حرب التهويد مستعرة في أسواق القدس العتيقة
التهويد يتربص بأسواق القدس
التهويد يتربص بأسواق القدس
سليمان بشارا – اون اسلام
ما إن تحط قدماك على أعتابها حتى تنسيك نفسك، فسرعان ما تختلط أنفاسك برائحة البخور والعطور الممزوجة بأصوات الباعة الذين يحاول كل منهم أن تكون زبونه.. تسير خطواتك وتقلب بصرك في كل ما ينتشر من نحاسيات وتماثيل نقشت عليها قباب ومآذن، لكن فجأة تصطدم بذلك الجندي الذي يرتدي بزته العسكرية ويحمل بندقيته ويرتكز بالقرب من جدار يحكي تاريخ المدينة منذ نشأتها.
وتشهد أسوار سوق القدس العتيقة ما يشبه الحرب التي يشنها الاحتلال لتهويد هذه الأسواق من خلال ممارسة الضغوط والمضايقات ضد الفلسطينيين من أصحاب المحال التجارية والتأثير على السياح الأجانب لمقاطعة بضائعهم وذلك لإجبارهم على الرحيل، إلا أن الفلسطينيين أمام مخططات التهويد هذه ينظمون رحلات لأسواق المدينة ليقاوموا من خلالها خطط الاحتلال بما يسمى السياحة الداخلية.
فبينما يحاول البائع "أبو سمير صادق" عرض ما يزخر به محله من تحف وهدايا، يقول لـ"أون إسلام": "نأتي منذ ساعات الصباح ونبقى لساعة متأخرة من الليل بانتظار أن يدخل علينا بعض الزبائن الزائرين للمدينة، لكن هذا الأمر أصبح صعبا فالشركات السياحية الإسرائيلية تعطي تعليمات للسياح بشراء كافة احتياجاتهم من المحال الإسرائيلية المتواجدة في منطقة حي الشرف والتي يسمونها الحي اليهودي". لكن يبقى موقنا أن الرزق من عند الله، فيضيف قائلا:
"هم (الاحتلال) يحاولون بكل الوسائل إجبارنا على ترك هذه البلدة أو إغلاق محالنا التجارية، لكن لن نسمح لهم بهذا، وسنبقى موجودين مهما كلفنا هذا الأمر".سرقة للسياح
لا يختلف الشعور بين بائع وآخر، فجميعهم يتخوفون من استمرار الضغوط والمضايقات من قبل الاحتلال، ما قد يجعلهم يفقدون محالهم التجارية التي تشكل مصدر رزقهم. بائع التحف والهدايا "أحمد حرز الله" يقارن ما بين الماضي واليوم ويقول:
"في السنوات العشر الأخيرة بتنا نشعر بفرق كبير بين أعداد المتسوقين، فأهالي الضفة الغربية لم يعد بمقدورهم الوصول لأسواق القدس إلا بأعداد محدودة".ويتابع لـ"أون إسلام": "أبيع التحف والهدايا التي تحمل صور ورموز مدينة القدس، وهي جزء من تاريخنا يجب أن نحافظ عليه ونعرف به أطفالنا، لكن اليوم هناك الكثير من المحال الأخرى الإسرائيلية التي تبيع هذه التحف وتروج لها على أنها معالم تاريخية إسرائيلية، وهذا يعتبر سرقة للتاريخ". وبينما يتنقل الزائر لأسواق المدينة العتيقة يلمس بعضا من ملامح التغير والتهويد، فهناك علم إسرائيلي يرفرف على إحدى النوافذ المطلة، وهناك حواجز شرطة مقامة يتترس حولها جنود مدججون بالسلاح، بينما تنتشر كاميرات المراقبة في كل ناحية.
تقول الباحثة المقدسية عبير زياد:
"أسواق القدس تشهد استهدافا إسرائيليا مستمرا، وهذا يأتي بشكل مبرمج وعلى خطوات، وقد يأتي اليوم الذي تستطيع فيه جعلها جزءا من التاريخ اليهودي وسلخها عن المدينة المقدسية". تضيف لـ"أون إسلام" قائلة: "الشركات السياحية الإسرائيلية هي المسيطرة على القطاع السياحي بالمدينة، وهي من خلال إدلائها المرافقين لهؤلاء السياح تنفذ مخططاتها بتغيير الحقائق وتزوير التاريخ".وتستدرك قائلة:
"لا يتوقف الأمر عند ذلك، فهذه الشركات السياحية تجبر السياح الأجانب على الشراء من المحال التجارية الإسرائيلية وعدم الشراء من المحال العربية، وهذا يشكل نوعا من مقاطعة التجارة المقدسية بهدف إضعافها". وترى زياد أنه إذا لم يكن هناك أي خطط لمواجهة هذا التهديد للاقتصاد السياحي المقدسي فقد نشهد إغلاق الكثير من المحال داخل أسواق البلدة القديمة، وقد يضطر بعض التجار والباعة للرحيل للعمل بأماكن أخرى.السياحة الداخلية.. البديل ورغم كل التضييقات فإن ملامح الاستبشار ترتسم على وجوه عدد من الباعة، خاصة عندما يرى تحدي الإنسان الفلسطيني في التكافل والتعاضد لمقاومة مخططات الاحتلال.وفيق درويش، مدير مؤسسة البيارق في فلسطين48، يوضح لـ"أون إسلام" الدور الذي تقوم به مؤسسته في تدعيم الاقتصاد المقدسي للصمود في وجه التهويد قائلا: "مؤسسة البيارق تعمل على تسيير رحلات من كافة المدن الفلسطينية المحتلة عام48، وهذه الرحلات تسعى لتحقيق هدفين أولهما إعمار المسجد الأقصى، والثاني إحياء كل ما هو محيط بالمسجد الأقصى من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية".
"أسواق القدس تشهد استهدافا إسرائيليا مستمرا، وهذا يأتي بشكل مبرمج وعلى خطوات، وقد يأتي اليوم الذي تستطيع فيه جعلها جزءا من التاريخ اليهودي وسلخها عن المدينة المقدسية". تضيف لـ"أون إسلام" قائلة: "الشركات السياحية الإسرائيلية هي المسيطرة على القطاع السياحي بالمدينة، وهي من خلال إدلائها المرافقين لهؤلاء السياح تنفذ مخططاتها بتغيير الحقائق وتزوير التاريخ".وتستدرك قائلة:
"لا يتوقف الأمر عند ذلك، فهذه الشركات السياحية تجبر السياح الأجانب على الشراء من المحال التجارية الإسرائيلية وعدم الشراء من المحال العربية، وهذا يشكل نوعا من مقاطعة التجارة المقدسية بهدف إضعافها". وترى زياد أنه إذا لم يكن هناك أي خطط لمواجهة هذا التهديد للاقتصاد السياحي المقدسي فقد نشهد إغلاق الكثير من المحال داخل أسواق البلدة القديمة، وقد يضطر بعض التجار والباعة للرحيل للعمل بأماكن أخرى.السياحة الداخلية.. البديل ورغم كل التضييقات فإن ملامح الاستبشار ترتسم على وجوه عدد من الباعة، خاصة عندما يرى تحدي الإنسان الفلسطيني في التكافل والتعاضد لمقاومة مخططات الاحتلال.وفيق درويش، مدير مؤسسة البيارق في فلسطين48، يوضح لـ"أون إسلام" الدور الذي تقوم به مؤسسته في تدعيم الاقتصاد المقدسي للصمود في وجه التهويد قائلا: "مؤسسة البيارق تعمل على تسيير رحلات من كافة المدن الفلسطينية المحتلة عام48، وهذه الرحلات تسعى لتحقيق هدفين أولهما إعمار المسجد الأقصى، والثاني إحياء كل ما هو محيط بالمسجد الأقصى من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية".
يضيف درويش:
"مع نهاية العام الحالي 2010 سيصل عدد الرحلات التي تم تسييرها إلى مدينة القدس إلى 7500 حافلة، بمعدل 50 شخصا بالحافلة الواحدة، وهذه تنطلق من كافة مدن الداخل بشكل شبه يومي".ولا يقتصر الأمر على نقل المواطنين إلى المدينة المقدسة فحسب، بل تعمل المؤسسة على توزيع نشرات توعية بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوموا به من إحياء المدينة وتحريك اقتصادها لمواجهة تهويد الاحتلال، كما يوضح درويش. ومن أجل تحقيق أفضل النتائج في تعريف الناس بالمعالم التاريخية وتقديم المعلومات الدقيقة لهم يبين درويش أن المؤسسة تقوم بإرفاق الحافلات بأدلاء مدربين ويخضعون لدورات مستمرة، بحيث يقومون بإرشاد الناس وتوعيتهم حول واقع المدينة المقدسة.ويبرهن درويش على أهمية هذه الرحلات بإحياء الحياة الاقتصادية بالمدينة فيقول: "نتلقى رسائل شكر بشكل مستمر من الباعة والتجار الذين يؤكدون أنه لولا هذه الرحلات التي يتم تنظيمها لما استمر وجودهم داخل أسواق البلدة القديمة".وتتعرض مدينة القدس لتضييقات مستمرة من قبل الاحتلال، إذ يمنع أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول للمدينة كما كان الحال قبل نحو عشر سنوات، وهذا بالتالي ينعكس على حجم الحركة الاقتصادية بالمدينة التي تقبع تحت الاحتلال منذ عام 1967م.
"مع نهاية العام الحالي 2010 سيصل عدد الرحلات التي تم تسييرها إلى مدينة القدس إلى 7500 حافلة، بمعدل 50 شخصا بالحافلة الواحدة، وهذه تنطلق من كافة مدن الداخل بشكل شبه يومي".ولا يقتصر الأمر على نقل المواطنين إلى المدينة المقدسة فحسب، بل تعمل المؤسسة على توزيع نشرات توعية بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوموا به من إحياء المدينة وتحريك اقتصادها لمواجهة تهويد الاحتلال، كما يوضح درويش. ومن أجل تحقيق أفضل النتائج في تعريف الناس بالمعالم التاريخية وتقديم المعلومات الدقيقة لهم يبين درويش أن المؤسسة تقوم بإرفاق الحافلات بأدلاء مدربين ويخضعون لدورات مستمرة، بحيث يقومون بإرشاد الناس وتوعيتهم حول واقع المدينة المقدسة.ويبرهن درويش على أهمية هذه الرحلات بإحياء الحياة الاقتصادية بالمدينة فيقول: "نتلقى رسائل شكر بشكل مستمر من الباعة والتجار الذين يؤكدون أنه لولا هذه الرحلات التي يتم تنظيمها لما استمر وجودهم داخل أسواق البلدة القديمة".وتتعرض مدينة القدس لتضييقات مستمرة من قبل الاحتلال، إذ يمنع أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول للمدينة كما كان الحال قبل نحو عشر سنوات، وهذا بالتالي ينعكس على حجم الحركة الاقتصادية بالمدينة التي تقبع تحت الاحتلال منذ عام 1967م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق