09‏/03‏/2014

صحوة الوعي الكردي في ذاكرة القرن العشرين (الحلقة الاولى)

سعد الزيباري
المقدمة
لقد عانى الشعبُ الكورديُّ منذ فجرِ تاريخهِ ألواناً مِنَ القَمْعِ والقهرِ، وأشكالاً مِنَ العَنَتِ والعناء، لكنَّهُ بقي كالطّوْدِ الأشم يُواجه أعاصيرَ الفناء، ويتواصلُ مع العالَم - ولا يزالُ - بلغتهِ التي تمثِّل العلامةَ الأكثرَ برُوزاً على هُويته القوميَّة، تلك الهُوية التي ما برحت تمنحُه نوعاً مِنَ التضامُن الاجتماعي والترابُط الإنساني، ويشهدُ التاريخ أنه على الرَّغم من كُلِّ صورِ الدَّمارِ والانكسار - التي تعرَّض لها في تاريخهِ الطويل - كان يخرجُ من بين الأنقاض أصلبَ عُوداً وأقوى وجُوداً، كما تبقى لغتهُ هِيَ الأُخرى محتفظةً بنقائها، وماضية في نمائها، لاعتمادِها على أُصولها القويَّة، واستنادِها إلى جذورها الراسخة، في الوقتِ الذي نسيتْ فيهِ أكثرُ الأُمم القديمة لغاتِها الأصيلة، كما حافظ الكورد على فولكلورهم وتراثِهم - الحافِل بالأساطير والحكايات والأغاني الشعبيَّة - الذي ظلَّ هو الآخر مكتُوباً بهذهِ اللغة، فالفولكلور يمثِّلُ مِيراثاً تاريخيَّاً زاخِراً يُلخِّص ثقافةِ الكورد
وحضارتهم ونزعتهم الإنسانيَّة، وهو ما أشاد به الأديب الروسي مكسيم غوركي بقوله: "إن أساسَ الأدبِ يكمُن في الفولكلور، أي أدب الشعب. والفولكلور مادة خام كبيرة، وهو مصدرٌ ومَعين لجميعِ الشعراءِ والأُدباء، فإذا فَهِمْنا الماضيَ جيِّداً، كان نتاجُنا الحاليُّ رائِعاً جِدَّاً، وسنفهمُ آنذاك بدقّة أهميَّةَ الفولكلور". ومن القصص التراثيَّة التي بقيتْ تحاكي سمفونيَّة الزمن قِصّة (ممي آلان)، وهي أسطورةٌ شعبيَّة طافحةٌ بالأحداثِ والبطولاتِ الجسام، ومفعمةٌ بالحروبِ إلى جانبِ الحُب، وهِيَ ترجعُ إلى ما يقربُ مِنَ ألفي سنة. ويعكِسُ الفولكلور الكورديّ ميلاً شديداً إلى الاتجاهِ القوميّ، والإشاراتِ المتكرِّرة إلى الكورد وإلى وطنهم الكبير كوردستان(1). وهذا يدُلُّ على وعي الكورد قديماً بالمسألةِ القوميَّة، التي تغلغلتْ قويَّاً في أعماقهِم حتّى تشرّبتها تراثهم وآدابهم. هذا "وأن الأدبَ الكورديَّ المكتوبَ باللغةِ الكورديَّة يعكسُ هو الآخر الآمال والأماني القوميَّة للكورد، بالإضافة إلى إنعاشِ ثقافة جيرانِهم، كما عَرفَ الكورد الملحمةَ، وألّف فيها الشاعِر أحمدي خاني (1591- 1652م) وسمَّاها بـ(مـمـو زين) وهي ملحمةٍ قويَّة وجميلة تشبهُ إلياذة هوميروس"(2)، وهذه الملحمةُ تحملُ في تضاعيفها قصَّةً إنسانيَّةً مشحونةً بالعوطِفِ الصادقة. 

أصالة التراث الكورديّ وثقافته الإسلاميَّة
ويشهدُ التاريخُ أن عاداتِ الكورد وتقاليدَهُم وتراثهم التاريخيّ بقيت كما هِيَ على الرَّغم من كُلِّ مَوْجاتِ الاضطهادِ الممنهج، وكُلِّ حملاتِ الإبادة والاستئصال التي كانت تمارسِها الحكوماتُ المتعاقبةُ مِنْ أجلِ محو الكورد من على الخارطة السياسيَّة، وتمييع ثقافتهِم واغتيال تراثهم ووأد حضارتهِم، فضلاً عن تشويهِ تاريخهم وتزويره، والكورد كانوا ولا يزالُون إلى الآن مُتشبثين بتراثهِم القوميِّ والوطني، مُتشرِّبين ثقافةً إسلاميَّةً أصيلة. وأن البُعْدَ الدينيَّ أو الانتماءَ الإسلاميَّ كان ولا يزالُ يمثِّلُ نقطةَ الارتكازِ في وعي الفردِ الكوردي. وقد أكّد الدكتور كمال مظهر أحمد قوَّة هذا النزوع الديني بقوله: "الدينُ عنصرٌ جوهريٌّ كامِنْ، وله تأثير فاعِل في العقلِ الباطن، والإنسانُ يرضعُ الدينَ مع حليبِ أُمِّه. ولقد وَجدْتُ - أثناء دراستي في الاتحادِ السوفيتيّ عنصرَ الدينِ في جمهورياتِ القفقاس - بَلْ حتَّى بين الروس - قويَّاً ومُؤثراً على الرَّغمِ من كُلِّ المحاولاتِ الراميةِ لتحجيمه من قبل الدولة العَلمانية هُناك، وقد تلمّستُ مثلاً هذهِ الحالة بنفسي في (باكو)، إذ شاهدتُ هُناك أكثرَ من مرَّة - عند تشييعِ كبارِ المسؤولين - عالِم الدين يتقدَّم المشيِّعين ويقرأُ القرآن، ولم نكُنْ نتوقّعُ أن نرى مثلَ هذهِ الأُمور في الاتحادِ السوفيتي، فكيف إذن بالشعبِ الكورديِّ وغيرهِ مِنَ الشعُوبِ الإسلاميَّة"(3)، وهذا دليلٌ كافٍ لإثباتِ قيمةِ العُنصرِ الدينيّ ومدى حضُورهِ في حياة النَّاس سواء كانت فرديَّة أم اجتماعيَّة.
وقد أشارَ الدكتور مظهر أيضاً إلى أن الكورد دخلُوا الإسلامَ مُخلصين لَهُ إلى أقصى درجاتِ الإخلاص، بعد أن كانوا يعيشُون في وضعٍ سيِّيء للغاية في ظِلِّ الحكُمِ الساساني، وعندما جاء الإسلام لم يأخذ منهم شيئاً بَلْ أعطاهم أشياءَ كثيرة، فقدْ خلّصَهُم من هذا الحَكْمِ الجائِر، ولم يتدخّلْ في شؤونهم، لذا فقد أخلصُوا للدينِ الإسلاميِّ إلى درجةٍ جِد كبيرة، وأدّوا دوراً مُتميِّزاً في الحضارةِ الإسلاميّة، حتّى إنهم قدَّموا للحضارةِ العربيَّة الإسلاميَّة العديد مِنْ أعلامهم البارزين في مُختلفِ جوانبِ الحياةِ الفكريَّة والعلميَّة والسياسيَّة(4).
الإسلام في كوردستان في القرن السابع الميلادي
لقد دخل الإسلامَ كوردستان في النصفِ الأوَّل من القرنِ السَّابع الميلادي. وظلَّ الكورد مِنْ أكثر الجماعاتِ تمسُّكاً بالإسلام وتفقّهاً فيه، وأنهم قد أسهمُوا كثيراً في الدعوةِ الإسلاميَّةِ، وجاهدُوا في العصُور الوسطى، دِفاعاً عنِ الإسلام، وظهرَ مِنْ بينهم الفقهاء والمفسِّرُون، ورواة الحديث، فضلاً عن اللغويين والنحاة، وأصحاب الطرق الصوفيَّة(5). 
وقَدْ لاحَظْنا - أكثر مِنْ ذلك - على مدار التاريخ قوَّة العقيدةَ الإسلاميَّةَ في تشكيلِ العقل المسلم، وكيفَ أنها استطاعتْ أن تصهرَ في بوتقتِها الروحَ القوميَّةَ والوطنيَّةَ إلى درجةِ أنَّ الكورد حتَّى بعد إنشائهم دولةً فتيَّة لهم في عهدِ صلاح الدين الأيوبيّ، ظلّتْ عقيدتهم الإسلاميَّة مُحتوية للشعور القوميِّ والوطنيّ(6)، لأنهم عرفوا يقيناً أن العقيدةَ الإسلاميّةَ التي يُدينون بها هي الطريق الأمثل لتحقيق أمانيهم وآمالهم، وأن كلَّ الأيديولوجيات الأُخرى الوضعيَّة - التي تشبَّث بها الكورد عبرَ تاريخهم الطويل - قد أثبتَ الواقِعُ فشلَها في تحقيقِ أهدافهم وترجمة أمانيهم بتأسيسِ كيانهم وتشكيلِ دولتهم، وإضافةً إلى العُنصرِ الديني - الذي تغلغلَ عميقاً في تلافيفِ الفردِ الكورديّ - فإنه ظلَّ مُتمسِّكاً بشرعيتهِ في أرضهِ ووطنهِ، توَّاقاً نحو تحقيقِ حلُمهِ وحلُمِ آبائه وأجداده الذين ناضلُوا من أجلِ تقريرِ مصيرهم ببناءِ دولتهم على أرضِهم كوردستان. 
وقد احتضنَ الكورد الأوائل قِمَمَ جبالِهم وسفُوحها التي ظلّت تتشرَّب وحتَّى الآن من الثلوجِ الراسية التي كانتْ تمدُّ الثورةَ الكورديَّةَ بإكسيرِ الحياة، وقد ظلَّ الكورد قابعين في أحضانِ تلكَ الجبالِ الباردة، واستمدُّوا منها - منذ فجرِ تاريخهم - روحَ القوَّةِ والعزيمةِ والبأسِ والمضاء، ومَظاهِرَ الشكيمةِ والتحدِّي والاعتزازِ بالنفس، تلك الجبالُ التي تمترسُوا بصخُورِها الجاسِئة، وتمسْرحُوا على أحجارِها الصمَّاء، وتنكّرُوا وراء ضبابها الكثيفِ الذي لا ينجابُ إلاّ بإشراقةِ الشَّمسِ المتألِّقة، لذا عُرفوا بأصدقاءِ الجبال بَلْ اشْتُهِروا بفُرسانها، مِمَّن كانوا يقاتلون من أجلِ حياتهم المهدَّدة، بل وتحقيق السيادةِ الكاملة غير المنقوصة على أراضيهم المغتصَبة، وللدفاع عن لغتهم العريقة وتاريخهم العميق اللذين تـمَّ تجريدهم منهما لمدياتٍ زمنيَّةٍ طويلة. ولاستعادةِ حريَّتهم بَلْ واستقلالِهم كمعظمِ دُوَلِ العالَم التي تعيشُ في هذا الفضاءِ المترامي الأطراف، وحتَّى لا يكونوا إلى الأبد بيادِقَ الشطرنج يتلاعبُ بهم - يميناً أو شمالاً - أقطابُ السياسة الدوليَّة. 
الحلم الكورديّ والحريَّة الضائعة
وليس سِرَّاً إعلانه أن الدولَ العُظمى كانت ولا تزالُ تمنيهم بتحقيقِ حلُمهم القوميِّ، واستعادةِ حريَّتهم الضائعة، ولا تني في إغرائهم بالوعُودِ الكبيرة، ولكنهم كانوا يعودون من مسيرتهم الحافلة بخفي حنين، ويَؤُوبون مِنْ رحلتهم الشاقّة بالبوارِ والخذلان. وذلك لأن الدول العُظمى كانت تعلمُ جيِّداً قيمةَ هذه الأرض البِكر المعطاء التي تحتلُّ قلب آسيا بناءً على عُمقها التاريخي فضلاً عن موقعها الجغرافي الغنيِّ بالموارد والمليء بالثروات. وقد ذهبَ الدكتور إسماعيل حصاف إلى القول: "إنَّ التاريخَ القوميَّ الكورديَّ قديمٌ جِدَّاً يرجعُ إلى آلافِ السنين، ويحتلُّ كوردستان موقعاً جيو - سياسيَّاً مهمَّاً، وهو غنيٌّ بالثرواتِ النفطيَّة، وبالمواردِ المعدنيَّة والمائيَّة، ولذلك قيلَ قديماً في الشرق: "مَنْ يضعُ يَدَهُ على كوردستان يضعُ يدَهُ على قلبِ آسيا"، ونتيجةً لذلِكَ وبسبب الحرُوبِ المستمرَّة مع الأجانِب، حرم الشعبُ الكورديُّ من إمكانيَّة كتابةِ تاريخه القوميِّ بشكلٍ مستقل، مثلما يجري ذلك في البلدانِ الأُخرى. لقد تعرَّض التاريخُ الكورديُّ لوقتٍ طويل إلى التشويهِ المقصُود خدمةً لأيديولوجيا تقسيمِ كوردستان بين إيران وتركيا وسوريا والعراق"(7)، على الرَّغم مِنْ أن عدد الكورد في العراق وتركيا وإيران، وسوريا والاتحاد السوفيتي - حسب توصيفِ د.مارغريت - يزيدُ عن سكّان الدنمارك، والنرويج، والسويد مُجتمعين. ومع ذلك لم يُحقق الكورد حلمهم في تقرير مصيرهم.
ونحن في مسعانا هذا لاستعادةِ أحداثِ التاريخ واستحضاره والتأمُّل فيه ومن ثمَّ انتقاده نتلمّسُ مدى الظلم والاستعباد الذي تعرّض لهما الكورد على مدارِ تاريخهم القديم والحديث، وأن الدراساتِ التاريخيَّةَ المنجزة لأغراضٍ مُسيَّسة من قبلِ غيره، تقومُ على أحكامٍ مُسبقة ونزعاتٍ مُتحاملة تثيرُ خُرافاتٍ تاريخيَّةً ملفّقة، وتُلقي رُكاماً مِنَ التزوير المغرض، وأنقاضاً مِنَ التشويهِ المتعمّد على تاريخ هذا الشعب العريق ذي الحضارة العميقة، لاستمرارِ الهيمنةِ على كوردستان، وتكريسِ تقسيمها إلى الأبد، وتحويلِ مفهُوم الدولة الكورديَّة إلى أسطورةٍ تاريخانيَّة لا يمكن أن تتحقّق على أرضِ الواقِع، ومن هنا يظهرُ لنا "عدم مصداقيَّة أغلب الكتابات عن الكورد وتاريخهم التي حاولتْ طَمْسَ الثوابت التاريخيَّةِ المتعلِّقةِ بالمنطقة، وقلبَ الحقائِق وتزييفها بهدفِ تغييرِ التاريخ لصالِح شعوبها، والخروجُ بشيءٍ جديد يخدمُ مصالِحَهُم القوميَّة والاقتصاديَّة"(8). وربما هذهِ هي عِلّة وجود كُلِّ هذهِ الكتابات المؤدلجة عنِ الكورد، والتي حاولتْ قلبَ الحقائق التاريخيَّة وتدويلها وفق منظوراتِها المسبقة، بعيداً عن روحِ الإنصاف والمسؤوليَّة التاريخيَّة، وما يدلُّ على هذا الاضطراب الحاصِل هو اختلافُ "المؤرِّخين حتّى في تحديد أصلِ الكورد، وذلك منذ العصُور الوسطى، وربما كان هذا الاختلافُ ناتجاً عن شحّةِ الآثارِ الوثائقيَّة المدوَّنة لدى الكورد، وهو الأمرُ الذي جعلَ البحثَ عن تاريخِ الكوردِ وأصلهم - بشكلٍ مُحدَّد - أمراً بالِغ الصعُوبة"(9). 
تنامي الوعي الكوردي بقضيته العادلة
ونحنُ في هذهِ العجالة لا يمكننا أن نؤرِّخ لحضارة هذا الشعب وثقافته اللتين تعرَّضتا على الدوام إلى تجهيل مُستمر وتضليل مرير، وحسبُنا أن نومئ إليها بإشاراتٍ مُقتضبة تكفي للاستدلال على حجمِ المعاناة بل والمأساة التي تعرَّض لها الكورد قديماً وحديثاً، ولهذا كانتِ الدولة الكوردية هيَ الحلُم الذي ظلَّ يُداعِب أخيلةَ الكبار والصغار من أبناءِ الشعبِ الكورديّ وخصُوصاً بعد اليقظةِ الفكريَّة، وظهور بوادر النزعة القوميَّة بعيد الحرب العالميَّة الأولى، فظهرَ الكورد بقوَّة على المسرحِ السياسيّ، مثلهم في ذلك مثل الشعوب الأُخرى التي كانت تعاني تحت نير الأنظمة الفرديَّة المتعاقبة. ونتيجة لتطوُّر الوعي الإنسانيّ في العالمِ أجمع وجدنا من لدن شعبنا الكوردي أيضاً نزوعاً واضحاً نحو الحريَّة الإنسانيَّة والاستقلال السياسيّ، وذلك بعيد تنامي الوعي القومي لديهم من جديد، وخاصة لدى النخب الفكريَّة والسياسيَّة، تلك النخب التي ظلّت تبحثُ كغيرها مِنَ الشعوبِ المقهورة بإلحاح عن هُويتها الضائعة تحت دولاب التحجيم والتهميش والتجهيل والإقصاء والمصادرة، وقد مثَّل هذا التنامي القوميّ نقطة تحوُّلٍ فاصلة بَلْ لحظةٍ بارزة ومُتميِّزةً مِنَ التطوُّر الاجتماعيِّ والسياسيِّ للشعبِ الكوردي. وفي هذا السياق يرى الدكتور كمال مظهر أحمد: أنه نتيجة لإفرازاتِ الاندماج بالأسواقِ الرأسماليَّة العالميَّة - التي طالتِ الشعب الكورديّ أيضاً - تكوَّن لدى النخبة الكوردية المثقفة وعيٌ جديد، وارتأت أن تفكِّر بأسلوبٍ مُتحضِّر حول المشاعِر القومية التي انبثقتْ منذ القرن التاسع عشر أثناء انتفاضة البدرخانيين التي كان لها دورٌ بارِز في الحركة القومية الكوردية. فضلاً عمَّا قام به الشيخ عبيدالله النهري مرشد الطريقة النقشبنديَّة في عام 1880م، بغية تحقيقِ الاستقلال السياسي(10).
ولا ننسى أن نذكر في هذا السياق ثورة (الشيخ سعيد بيران) التي بدأتْ في جنوب شرق تركيا في 21 آذار سنة 1925م، وانتشرتْ - في مُدَّة زمنيَّةٍ قصيرة - انتشاراً واسِعاً، ولكنها أُخمدت عندما أُلقي القبضُ على زعيمها، ومن ثم حُكمَ عليه بالإعدام شنقاً في 30 آيار 1925م، وهناك صدع - قبيل تنفيذ الحُكم عليهِ - بمقولته الشهيرة: "إن الحياةَ الطبيعيَّةَ تقترِبُ مِنْ نهايتها، ولا أندمُ أبداً لأنَّنِي أُقَدِّمُ نفسِي قُرْباناً لشعبـي، ويكفينا أنَّ أحفادَنا لَنْ يشعرُوا بالخجل نحونا أمامَ أعدائِنا". 
وقمينٌ ذكرهُ هنا أن معظمَ الثوراتِ الكورديَّة كان يتزعهما علماءُ الدينِ وشخصياته البارزين، نظراً لأن الإسلام بوصفهِ عقيدةً ومنهجاً للحياة كان ولا يزالُ يشدِّد الوصيةَ على المسلمين كي يتحرُّروا من كُلِّ أشكال الظلمِ والاستبداد، بل وكُلِّ صُورِ التأليهِ الإنسانيِّ الذي تجسِّدُه الدكتاتوريّة بأعتى صورهِ وأعنفِ أشكالِه. هذا، وبعد أقل من عقدين وتحديداً في (22 نيسان 1898) أصدرَ الأميرُ مدحت بدرخان في القاهرة جريدة كوردية باسمِ (كوردستان)، وذلك لتعريفِ الدول بالقضيَّةِ الكورديَّة، وتنمية وعي الكورد بقضيَّتهم، وصارت هذهِ الجريدة لسانَ حالِ المثقفين الكورد. وكانتِ القاهرة آنذاك مركزاً فكريَّاً وثقافيَّاً للحركاتِ الوطنيَّة والنزعات الإصلاحيَّة والآراء الحرَّة التي أعلنها جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده وغيرهما مِنَ المفكّرين الأحرار(11). وتعدُّ جريدة (كوردستان) أوَّلُ جريدة كورديَّة رسميَّة تنشرُ الدعوة إلى التحرُّر والاستقلال، وتعمدُ إلى تعريفِ الدول والأُمم الأُخرى بأهدافِ وطمُوحاتِ الكورد(12). وعندما تقرأ هذه الجريدة تجد نفسَك وقد تشبّعت - إلى درجةٍ كبيرة - بالمشاعرِ القوميَّة والوطنيَّة، وقد مثلتْ هذهِ الجريدةُ الانطلاقةَ الإعلاميَّة الأُولى التي أسهمت بشكلٍ فاعِل في زرعِ الوعي القوميّ في أعماقِ الإنسانِ الكوردي في أيِّ رِجْئ مِنَ أرجاءِ العالَم كان قد تركّز وجوده فيه.

بروز النشاط السياسي الكوردي في استانبول
أمَّا فيما يتعلّق بالنشاطِ السياسيّ، فقد "تأسَّسَتْ أوَّلُ جمعيَّة سياسيَّة كورديَّة في استانبول عام 1908م، باسم (جمعيَّة تعالي كوردستان) على يدِ مجموعةٍ مِنَ الكورد البارزين أمثال الأمير عالي بدرخان، والجنرال شريف باشا، والسيد عبدالقادر الشمزيني، ثُمَّ أسَّس الطلبةُ الكورد عام 1910م جمعيَّة (الأمل) وأصدرُوا مجلة (يوم الكورد) عام 1913م، وتغيَّر اسمها بعد العدد الرابع إلى (شمس الكورد)، وقد كان للمجلة اتجاهٌ قوميٌّ بارِز، وكانت تبث الشعور القومي في نفوسِ الكورد، وواصلت هذهِ الجمعيَّة نشاطها حتَّى دخُول الدولةِ العثمانيَّة الحرب العالميَّة الأُولى، فتعطّلتْ أعمالُها بسببِ ذهابِ جميعِ أعضائِها إلى ميادينِ الحربِ عام 1914م، وبعد انتهاءِ الحربِ العالميَّة الأُولى عام 1918م عاودت جمعيَّة (الأمل) نشاطها حتَّى دخُول مصطفى كمال أتاتورك استانبول عام 1922(13). 
وبعد الحربِ العالميَّة الثانية انطلق الكورد في دعواهم لإنشاءِ دولةٍ كورديَّة على أُسس بنود (ولسون) الأربعة عشر التي أعلنها في كانون الثاني سنة 1918م. فقد عرضَ (ولسون) اقتراحاً يوجِبُ إعطاءَ الفرصةِ للأقليَّاتِ العرقيَّة الكبيرة داخِل الامبراطوريَّة التركيَّة مثل: الكورد، والأرمن، والآشوريين، لإقامةِ دولتهم الخاصَّة بهم، ولكن معاهدة سيفر الموقّعة سنة 1920 بين الحلفاءِ والحكومة التركيَّة تكفّلت بإقامةِ دولةٍ كورديَّة خلالَ سنةٍ من تاريخها، ولكنَّها لَمْ تُتَرجم عمليَّاً إلى أرض الواقع. فقد رفضها القوميُّون الأتراك الجدُد بقيادةِ مصطفى كمال أتاتورك(14). 

مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919م
وفي عام 1919م عقد (مؤتمر الصلح في باريس) أو (مؤتمر باريس للسلام) من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالميّة الأُولى للتباحُث في أمُورِ السَّلام بين الأطرافِ المنتصرة في الحرب (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والإمبراطورية الروسية) من جهة، والأطراف الخاسرة (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية وبلغاريا) من جهةٍ أُخرى. بدأ المؤتمر أعماله في 18/1/1919م، واختتم في 21/1/1919م. تمخّض المؤتمر عن معاهدة (فرساي) التي فرضتْ عقوباتٍ شديدةً على الدُولِ المنهزمة(15).
وراح زعماءُ الوفُودِ للدُولِ الأجنبيَّة في مُؤتمر الصُلْح بباريس يؤكِّدون للجنرال شريف باشا رئيس الوفد الكورديّ بأنه لا بُدَّ من إخلادِ الكوردِ إلى السكينةِ والهدُود، ووقفِ كُلِّ أعمالِ القوَّةِ العسكريَّة حتَّى يمكن تحقيق جميع الآمالِ والأماني القوميَّة للكورد، وأن أي مُحاولة للإخلالِ بالهدُوءِ والسَّلام والأمان سوف تعرِّضُ هذهِ المطالِب الوطنيَّة للخطر(16). 
وقد قامَ الجنرال (ماك آندرو) قائِد قوَّات بريطانيا العُظمى في كوردستان بتوزيعِ مَنْشُورٍ على الكورد باللغةِ الكورديَّة جاء فيه: "بِمَا أن سُكّان الأراضي العثمانيَّة التي أكثريَّة سُكّانِها مِنَ العنصر الكورديِّ سيتقرَّر في مُؤتمر الصُلْح الذي سوفَ يُحقِّق الأماني القوميَّة الكورديَّة والحقوق الطبيعيَّة للكوردِ وكوردستان، فإنه والحالةُ هذهِ يجب على الكوردِ أن يلتزِمُوا بالسكينةِ والهدوء، وأن يطمئنُوا إلى عدالةِ إنجلترا التي ستحافِظُ على حقوقِ الكورد"(17). وكان واضِحاً مِنْ هذا المنشور أنه مُجرّد مسكِّن، وأن كُلَّ ما يهمُّ حكومةَ بريطانيا العُظمى هو إخلاد الكوردِ إلى الهدوءِ والسكينة لطمأنةِ الأَتراك، هذا وقد كرّر الجنرال الإنكليزي الكلامَ نفسَهُ قائِلاً: "إنَّ أعظمَ خدمةٍ نُسديها إلى الشعبِ الكورديّ الآن هي أن ندعوه إلى الإخلادِ إلى السكينةِ والتزامِ الصبر والهدوء"(18).

معاهدة (سيفر) وتنامي الشعور القومي
وقد حصلَ كُلُّ هذا في الوقتِ الذي بدأ فيهِ الشعورُ القوميُّ يتوسّع ويتنامى رويداً رويداً، وخاصّة بعد مُعاهدة (سيفر) التي عُقدت في (10) آب 1920م، بين الحلفاء المنتصرين وبين الدولةِ العثمانيةِ المندحرة "وقد أشارتْ هذه المعاهدة ضِمْن بنودِها (62، 63، 64) صراحةً إلى إنشاءِ كيانٍ سياسيّ كورديّ، بل واستقلال كوردستان، وقد ضمّت هذهِ المواد تحديد هُوية الكورد، وتأسيس دولتهم، وكيفية تأسيس هذه الدولة، لكنَّ الحلفاءَ تخلّوا - في نهايةِ المطاف - عن تنفيذِ أو إقرارِ تلك المعاهدة، ومالُوا إلى تعديلِها بمعاهدةِ (لوزان) في (23) كانون الثاني عام 1923م التي أهملت كليَّةً الإشارةَ إلى تلكَ البنود أو إلى أيّ مطالب كورديَّة"(19).
ولم يَكُنْ زعماءُ الكوردِ يُدرِكون أن مُعاهدةَ (سيفر) هذهِ التي صفّق وهلّلَ لها الشعبُ الكورديّ لا تُساوي الورقَ الّذي كُتبت عليهِ، وأن جميعَ الوعُودِ التي كُتبت فيها تبخّرت بمجرَّدِ جفافِ المدادِ الذي كتبت به، وأن وفُود الحلفاءِ ومندوبيهم السياسيين في الأستانة راحُوا يُشارِكون الحكومةَ التركيَّة في اللعبِ بالكورد(20). 
وبمرور الوقت تبخّرت الوعُود في الأثير، ولعبت الأوراق السياسيَّة دورها وعادت التحالُفات والمصالِح الدوليَّة تطرحُ نفسَها وبإلحاح، وبدأ الحلفاءُ يتراجَعُون عَنْ كُلِّ الوعُود التي بذلُوها، وأصبحتْ شِعاراتُ حقّ الشعوبِ المقهورة في تقريرِ مصيرها - وحقّ الأقليَّات في الاستقلال - مجرّد حِبْر على ورق إلى درجةِ أن مُعاهدة (لوزان) التي عُقدت بعد مُعاهدة (سيفر) لم يرد فيها أي شيء يخصُّ الكورد سِوى بعض العباراتِ الإنشائيَّة الخادِعة، وكان أكثر النَّاسِ سروراً وسعادةً باتفاقيّة (لوزان) الهزيلة هو مصطفى كمال أتاتورك الذي صفّق طويلاً لهذهِ المعاهدة التي قضتْ قضاءً مُبرماً على كُلِّ الأحلامِ والأماني القوميَّة للكورد، وهكذا طُويت الملفّاتُ السلميَّةُ التي لم تُسْفِر عن شيء(21). 

اتفاقية (لوزان) ووأد الحلم الكورديّ
وأخيراً تـمَّ التخلِّي عن فكرةِ إنشاءِ كيان كوردي، وانتهتِ الحربِ العالميَّة الأُولى دون أن يحصُلَ الشعبُ الكورديُّ على اعترافٍ دوليّ ببناءِ كيانٍ مُستقل، إذ لم تتضمَّنْ مُعاهدة (لوزان) سِوَى نصُوصٍ حولَ وجُوبِ احترامِ حقوقِ الأقليَّاتِ الدينيَّة والثقافيَّة، وهكذا خرجَ الكوردُ بعد هذهِ الحرب وهُمْ موزّعُون بين أربعِ دُول، وهي: تركيا، وإيران، والعراق، وسوريا، بالإضافةِ إلى أقليَّة خامسة تابعة لجمهوريَّة أرمينيا التابعة هِيَ الأُخرى للاتحادِ السوفيتي(22). 
بهذهِ الصورة التي عرضناها تجاهلَتْ مُعاهدة (لوزان) - وبشكلٍ تام - حقّ تقريرِ المصير فيما يتعلّق بالشعبِ الكورديّ، وهو ما اعترفتْ بهِ نسبيَّاً مُعاهدة (سيفر) لعام 1920م، وهكذا عادتِ القضيَّةُ الكورديَّةُ إلى بدايتها، فبعد أن أصبحتْ قضيَّةً نالتْ اعترافاً قانونيَّاً دوليَّاً تحوَّلتْ مرَّةً أُخرى - وبحكمِ الواقِع - إلى قضيَّةٍ داخليَّةٍ لتلك الدول التي تتقاسَمُ كوردستان، وفي هذهِ الحالة تركيا بالدرجةِ الأساس(23). ومن هنا يتبيَّن بجلاء أنَّ (مُعاهدة لوزان) قَدْ كرَّسَتْ مسألةَ تقسيمِ كوردستان، وبالتالي تقسيم القضيَّة الكورديَّة، وتحويلها إلى قضايا محليَّة بعد أن كانت قضيَّة مركزيَّة واحِدة مُتصفة بطابعٍ دوليِّ مُعترَف بها(24).
علماً أن مُعاهدة (لوزان) قد نصَّت في موادها الـ(38، 39، 40) مِنَ الفصل الثالث على أن الحكومةَ التركيّة تتعهّد بأن للكورد - الذين هم أقليَّة جنسيَّة في تركيا - الحقَّ الصريحَ في المحادثةِ بلغتهم القوميَّة، والمرافعة بها أمام المحاكِم التركيَّة، وإصدار الجرائِد والمجلاّت والكُتب بها، وفي إنشاءِ أنديةٍ كورديَّة علميَّة واجتماعيَّة وتهذيبيَّة، والتجوال في داخِل تركيا وخارجها بكُلِّ حريَّة، وأن يكونوا مُتمتعين بجميعِ الحقوقِ السياسيَّة التي يتمتّعُ بها الترك. كما تنصُّ المادّة (37) على أن تتعهّد تركيا بألاّ تسنَّ قانوناً أو تصدر قراراً يناقِضُ الحقوقَ سالفةَ الذكر(25).
هذا، وتنصُّ المادّة (44) على أنَّ تعهدات تركيا هذهِ دوليَّة لا يجوزُ نقضها بحالٍ مِنَ الأحوال، وإلاّ فيكون لكُلِّ الدولِ الموقّعة على مُعاهدةِ (لوزان) - والدول المؤلّفة منها جمعيَّة الأُمم المتحدة - الحق في الإشراف على تنفيذِ تركيا لهذهِ التعهّدات بدقّة، والتدخُّل ضِدّها لحملِها على تنفيذِ ما تعهّدتْ بهِ أمام العالَم. وعلى الرَّغمِ مِنْ صراحةِ هذهِ المواد وصياغتها الواضحة وعباراتِها البرّاقة إلاّ أن جميعَ موادّها لم ينفّذ منها حرفٌ واحِد، وأدارتْ تلكَ الدول التي وقّعت عليها ظهرها أمام باقي الدول الأوروبيَّة، أمَّا هيئة الأُمم المتحدة فقد منحتها آذاناً صمّاء، وكأنها لم تطلعْ عليها أو تسمعْ بها، وهكذا ذهبتْ كُلُّ مَسَاعِي الشعبِ الكورديِّ وجهودهُ أدراج الرياح(26).
وبدلاً من أن يُصْبح للكوردِ دولتهم الخاصَّة بهم، وجدُوا حريَّتهم الثقافيَّة والسياسيَّة تتقلّصُ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، أمَّا الأراضي الكورديَّة الواقعة تحتَ السيطرةِ التركيَّة وجمهوريتها الحديثة التي تزعّمها أتاتورك، فلنْ تعترفَ بكوردستان مرَّةً أُخرى، وسيُدعى السكانُ بـ"أتراك الجبال"، وستُحرم قانونيَّاً تلك اللغة التي يتكلّمُها ربع سكّان تركيا(27). 
على الرغم من أن التركيبَ القوميَّ الأساسيّ لكوردستان - ومنذ الأزمنةِ الغابرة - كان ولا يزالُ دوماً مِنَ الكورد، أمَّا الشعوب الأُخرى فهم يُعتبرون أقليَّاتٍ قوميَّةً، وأن الدول الثلاث على الأراضي الكورديَّة قد تشكّلتْ في أعقاب المؤتمر الدولي برئاسة دول الائتلاف في (لوزان) عام 1923م. وكان العالِم الأمريكي المشهور البروفيسور (أفرايم شبيزر) من جامعة بنسلفانيا والمتخصِّص بتاريخ سومر، هو أوَّلُ مَنْ أشارَ إلى "أنَّ الكوتيينَ - السُكّان الأصليين لجبالِ زاكروس - هُمُ الأسلافُ القُدامى للكوردِ الحاليين(28). 
وقد ذهب البروفيسور وعالِم الاجتماع التركي إسماعيل بيشكجي في كتابه (كوردستان مستعمرة دولية) إلى أن "الكورد ليسُوا أقلية فهم يعيشون في وطنِهم وعلى أرضِهم، وهُم السُكّان الأصليُّون لهذهِ البلاد، ولم يأتوا إلى كوردستان من إقليمٍ أو مِنطقةٍ أُخرى، وعلى العكس مِنْ ذلك لم يصلْ الأتراكُ - على سبيلِ المثال - إلى الأناضول إلاّ في القرنِ الحادي عشر الميلادي، فالكورد ينتمون - شأنهم شأن العرب والفرس - إلى السُكّان الأصليين في الشرقِ الأدنى"(29). 

إعلان جمهوريَّة مهاباد الكورديَّة 
خلال سنواتِ الحربِ العالميَّةِ الثانية(30) التي سبقتْ إعلان الجمهوريَّة، منذ عام 1941م وإلى 1945م، وبعد احتلالِ قوّات الحلفاء (السوفيت والإنكليز) لأجزاءٍ كبيرة من إيران، وسقوط رضا شاه، أصبحَ هناك فراغٌ إداريٌّ وعسكريٌّ في المناطِق الكورديَّة، وكان الوعيُ القوميُّ الكورديّ في تنامٍ مُستمر، فقامَتْ على إثرها انتفاضةٌ كورديَّة في مدينةِ (أروميه) في عام 1942م، وفي عام 1943م، تـمَّ تأسيس (جمعيَّة إحياء الكورد)، وفي عام 1945م أعلن عن تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني - إيران، بزعامةِ القاضي محمَّد، كلُّ هذهِ الأحداث مهّدتِ الطريق لإعلان جمهوريَّة مهاباد(31)، 
وهكذا تـمَّ الإعلانُ عن ولادةِ أوّلِ جمهوريَّةٍ لكوردستان في مهاباد شمال غرب إيران، وعاصمتها مهاباد، في 22/ 1/ 1946م، بواسطةِ زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران القاضي محمَّد، وشملت مساحتها (30%) مِنَ المساحةِ الإجمالية لكوردستان الشرقيَّة(32). وقد مثلتْ هذهِ الجمهوريَّة نقطة التحوُّل في المطالب القوميَّة الكوردية مِنْ حيثُ الإعلانُ عن شَكْلٍ مِنْ أشكالِ التنظيمِ الإداريِّ السياسيِّ، وإليها يعودُ الفضلُ في إنشاء أوّل مسرحٍ كورديّ، واستعمال اللغة الكوردية في التعليم، وجعلها اللغة الرسمية في الجمهورية، وإنشاء جيشٍ كورديّ وإذاعة كورديّة، وتكوين نقابات مهنية، وفي إغناء الصحافة الكوردية، والإصلاحات الزراعية والإدارية، وفي إعطاء دور للمرأة، وتطوير الفن الكوردي، وتحريك القضية الكوردية دولياً(33).
ولكن هذهِ الجمهوريَّة التي كانتْ مدعومةً سوفيتياً - كدويلةٍ كورديَّة صغيرة - لم تدُم أكثر مِنْ (11) شهراً بعد إعلانها(34)، لأن الضغطَ الذي مارسَهُ الشاه على الولاياتِ المتحدة التي ضغطتْ بدورها على الاتحادِ السوفيتي كان كفيلاً بانسحابِ القوَّاتِ السوفيتية مِنَ الأراضي الإيرانيَّة، وقامتِ الحكومةُ الإيرانية بإسقاط هذهِ الجمهورية، وإعدام القاضي محمَّد في (31) مارس/ آذار 1947م في ساحة (جوار جرا) في قلبِ مدينةِ (مهاباد)، وهي تلك الساحة التي أعلنَ فيها القاضي محمَّد تأسيس الجمهوريَّة الكورديَّة، وهكذا تـمَّ القضاءُ على هذهِ الدولةِ الفتية، وأسدل الستار عليها بصورةٍ مأساويّة أنزلتْ ضربةً قويًّةً على الحركةِ التحرريَّة الكورديَّة، بَلْ شكّلتْ صدمةً عنيفةً لجميعِ الوطنيين الكورد في مختلفِ أنحاءِ كوردستان، مِمَّا أجبرَ المقاتلين البارزانيين بقيادةِ الملا مصطفى البارزاني على العودةِ إلى العراق(35).

أسباب الانهيار السريع لجمهوريَّة مهاباد
وهناك بالطبع عوامل عديدة دولية وإقليمية وداخلية أدَّتْ إلى الانهيارِ السريع للجمهوريةِ الوليدة، وتمثلت أبرزُ العوامل الدوليّة في الصراع السوفيتي مع الغرب الذي استثمرته حكومةُ طهران، إلى جانب العوامل الداخلية المتعلّقة بالمصالحِ الاقتصاديّة والاجتماعيّة للقبائل الكورديّة، وعدم استطاعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني - إيران، اعتماد سياسة دبلوماسيّة ناجحة في احتوائِها، فضلاً عنِ الافتقار إلى استراتيجيّة قوميَّة مع أجزاء كوردستان الأُخرى (تركيا، العراق، سوريا)، إضافةً إلى محدوديّة مساحة الجمهورية إلى جانب الارتجالية والعفوية والعاطفة القوميَّة التي كانت من سِمات هذه التجرِبة(36).
هذا، وقد كتبَ الدكتور عثمان علي ملخِّصاً هذهِ التجربة بقوله: "إن هناك منعطفاتٌ مهمّة في تاريخ الكورد في القرنِ العشرين، وأن عامي 1945 و1946 اللذين شَهِدَا ولادة جمهوريَّة كوردستان في مهاباد أهمّ هذهِ المنعطفات. هناك الكثير مِنَ الدراسات حول تجرِبة مهاباد التاريخيَّة، لكنَّ أهميّة البحث تستحقّ مِنَّا وقفةً جديّةً بينَ حينٍ وآخر مع هذا الحدث، وفي ضوء الوثائِق الرسميَّة التي بدأت تظهرُ في كُلٍّ مِنْ روسيا وإيران وبريطانيا وأمريكا. وهذا ما أشارَ إليهِ الكاتِب محمُود مُلا عزّت في كتابهِ (كومارى مهاباد: نامه و دوكيمنت، الجزء الثالث). فإنَّ هذهِ الدراسةُ استفادتْ مِنْ هذهِ الوثائِق الجديدة، وتحاوِلُ تقييمَ الأحداثِ بنظرةٍ نقديَّةٍ جديدة.. يعتقِدُ كاتِبُ الأسطر أن هناكَ جُملة عوامِل محليَّة وإقليميَّة ودوليَّة ساهمتْ في تمكينِ الكوردِ مِنْ تحقيقِ الحلُم الذي راودهم، لأكثر مِنْ مائةِ عام، وهو تأسيسُ كيانٍ قوميّ كورديّ لهم، ولو لفترةٍ زمنيَّةٍ وجيزة، وبالمقابِل توجدُ عوامِل أُخرى، محليَّة وإقليميَّة ودوليَّة أيضاً، أدّتْ إلى وأدِ التجرِبة مبكّراً، والقضاء على الجنينِ قبلَ أن يتكامَل ويقوى للوقُوفِ على رِجْلَيهِ. يبُدو أن الكورد بتأسيسهم جمهوريَّة مهاباد أرادوا القضاءَ - بوعي أو بدون وعي - على النظام الرسميّ والأمنيّ والإقليميّ الذي أفرزتهُ أحداثُ الحربِ العالميَّةِ الأُولى، واتفاقيات (سايكس بيكو)، و(لوزان) في العشرينيات مِنَ القرنِ الماضي، وكان ذلك مرفُوضاً مِنَ القوى الإقليميَّة والدوليَّة(37).

ثورة 14 تموز 1958 وتجدُّد الوعي القومي
واستكمالاً للمشهدِ التاريخيِّ الذي عرضناهُ آنفاً فيما يتعلّق بتنامي الوعي القومي، فإننا نستهلُّ كلامنا بذكرِ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملكيَّة الهاشميَّة ليلة 14/ تموز/ 1958 ذلك الانقلابُ الذي شاركتْ فيه النخبةُ الكوريَّةُ الواعية، لأنها رأتْ في تحقيقِ الاستقلالِ الوطنيّ - وتحرير البلادِ سياسيَّاً واقتصاديَّاً واجتماعيَّاً - تحقيقاً لأهدافِ ومصالِح الكوردِ أيضاً، وعلى هذا المنوال اشترك الضبّاط الكورد في الجيش العراقيّ جنباً إلى جنبِ الضباط العرب في الثورة، لأن تنظيمَ الضبّاطِ الأحرار الذي خطّطَ للثورةِ كان يضمُّ في صفوفهِ ضباطاً كورداً(38). وبعد قيامِ الثورةِ بأُسبوعين أُعْلِنَ الدستورُ المؤقّتُ في 27 تموز 1958م، وقد نصَّت المادّةِ الثالثةِ منه على أنَّ "العُربَ والكورد شركاء في هذا الوطن، ويقرّ الدستور حقوقهم القوميَّة ضمن الوحدةِ العراقيَّة"(39). 
ولقد أعطى هذا الاعترافُ الدستوريُّ دفعةً كبيرةً للشعبِ الكورديِّ وحركتهِ القوميَّة، وفي اليوم نفسهِ الذي أعلنَ فيهِ الدستور المؤقّت، قام وفد كوردي بزيارةِ عبدالكريم قاسم، وقد ترأس الوفدُ الأستاذ إبراهيم أحمد الذي ألقى خطاباً استعرضَ فيهِ العَلاقاتِ العربيَّةَ الكورديَّةَ منذ ظهُورِ الإسلام، مؤكِّداً أنَّ الكورد شاركُوا العربَ في كفاحِهم ضِدَّ الملكيَّة(40). 
ولكنَّ الربيع الكورديّ - العربيّ لم يدم طويلاً، بَلْ تحوّل إلى شتاءٍ قارس، وخاصّةً في أواخر عام 1960م حيث وصلَ الوضعُ في كوردستان إلى مرحلةٍ حسّاسة، وكانتِ الحكومةُ مستمرة في تناسيها لخطواتِها الإيجابيَّة بعد الثورةِ مُباشرة تجاه القضية الكورديَّة في العراق، ولم تكنْ هناك رؤية واضحة أو برنامج عمليّ حول المادَّة الثالثة من الدستور المؤقّت لتحديدِ الحقُوقِ القوميَّة للشعب الكورديّ، مِمَّا أدّى إلى تدهورِ العَلاقاتِ بينِ الكوردِ والحكومةِ العراقيَّة. وفي الوقتِ نفسهِ بدأتِ الحكومةُ العراقيَّة بطردِ الضبّاط الكورد ومنتسبـي الجيش والدوائِر الحكوميَّة، وخاصّة في المحافظاتِ الكورديَّة، وانحازتِ الحكومةُ إلى الأغوات في كوردستان، وولّت ظهرها للحزبِ الديمقراطيّ الكوردستانيّ، وأمرتْ بغلقِ جريدةِ (خبات) الكورديَّة، واعتقالِ عددٍ مِنْ كوادر اللجنة المركزيَّة للحزب، بتهمةِ تورُّطِهم في حادثِ اغتيالِ صديق ميران. وفي (30) تموز/ 1961م، أرسلَ المكتب السياسي للحزب الديمقراطيّ الكوردستاني رسالةً مُطوّلة إلى عبدالكريم قاسم، وطلب منه وضعَ حدٍّ لهذا التوتر في العَلاقاتِ، والعمل على حلِّ المشكلاتِ بالروح الأخويَّة، لكنَّ عبدالكريم قاسِم أهملَ الرسالةَ، واستمرّ التوتّر، مِمَّا أدّى إلى اندلاعِ الثورةِ في (11) أيلول/ 1961(41).

نتائِج الثورة الكورديَّة في 11 أيلول سنة 1961
وكان من نتائِج الثورة الكورديَّة إضعاف موقِف عبدالكريم قاسم في الداخِل والخارج، وتشتيت جهوده ما بين الشمال والجنوب، فأخفق في ضمِّ الكويت، وفشل في إخمادِ الثورةِ الكورديَّة، كما عجز عن إثباتِ ذاتهِ في نطاقِ القوميَّة العربيَّة، ولم ينجحْ في تدعيمِ تحالفهِ مع الاتحاد السوفيتي. والنتيجة الثانية هِيَ فقدان السيطرة على الوضعِ الداخليّ، مِمَّا أدّى إلى نجاحِ تحالُف القوميين العرب والبعثيين في تنظيمِ انقلابهم في (8) شباط/ 1963م، والقضاء على نظامِ حُكم عبدالكريم قاسِم. والنتيجة الثالثة هي تنامي الثورة الكورديَّة في كوردستان، وإثباتِ قدرة الكورد على التأثيرِ في الوضعِ الداخليِّ للعراق، مِمَّا أدّى إلى لفتِ أنظارِ بعضِ القوى الدوليَّة إلى التعامُلِ مع الثورةِ الكورديَّة، والاستفادةِ منها للتأثيرِ في الحكمِ العراقيّ لتحقيقِ مصالِحها(42).
وفي (8) شباط/ 1963م أي في الرابع عشر من رمضان نجح الائتلاف البعثي الناصري في السيطرةِ على السلطة، وإنهاء حكم قاسِم، وتشكيل (مجلس وطني لقيادة الثورة) تألّفت أغلبيته من أعضاءِ حزب البعث. وفي (9) شباط شكّلت حكومة جديدة، ورقي العقيد عبدالسلام عارف إلى رتبةِ المشير، وانتخبَ من قبل المجلس الوطني لقيادة الثورة كأوّل رئيس للجمهوريَّة العراقيَّة، كما عُيِّنَ قائداً عامّاً للقوّات المسلحة. وعُيِّن العميد أحمد حسن البكر أحد الأعضاء البارزين في حزب البعث العربيّ الاشتركيّ رئيساً للوزراء. وضمّت هذهِ التشكيلة الوزارية وزيرين كورديين هما: فؤاد عارف، وبابا علي(43). 

المفاوضات الكورديَّة مع عبدالسلام عارف
وقد أسرعَ عبدالسلام عارف عقبَ نجاحِ الانقلاب في الدخُول مع مفاوضاتٍ مع الكورد، ونجح في إقناعهم أنهم سوف يحصلُون على شيءٍ قريب مِنَ الاستقلال الذاتي، وفي (9) مارس/ 1963م، نشرت الحكومة العراقيَّة تصريحاً اعترفت فيهِ للشعبِ الكورديّ بالحقوقِ القوميَّة على أساس اللامركزيَّة(44). وفي (18) نوفمبر/ 1963م، أطاح رئيس الجمهوريَّة عبدالسلام عارف، برئيس وزرائه أحمد حسن البكر، ومعه كافة أعوانه البعثيين، لأن عبدالسلام لم يكن بعثيَّاً، وقد اتخذ النزاعُ بين السلطة الجديدة والكورد اتجاهاً جديداً، فقد أُعلِنَتْ هدنةٌ بين الطرفين، وأصدر كل من الملا مصطفى البارزاني والرئيس العراقي عبدالسلام عارف أمراً بوقفِ إطلاقِ النار في العاشر من شباط سنة 1964م(45). 
ومن جانب آخر بدأ الاهتمام الإسرائيلي بالحركة الكورديَّة في عام 1962-1963م، عندما أصبحتِ الحركة الكورديَّة عاملاً مؤثِّراً في السياسة العراقيَّة، وكانت الغايةُ من ذلك إبقاءُ الجيش العراقيّ متورِّطاً في صراعٍ طويل يجعلُ أي مساهمةٍ عراقيَّة ضِدَّ إسرائيل أمراً رمزيَّاً لا غير(46). حتَّى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي أشكول) وافقَ على العملِ مع الكوردِ في إطارِ العَلاقةِ مع إيران، وأوصَى بأنه يجبُ الحِفاظُ على الجذوةِ مُشتعلةً مع الحِرْص على أن لا تتحوَّلَ إلى حريق(47). 
وفي (17) تموز/ 1968م، جرى انقلاب آخر دفع بالبعثيين من جديد إلى السلطة، وفي (30) تموز/ 1968م، استطاع البعثيُّون برئاسة أحمد حسن البكر وصدَّام حسين الاستيلاءَ على السلطةِ بصورةٍ كامِلة. وكان الهدفُ الأوّل للبعثِ في هذهِ المرة هو إنشاء نظام قابل للبقاء ومقاوم للانقلابات، وكانتِ السياسةُ في العراق في تلك الفاصلة الزمنيَّة قد تطوّرت إلى صراعٍ دارويني من أجل البقاء، وكانتِ النتيجةُ حُكماً استبداديَّاً شموليَّاً، وكانت أساليبُ وخطط الحكم البعثيّ تتويجاً وتثبيتاً لممارساتٍ سابقة، والفرقُ الكبيرُ كان قد تمثّل في درجةِ القهرِ التي كان الحزبُ مستعداً لاستخدامِها مِنْ أجلِ البقاء(48)  

------------
الهوامش:
1- الأكراد تاريخ شعب وقضيَّة وطن، أحمد تاج الدين، ط(1)، الدار الثقافيَّة للنشر، القاهرة - مصر، 1421هـ - 2001م: 64.
2- المرجع نفسه: 64.
3- حوار مع المؤرخ الكوردي الدكتور كمال مظهر أحمد، حاروه: أيوب رضا، عبر فضائية كوردسات.
4- المرجع نفسه.
5- الأكراد في نظر العلم، الدكتور محمد رشيد الفيل، مطبعة الآداب، بغداد – العراق، 1965م، ص19.
6- الأكراد تاريخ شعب وقضيَّة وطن: 77.
7- آريا القديمة وكوردستان الأبدية.. الكورد من أقدم الشعوب، صلوات كولياموف، ترجمه عن الروسيَّة د.إسماعيل حصاف، ط(1)، مؤسسة موكرياني للبحوث والنشر، مطبعة روزهةلات، أربيل - كورستان العراق، 2011م، ص15.
8- آريا القديمة وكوردستان الأبدية.. الكورد من أقدم الشعوب، ص11.
9- الأكراد في عهد عماد الدين زنكي، د.محمد فتحي الشاعر، توزيع دار المعارف، 1991م، ص5.
10- حوار مع المؤرخ الكوردي الدكتور كمال مظهر أحمد. 
11- كوردستان والحركة القوميَّة الكوردية، جلال الطالباني، ط(2)، دار الطليعة، بيروت - لبنان، 1971م، ص90.
12- الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن: 95.
13- تاريخ الأكراد، توماس بوا، تر: محمد تيسير ميرخان، ط(1)، دار الفكر دمشق - سورية، 2000م، ص194.
14- أبناء الجن.. مذكرات عن الأكراد ووطنهم، د.مارغريت كان، تر: نورا شيخ بكر، مطبعة الخلود، دمشق - سورية، ص29.
15- ينظر: ويكيبيديا/ الموسوعة الحرة.
16- الأكراد.. تاريخ شعب وقضية وطن: 107.
17- المرجع نفسه: 107.
18- المرجع نفسه: 107.
19- كورد العراق منذ الحرب العالميَّة الأُولى 1914 وحتَّى سقوط الملكيَّة 1958م، محسن محمَّد المتولي، ط(1)، الدار العربيَّة للموسوعات، بيروت - لبنان، 1422هـ - 2001م، ص114.
20- الأكراد.. تاريخ شعب وقضية وطن: 107.
21- المرجع نفسه: 108.
22- الشعب الكوردي والسياسات الدوليَّة في القرن العشرين كورستان العراق أنموذجاً.. دراسة تحليليَّة ناقدة، د.هادي علي، ط(1)، دار روشنبير للنشر والتوزيع، السليمانيَّة - كوردستان، 2008، ص53.
23- الوضع القانوني لإقليم كوردستان العراق في ظلِّ قواعِد القانون الدولي العام.. دراسة تحليليَّة - ناقدة، الحاكم عبدالرحمن سليمان الزيباري، ط(1)، مطبعة وزارة التربية، أربيل - إقليم كوردستان، 2002م، ص86. 
24- الوضع القانوني لإقليم كوردستان في ظلِّ قواعِد القانون الدولي العام، ص87.
25- الأكراد.. تاريخ شعب وقضية وطن: 108.
26- المرجع نفسه: 108- 109.
27- أبناء الجن.. مذكرات عن الأكراد ووطنهم: 29.
28- آريا القديمة وكوردستان الأبدية.. الكورد من أقدم الشعوب، ص11-12.
29- كوردستان مستعمرة دولية، إسماعيل بيشكجي، تر: زهير عبدالملك، ص26.
30- الحرب العالمية الثانية: هي نزاع دولي مدمر بدأ في الأول من سبتمبر 1939م في أوروبا وانتهى في الثاني من سبتمبر 1945م، شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم، في حلفين رئيسين هما: قوات الحلفاء، وتضمُّ مجموعة كبيرة من الدول أهمها: بريطانيا، وفرنسا، والصين، وبولندا، ثم ومن بعد قصف اليابان لميناء (بيرل هاربور) الأمريكي في حادثة شهيرة انضمّتِ الولايات المتحدة الأمريكية إلى قوات الحلفاء في الحربِ ضِدَّ دُول المحور، وهي تلك الدول التي شكّلتْ تحالُفاً عسكريّاً في الحرب العالمية الثانية تضمُّ أساساً ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر، وإيطاليا الفاشية بقيادة بينيتو موسوليني، ثم انضمّتْ إليهم اليابان بقصفها لميناء (بيرل هاربور) الأمريكي، وانضمَّ إليهم دُول أُخرى، مثل: النمسا، ورومانيا، وبلغاريا، والمجر. وكانتِ الحربُ أساساً بين دول المحور الثلاثة: (الإمبراطورية اليابانية - الفاشية الإيطالية - النازية الألمانية) ضِدَّ دُوَلِ التحالُف (الاتحاد السوفيتي - بريطانيا - فرنسا - الولايات المتحدة الأمريكية) التي انتهت بانتصارِ دول الحلفاء.
31- الحركة الكورديَّة المعاصرة.. دراسة تأريخية وثائقية 1833- 1946، د.عثمان علي، ط(3)، مكتب التفسير للنشر والإعلان، أربيل - إقليم كوردستان، 1432هـ - 2011م، ص720.
32- ينظر: ويكيبيديا/ الموسوعة الحرة.
33- تجارب الحكم الكردية.. رؤية نقدية، د.نجدت عقراوي.
34- ينظر: ويكيبيديا/ الموسوعة الحرة.
35- ينظر: كوردستان والحركة القوميَّة الكوردية، ص263.
36- تجارب الحكم الكردية.. رؤية نقدية، د.نجدت عقراوي، الجزيرة (نت).
37- الحركة الكورديَّة المعاصرة.. دراسة تأريخية وثائقية 1833- 1946، ص713-714.
38- كورد العراق منذ الحرب العالميَّة الأولى 1914 وحتَّى سقوط الملكيَّة 1958م، ص297- 298.
39- القضية الكورديَّة في العراق من الاحتلال البريطانيّ إلى الغزو الأمريكي 1914-2004، د.حامد محمود عيسى، ط(1)، مطبعة مدبولي، 2005م، ص303. 
40- البارزاني والحركة التحرريَّة الكورديَّة 1958- 1961م، مسعود البارزاني، ط(1)، مطبعة خبات، دهوك، 1998م، ص35.
41- البارزاني والحركة التحرريَّة الكورديَّة 1958- 1961م، ص152-155.
42- موسوعة مقاتل من الصحراء، ص31-32، الشعب الكوردي والسياسات الدوليَّة في القرن العشرين.. كوردستان العراق أنموذجاً: 91.
43- العراق والمسألة الكورديَّة 1958- 1970م، سعد ناجي جواد، لندن، 1990م، 77-78.
44- البارزاني والحركة التحرريَّة الكورديَّة 1958- 1961م، ص86. الشعب الكوردي والسياسات الدوليَّة في القرن العشرين.. كوردستان العراق أنموذجاً: 96.
45- القضية الكورديَّة في العراق من الاحتلال البريطانيّ إلى الغزو الأمريكي 1914-2004، ص341.
46- العراق والمسألة الكورديَّة 1958- 1970م، د.سعد ناجي جواد، ص185، الشعب الكوردي والسياسات الدوليَّة في القرن العشرين.. كوردستان العراق أنموذجاً: 110.
47- الموساد في العراق ودول الجوار، شلومون نكديمون، تر: بدر عقيلي، ط(2)، دار القدس، بيروت - لبنان، 1998م، ص96.
48- عراق المستقبل: دكتاتوريَّة ديمقراطيَّة أم تقسيم، ليام اندرسن، وغاريث ستانسفيلد، تر: رمزي. ق. بدر، مراجعة وتقديم وتعليق: ماجد شبر، ط(1)، شركة دار الورّاق للنشر، لندن، 2005م، ص101-102.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق