09‏/02‏/2012

ذكريات مدينة زاخو الماضي والحاضر


عبدالكريم يحيى الزيباري



صَدَرَ مؤخراً عن مطبعة خاني في دهوك، كتاب " زاخو الماضي والحاضر" للباحث سعيد الحاج صديق الزاخويي؛ الكتاب يتكون من قسمين:
 الأول في خمسة فصول، في الفصل الخامس أدرجَ مذكراته الشخصية، وهي مهمة جداً كشاهد عيان على الأحداث التي جرت من 13 آذار وبدء انسحاب الحكومة المركزية، وسيطرة الثوار على المدينة، وانسحابهم بعدما تركوا الأسلحة الثقيلة التي جمعوها في ملعب زاخو وكانت(سبع دبابات والعديد من المدافع، وعند وصول الجيش العراقي شغلوها وأخذوها معهم لأنَّها كانت صالحة للاستعمال/ص181).....


ويوم الخميس 28 آذار 1991، الثاني عشر من رمضان، وجلال الطالباني لا يزال في المدينة، ويلتقي مع وجهاء المدينة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، (سمع دوي انفجارات ويعتقد أنها كانت تُطلق من مخفر سحيلة.. الكثير من العوائل لم تجد ما تفطر عليه، كانت أياماً صعبة على المواطنين..
في يوم 31 نيسان استخدم الجيش العراقي الطائرات السمتية الحربية، ولم يكن لدى البيشمركة المضادات الأرضية لصدها، وتم نقل جرحى البيشمركة إلى مدينة ديرك السورية/ ص182)(وبما أنَّ عدد السيارات لم تكن تكفي لنقل جميع المواطنين فقد تركوا دورهم راجلين بما عليهم من ملابس وما تمكنوا من حمله من مواد غذائية وفي طقس رديء للغاية وفي صباح 1/4/1991 السادس عشر من رمضان كان 98% من سكان المدينة قد غادروها/ص184).
ويمضي في يومياته التي دونَّها بحيادية، وكأنَّ الوصف من شريط وثائقي، دون تعليق.
 والقسم الثاني في سبعة فصول، بدأ الفصل الأول بالحديث عن العوائل التي كانت تسكن المدينة في بدايات القرن العشرين، ومضى يذكر أسماء العوائل.
 وفي الفصل الثاني تحدث عن تاريخ التعليم في المدينة، حيث أنَّ(أول مدرسة ابتدائية في العهد العثماني في منطقة زاخو في ناحية "سندي كولي" عام 1893 وفي مركز المدينة عام 1898... والتعليم فيها باللغة التركية... وبعد انحسار النفوذ العثماني عن المدينة واحتلال بريطانيا للعراق تم فتح أول مدرسة ابتدائية باسم مديرية مدرسة زاخو الابتدائية (مدرسة بوتان الحالية)تم افتتاحها عام 1922 ... وكانت الدراسة فيها باللغة الكردية إلى جانب اللغة العربية/ص242).
(وفي بداية الخمسينات تم فتح أول مدرسة ابتدائية مختلطة من الجنسين سميت "مدرسة الأحداث" .. وفي عام 1962 -1963 تمَّ إلغاء مدرسة الأحداث حيث تمَّ توزيع طالبات هذه المدرسة إلى مدارس البنات، والطلاب إلى مدارس البنين/ص247).
هذا وقد ازدان الكتاب فضلاً عن أسماء العائلات وأبنائها، بأعداد الطلاب بحسب سنوات التحاقهم، وأحياناً يذكر أسماءهم، وامتلأ الكتاب بكثير من الصور القديمة التي يعود تاريخها إلى عام 1922، وربما إلى تاريخ سابق، وملاحق، لينتهي الكتاب في 402 صفحة من الحجم الكبير.
وفي الفصل الأول من القسم الثاني ذكرَ الباحث زاخويي(بطونٌ خاوية وأسمالٌ بالية تغطي أجسامهم ولكن قلوبهم عامرة بالحب والإيمان والتسامح.. ولقد انضمَّ إلى المدينة لاحقاً العديد من العوائل المهاجرة من تركيا بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى وحملات الإبادة التي تعرضوا لها، فالمهاجرون الكرد والأرمن لاقوا ترحاباً وتعاطفاً كبيرين من قبل مواطني المدينة فتأقلموا بسرعة وسهولة مع المجتمع الجديد/ ص219).
وأرجو أنْ يذكر الباحث في الطبعة اللاحقة إنْ شاء الله، لجوء عدد من العائلات التي تعود إلى شجرة الخلافة العباسية وهو ما ذكره جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ) في كتابهِ(رفع البأس عن بني العباس/ مجلة عالم المخطوطات و النوادر - المجلد الثامن العدد الثاني رجب-ذو الحجة 1424 هـ / سبتمبر2003 م - فبراير 2004 م- ص70 (لم يذكره ابن الكازروني ونقل عن الصفدي أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكراً وست بنات وأكبر أولاده أبو جعفر عبدالله ، وذكر أحمد الدوري العباسي (ص83) تسعة من أبنائه وهم: عبدالصمد وهبة الله وعبدالكريم وعبدالرحمن وعبدالوهاب وجعفر وعبدالواحد وعبدالله والعباس، وأشار إلى أن من سلالة عبدالصمد بن المهتدي بالله العباسيين في زاخو (ص 416).r

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للمؤلف على هذا الكتاب وقد اطلعت عليه من خلال ابن شقيقته في الموصل ، وانا الان اكتب كتابا عن علماء زاخو في مختلف العصور

    ردحذف