بناء الذات بصورة استراتيجية

إسماعيل رفندي

 يقول داني كاي: (الحياة لوحة زيتية ضخمة وعظيمه ويجب عليك ان تضع فيها كل ماتستطيعه من تفاصيل والوان وخطوط و ظلال ...).

نعم هكذا الحياة تحتاج بصورة مستمرة إلى الرعاية الجادة والمتابعة الدقيقة وملاحظة التفاصيل لتأتي حسب رغباتك وتصوراتك، لان ما تتعلمه وتفهمه وتقتنع به يأتي من اهتماماتك وأحاسيسك الحقيقية في ذاتك كما قال فرانك روبنون: (تفوقك ونجاحك وكبريائك كلها تأتي من شخص واحد وهو انت)، لذا لابد من رسم الخرائط الذاتية للتنمية والتطوير الذاتي وفق خطوات

واليات مرسومة مع الاهتمام الجاد للمعلومات بشكل مطلوب او حسب حاجة التطوير أو مقتضيات بناء الذات ..

خطوات بناء الذات

1-الجزم في النية ببناء الذات والعناية بالنفس والعمل على ذلك في تربية المشاعر الذاتية الايجابية والاهتمام بالتصورات والمقايس الشخصية وتغذية العقل بالثقافة الصحيحة.

2- اجعل التربية على التفاؤل والترويض النفسي على الايجابية الشاملة موضوعا مهما فى حياتك، والتفاؤل ضروري سواء كان للذات واستثمار الطاقات الشخصية او في التوقع الايجابي من الاخرين.

3- المحاولة المستمرة على التوازن الذاتي في جميع الحالات سواء كان نعمة او نقمة؛ حسنة او سيئة، أي التوازن بين الصبر والشكر كما أكد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم، أى حتى عندما نواجه حالات غير مرضية يجب أن نفسرها إنها من طبيعة الحياة وليس نهاية للحياة والسعادة، وان رزقنا الله نصرا او نجاحا يجب أن لا نغتر به وان نحافظ على الاستمرارية والطموح.

4- كل مجالات الحياة تحتاج الى الاكتشاف لانها مكونة من عدة جزئيات عجيبة جدا مثل النفس والروح والعقل وكافة اجزاء الجسم المادية فيها من الأسرار والخفايا مالا تحصى، لابد من العمل على الاكتشاف المستمر فى الذات وفي جميع المجالات والأجزاء لان فيها من الخير والأسرار والايجابية العجيبة او فيها من الطاقات المكبوتة لا يعرفها إلا من اكتشف جزء منها، وتستطيع القول بأن تجارب الحياة تعد محاضنا اساسية لاكتشاف الذات لذا يجب أن لا نخاف من التجارب وان نتعامل معها بكل هدوء وعقلانية.

5- أهم شي لتطوير الحياة وبناء الذات والتقدم نحو الأحسن هو القرار، ولن نستطيع أن نتفاعل مع القرار إلا بعد القناعة التامة واليقين المطلق بصلاح وايجابية القرار، ومن ثم يأتي التفاعل المثمر، لذا فالتربية على اتخاذ القرارات الصائبة يجب أن تأتي ضمن أولوياتنا، وحتى أن تطمئن على صحة القرار يجب اتخاذ القواعد التالية كأساس لذلك مثل:

-المعرفة الكاملة بالموضوع.

- اتخاذ خطوات عملية للحصول على المعرفة.

- الاهتمام الجاد بصلاة الاستخارة.

- الاهتمام بالاستشارة والاستفادة من أهل الخبرة والتجربة.

- الاستفادة من تجارب الآخرين العملية الناجحة.

- الاستفادة من التجارب الذاتية بين الفشل والنجاح.

-الاهتمام بقواعد الاحتمالات المتعددة.

- وأخيرا اجراء الخطوات العملية للخطة اللازمة.

6-هناك أشياء ومسائل مهمة للتحقيق على بناء الذات وهي أن تجعل بناء الذات من أهدافك الرئيسية و ذلك وفق خريطة واضحة وخطوات مدروسة وان تجعل لنفسك أهدافاً صغيرة كأرضية لبلوغ الأهداف الكبيرة، أيضا لا نستطيع فعل ذلك إلا بالتربية والترويض الذاتي.

7-يجب أن يكون الإيمان بالتغير في الحياة والأشياء والأشخاص يقينا وفق الحاجة والمعاير الصحيحة، كثيرا ما يتحدث الناس عن التغير ولكن قليل من يعمل به لذا يجب أن نجعلهما من مبادئ في حياتنا.

8- التدريب على أن تكون شخصيتك شخصية مرنة سواء للاستجابة للحقائق و التغير الصالح وللتعامل مع شرائح المجتمع وذلك للقدرة على تكوين شبكة من  العلاقات الناجحة والمفيدة وليس ذلك بالإمكان إلا بالاهتمام الجاد و بناء الذات على ذلك.

هذه كانت ثمان مبادئ بإمكاننا ان نتعامل معها كثقافة تطويرية و مبادئ عملية لبناء أدواتنا والتعامل مع الحياة من موقف قوي وموقع عالي