تكون بقصد التشبه بالكفار وأهل الشر والفجور.
الحوار-هناك أشخاص يولدون بعيوب خلقية تجعل من أشكالهم غير مقبولة اجتماعيا، التدخل الجراحي يوفر لهم درجة من التغيير تجعلهم مقبولين اجتماعيا هل تصح مثل هذه العمليات بموجب هذا الضابط؟.
-سبق أن قلنا أن هناك عيوبا طبيعية أو خلقية لا يد للإنسان في وجودها، فمثلا يولد الإنسان بعضو زائد؛ أو بجزء من عضو زائد عن أعضائه الأصلية  كأصبع سادسة في اليد الواحدة، ومثلها أن يولد وله انف كبير، أو أذن طويلة آو غير ذلك، فهل يجوز إجراء عملية جراحية لتعود الخلقة الى شكلها الأصلي المعهود؟ هنا اختلف الفقهاء على قولين:
الأول-لا يجوز ذلك،لأنه داخل في النهي، لما فيه من تغيير لخلق الله تعالى، وبه قال احمد، وفي قول إلا ما تضرر به ويؤلمه فيجوز إزالته.
القول الثاني: يجوز ذلك، لنفي عيب ونقص، لأنه يعيد الجمال ويزيل النقص، والراجح ما قاله الجمهور: أما ما استدل به القول الأول من ان ذلك تغيير لخلق الله فمردود بان الأصبع الزائد والأنف الطويلة أو الكبيرة وأشباهها ليست من الخلقة الطبيعية المعهودة، فإجراء العملية وسيلة لإعادة الشكل إلى خلقته الأصلية التي خلق معظم البشر عليها.
الحوار-بسبب تعرض العراق للعمال الإرهابية برزت حالات تشوه عديدة ناتجة عن التفجيرات، فهل يصح التجميل في هذه الحالات؟.
-عمليات التجميل للتشوهات الناتجة عن الحروق والحوادث جائزة في ضوء القواعد التي تقدمت، ولا يعد ذلك تغييرا لخلق الله بل إعادة خلق الله إلى جماله وحسنه الطبيعي، وإنقاذا للشخص المشوه من الانعزال والعقدة النفسية، ومساعدته في الانخراط مرة أخرى في المجتمع لإدامة حياته بشكل طبيعي، وقد اتفق الفقهاء على جواز تركيب أعضاء معدنية بدلا من الأعضاء المبتورة واستدلوا بالحديث النبوي الذي رواه أبو داود والترمذي وغيره، عن عبد الرحمن بن طرفة أن جده عرجفة بن سعد قطع انفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فانتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب.
الحوار-هناك عمليات تجميل ليس فيها تغيير لخلق الله، مثل شفط الدهون من البطن والأرداف أو تصحيح الأنف، وحقن مواد كيمائية خاصة تزيل التجاعيد...الخ ما حكم هذه الحالة؟.
-هذا السؤال ذو شقين:
الشق الاول: يتعلق بإزالة الشحوم والدهون من المواضع التي تجتمع فيها.
الشق الثاني: إزالة التجاعيد بشدها أو عن طريق مواد كيميائية.
بالنسبة للشق الأول فنقول: عملية سحب الدهون المتراكمة نتيجة السمنة في مناطق معينة حيث يتم إدخال أنبوب امتصاص تحت الجلد، وتسحب كمية كبيرة من الدهن، هذه العملية لم يتعرض لها الفقهاء القدامى لأنها لم تكن موجودة في عصرهم.
وإنما ذكروا الأطعمة والأدوية التي تتناولها النساء من اجل التنحيف والتخلص من السمنة، فقد جاء في فتاوي قاضي خان (يجوز الحقنة للتداوي للمرأة وغيرها وكذا الحقنة لأجل الهزال، لأن الهزال إذا فحش يؤدي إلى السل).
فبناءا على ما ذكره الفقهاء فإن عملية سحب الدهون من الجسم بقصد التداوي والعلاج جائزة ما لم تؤدي إلى ضرر أكبر، ولم يتوفر بديل آخر.
أما بقصد تخفيف الوزن وتعديل قوام الجسم فيجوز بشرطين:
1-أن لا توجد وسيلة أخرى غير عملية سحب الدهون.
2-أن لا يترتب عليها ضرر أكبر.
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال؛ فأن التجاعيد تظهر في الجسم نتيجة فقدان مرونة الجلد ووقف حيوية بعض خلاياه؛ فالتجاعيد في سن الشيخوخة تكون طبيعية لهذه العلة، لكن التجاعيد تظهر في الشباب نتيجة أسباب غير طبيعية منها:
الإسراف في تعاطي الخمور والمنبهات، والأمراض الباطنية التي تؤثر على الجهاز الهضمي والبولي وأعضائه المختلفة، والأمراض العصبية، والأمراض النفسية الكثيرة كالحزن والكدر والتعب، والأمراض الجلدية المختلفة مثل حب الشباب، والأرق وعدم النوم الكافي للجسم، ومواد الزينة المصنوعة من المواد الكيماوية وغير ذلك.
وعملية شد تجاعيد الوجه تجري داخل شعر الرأس وخلف الأذن ويستغرق إجراء العملية حوالي سبعة أيام يكون الوجه فيه متورما بعض الشيء ونتيجة هذه العملية ليست نهائية، بل تعود التجاعيد بعد خمس سنوات.
والحكم في عملية إزالة التجاعيد بشد الوجه أو بمواد كيميائية يختلف لسن المرأة التي تفعل بها تلك العملية.
فإن كانت كبيرة في السن وحدثت التجاعيد نتيجة الشيخوخة فلا يجوز لها إجراء العملية لما فيها من التدليس وإظهار صغر السن، والمبالغة في تزين زائف زائل بدون مبررات ودوافع ضرورية وواقعية، فإن كانت صغيرة السن وحدثت فيها التجاعيد نتيجة أسباب مرضية فيجوز لها معالجة المرض والآثار المترتبة عليه التجاعيد بشرط أن لا تؤدي تلك العملية إلى ضرر أكبر. 
رأي الشارع
وقد أحببت أن اختم تحقيقي هذا بأخذ عينات من رأي الشارع حول إجراء عمليات التجميل وأثرها على المجتمع، وقد جائت الآراء على النحو التالي:
شيماء فاتح-طالبة ماجستير:
 أنا مع عمليات التجميل لأننا في وقت أصبحت فيه نسبة العنوسة كبيرة جدا والسبب هو عدم رضا الشباب عن الفتاة التي يتقدم لخطبتها بسبب انها لا تشبه فتاة أحلامه والتي تشبه الفنانة الفلانية او المذيعة الفلانية، والتي تستطيع أن تجري هذه العمليات برأي لا بأس قد تحظى بفرصة أخيرة للزواج قبل أن يفوتها القطار كما يقولون.
علي الياس جابر-مدرس لغة عربية:
 أنا ضد هذه العمليات، لأن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة على فطرة سليمة، وأي عملية تجريها بالطبع قد يتغير معها أشياء كثيرة منها سلوك الفتاة أو الشاب، ناهيك عن التغيير في الصورة وهذا ما ينهى عنه ديننا الحنيف، فالأفضل أن يرضى كل بصورته كما خلقه الله لأنه لا شيء أجمل من خلق الله.
لانا مجيد-صيدلانية:
بالحقيقة أنا مع وضد هذه العمليات، إذا كان الرجل أو المرأة بحاجة ماسة لهذه العمليات ويرون أن مستقبلهم متوقف على إجراءها فلما لا؟ مثلا هناك بعض الرجال يريدون من زوجاتهم أن يكن رشيقات فماذا تفعل؟ ربما إجراء عملية شفط الدهون تفي بالغرض وتساعدها على إتمام حياتها بسعادة، ولكن إذا كانت العملية هي لتغيير خلق الله كتغيير الأنف أو تغيير معالم الوجه بالكامل فانا ضدها.
سامان آزاد-بائع تجزئة جوال:
 بالنسبة لي أرى ان المرأة لا تحتاج لأجراء هذه العمليات لأن الله خلق المرأة جميلة، ولكنها تحتاج لبعض العناية بنفسها كي تظهر جمالها لزوجها أو لنفسها.
فرحان سليم –طالب:
نحن الشباب أصبحنا نتنافس على إجراء هذه العمليات كي نكون بجمال الفنان الفلاني أو برشاقة اللاعب الفلاني، فما بالك بالفتيات؟ لأنهن بطبيعتهن يتبعن الموضة، وعمليات التجميل هي موضة بالنسبة لهن، وحب الفتاة بالتشبه بالمغنية أو الفنانة الفلانية دفعها لإجراء العملية هذه إذا كان أهلها من أصحاب الموارد الكبيرة فسوف تجريها وقد تكررها مرات عديدة للوصول إلى الصورة المطلوبة واعتقد أنها لن تصل ما تريد.
خاتمة
بعد أن تحولت الصورة في العصر الحديث إلى المحور الذي تدور عليه حياة البشر؛ كانت الحاجة الى عمليات التجميل والتحسين للصورة (صورة الانسان الظاهرية طبعا) جاء تطور هذا النوع من الفن الطبي؛ الذي يدمج ما بين العمل الفني الذي يشبه رسم لوحة فنية، وما بين العمل الطبي الجراحي، ثم تحول هذا الأمر  إلى تجارة رابحة تدر مليارات الدولارات على المستثمرين في هذا المجال، وكوننا جزءا من هذا العالم؛ فقد شملتنا موجة عمليات التجميل، واصبحت حديث الشارع والناس، وليس من الصواب ان ندفن رؤسنا في التراب مدعين عدم استشراء الظاهرة، لذلك لابد من طرح الموضوع على بساط البحث، وقد فعلنا ذلك في هذا التحقيق،حيث أطلعنا على رأي الشرع في تفاصيلها، وتبين لنا أنها ليست شرا محضا، بل في تفاصيلها نظر، وهي في بعض الأحيان تكون ضرورة إنسانية ملحة، وتكون من وجهة النظر الشرع الكريم مباحة، لذلك نأمل أن يكون طرح الموضوع للنقاش سبيلا لنشر الوعي حول هذا الموضوع. 


هناك 11 تعليقًا:

  1. Thanks for it .. I hope the new Topic is always

    ردحذف
  2. Le succès .. J'espère que le nouvel écran est toujours

    ردحذف
  3. Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours

    ردحذف
  4. Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

    ردحذف

  5. مشكور علي مجهودك القيم
    http://www.alsadiqa.com




    http://www.assayyarat.com/
    thank you



    جزاك الله خير
    http://www.mawahib.net

    ردحذف
  6. عمليات تجميل الأنف بالقاهرة من افضل عمليات التجميل في مصر

    ردحذف
  7. تكميم المعدة في مصر الأفضل علي الاطلاق

    ردحذف
  8. إذا كنت قد أجريت عملية تكميم المعدة بالمنظار وحدث خطأ أو فشل في نتائج العملية لابد من إجراء تصحيح عمليات تكميم المعدة في مصر ، للتخلص من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة لكن تعلم من اخطاءك واحجز مع ،أفضل دكتور تكميم معدة في مصر الدكتور احمد عبد السلام صاحب أكبر مركز لعلاج السمنة وجراحات السمنة والمناظير في مصر تواصل الآن عبر الروابط السابقة.

    ردحذف
  9. يوصي العديد من الخبراء بغسل السيارة مرة كل أسبوع، إذ يوجد عدة أسباب تستدعي غسلها بانتظام، المحافظة على هيئتها في أفضل حال، ولحماية طلائها من التلف، ومنع تكّون الصدأ، أو لإزالة الغبار والحصى المتراكم على سطحها بعد القيادة لفترات طويلة في شوارع مغطاة بالتراب أو السفر لمسافات طويلة
    ولتفادي الأضرار والأخطاء التي تؤذي السيارة عليك اتباع النصائح التالية
    لاهم شركات غسيل السيارات
    شركة غسيل سيارات متنقل شمال الرياض
    افضل غسيل سيارات متنقل بالرياض
    غسيل سيارات بالبخار بالرياض


    غسيل سيارات متنقل الرياض


    ردحذف